العنوان توصيات القمة وواقع الأمة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-ديسمبر-1992
مشاهدات 15
نشر في العدد 1031
نشر في الصفحة 8
الثلاثاء 29-ديسمبر-1992
الافتتاحية
جاء نص البيان الختامي للدورة الثالثة عشرة للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي متناولا لكثير من القضايا التي تهم المنطقة والعالم الإسلامي بصفة عامة..
فعلى صعيد مجلس التعاون جاء حرص المجلس على تحقيق طموحات أبناء المنطقة بما يمكنها من مواجهة كافة التحديات والمستجدات الإقليمية والدولية ليظهر حرص المجلس على تطوير مسيرته، وعدم الوقوف عند حد الإنجازات التي تمت فالصراعات الإقليمية والدولية من حولنا كثيرة، ويجب أن نسعى إلى أن تكون مواقفنا متقدمة في كافة مجالات التعاون.
كما جاء حرص المجلس على إدانة الانتهاكات المستمرة للنظام العراقي لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بأمن الكويت وأسراها ليؤكد حرص المجلس على إتمام المسيرة التي بدأت بتحرير الكويت حتى يسود الأمن في المنطقة، وينتهي القلق والتوتر المستمر الذي يحرص النظام العراقي الغاشم على إشاعته مما يهدد المنطقة بعدم الاستقرار.
أما على صعيد التعاون العسكري والأمني والتعاون الاقتصادي بين دول المجلس فقد جاءت التوصيات إيجابية إلا أنها بحاجة إلى عمل دؤوب ومتواصل، وإلى تذليل لكثير من الصعاب والخطوات البطيئة في هذين المجالين الهامين لما لهما من دور هام وأساسي في بناء القوة في كافة الكيانات والتحالفات الدولية القائمة.
وعلى صعيد دول الجوار فإن التأييد المطلق الذي اتخذه المجلس لموقف دولة الإمارات العربية المتحدة من قيام إيران باحتلال جزرها الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى، ومطالبة إيران بإلغاء وإزالة كافة الإجراءات التي اتخذتها في جزيرة أبو موسى وإنهاء احتلالها لجزيرتي طنب الصغرى وطنب الكبرى، والتزامها بمبادئ حسن الجوار واحترام سيادة ووحدة أراضي دول المنطقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية هذا الأمر يعكس رغبة أكيدة لدى دول المجلس في تأكيد سيادتها على أراضيها وحرصها على حسن الجوار مع دول المنطقة كما يحفظ سيادتها وأمنها، وعلى صعيد القضايا العربية فقد جاءت إدانة المجلس للانتهاكات الصهيونية المستمرة وأعمال القمع والبطش التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء فلسطين المحتلة، وقيامهم مؤخرا بإبعاد المئات منهم خارج أراضيهم دون وجه حق وكذلك الاعتداءات المتكررة على جنوب لبنان، والوضع المأساوي في الصومال لتؤكد عمق الترابط الأخوي بين دول مجلس التعاون وباقي الشعوب العربية غير أن الأمر بحاجة دون شك إلى بذل المزيد من الجهد الذي لا يقف عند حد القرارات، وإنما نأمل أن نجد من دول المجلس دورا فعالا في حل هذه القضايا.
وعلى صعيد قضايا المسلمين فقد أولى المجلس اهتماما لأوضاع المسلمين في البوسنة والهرسك والانتهاكات والأعمال الوحشية التي يقوم بها الصرب ضد المسلمين وخرقها للقانون الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة وارتكاب جرائم بشعة تتمثل في الإبادة العرقية والتهجير والاغتصاب.
وطالب مجلس التعاون مجلس الأمن أن يتخذ كافة الإجراءات الضرورية بما فيها استخدام القوة لإرغام الصرب المعتدين على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية والانسحاب من جمهورية البوسنة والهرسك وملاحقة المجرمين الذين اقترفوا جرائم ضد الإنسانية.
كذلك جاءت إدانة المجلس واستنكاره الشديد لجريمة اعتداء الهندوس على مسجد بابري التاريخي وتحميل الحكومة الهندية المسؤولية كاملة للحفاظ على مقدسات المسلمين واحترام حقوقهم الدينية، لتؤكد الترابط والتواصل الدائم بين دول مجلس التعاون والمسلمين في أنحاء العالم.
لقد جاءت كثير من التوصيات والبيان الختامي للدورة الثالثة عشرة للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي لثبتت عمق الترابط الخليجي والعربي والإسلامي، غير أننا بحاجة إلى أن تتبع هذه التوصيات مواقف إيجابية تتمثل في تشكيل ضغط على إيران حتى تلتزم بما جاء في هذه التوصيات وأن تراعي حسن الجوار ليس مع الإمارات فحسب، ولكن مع كافة دول المجلس.
كذلك يجب أن تشكل دول المجلس ضغطا كبيرا على المجتمع الدولي بعد التوصيات التي اتخذت بشأن أمن الكويت حتى يرغم النظام العراقي على احترام القرارات الدولية، ويقوم بالإفراج عن الأسرى الكويتيين.
كذلك يجب أن يكون لدول المجلس دورها الإيجابي في الضغط على المجتمع الدولي حتى يعود المبعدون الفلسطينيون إلى ديارهم معززين مكرمين.
وكذلك يجب أن يشكل المجلس ضغطًا وثقلًا على المجتمع الدولي لإنقاذ ما تبقى من أراضي البوسنة والهرسك وسكانها، وذلك بعد التوصيات الجيدة التي اتخذت بهذا الشأن وأن تمد دول المجلس يد العون فعليا إلى مسلمي البوسنة إذا ظل المجتمع الدولي معرضا عن مد يد العون لهم.
وكذلك يجب أن تعمل دول المجلس بثقلها لفك الحصار عن مسلمي البوسنة والهرسك وتمكينهم من استيراد السلاح حيث إن يد أعدائهم مطلقة في صناعة السلاح واستيراده
وكذلك يجب أن تمارس دول المجلس ضغوطها على الحكومة الهندية، وتتخذ كافة الوسائل التي تجبر الحكومة الهندية على احترام مقدسات المسلمين وأرواحهم بما فيها التهديد بطرد العمالة الهندية من دول الخليج لكونها تشكل موردا اقتصاديا هاما للحكومة الهندية لاسيما، وأن الانتهاكات الهندوسية لازالت مستمرة ضد المسلمين في الهند وكشمير التي يجب أن تعمل دول مجلس التعاون على مناصرتها حتى تنال استقلالها.
إن القرارات والتوصيات مهما كانت جيدة تظل كلمات على ورق حتى تجد من يحركها ويحولها إلى واقع ملموس، وأننا نأمل أن نرى كافة التوصيات الإيجابية وقد أصبحت واقعًا وحقيقة يعم خيرها على دول مجلس التعاون وعلى الدول العربية والإسلامية، وعلى المسلمين في جميع أنحاء العالم.. وبقدر ما تحققه دول مجلس التعاون من تطبيق لهذه التوصيات بقدر ما تحظى باحترام المجتمع الدولي والعالم كله لها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
الجماعة الإسلامية الهندية هي حركة دينية خالصة تعمل بكل هدوء واستقرار
نشر في العدد 31
28
الثلاثاء 13-أكتوبر-1970