العنوان وقفة مع مؤتمر القيادات الدينية في مصر
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 15-فبراير-1977
مشاهدات 14
نشر في العدد 337
نشر في الصفحة 8
الثلاثاء 15-فبراير-1977
المشكلة في وجوب احتكامنا إلى شريعة الله..
نحارب الشيوعية والرأسمالية ونرفض استغلال الدين..
العقيدة الإسلامية يكتبها العلماء الثقاة وليس للنصارى علاقة بها..
اللقاء الذي تم بين القيادات الدينية وقادة النظام المصري لنا عليه بعض الملاحظات، ذلك لأن المجتمعين قالوا كلامًا واتفقوا على أمور تمس العقيدة الإسلامية مما لا يجوز السكوت عليه بحال من الأحوال، ونوجز هذه الملاحظات بثلاث نقاط.
- المشكلة في وجوب احتكامنا إلى الإسلام:
أطنب البابا شنودة في الاستدلال بنصوص شرعية وحوادث تاريخية تدل على حسن معاملة المسلمين للنصارى، ووافقه المجتمعون على كلامه، والذي فاتهم ذكره أو مجرد الإشارة إليه: أن العالم الإسلامي اليوم لا يحتكم إلى شريعة الله، بل إلى قوانين أرضية جائرة، وأن الاحتكام إلى شريعة الله فرض عين على كل مسلم، وعندما يحتكم الناس في مصر وغيرها إلى شريعة الله عندئذ نضمن للبابا شنودة ولأقباط مصر ولكل من يدين بالنصرانية أو اليهودية حرية العبادة والتعبير، وندافع عنهم إذا اعتدى المعتدون عليهم.
والمتآمرون منهم الذين يستغلون الكنائس ويتخذون منها أوكارًا لرسم المخططات العدوانية، ومستودعات لحفظ الأسلحة.. هؤلاء نحاكمهم كما نحاكم أصحاب مساجد الضرار إذا نفذوا جريمة من جرائمهم.
وما دام البابا شنودة قد شهد بحسن معاملة الإسلام، وأدلى بهذه الشهادة أمام رئيس مصر إذن ليس هناك من خطر في تحكيم شريعة الله لا سيما وأكبر عذر يتمسك به المرجفون: أن تحكيم الإسلام يخلق فتنًا طائفية وقضايا لا تستطيع الأنظمة الوقوف لها فها هو أكبر زعيم نَصْرَانِيّ يعترف بسماحة الإسلام! أما كان يجب على شيخ الأزهر أن يقول في هذا الموقف:
إذن ما الذي يمنع من تحكيم شريعة الله وهي فرض عين على كل مسلم. هذه واحدة.
٢- الشيوعية ليست هي المقصودة فعلًا:
حمل شيخ الأزهر على الشيوعية الملحدة وندد بحملة هذا المذهب الهدام.. ونحن مع فضيلة الشيخ بأن الشيوعيين ملاحدة كفرة لكن نريد منه أن يندد بالتآمر الأمريكي وخطر أمريكا على العالم الإسلامي ومساندتها للعدو الصهيوني، وعلينا نحن المسلمين أن نحارب الشيوعية من منطلق إسلامي حر متميز بعيد عن سياسة الارتماء واستبدال سید بسید.
إن حرب الشيوعية ليست فترة زمنية نحمل عليها ونستدعي من أجلها لإصدار تصريحات، بل هي عقيدة أصيلة في قلوبنا نقولها في الشدة والرخاء في المنشط والمكره، ونحارب كل المذاهب المستوردة الهدامة.. نحارب التآمر الصليبي والصهيوني.
نحارب القوانين الفرنسية والإنجليزية، نحارب الانهيار الخلقي والدعوة إليه، نحارب الليالي الحمراء التي كانت تقام في أرض الكنانة إكرامًا لليهودي كيسنجر.
وعلى كل داعية إلى الله أن يدرك بأن الأنظمة العربية ليست جادة في حرب الشيوعية، فماذا فعلت مصر بعلي صبري بعد أن ثبت عليه التآمر. وها هم زعماء الشيوعية في مصر يقولون ما يريدون وتصدر صحفهم بحرية دون أن تمتد إليهم يد بأذى.
والشيوعيون في كل البلاد العربية يصولون ويجولون، وتعادل العملاقين حارس لهم حتى في أشد البلاد ادعاء بحرب الشيوعية، بل وفي مصر بالذات تجري محادثات أخوية مصرية سوفياتية في القاهرة من أجل جنيف وغير جنيف.. تجري هذه المحادثات مع الفصل التمثيلي الذي مثله النظام ضد الشيوعية والسوفيات.
أو ليس من الأفضل لشيخ الأزهر وبعض خطباء المساجد أن لا يزجوا أنفسهم بين ممثلين ليس في قلوبهم مثقال ذرة من الغيرة الإسلامية والحرص على إرضاء الله ورسوله.
لماذا الحرص على اللقاء الإسلامي النصراني؟
نغمة اللقاء ما بين المسلمين والنصارى قديمة في البلاد العربية، وفي هذه الدعوة ما فيها من البلاء. إنها عند السياسيين مجال لاستغلال الأديان وتجنيد حملتها لخدمة سياستهم وأغراضهم. وهي أيضًا رغبة منهم في وضعنا على قدم المساواة مع أقلية ضئيلة في بلادنا.
وهي كذلك فرصة لمسخ المفاهيم الإسلامية الناصعة، وتضييق الخناق على الدعاة العاملين إلى الله بحق، ووصمهم بالتطرف والغلو والرجعية. وعلى علماء الإسلام والدعاة إلى الله أن يرتفعوا بأخلاقهم وعقيدتهم عن أجواء الاستقلال ومستنقعات الانتهازيين.
وإذا كان الإسلام يضمن للنصارى أحسن الحقوق باعتراف شنودة إذن ليس هناك مشكلة بيننا وبينهم. أما أن يفرض علينا اللقاء وأن يخطط البابا شنودة من أجل إصدار كتب في العقيدة والإيمان بالله، وأن تفرض الحكومة المصرية تدريس هذه الكتب في المدارس الرسمية فهذا مالا يقبله مسلم يقول لا إله إلا الله بحق وصدق. لا يقبله المسلمون لأن النصارى رفضوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وضلوا عن طريق المسيح -عليه السلام-.
ومن ثم فالنصارى لا يؤمنون باله واحد، بل يعتقدون بأن المسيح ابن الله تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
وإذا اختلفنا معهم في الإيمان بالله وفي نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- فماذا بقي بيننا من مجالات نتفق عليها؟
والنصارى سياسيًا يتآمرون على المسلمين وقد سخروا أنفسهم لخدمة المطامع الأمريكية والمخططات الصهيونية، وفي كل يوم نكتشف مؤامرة لهم، ولا ينفع عندهم حسن معاملتنا لهم وصمتنا عن تآمرهم.
والكتب الإسلامية في العقيدة لا يقررها سياسي وإنما يقررها الدعاة العاملون إلى الله لأنهم يمثلون عقيدة المسلمين في البلاد العربية، ولن يقبل المسلمون بأي تأمر على دينهم وعقيدتهم.
وأخيرًا كنا نريد لشيخ الأزهر موقفًا كريمًا يطالب فيه بتحكيم شريعة الله وحرب كل كافر شيوعيًا كان أو أمريكيًا.. ومن ثم يطالب باحترام الدعاة إلى الله وإعطائهم الحرية التي تمكنهم من تبليغ الدعوة.. كنا نريد لشيخ الأزهر موقفًا أكرم من موقف البابا بولس وقد انحنى ملك اليونان أمامه وتناول يده ليقبلها.. كان ذلك قبل أيام، ونحن والله أعز من البابا وغيره لأن الله أكرمنا بهذا الدين وجعلنا خير أمة أخرجت للناس.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
التفسير العلمي للقرآن.. هــل يتحقق الإعجاز القرآني بالإعجاز العلمي؟
نشر في العدد 12
31
الثلاثاء 02-يونيو-1970