; هل هي بوادر أزمة داخلية في تركيا؟؟ | مجلة المجتمع

العنوان هل هي بوادر أزمة داخلية في تركيا؟؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 17-سبتمبر-1974

مشاهدات 18

نشر في العدد 218

نشر في الصفحة 5

الثلاثاء 17-سبتمبر-1974

لماذا يحاولون التقليل من دور حزب السلامة؟ صياح صليبي: جابهوا الخطر الإسلامي في تركيا! يتوقع المراقبون السياسيون نشوب أزمة وزارية في تركيا، وبالتالي تعريض الائتلاف الحكومي للخطر. وسبب الأزمة أن رئيس الوزارة التركية«بولند أجاويد» قرر القيام بزيارة لبعض الدول الاسكندنافية دون الرجوع إلى مجلس الوزراء. والأخرى أنه أناب وزير الدولة ليتولى مهمة رئيس الوزراء في غيبته! والمعروف أن المهندس الدكتور- نجم الدین أربكان- رئيس حزب السلامة- حزب إسلامي وشريك في الحكومة- وهو النائب الأساسي لرئيس الوزراء. ولقد احتج الدكتور نجم الدين أربكان على هذا الإجراء الغريب وتضامن معه الوزراء الممثلون لحزب السلامة في الحكومة التركية. فمن الطبيعي أن يتولى نجم الدين مهمة رئيس الوزراء أثناء غياب الأخير في الخارج أو في حالة حدوث مرض. فلماذا هذا التجاوز إذن؟ لقد كان لحزب السلامة دوره الإيجابي والمقدام في التعبئة لعملية إنقاذ المسلمين الأتراك في قبرص. إن هذا الحزب الذي يجاهد لرد تركيا إلى الإسلام.. قد خاض على مستوى قاعدته في صفوف الشعب.. وعلى مستوى نوابه في المجلس النيابي.. وعلى مستوى وزرائه في مجلس الوزراء.. خاض معركة إنقاذ مسلمي تركيا في قبرص. لقد تبدت الروح الصليبية بعنفها القديم وشراستها الجديدة في القبارصة اليونانيين، والذين يدعمونهم. وفي مواجهة هذا التعصب، استطاع حزب السلامة أن يحرك أعماق المسلمين في تركيا وقبرص. ويستنفر مشاعرهم ويدفعها دفعًا في معركة تحرير مسلمي قبرص. هذا الموقف القوي أثار نقمة أحفاد الصليبيين في أوروبا وأمريكا، فقد أخذت الصحافة الغربية تدق طبول اليقظة في الغرب لمواجهة ما أسمته بـ «خطر الإسلام الجديد في تركيا». فهل من مصلحة تركيا إضعاف أو تجاوز مكانة حزب السلامة الذي أعطى للصراع- مع الظلمة في اليونان وقبرص- معنى جديدًا.. وبعدًا جديدًا.. وقوة جديدة.. وحسمًا جديدًا؟ لا شك أن الغيرة الحزبية قد تدفع البعض للتقليل من وزن ومكانة حزب السلامة في مجرى الأحداث التركية.. ابتغاء الحد من مكاسبه السياسية في أوساط الشعب. لكن ينبغي أن تكون مصلحة تركيا فوق الغيرة الحزبية التي ظهرت في تصرف رئيس وزراء تركيا. لقد شهدت تركيا أزمات وزارية طاحنة ومتعاقبة، كادت أن تماثل ما يحدث في إيطاليا. فلما دخل حزب السلامة الوزارة تمتعت تركيا باستقرار نسبي.. كان من مظاهره التضامن الشامل ضد أطماع اليونان، ومحاولة تخطي أو مضايقة أو استفزاز ممثلي حزب السلامة في الوزارة التركية.. تؤدي إلى أزمة عدم انسجام، وعدم استقرار، وأي هزة سياسية في تركيا تخدم اليونان رأسًا. تركيا.. أيضًا أصدر وزير العدل التركي أمرًا بمنع الأفلام الخليعة من العرض في سينمات تركيا؛ حماية للأخلاق والأمن الاجتماعي. وما كان أمر وزير العدل يظهر حتى تناولته صحافة المجون بالهجوم والتشهير. وإذا كان أمر الصحافة الماجنة معروفًا.. فإن موقف وزير العدل التركي جدير بالتنويه. فهو أحد ممثلي حزب السلامة في الوزارة التركية، أي أنه يحمل اتجاهًا إسلاميًا، وموقفه دليل عملي على جدوى وأهمية العناصر الإسلامية في تحقيق الخير، ومطاردة الشر. إن الغربيين عمومًا، والأمريكان بصفة خاصة حاولوا ويحاولون هدم تركيا اجتماعيًا وخلقيًا، بعد أن نفذوا أحقادهم- بواسطة أتاتورك- في إلغاء شعائر الإسلام، وشاراته ومظاهره وشرائعه. وموقف الوزير التركي ينم عن إدراك لهذا البلاء الساحق، ومن جانب آخر يعبر هذا الموقف عن«أهمية السلطة» في تطهير المجتمعات من الفساد والانحراف. إن الناس ليسوا سعداء بهذا الفساد الطاغي الذي يلفهم هم وأولادهم في ظلام التعاسة والعنف، وهم في حاجة إلى مناخ يتنفسون فيه الفضيلة والاستقامة والطهر. والسلطة الحاكمة هي التي تصنع هذا المناخ؛ حيث إن وسائل الاعلام والتوجيه بيدها.. فهل نطمع في قرار- مثل قرار وزیر العدل التركي- يصدره وزیر الإعلام بالتضامن مع زملائه وزراء التربية والأوقاف والشئون، خاصة ونحن في غرة شهر رمضان، وهو شهر التوبة والفضيلة.. شهر التقوى والمغفرة؟
الرابط المختصر :