العنوان «رمضان شهري» شعار يجب أن ترفعيه
الكاتب نور الهدي سعد
تاريخ النشر السبت 23-أكتوبر-2004
مشاهدات 10
نشر في العدد 1624
نشر في الصفحة 58
السبت 23-أكتوبر-2004
- تسوقي قبل العشر الأواخر ولا تحرمي نفسك نفحات ليلة القدر.
- أيام الحيض ليست مخصومة من موسم الطاعة.. إنها رخصة ربانية لا تنقص من أجرك شيئًا.
- القرآن ثم المطبخ.. هكذا يجب أن ترتبي أولوياتك في شهر القرآن.
رمضان شهرك.. البعض يفهمه على أنه شهر الولائم والموائد العامرة.. واستعراض قدراته في فن الطهي الذي تتبارَى فيه النساء.
ولكننا نقولها اليوم بمعنى آخر.. فرمضان شهر طاعاتك.. وقرباتك.. وإدارتك الصحيحة لوقتك.. وذكائك في استثمار ثلاثين يومًا لتتزودي منها طوال العام.. كيف؟ إليك الإجابة..
هيا نستقبل رمضان:
- بالمبادرة إلى التوبة الصادقة، كما قال سبحانه ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (النور: 31)
- بالتخلص من جميع المنكرات من كذب وغيبة ونميمة وفحش وغناء وتبرج واختلاط وغير ذلك.
- بعقد العزم الصادق والهمة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة، وعدم تضييع أوقاته الشريفة فيما لا يفيد.
- بكثرة الذكر والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن.
- بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وتأديتها بتؤدة وطمأنينة وخشوع.
- بالمحافظة على النوافل.
صوم عن علم:
يجب على المسلمة أن تتعلم أحكام الصيام، فرائضه وسننه وآدابه حتى يصح صومها ويكون مقبولًا عند الله تعالى، ومصادر تعلم أحكام الصوم ميسرة سواء من خلال الكتب أو الأشرطة أو مجالس العلم.
القرآن ثم المطبخ:
مما يبعث على الأسف ما نراه من إسراف كثير من الناس في الطعام والشراب في هذا الشهر، إلا من رحم ربي، وكذلك فإن المرأة تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ لإعداد ألوان الأطعمة وأصناف المشروبات!!
فمتى تقرأ هذه القرآن؟
ومتى تذكر الله وتتوجه إليه بالدعاء والاستغفار؟
ومتى تتعلم أحكام الصيام وآداب القيام؟
ومتى تتفرغ لطاعة الله عز وجل؟
فاحذري من تضييع أوقات هذا الشهر في غير طاعة الله وعبادته، فقد خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلًا: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه» «رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني».
ولشهر رمضان خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور، قال الله تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: 185)، فرمضان والقرآن متلازمان.
وأنت -أختي المسلمة- ينبغي أن يكون لك ورد من تلاوة القرآن يحيا به قلبك وتزكو به نفسك، وتخشع له جوارحك، وبذلك تستحقين شفاعة القرآن يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفعان «رواه أحمد والحاكم بسند صحيح».
شهر الجود والإحسان
أختي المسلمة: حث النبي صلى الله عليه وسلم النساء على الصدقة فقال: «يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار» «رواه مسلم»، وقال صلى الله عليه وسلم : «تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن..» «رواه البخاري».
ويروى عن أم المؤمنين عائشة «رضي الله عنها» أنها تصدقت في يوم واحد بمائة ألف، وكانت صائمة في ذلك اليوم، فقالت لها خادمتها أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه؟ فقالت: لو ذكرتني لفعلت!!
أما الجود في رمضان فإنه أفضل من الجود في غيره، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة.
ومن الجود في رمضان إطعام الصائمين: فاحرصي -أختي المسلمة- على أن تفطري صائمًا، فإن في ذلك الأجر العظيم، والخير العميم، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا». «رواه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح».
قيام ومغفرة:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالوا له: يا رسول الله، تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا. «متفق عليه»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» «متفق عليه».
وللمرأة أن تذهب إلى المسجد لتؤدي فيه الصلوات ومنها صلاة التراويح، غير أن صلاتها في بيتها أفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تمنعوا نساءكم المساجد، وبيوتهن خير لهن» «رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني».
فعلى المرأة الرشيدة إذا أرادت الخروج إلى المسجد أن تخرج على الهيئة التي كانت عليها نساء السلف إذا خرجن إلى المساجد من حيث عدم التعطر.. والمشية غير المائعة، والملابس الساترة.
وعليها كذلك استحضار النية الصالحة في ذلك، وعدم اصطحاب الأطفال الذين لا يصبرون على انشغالها عنهم بالصلاة، فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ، أو بالعبث في المصاحف وأمتعة المسجد.
جوارح صائمة:
الصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام. فصامت عيناه عن النظر إلى المحرمات، وصامت أذناه عن سماع المحرمات من كذب وغيبة ونميمة، وكل أنواع الباطل، وصامت يداه عن البطش المحرم، وصامت رجلاه عن المشي إلى الحرام، وصام لسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث.
وأما من يصوم عن الطعام والشراب فقط، ويفطر على لحوم إخوانه المسلمين وأعراضهم فإنه المعني بقوله صلى الله عليه وسلم : «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش» «رواه أحمد وابن ماجه بسند صحيح».
وقتك كنز:
ينبغي على المرأة أن تستثمر أوقات هذا الشهر العظيم فيما يجلب لها الفوز والسعادة يوم القيامة، وأن تغتنم أيامه ولياليه فيما يقربها من الجنة ويباعدها عن النار، ولذلك ننصحك بـ:
- تجنب ارتياد الأسواق وبخاصة في العشر الأواخر من رمضان، ويمكن شراء ملابس العيد قبل العشر الأواخر أو قبل رمضان تلافيًا للازدحام والجدل حول الأسعار.
- عدم السهر إلى الفجر: لأنه يؤدي إلى تضييع الصلوات والنوم أغلب النهار.
الحذر من تضييع الأوقات في المكالمات الهاتفية.
- الحذر من المشاحنات والخلافات التي لا طائل من ورائها، وإذا دعيت -أختي المسلمة إلى شيء من ذلك فقولي: إني امرأة صائمة.
اغتنمي العشر الأواخر:
إذا كنت قد فرطت فيما مضى من الأيام، فاحرصي على اغتنام هذه الليالي والأيام، فإنما الأعمال بخواتيمها.
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله «متفق عليه». فهي والله أيام يسيرة وليال معدودة -يفوز فيها الفائزون، ويخسر فيها الخاسرون.
فاجتهدي -أختي المسلمة- في تحري هؤلاء العشر، ولا تحرمي نفسك من هذا الأجر الكبير، واعلمي أنك إذا قمت ليالي العشر كلها، وعمرتيها بالعبادة والطاعة، فقد أدركت ليلة القدر لا محالة. وفزت -إن شاء الله- بعظيم الأجر وجزيل المثوبة.
حتى تستحقي الجائزة:
إذا أقبل العيد.. فرح به كل المسلمين.. من اغتنموا رمضان ومن أضاعوه من بين أيديهم غفلة واستهانة.. جعلك الله من الفريق الأول... المستحق لجائزة الصوم في يوم الجائزة، ووفقك للمداومة على طاعات رمضان وسلوكياته طوال العام.
استحضار النية وكثرة الذكر أثناء عمل البيت:
فالمرأة في رمضان يذهب الكثير من وقتها خلال هذا الشهر المبارك في مطبخها، خاصة في الساعات المباركة مثل ساعات الغروب وأوقات الاستجابة، وكذلك ساعات السحر وقت السحور، ولكن حتى لا تعتبر هذه الساعات الطويلة ضياعًا فعليها أن تنتبه لهذه الأمور، وعلينا نحن أن ننبه جاراتنا وقريباتنا إلى مثل هذه الأمور حتى يكتب لها وقتها ولا يضيع عليها ومنها:
استحضار النية والإخلاص في إعداد الفطور والسحور واحتساب التعب والإرهاق عند الله، فعن أنس «رضي الله عنه» قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر، فمنا الصائم ومنا المفطر. قال: فنزلنا يومًا منزلًا حارًّا، وأكثرنا ظلًّا صاحب الكساء، ومنَّا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوام، وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ذهب المفطرون اليوم بالأجر».
شراء ملابس وحاجيات العيد في بداية رمضان:
وفي ذلك مكاسب منها:
- استغلال أيام وليالي رمضان، وخاصة العشر الأواخر.
- تفريغ الزوج وعدم إشغاله في أعظم الأيام، وهي العشر الأواخر.. لماذا أفتن ولدي أو زوجي أو غيره بمخالطة النساء المتبرجات في مثل هذه الأيام الفاضلة؟!
رخصة وأجر:
إذا كان الله «سبحانه وتعالى» قد رخص لك عدم الصوم أو الصلاة في أيام الحيض أو النفاس فإن هذه الرخصة لا تحرمك أجر الطاعة، فكثير من العبادات والطاعات يمكن تحصيل أجرها في هذه الأيام، مثل: الدعاء والتسبيح والاستغفار والصدقة وإفطار الصائمين، وغيرها من الأعمال الصالحة الكثيرة، ثم أبشرك أنه يكتب لك من الأجر مثل ما كنت تعملين وأنت صحيحة قوية.
كيف ذلك؟ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل