العنوان وثيقة منسوبة لجون ميجور تسبب: فضيحة للموقف البريطاني حول البوسنة والهرسك
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-يونيو-1993
مشاهدات 16
نشر في العدد 1055
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 29-يونيو-1993
زغرب – لندن – المجتمع:
أثارت وثيقة سرية منسوبة لرئيس الوزراء البريطاني جون ميجور ضجة حول مصداقيتها بعدما تناولتها بعض الصحف البريطانية دون تعليق ونشرتها صحيفة ليليان البوسنية في عددها الصادر بتاريخ ۱۹۹٣/٦/٧، وذكرت ليليان أن الوثيقة وصلت إلى الحكومة البوسنوية عن طريق أحد موظفي رئاسة الوزارة البريطانية موقعة باسم «مخلص»، والوثيقة - إن صحت - عبارة عن رسالة موجهة من جون ميجور - رئيس الوزراء البريطاني - بتاريخ ١٩٩٣/٥/٢ إلى دوجلاس هوج - مدير مكتب الشؤون الخارجية والمملكة المتحدة -، ويتحدث فيها ميجور عن حقيقة السياسة البريطانية تجاه قضية البوسنة والهرسك، وبغض النظر عن تأكيد أو نفي صحة هذه الوثيقة، التي غالبًا ما يثار الجدل حول مثيلاتها، فإننا ننشرها دون تعليق:
نص الوثيقة
مكتب رئيس الوزراء داوننغ ستريت «١٠» السيد دوغلاس هوغ، مكتب الشؤون الخارجية والمملكة المتحدة لندن SWIA2AH 2 مايو ۱۹۹۳م.
السيد دوغلاس المحترم:
أشكرك على التقرير المفصل حول الأوضاع الماضية والحالية في جمهورية البوسنة والهرسك، التي كانت جزءًا من دولة يوغسلافيا السابقة.
كما تعرف جيدًا من خلال الأحاديث السابقة في المكتب والمناسبات الأخرى، فإن حكومة جلالة الملكة لم تغير موقفها تجاه حل القضايا السياسية التالية:
۱-لا نوافق الآن كما أننا لن نوافق في المستقبل على تزويد مسلمي البوسنة والهرسك بالسلاح أو تدريبهم على استخدامه.
٢- إننا سنواصل دعمنا الحازم لإبقاء حظر بيع السلاح المفروض من قبل الأمم المتحدة على دول هذه المنطقة رغم معلوماتنا الموثقة الواردة عن دعم دول اليونان وروسيا وبلغاريا للجيش الصربي، وقيامها بتدريبه، والمعلومات عن قيام ألمانيا والنمسا وسلوفينيا، وحتى الفاتيكان - بالدور المماثل لدعم كرواتيا والقوات الكرواتية في البوسنة والهرسك، ومن المهم جدًّا أننا نعلم يقينا أن جميع الجهود المماثلة المبذولة من قبل الدول والمنظمات الإسلامية لدعم المسلمين قد باءت بالفشل التام.
إنه يتعين علينا اتباع هذه السياسة حتى لحظة الوصول إلى الهدف النهائي وهو تقسيم جمهورية البوسنة والهرسك، ومنع قيام الدولة الإسلامية في أوروبا، وهو الأمر الذي لا يمكن أن نسمح به أبدًا، وإنه من غير مسموح أن نرتكب مرة أخرى في البوسنة والهرسك أو في أي مكان آخر في العالم، الخطأ الذي ارتكبناه بتسليح وتدريب المقاتلين الأفغانيين أثناء قتالهم مع الاتحاد السوفييتي، وإلا فإن هذا الأمر قد يسبب لنا مشاكل كبيرة داخل المسلمين المهاجرين إلى دول المجموعة الأوروبية وأمريكا الشمالية.
كما أرجو منك الاطلاع على الرسالة الواردة من الولايات الأمريكية المتحدة بعنوان: الانطلاقة الإيرانية نحو أوروبا بتاريخ 1 سبتمبر ۱۹۹۲م، ومن أجل هذه الأسباب تصبح المعايير المذكورة صحيحة؛ لذلك ينبغي أن تهتم أجهزة الأمن الداخلي بصفة خاصة بالجمعيات الإسلامية الموجودة في الدول الغربية وخاصة عندنا في بريطانيا.
3ـ يجب أن نؤكد ضرورة إخفاء حقيقة التحركات السياسية الغربية، وبأي ثمن عن كل الدول التي يمكن أن نسميها بالإسلامية، وبالذات عن تركيا فيما يتعلق بهذه المنطقة إلى أن تهدأ الأمور في يوغسلافيا السابقة.
ومن أجل هذا السبب نفسه يتعين علينا الاستمرار في الخدعة التي سميناها بـ «خطة وانس- أوين» لإحلال السلام بهدف عرقلة كل التحركات إلى أن نقضي على دولة البوسنة والهرسك، ويتم تهجير المسلمين منها إلى مختلف دول العالم.
قد يظهر للبعض أن هذه السياسة قاسية إلا أنه من واجبي أن أطالب بها كل العاملين في مكتب الخارجية لشؤون المجموعة الأوروبية، الذين لهم صلة مباشرة بصنع القرارات السياسية والعاملين في الأجهزة العسكرية، ولكني متأكد أن هذه السياسة هي في حقيقة الأمر السياسة الوحيدة الناجحة من أجل المصلحة العليا، وهي مستقبل الأمن الأوروبي.
وإنه من واجبي أيضًا أن أطلعكم على أن الموقف نفسه تتخذه كل حكومات دول أوروبا وأمريكا الشمالية؛ لذلك لن نتدخل في هذه المنطقة لإنقاذ المسلمين أو لرفع حظر بيع السلاح عنهم؛ لذا يتحتم علينا جميعًا العمل على إقناع المسلمين المهاجرين إلى الدول الغربية بأننا لن نسمح لهم بمعارضة نظرتنا إلى العالم من خلال النظام العالمي الجديد، وأن ما يسمى بالدول الإسلامية لم تفعل شيئًا لإيقاف إبادة المسلمين في البوسنة والهرسك، كما أنها لم تنفذ التزاماتها وقراراتها من اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامية والمهلة المحددة بيوم ١٥ يناير ۱۹۹۳م، ولا بد من إشعارهم بأنهم عاجزون عن فعل شيء لإنقاذ المسلمين دون تحركنا نحن؛ لأننا نتحكم في جميع حكوماتهم.
وإن كنت أدرك أنك تختلف معي ومع وزير الدفاع في بعض التفاصيل في هذه القضية إلا أنه من المهم الآن أن نكون جبهة موحدة ضد بعض أعضاء المجلس العمومي، وبعض المعارضين وخاصة بعد الهجوم الشديد على سياستنا هذه من قبل رئيسة الوزراء السابقة.
وأنتظر منكم جميعًا الخدمة المخلصة لهذه الحكومة والاحترام لمسؤوليات هذا المكتب.
مع التحية
جون ميجور
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
الشيخ حسين كفازوفيتش مفتي البوسنة والهرسك لـ«المجتمع» (2 - 2): النظام الشيوعي فشل في اختراق مسلمي البوسنة
نشر في العدد 2107
797
الاثنين 01-مايو-2017