العنوان ينفذها الاحتلال الأثيوبي.. الشعب الصومالي.. في مواجهة الإبادة الجماعية
الكاتب الدكتور محمد يوسف
تاريخ النشر السبت 17-مارس-2007
مشاهدات 12
نشر في العدد 1743
نشر في الصفحة 27
السبت 17-مارس-2007
ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع قضايا المسلمين، باتت سمتًا عامًا يكتوي به الصوماليون تحت سمع وبصر العالم دون أن يحرك أحد ساكنًا لمجرد النقد أو حتى التأفف.. فيما عيون العالم وآذانه موجهة إلى الأكاذيب التي روج لها التحالف الصهيو/ أمريكي في دارفور، لتفتيت السودان. وفي الوقت الذي ما زالت فيه قطاعات واسعة من الشعب الصومالي تراهن على انسحاب القوات الأثيوبية من كافة الأراضي الصومالية؛ وفاء بوعدها، تنفذ القوات الأثيوبية جولة جديدة من الإبادة الجماعية ضد الشعب الصومالي.. فتضرب أحياء بكاملها، وتهدم البيوت على ساكنيها دون تمييز بن طفل أو امرأة أو شيخ.. ولا بين بيت سكني ومدرسة ومستشفى وبين ثكنات أو مخابئ للمجاهدين, مستخدمة كل أنواع السلاح المحرمة؛ لمحاولة ردع المقاومة بالهمجية، وتخويف الشعب بالقوة الغاشمة من التعاطف مع المجاهدين والوقيعة بينه وبين المقاومة الباسلة.
وهو أسلوب بقدر ما هو قذر وغير أخلاقي، بقدر ما يجعل الشعب الصومالي يتذكر مرة أخرى حقيقة الحبشة التي لا تعنيها الاتفاقات الدولية والأنظمة العالمية, التي تمنع الاعتداء على المدنيين في زمن الحرب, وتؤكد مسؤولية الاحتلال على حماية الشعوب الواقعة تحت نيره.. بما يؤكد أن أثيوبيا مازالت تعيش في عهود الكهنة الحاقدين والقساوسة المجرمين أمثال: «مللخ»، و«حيلاسلاس», و«اليوحانس»... وهي أسماء اقترن ذكرها بالدموية والهمجية والقهر والاغتصاب ضد مسلمي إثيوبيا وضد الصوماليين.
وعندما دخلت القوات الأثيوبية المدن الصومالية العامرة بجميع البضائع المحلية والعالمية بهروا بها, وأخذوا يستولون عليها من أيدي المواطنين تحت تهديد السلاح...
معوقات في طريق التحرير
وعلى الرغم من أن المقاومة الشعبية أو حرب التحرير في الصومال قد بدأت فور احتلال البلاد, إلا أن هذه المقاومة ما زالت في مراحلها الأولى ولم تأخذ شكلها الصحيح وحيزها الكامل لأسباب عدة, أهمها:
- وقع الاحتلال وصدمة الهزيمة السريعة لقوات المحاكم الإسلامية, تركت آثارها السلبية في نفوس كثير من الناس ولم يفيقوا من هول تلك الفجيعة...
- بعض الانقسامات في صفوف الصوماليين حول الاحتلال, بسبب التشويش الناتج عن مساندة ما يسمى بالحكومة الصومالية المؤقتة للاحتلال، وزعم أن هذه القوات جاءت لتمكينها من السيطرة على البلاد، ثم ترحل بعد ذلك، ما وضع بعض الناس في تردد لم يحسموا أمرهم بعد في المشاركة في معركة التحرير.
- المحن التي تعرض لها الصوماليون, على مدار ستة عشر عامًا ماضية، قتل فيها كثيرًا من المقومات الأساسية، وأثرت سلبًا على إيمانه بالمسلمات والثوابت, حتى إن قسمًا من الناس يستقبلون قضايا الأمة العامة بشيء من اللامبالاة وعدم الاكتراث بها...
توحيد الجهود وإزالة الخلافات
ولتفادي تلك العقبات على جميع الصوماليين ترك خلافاتهم، والتوحد خلف خيار المقاومة لطرد المحتل الأثيوبي، وعدم السماح له ولعملائه أن يصنفوا القبائل والأقاليم إلى فئات بعضها يوالي العدو وبعضها الآخر يعاديه.. وكان الصوماليين شعوب متباينة وقوميات متعددة وأديان مختلفة وطوائف متنوعة.. كما هو الشأن عندهم في أثيوبيا.
وعلى الشعب الصومالي أن يبرهن للعدو قبل العالم الحقائق الثابتة على الأرض التي يمتاز بها.. وهو أنه شعب ينتمي إلى أصل واحد, ووطن واحد ولون واحد ولغة واحدة ودين واحد هو الإسلام.. وإلى طائفة واحدة هي أهل السنة والجماعة، بل إلى مذهب واحد هو المذهب الشافعي.
ومن ثم فإن استغلال هذه الوحدة والتجانس واجب لمعركة التحرير الشاملة التي ينبغي ألا تنحصر فقط بطرد المحتل الأثيوبي، بل تشمل تصحيح المفاهيم وإحياء روح الأخوة والجماعة والمصير المشترك, وإلغاء ما سموه بالقبائل الخمسة أو الأربعة والنصف من حياة الصوماليين السياسية والاجتماعية.. فهي بدعة منكرة أدخلها الأعداء وأعوانهم؛ لترسيخ الانقسامات في صفوف الصوماليين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
الناطق الرسمي للحركة الإسلامية بالصومال لـ «المجتمع»: نسعى لجمع الفعاليات السياسية والفصائل المتناحرة حرصا على وحدة البلاد
نشر في العدد 1133
12
الثلاثاء 10-يناير-1995
نار القرن الإفريقي هل تطيح الحرب الصومالية – الإثيوبية بسياد بري؟!
نشر في العدد 581
13
الثلاثاء 03-أغسطس-1982