العنوان وتنتصر «حماس» وتنتصر «غزة»
الكاتب سالم الفلاحات
تاريخ النشر السبت 24-يناير-2009
مشاهدات 11
نشر في العدد 1836
نشر في الصفحة 29
السبت 24-يناير-2009
الإرادة التي لا تنظر المتاع الدنيا ومغرياتها، ولا يرهبها القتل والدم. الإرادة التي تهاجم الموت، ويقف قادتها في المقدمة.. إرادة لا تقهر؛ بل وستقهر عدوها الذي أغراه جبروته وطغيانه، وأغراه اطمئنانه إلى سكوت العرب، وإلى تآمر «أمريكا»، و«الغرب». نعم، لقد ارتكبوا محرقة في المدنيين والمنشآت المدنية من مساجد، وجامعات ومدارس، ومصانع وطرق، ومرافق عامة، أما المجاهدون فقد واصلوا إطلاق ما تيسر من صواريخهم التي صنعوها هم بأيديهم، وطوروها وهم ثابتون كالجبال الرواسي!
العدو الصهيوني في هلع شديد من «حماس»، ومن رجال المقاومة الشرفاء، ومن كل شيء، فالحديد عدوهم يدمرون كل ورشة حديد، ويعادون كل أنبوب معدني خشية أن يكون هو الصاروخ الذي يستهدفهم والذي سيصنع عما قريب.. هذا الشعب الذي يدفع الثمن ويثبت ويصبر ويصابر سينتصر في النهاية ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ (العنكبوت : ٦٩)، والذي يستطيع العدو الصهيوني فعله طائرات (إف ١٦) وطائرات عمياء بلا طيار، تقتل وتدمر الأهداف المدنية السهلة؛ لكنها لن تجد القشة وسط أكوام الزرع إنها المقاومة الجادة، وهي مصدر القلق المستمر الذي سيبقى في حلوقهم بإذن الله إنها الإرادة التي وجدت تجاوباً في شتى أنحاء الدنيا، حيث يخرج ملايين المتظاهرين كل يوم.
إن أنظمة عربية كثيرة ترتجف فقد تجاوزتها الشعوب المؤيدة لحماس ول «غزة» بل وإن «إسرائيل» نفسها تخشى من انفلات الأدوار حولها من الشعوب التي خرجت عن صمتها تتميز غيظا.
ماذا قال الرئيس التركي أردوغان ؟!
ماذا قال الرئيس الفنزويلي، وماذا فعل ؟!
ماذا قالت الشعوب العربية والإسلامية وبعض شعوب العالم ؟!
هذا الشعب المجاهد الذي شاغل العدو الصهيوني أكثر من عشرين يوما متواصلة في كل يوم تأتي حركة «حماس» بمفاجآت حيث تصل الصواريخ إلى عمق الأراضي المحتلة وتزداد يوما بعد يوم.
جيوش العرب لم يستغرق تركيعها وسلب أراضيها أكثر من ستة أيام في عام ١٩٦٧م، بل هي ساعات فقط من هذه الأيام بينما تصمد «غزة»، وتقهر العدو الصهيوني، وتقهر كل من كان ينتظر استسلام «غزة»، و«حماس»، ولن تركع إلا لله الذي يزيدها عزة وكرامة، إنهم من الذين عناهم القرآن: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْفَرَحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا منْهُمْ وَاتَّقَوْا أجر عظيم ۱۷۲ ﴾ (آل عمران ) ..
ومن الذين قال عنهم: ﴿إن تكونوا تألمون فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَعْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ ﴾ (النساء : ١٠٤)، إي والله، من يملك طائرات (إف ١٦) والأباتشي، والدبابات العملاقة، ومعه «أمريكا»، و« بريطانيا » ومعظم الدول الغربية يخشى ويخاف ويرتجف أمام شعب محاصر، حتى من أقرب الناس إليه، ولا يملكون إلا السلاح الفردي.. نعم، سيهزم الجمع ويولون الدبر، ها هو أحد المجاهدين من حماس يعتلي الدبابة ( الميركافا ) ويفجرها ، طالبا لقاء الله تعالى.
- كيف لا يهزم من خرج بطراً ورثاء الناس يريد الشر بالبراء، يحارب بلا قيم ولا مبادئ وأخلاق، يستخدم الأسلحة المحرمة دوليا ضد أطفال ونساء، ومبان ومدارس ومساجد يستهدفون كل شيء، ولا يرعون حرمة لشيء وبين من يدافع عن أرضه وعرضه وأطفاله مظلوم يرفع يديه إلى السماء: «اللهم إني مغلوب فانتصر»
- كيف لا ينتصر هؤلاء الشباب الذين لا يفل الحديد صبرهم وجهادهم وثباتهم... هؤلاء الذين يخافهم الموت نفسه، ولا يخافونه.
- كيف لا ينتصر هذا الشعب الذي فيه امرأة فقدت زوجها وأولادها وبيتها، ثم تقف كالسنديانة، قائلة: لن نهرب.. لن نخرج.. لن نستسلم، وسنهزمهم.
إن العدو الصهيوني اليوم يبحث عن مخرج بالرغم من هذه الآلاف التي قتلها وجرحها ظلما وعدوانا، وبالرغم من هذا الدمار الهائل الذي أحدثه، لكنه لا يجد له مخرجا وهو يرسل أعوانه وأذنابه لعقد الصلح بالتفاهم والمبادرات (الملغومة) من أجل الانتصار في المكر والدهاء، ما دام لم يحقق النصر في الميدان وأنى له ذلك، فالمجاهدون يعلمون هذا كله.
نعم، لقد انتصرت «حماس»، والمقاومة وأهل غزة العزة والكرامة.
إنها أيام الله عاش خلالها المرابطون كل يوم منها بساعاته ودقائقه، يحرسون كل ثغر، ويصدون كل محاولة صهيونية لاختراق الحدود ؛ بل ويقنصون جنود العدو هنا وهناك وصدق الله العظيم: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِن اللهَ رَمَى ﴾ (الأنفال : ۱۷)، وعلى الذين تآمروا على «حماس»، والمقاومة و«غزة»، وقضية الأمة أو عجزوا عن مناصرتها أن يرفعوا أيديهم عن هذا الموضوع ويكفيهم شرفا وفخرا وليتركوا المجاهدين وشأنهم ليحفظوا أمنهم وأمن مواطنيهم بطريقتهم فليسوا بحاجة إلى نصائح القاعدين؛ لأن قلوبهم مليئة بالخوف والارتجاف والهلع، ولا تستطيع أن تركب جملة مفيدة واحدة متماسكة، إلا أن تردد مطالب العدو نفسه، وهل كان هؤلاء يصدقون أن «غزة» ستصمد بهذه الصورة البطولية وأن ترى العدو بهذا العجز وهذا التردد حتى وهو يملك آخر ما توصل إليه العقل البشري من أسلحة فتاكة ؟!
- نعم انتصرت «حماس»، وانتصرت المقاومة، وانتصرت الإرادة الصادقة بفضل الله وتأييده. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (۸)﴾ (محمد).
- يا لها من غزة عظيمة ويالهم من شباب مجاهدين لو كان معهم رجال لتغير وجه الأرض ﴿وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (۱۷) ﴾ (فاطر). ويَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أن يكون قريبًا (51)﴾ (الإسراء).
﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا ( (7﴾ (المعارج).
نعم، لقد كان سيدنا عمر بن الخطاب علقة يقول: أي جمع هذا الذي سيهزم وأنا أقرأ قول
الله تعالى: ﴿ سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُونَ الدُّبُرَ (٤٥) ﴾ (القمر)، حتى رأيت الرسول يثبت في الدرع
في «بدر»، وهو يقول: ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُونَ الدبر(٤٥) ﴾.
لقد انتصر د. نزار ريان - يرحمه الله - هو وعائلته وفازوا فوزا عظيما، وانتصر القائد البطل الشهيد سعيد صيام - يرحمه الله - ونجله، وشقيقه وكل الشهداء. وخسر، ويخسر كل من ارتد على عقبيه وخذل إخوانه في«غزة».
سلمت هذه الفتية (طيور الأبابيل)، الذين قهروا كبرياء الصهاينة مرة ومرات بما يشبه المعجزات.
لا يشك مؤمن أنكم قدر الله ألقاكم على عدوه وعدو البشرية، وستخرجون وساوس الشيطان من رؤوس شياطين العصر (اليهود ) وفي مقدمتهم ثالوثهم الخاسر (أولمرت وباراك، وليفني).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
معالم على الطريق- العنصرية والتآمر الدولي وعجز الأمة = الكارثة
نشر في العدد 1097
12
الثلاثاء 26-أبريل-1994