العنوان صحة الأسرة (1192)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 19-مارس-1996
مشاهدات 83
نشر في العدد 1192
نشر في الصفحة 60

الثلاثاء 19-مارس-1996
• وقفة طبية
• إسعافات أولية
كثير من الاستفسارات التي تصلنا تتساءل حول أهم المقتنيات التي يجب أن تكون في كل بيت لاستعمالها في حالات الضرورة فيما يعرف بالإسعافات الأولية.
هذا السؤال هام جدًّا، ومن الضروري أن يكون في كل بيت حقيبة معدة إعدادًا جيدًا لهذا الغرض، ولكن إذا كان هذا هو استفساركم -والذي سأجيب عليه بإذن الله في الأسطر القادمة- اسمحوا لي أن أسأل سؤالًا واحدًا فقط وهو: هل نعرف كيف سنستخدم هذه المقتنيات الطبية عند الحاجة لها؟!
وهذا هو السؤال الأهم، فالمعدات والأدوية متوفرة على مدار الساعة، وعلى مدار العام، وفي جميع الصيدليات، وخلال عشرة دقائق سيكون بإمكانك إعداد أفضل حقيبة، ولكن المعرفة - وهي الأهم- لن نجدها في الصيدليات.
ولذا أعتقد أنه من الضروري على كل زوجين «أب وأم» على أقل تقدير أن يلتحقا بدورة للإسعافات الأولية، والمعرفة أين وكيف يمكن أن توجد مثل هذه الدورات، لن يحتاج الأمر منك عناءً كبيرًا، كل ما عليك فعله هو أن تبحث في صفحات الدليل أو في استعلامات الدليل عبر الهاتف عن رقم هاتف جمعية الهلال الأحمر في بلدك، أو في زيارة مقرهم مباشرة، إذا كنت تعرف العنوان وستجد أن جمعيات الهلال الأحمر نشيطة دائمًا في هذا الجانب، كما أن كثيرًا من جمعيات النفع العام تقوم بترتيب مثل هذه الدورات، فما عليك إلا أن لا تضيع الفرصة القادمة للالتحاق بإحدى هذه الدورات وبالتحاقك بإحدى هذه الدورات ستعرف الإجابة على السؤال الذي طرح في بداية المقال.
والآن للإجابة على ذلك الاستفسار نقول: إن كل ما تحتاجه هو:
1- رباط ضاغط بأحجام مختلفة.
2- شاش أبيض طبي.
3- قطن.
٤- مرهم للحروق.
5- هيدروجين بيروكسايد لتطهير الجروح.
6- وبعض مسكنات الآلام مثل «البنادول».
7- وكلامين لوشن.
د. عادل الزايد
• «الخرف» عند الكبار
بقلم: د. محمود هارون«*»
كان تقدم العلوم الطبية وظهور الطرق الحديثة للفحص والعلاج سببًا في تقدم عمر الإنسان وظهور أمراض أخرى وكثيرة يقال لها جميعًا أمراض الشيخوخة، ولعل أهمها هو مرض «الخرف».
الخرف عند الكبار يعرف على أنه تدهور للقوى العقلية للشخص للدرجة التي لا يستطيع معها أداء عمله أو أن يقوم بدوره الاجتماعي المعتاد، ولعل من أعراض المرض النسيان وعدم القدرة على التفكير، والحكم على الأشياء، وتغيير صفات الشخص وسلوكه.
ولعل أهم ما يبدأ به الشكوى لكثرة النسيان، وللتوضيح للقارئ مدى تأثير هذا على المريض نضرب هذا المثل: وهل يمكن لشجرة أن تنمو بدون جذر، كذلك الإنسان لا يستطيع أن يقوم بدوره في العمل أو المجتمع بدون ذاكرة؛ لأن خبرات الحياة كلها، وكل ما تعلمناه، ومدى علاقتنا بالناس بل ماهية الإنسان ما هي إلا ذاكرة مختزنة في مراكز معينة بالمخ، تأمل ماذا يمكن أن يحصل لك إذا فقدت هذه الذاكرة؟
البداية الحقيقية للمرض لا يعلمها أحد لأن الأمر يبدأ خلسة، وتكون في البداية الوسائل الدفاعية للشخص المريض ما زالت قائمة، فمثلًا يبرر أو ينكر أو يسقط شكواه على الآخرين، ولكن الأمر لن يدوم على هذا المنوال، فيبدأ أفراد الأسرة، أو رئيسه في العمل، أوالأصدقاء في الشعور بهذه المشكلة، ولحسنالحظ فإن النسيان يكون بادئ ذي بدء فيالأحداث القريبة فمثلًا ما يحدث اليوم أو أمسلا يستطيع أن يتذكره، ولكن الذاكرة للأشياء القديمة تظل كما هي أو أقل تأثرًا، فيتذكر ما كان أيام الطفولة أو الشباب، ولكنه ينسى الذي زاره اليوم، وماذا أكل في الصباح أو المواعيد التي أعطاها للآخرين، أو الأشياء المكلف بها، وتدريجيًّا يكون النسيان للأشياء الهامة جدًّا في حياته، وتكون بذلك حالة واضحة للجميع، قد يستيعن المرء بمذكرة يكتب فيها الأشياء والمواعيد الهامة ولكنه أيضًا ينسى أن يفتح هذه المذكرة لكي يرى ما كتب فيها، وهكذا ينتبه المريض أن هناك مشكلة فعلية، وأن قواه العقلية في تدهور في هذه المرحلة قد يكتسب المريض مما ينتج عنه تدهور أكثر وأكثر في الذاكرة.
ليست الذاكرة فحسب، ولكن أيضًا القدرة على التفكير، فمثلًا القاضي في عمله تعرض عليه مسائل يومية، وكلها قد تكون جديدة، وتحتاج منه إلى فكر واجتهاد واستنباط، وهذا لن يتأتى إلا إذا كانت قدراته على القياس والاجتهاد والابتكار حاضرة وموجودة، ولو أن الذاكرة أيضًا هي جزء من هذه العملية إلا أنه في بداية الأمر قد تكون عملية الابتكار والاجتهاد والقدرة الإبداعية أو الخلاقة في المريض متأثرة بشكل يحسه فقط من هو قريب منه، ونتج عن مثل هذا أحكام خاطئة وضياع لمصالح الناس، وقد يكون هذا مبكرًا، وأكثر ما هو ملاحظ في المريض، وبالنسبة لشخصية المريض، فإن صفات المريض تتغير تدريجيًّا، وهذا التغير في البداية يكون بسيطًا وغير ملحوظ، ويكون في اتجاهين؛ إما أن تعزز صفات الإنسان السابقة مثلًا إذا كان حذرًا في سلوكه مع الآخرين يصبح أكثر شكًّا أو ينتابه الوسواس، وإن كانت عنده الغيرة على زوجته اتهمها في عرضها بالخيانة الزوجية وهكذا.
وهناك اتجاه آخر أن تتغير صفات المريض في الاتجاه المعاكس لما هو عليه من قبل، فمثلًا إذا كان بخيلًا يصبح أكثر إسرافًا، وإذا كان عدوانيًّا يصبح أكثر لطفًا وهدوءًا، على أن بداية التغير هذه تكون أكثر وضوحًا للأسرة ثم الأصدقاء قبل حكم الطبيب عليها، ويظل حكم المريض على الأشياء في تغير تدريجي، فنبدأ بالمواقف الجديدة التي تقابله في حياته، ولا يكون حکمه صحيحًا أو ينتابه ارتباك ويهرب من هذه المواقف، أو يحيلها إلى من هو أقل منه رتبة لعدم قدرته على التصرف فيها، ومع زيادة حدة وتدرج المرض تقل قدرة المريض على التعامل مع الأشياء أو المواقف اليومية أو متطلبات الحياة، أو المواقف الاجتماعية البسيطة.
مع زيادة حدة المرض يقل انتباه المريض للزمن، ولا يستطيع أن يدرك الوقت والمكان، أو الأشخاص المقربين منه، وتزداد حساسيته للأدوية أو تفاعله مع الأمراض الأخرى مثل الإنفلونزا، أو التهاب الحلق، أو نزلة البرد، ففي مثل هذه الحالات يدخل المريض سريعًا في حالة هذيان، وإذا عولجت هذه الأمراض قد يرجع المريض إلى حالته السابقة، وقد يصاب بتدهور جديد في قدراته العقلية عن ذي قبل.
تكون الصورة الأخيرة للمريض إنسانًا فاقد الاتصال بهذا الكون يضحك بدون سبب، يتكلم هراء، يمزح السخف، لا يتحكم في بوله وبرازه، ويصبح بدون إدراك، وقد يكون هادئًا جدًّا، وقد يكون عدوانيًّا لا ينام معظم الليل،كثير الشكوى الجسدية، وكثير الحركة، وكثير القلق، ويذكر أسماء الناس القدامى، وقد يكون منهم متوفون.
أسباب الخرف عند الكبار كثيرة ومتعددة ولكن أكثرها شيوعًا مرض الألزهايمر Al-ZEIHMER DISEASEوهو يتميز بموت بطيء لخلايا المخ على أن هذا لم يثبت له علاج ناجح حتى الآن، ولهذا كان الاهتمام بالحالات الأخرى التي لها علاج، وتؤدي أيضًا للخرف عند الكبار، مثل جلطات الدماغ، أو نزيف المخ، أو حالات الخلل بالغدة الدرقية، أو جارات الدرقية، وكذلك الخلل بالغدة الكظرية، وكذلك بعض أنواع فقر الدم، كذلك أورام المخ، أو التهامات المخ، والارتفاع المزمن في ضغط السائل النخاعي، كذلك مريض الصرع الذي لم يتم علاجه بدرجة ناجحة، وكذلك التسمم ببعض الأدوية.
كل هذه الأسباب لا بد من التأكد منها لأنه يمكن علاجها، وبالتالي يستطيع المريض أن يواصل حياته ويسترجع قواه العقلية مرة أخرى.
مرض الألزهايمر ليس له كما قلنا علاج جذري، ولكن يمكن التخفيف من أعراضه.
يظل تقبل المجتمع للمريض، وبالذات أسرته هي حجر الزاوية في العلاج، والعكس صحيح، فلفظ المجتمع وبالذات الأسرة له مردوده السلبي على المريض، وهناك إرشادات عامة لاستعادة إدراك المريض بما يدور حوله مثل أن تكون هناك نتيجة تقويم للشهور، وأن تضاء حجرته حتى في أثناء النوم بنور خفيف، وفي حالة ضعف بصره لا بد أن يلبس النظارة، وكذلك في حالة ضعف السمع لا بد من وجود سماعات مساعدة، وأن يجد من يذكر له مباشرة اسم من يزوره ودرجة قرابته، وكذلك إعادة تعليمه مرة أخرى النشاطات اليومية، مثل كيف يأكل؟ وكيفيتوضأ؟ وكيف يدخل دورة المياه وحده؟والمفروض مخاطبة المريض بطريقة يفهمها،وبطريقة مبسطة لإيضاح غموض أي موقفعنده، وكذلك دعمه وطمأنته.
شيء مهم آخر هو تغذية المريض، المريض في الغالب الأعم لا يدرك أنه جائع، وينسى ميعاد وجبته، وكذلك ينسى أن يشرب الماء، مما يضاعف حالته من وجود جفاف وأمراض سوء التغذية، وكذلك كان من المهم الاهتمام بهذا الجانب.
من الجوانب المهمة كذلك أن المريض غالبًا ما تكون عنده أمراض الشيخوخة الأخرى مثل تصلب الشرايين وضغط الدم، والسكر، وهكذا... ومثل هذه الحالات يجب علاجها جذريًّا لأنها تزيد من حدة الخرف.
وأما من ناحية علاجه النفسي فهذه متروكة لكل مريض حالة منفصلة بذاتها، ويعطى ما يناسب كل حالة من أدوية نفسية حسب ما عنده من نوعية المرض.
يبقى أن نقول: إن إيداع المريض في مستشفى أو في مؤسسة لها اهتمام بهذا المرض ليس هو الحل الأمثل، ولكن يجب أن يعالج هذا المريض بين أهله وأبنائه، ومن كان له دين عندهم فهو أولى الناس برد هذا الدين من الرعاية والاهتمام واحترام إنسانيته وآدميته، قال تعالى: ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) ﴾ (الإسراء: 23، 24).
«*» استشاري الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى الحمادي- الرياض.
• سلة الأخبار
معلومات هامة
يعتبر مرض «السكري» من أهم الأمراض شيوعًا في العالم بشكل عام، وفي الخليج على وجه خاص، وتعتبر الكويت واحدة من الدول التي ينتشر فيها الداء السكري انتشارًا واسعًا.
وبما أن التثقيف الصحي للمريض يعتبر خط الدفاع الأول في مواجهة هذا المرض، فإننا سنخصص هذه الزاوية على مدى الأسابيع القادمة لتقديم بعض المعلومات التفصيلية عن هذا المرض، الذي يكلف الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ما قيمته ۹۰ مليار دولار سنويًّا في عمليات معالجة المصابين بهذا المرض.
ونبدأ بالحقيقة الأولى وهي أن هذا المرض ناتج عن ارتفاع نسبة الجلوكوز في دم الإنسان، والجلوكوز هو أبسط مركب سكري على الإطلاق، وفي الأصل فإن الجلوكوز يدخل إلى الخلايا لاستخدامه في عمليات التمثيل والذي منها تستمد الخلايا الطاقة التي تحتاجها لأداء وظائفها المختلفة.
• خبر مفرح
وصلتنا مجموعة من الرسالات الإلكترونية عبر عنوان صفحة صحة الأسرة الإلكتروني «Baderade @ Kuwaitnet» والتي ستكون ذات فائدة قصوى في الأيام القادمة بإذن الله، بجانب أن الصفحة الإلكترونية لصفحة «صحة الأسرة» قد وصلت لمراحل مبشرة نأمل أن تظهر عبر شبكات «الإنترنت» قريبًا بإذن الله.
• انتبه.. فأذنك تطول!
اكتشف العلماء أن أذن الإنسان تبدأ في الزيادة في طولها بما مقداره ٠.٠١ بوصة في العام مع بلوغ الإنسان سن الثلاثين، وهذه الزيادة الضئيلة تحير العلماء؛ وذلك لحدوثها في سن الأصل فيه عدم نمو أطراف الإنسان، فلماذا الأذن بالذات تطول؟ ولماذا عند هذا السن؟ وما فائدة هذه الاستطالة؟ وكيف تحدث؟ وما المحفز الذي يؤدي بها إلى هذا النمو؟ كل هذه الأسئلة مازالت تحت قيد البحث والاختبار.
«Leptin» مرة أخرى
علكم تذكرون أننا تكلمنا عن فائدة مادة الـ«Leptin» «الليبتن» في معالجة الفئران السمينة، وأن العلماء يبحثون في كيفية الاستفادة من هذا الأمر عند البشر، واليوم وجدوا فائدة جديدة لهذه المادة عند الفئران، وهي أن الفئران التي استخدم معها هذه المادة زادت خصوبتها خصوصًا بين الإناث منها، وخصوصًا إذا ما عرفنا أن نسبة العقم عند السيدات ترتفع بين البدينات منهم، ولكن أيضًا هذا الأمر ما زال يحتاج إلى سنوات طويلة قبل إمكانية الاستفادة منه عند البشر.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

