; واقع الحركة الطلابية.. ومستقبلها في ضوء انعقاد المؤتمر السادس | مجلة المجتمع

العنوان واقع الحركة الطلابية.. ومستقبلها في ضوء انعقاد المؤتمر السادس

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 08-أغسطس-1972

مشاهدات 12

نشر في العدد 112

نشر في الصفحة 5

الثلاثاء 08-أغسطس-1972

قبل أن ينعقد مؤتمر الطلبة الكويتيين السادس دعي الاتحاد إلى مؤتمر صحفي، في محاولة إعلامية لشد انتباه الناس إلى هذا الحدث، وفي المؤتمر الصحفي سئل المتحدث باسم الاتحاد عن المساعدات التي حصل عليها الاتحاد من الدولة وحدها، فقال السيد ناجي عبد العزيز رئيس الهيئة التنفيذية: «إن الاتحاد تلقى مساعدة من ولي العهد ۲۰۰۰ دينار، ومن مجلس الوزراء ۳۰۰۰ دينار، وقدمت الحكومة عند التأسيس ٢٤ ألف دينار، ومثلها في المؤتمر الرابع والخامس، ولما سئل أين صرفت هذه المبالغ وعن منجزات الاتحاد التي أتت عليها أجاب: لقد خضنا معارك ضد إدارة الجامعة والقوى الرجعية المتخلفة داخلها، وخضنا معارك ضد جمعية الإصلاح وجمعية الثقافة الاجتماعية وحضرنا ١٦ ندوة ومؤتمرًا طلابيًّا عالميًّا».

وسكت رئيس الهيئة التنفيذية لما سئل عن باقي المبلغ أين ذهب؟!

ولعل هذه الإجابة كانت كافية للتنبؤ بحال المؤتمر السادس مثلما كانت كافية لإظهار واقع الاتحاد والحالة التي هو عليها الآن.

وتحت الشعارات الملتهبة المعروفة افتتح المؤتمر.. وكان وزير العدل والتربية بالنيابة يلقي كلمته في الجلسة الافتتاحية نيابة عن ولي العهد -وكان سموه قد اعتذر- ويتحدث عن الواجب الأساسي أمام الطلاب وهو المشاركة في بناء المستقبل الكويتي عن طريق التحصيل العلمي استعدادًا لمعركة البناء القومي والتقدم، ثم التسلح بالمقومات الأساسية للثقافة الوطنية؛ وهي التراث الإسلامي والقيم المستمدة من بيئة الأمة وتقاليدها العربية الأصيلة.. هذا في الوقــت الذي كان ينظر فيه الجمهور في الشعارات «الثورية» المعلقة والتي تقول: إنَّ مسئولية القضاء على قوى التخلف والرجعية داخل الجامعة تقع أساسًا على عاتق العلبة إلى آخر هذه الشعارات المعروفة، ولم يكن الإخفاق الحقيقي في الصورة التي أعد بها المؤتمر.. حيث حضر الجلسة الافتتاحية حوالي المائة شخص أو يزيدون قليلًا جدًّا بما فيهم الوفود والضيوف والصحفيون، وحيث تأجلت جلسات المؤتمر أكثر من مرة لأن النصاب القانوني لم يكتمل «اعتذرت قيادة الاتحاد عن إخفاقها في إبراز المؤتمر بصورة حية ومشرفة بفصل الصيف!».

إنما كان الفشل في الصبغة اليسارية التي حاول البعض فرضها على طلبة الكويت الأصلاء والذين يرفضون الانتماء إلى تيارات اليسار واليمين.

• في مشروع الدستور الذي قدم للمؤتمر نص على أن الاتحاد يناضل من أجل الاشتراكية والوحدة والحرية، ومع تجاوز الصيغة الحزبية المعروفة لهذا الشعار فإنه من العجب أن ينص في الدستور على أن الاتحاد هو اتحاد اشتراكي.. إذن فقد أعطيت للاتحاد صفة أيدلوجية محددة وخط سياسي محدد وعلاقات سياسية محددة.. وبذلك يريد أن يتحول إلى حزب.. وخصوصًا والبلد الذي ينتمي إليه الاتحاد ليس بلدًا اشتراكيًّا. فما هي علاقة الطلاب الكويتيين غير الاشتراكيين بهذا الاتحاد؟ هل يعزل عنه كل طالب غير اشتراكي ويبقى تنظيمًا للاشتراكيين فقط؟

• ولما جاء السيد مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية ليلقي خطاب المقاومة الفلسطينية منع، وأعطي هذا الحق لمندوب الجبهة الشعبية الديمقراطية المعروفة بانتمائها الماركسي ليتحدث باسم الثورة الفلسطينية، مما اضطر مدير مكتب منظمة التحرير إلى إصدار بيان في اليوم التالي يهاجم فيه قرار الاتحاد الذي وجه طعنة غادرة للوحدة الفلسطينية المتشددة.

وهذه ظاهرة لو أضيفت لخطاب رئيس الاتحاد وبيانات ثورة عمان وتحرير الخليج الماركسية وحفلة أحد النوادي المعروفة «لتكريم» وفـــــــــود المؤتمر ودعوة جماعة النادي جميعًا إلى حفل افتتاح المؤتمر والشعارات الثورية المعلقة على الجدران، والتي ترددت في خطابات المتحدثين، لأعطت صورة حقيقية لما يراد باتحاد الطلبة الكويتيين الذي حاول رئيسه عبثًا أن ينفي عنـــــه الانحياز السياسي والتبعية الحزبية لجماعة جورج حبش في الكويت.

- أدان مؤتمر الطلبة طرد الخبراء السوفييت من مصر.

- اتخذ قرارًا بضرورة العمل على حماية النظام التقدمي الثوري في اليمن الديموقراطية الشعبية.

- طالب بعض الأعضاء بشجب الوحدة بين مصر وليبيا؛ لأنها لم تقم على أساس مادي علمي! ولأنها مثل التحالف الذي حدث في السودان قصد بها ضرب القوى التقدمية. وقد استمر النقاش في ذلك طويلًا ولم يتوصل إلى قرار، مع العلم بأن المؤتمر أصدر قرارًا بشجب الوحدة في اتحاد الإمارات.

ولم تزد تقارير اللجـــــــان الداخلية والخارجية -في استعراض إنجازاتها- عن سرد الشعارات الثورية، ولم تقدم مشروعًا واحدًا ذا قيمة حقيقية للمجتمع الطلابي أو للمصلحة الطلابية، أو على صعيد العمل الوطني، فأعضاء الجمعية العمومية الذين لم يحضروا حتى جلسات مؤتمرهم -لعلمهم سلفًا بما سيكون عليه الحال- اعتذر عن غيابهم بسبب الاصطياف، هذا في الوقت الذي ينتظر فيه الناس أن يكون هناك مشروع عمل كبير في فترة العطلة: للتدريب العسكري، أو للقتال مع المقاومة، أو لإنجاز بعض المشاريع القومية في الداخل. والفشل الواضح في المجال الأكاديمي الذي كشفته نتائج الامتحانات الأخيرة، والذي اهتمت به جميع الدوائر في البلد، لم يجد من اتحاد الطلبة أي اهتمام أو دراسة أو اقتراح.

آلاف الدنانير صرفها الاتحاد -لا ندري في ماذا؟ ـ وآلاف البيانات أصدرها، وآلاف المعارك المفتعلة خاضها -مثل معركة الاختلاط! يا للأسف- ولكنه لم يُقدم إنجازًا حقيقيًّا واحدًا يُحمد عليه.

إنَّ مسئولية كبيرة تقع على عاتق القاعدة الطلابية في إزالة هذه الحزبية اليسارية التي لحقت بالحركة الطلابية الكويتية في ما عُرف بالمؤتمر السادس لطلبة الكويت، وإن علـــــــــى القاعدة الطلابية وحدها تقع مسئولية إحداث حركة تصحيحية شاملة داخل إطار العمل الطلابي تنسف الاستغلال الحزبي لاسم الحركة الطلابية، وتضع العمل الطلابي في إطاره الوطني الصحيح وفي مساره الهادف.. والمسألة تحتاج إلى طلائع صادقة نشطة تدفع العمل الطلابي في خط وطني.. وتركزه في مجال القضايا الطلابية أساسًا.

• ومن الإنصاف الإشـــــــــــادة بالمواقف الوطنية المشرفة التي وقفها الطلبة الأصلاء حفاظًا على استقلال الاتحاد ونزاهته.. ودفعًا للعمل الطلابي في خط سليم وبنَّاء.

وآمال الأمة معقودة على هؤلاء الشباب.

الرابط المختصر :