; إعادة ترتيب أوراق الخلافة الإسلامية- الحلقة الثامنة والثلاثون | مجلة المجتمع

العنوان إعادة ترتيب أوراق الخلافة الإسلامية- الحلقة الثامنة والثلاثون

الكاتب أ.د. عجيل جاسم النشمي

تاريخ النشر الثلاثاء 07-أكتوبر-1980

مشاهدات 34

نشر في العدد 500

نشر في الصفحة 45

الثلاثاء 07-أكتوبر-1980

الحركة الوهابية في الميزان «الشبهات»

رد الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الشبهات… وأسقط الدسائس والمؤامرات

·ظهرت حركة الإمام بعد نوم عميق جعل المسلمين يألفون الواقع الذليل!!

من أصعب ما يواجهه الباحث أن يتعرض لتقييم قضية معينة، فيذكر ما فيها من صواب، وما فيها من خطأ، وأصعب من ذلك أن تكون هذه القضية محل خلاف وجدال، ثم يستطيع من خلال ذلك كله أن يخرج بتقييم يرضى عنه الكافة.

ومما لا شك فيه أن تقييم ووزن حركة كبيرة كحركة الإمام محمد بن عبد الوهاب ليس بالأمر الهين الميسور. كما أن ترك هذا التقييم ليس بالأمر المحمود بغض النظر عن نتائجه، خصوصا وأن تقييم هذه الحركة ليس قضية تاريخية بحتة ليس لها مساس بواقع المسلمين اليوم، بل إن قضية الحركة الوهابية التي قامت من أجلها هي قضية الساعة اليوم… إنها قضية سقوط الخلافة الإسلامية، وما جر ذلك على المسلمين، وواقعهم من وبال ومحنة… إنها قضية الحركات الإسلامية المعاصرة اليوم التي تروم استئناف حياة إسلامية جديدة تحت راية إسلامية واحدة. لقد كانت الحركة الوهابية فاتحة الحركات الجهادية لإعادة الخلافة الإسلامية الراشدة المهتدية بمسلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحبه. ولذا فإن تقييمها مخاطبة لمسالك الحركات اليوم كي تستفيد من ممارسات الحركة الأم في مضمار الواقع المنهجي، والواقع العملي.

ومن هنا، فإن تقييم الحركة -أية حركة- ينبغي أن يكون في هذين الإطارين، المنهج والواقع، وكلما كان التقييم وفق ما قامت عليه الحركة من منهج فكري، وعقيدي، وفق ما قدمته في عالم الواقع، كان ذلك أقرب للصواب، وأدنى للحقيقة، وأبعد للخلاف وكلما تركنا لصاحب الحركة فسحة ومساحة كافية ليبين رأيه، ويبرر سلوكه كلما كان ذلك أدعى للرضى والقبول وتضييق شقة الخلاف، وتعدد الآراء وشرودها عن جهة الصواب، وعن مراد ومؤسس الحركة. وإن ما قدمناه عن الحركة الوهابية من إطار فكري يحكي الأساس العقيدي، والفكري، والمنهجي الذي قامت على أركانه الدعوة مقدار كاف في بيان المراد بما يعكس صورة المنهج واضحة جلية يسهل على ضوئها تقييم الحركة.

وكذلك المقدار والمساحة المقدمة في بيان الواقع العملي، والممارسة الحية للمنهك بكل ثناياه وأبعاده التاريخية يعتبر مقدارًا كافيًا للحكم، والتقييم، وتسجيل النتائج، وتحليلها وفق معايير مجردة إلا من الأمانة وحسن الظن. 

«إعادة ترتيب أوراق سقوط الخلافة»

·تنوعت التهم والشبهات حول الحركة، حتى أرجف الناس بأنه ادعى النبوة؟!

·ظهرت حركة الإمام محمد بن عبد الوهاب بعد نوم، وسبات عميق جعل المسلمين يألفون الواقع السيء-واقع الانهزام- أمام التحديات من هجمة الصليبية وأعوانهم من جانب، وتهاوي دولة الخلافة الإسلامية يوما بعد يوم من جانب آخر، دون أن يحرك هذا الواقع في نفوسهم همة المسلم وعزيمة المؤمن. 

ولذا كان لظهور حركة محمد بن عبد الوهاب صدىً واسعًا. واستحقت أن تكون حديث المسلمين وعينة في النجاة. وحديث الكافرين رهبة من تحريك المسلمين وإحيائهم وبعث دمائهم جديدة حية بفاقة بالإيمان والهمة والعزيمة.

ولهذا كثر اللفظ حول الحركة، وكيلت التهم كيلا، و أشيعت الشبهات من كل حدب وصوب، وقد لعب مكر الكافرين المتربصين بالمسلمين، وديارهم دورًا كبيرًا في ذلك، كما كان جهل المسلمين عاملًا فعالًا في إزكاء تلك الشبهات، وتعميقها، ونشرها، وبثها في أوساط المسلمين علماء وعامة، مما كان له دور كبير في عرقلة مسيرة الحركة.

·وسوف يأخذ تقديم الحركة في هذا الإطار جانبين هامين: الأول الجانب النظري في استعراض الشبهات التي أثيرت حول الحركة، والرد عليها من خلال المنهج الذي سطره مؤسس الحركة.

ومن خلال عرض الشبهات، وردها يتحدد سلامة المنهج، أو خلافه... ومن خلال النظر إلى واقع الحركة، وملابساتها، ومواقفها يتحدد أيضا سلامة الموقف، أو خلافه.

الشبهات:

ولا نظن أن حركة معاصرة اليوم، أو سابقة لاقت من التشويه، ووجه لها من التهم، والإشاعات، والشبهات مثل ما لاقت حركة الإمام محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله تعالى- ممثلة في منهجه، وفي شخصه، ولعل طول العهد يمثل تلك الحركة من الحركات التجديدية، وكون الحركة تظهر من مهد الدعوة الأولى من الجزيرة العربية وانقطاع الصلة، وصعوبة توصيل الآراء والأفكار بين تلك البقعة النائية، والعالم الإسلامي، ومركز الخلافة في الأستانة، لعل كل ذلك ساهم في كثرة الإشاعات، وكيل الشبهات من كل حدب وصوب.

ومما لا شك فيه أن الحركة الوهابية أفادت من هذا الواقع الشيء الكثير، وكما قال الشاعر: وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود، فقد تبلور جانبًا كبيرًا من فكر الحركة، ومنهجها عن طريق الردود، والرسائل التي كان يكتبها الشيخ -محمد بن عبدالوهاب- في الرد على الشبهات تارة، وفي بيان، أو تبرير قول، أو موقف تارة أخرى؛ حتى بلغت رسائله أكثر من خمسين رسالة عدا الكتب والمصنفات؛ ومن هنا فقد أثرى الشيخ -محمد بن عبد الوهاب- الحركة الوهابية بكتاباته، كما لم تثر أي حركة لاحقة له على سبيل العموم حتى اليوم. 

ولا نجد صعوبة في الرد على الشبهات التي أثيرت في حياة الشيخ، فقد تكفل بردها، ولكن الصعوبة تكمن فيما يطرح من أسئلة حول موقف الحركة من بعض القضايا.

كقضية الحركة وموقفها من دولة الخلافة في الأستانة، وموقفها من الحروب التي دارت داخل وخارج الجزيرة العربية… وجانب آخر من الشبهات، وهي التي أثارها بعض الأوربيين ممن كان لهم صلة بأحداث تلك الفترة، ولقد تبني مستر همفر الجاسوس البريطاني في البلاد الإسلامية، والذي عايش تلك الفترة الحرجة، تبنى كيل التهم للإمام -محمد بن عبد الوهاب- وإثارة الشبهات في مذكراته التي نشرت أخيرًا، إلا أننا لن نتعرض لهذه الشبهات للأسباب التالية:

أولاً: أن ما يذكره فيها ليس له سند من الحقيقة البتة، وهذا يجعل كلامه مغرضًا حاقدًا أكثر من كونه يحمل شبهة تحتاج إلى توضيح وبيان.

ثانيًا: أن أخطاءه التاريخية فادحة بالنسبة لحركة الإمام خاصة.

ثالثًا: أنه يذكر ما دار في مقابلاته مع الشيخ- محمد بن عبد الوهاب- ومصاحبته له، ويضمنها أمورًا لا يمكن تصديقها عقلًا وواقعًا، كما أنه يتناقض فيها تناقضًا عجيبًا.

كل هذه الأسباب جعلتنا نضرب صفحًا عن الرد على هذا المغرض وأمثاله. وإذا كان لا بد من الرد على هذا وأمثاله، فلا بأس أن يخصص للرد عليه كتاب، أو يعلق على كتابه، إلا أن الكتاب مع ما فيه من تفاهة حول حركة الإمام؛ إلا أنه يحمل صورة حية ووثيقة دامغة تكشف مخططات الإنجليز، ودورهم الخبيث في إسقاط الخلافة الإسلامية.

ولقد تنوعت التهم والشبهات حول حركة الإمام، فقالوا إنه ادعى النبوة، وأنه انتقص النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنكر شفاعته، وأنه كان يريد هدم حجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه أنكر التقليد، ونادي بالاجتهاد المطلق، وأبطل كتب المذاهب الأربعة، وأنه بذلك مذهب خامس، وأنه كفَّر عموم المسلمين، وأباح دماءهم، وقاتلهم، وأنه خارجي إلى آخر  تلك الاتهامات.

بل يكفينا في أن التهم التي كانت تكال كيلًا أن سليمان بن سحيم وحده ساق ما يقرب من أربع وعشرين تهمة، وشهر بالشيخ في الجزيرة العربية؛ فأرسل صورًا من تهمه إلى المشرق والمغرب. وسنمر على هذه الشبهات، ونورد ردًا مختصرًا للشيخ -محمد بن عبد الوهاب- عليها، ثم نتابع تلك الشبهات في نطاق أوسع في حدود ما يقتضيه المقام، وتبدأ رسالة ابن سحيم كالآتي: - 

«من الفقير إلى الله تعالى سليمان بن محمد بن سحيم إلى من يصل إليه من علماء المسلمين، وخدام شريعة سيد ولد آدم من الأولين والآخرين.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أما بعد:

فالذي يحيط به علمكم أنَّا قد خرج في قطرنا رجل مبتدع جاهل مضل، قالٍ من بضاعة العلم والتقوى، عاطل، جرت منه أمور فظيعة، وأحوال شنيعة منها: شيء شاع وذاع، وملأ الأسماع، وشيء لم يتعد أماكننا بعد، فأحبينا نشر ذلك لعلماء المسلمين، وورثة سيد المرسلين ليصيدوا هذا المبتدع صيد أحرار الصقور الصغار بغاث الطيور، ويردوا بدعه، وضلالاته، وجهله، وهفواته.

والقصد من تلك القيام لله ورسوله ونصرة الدين، جعلنا الله وإياكم من الذين يتعاونون على البر والتقوى. فمن بدعه وضلالته أنه عمد إلى شهداء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكائنين في الجبيلة: زيد بن الخطاب، وأصحابه وقدم قبورهم وبعثرها؛ لأجل أنهم في حجارة، ولا يقدرون أن يحفروا لهم.

فطووا على أضرحتهم قدر ذراع ليمنعوا الرائحة والسباع، والدافن لهم خالد، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

وعمد أيضًا إلى مسجد في تلك وهدمه، وليس داعياً شرعياً في ذلك إلا اتباع الهوى.

ومنها أنه أحرق «دلائل الخيرات»؛ لأجل قول صاحبها: سيدنا ومولانا، وحرق أيضا: «روض الرياحين» وقال: هذا روض الشياطين.

ومنها: أنه صح عنه أنه يقول: لو أقدر على حجرة الرسول هدمتها، ولو أقدر على البيت الشريف لأخذت ميزابه، وجعلت بدله ميزاب خشب.

 أما سمع قوله تعالى: ﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (الحج:32)(1) ومنها: أنه ثبت أنه يقول: الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وتصديق تلك أنه بعث إلي كتابا يقول فيه: أقرا أنكم قبلي جهال ضلال.

ومن أعظمها: أن من لم يوافقه في كل ما قال، ويشهد أن ذلك حق يقطع بكفره، ومن وافقه وصدقه في كل ما قال: أنت موحد، ولو كان فاسقًا محضًا، أو مكاسا، وبهذا ظهر أنه يدعو إلى توحيد نفسه لا إلى توحيد الله.

ومنها: أنه بعث إلى بلداننا كتابا مع بعض دعاته بخط يده، وحلف فيه بالله أن علمه هذا لم يعرفه مشايخه الذين ينتسب إلى أخذ العلم منهم - في زعمه- وإلا فليس له مشايخ ولا عرفه أبوه، ولا أهل «الغارض».

فيا عجبًا، إذا لم يتعلمه من المشايخ، ولا عرفه أبوه، ولا أهل قطره، فمن أین علمه... وعن من أخذه.

هل أوحي إليه…؟ أو رآه مناما…؟ أو أعلمه به الشيطان…؟ 

·أورد سليمان بن سحيم ما يقرب من أربع وعشرين تهمة في رسالة واحدة!!

وحلفه هذا أشرف عليه جميع أهل العارض.

ومنها: أنه يقطع بتكفير ابن الفارض وابن عربي.

ومنها: أنه قاطع بكفر سادة عندنا من آل الرسول؛ لأجل أنهم يأخذون النذور، ومن لم يشهد بكفرهم فهو كافر.

ومنها: أنه ثبت عنه لما قيل له: اختلاف الأئمة رحمة. قال: اختلافهم نقمة.

ومنها: أنه يقطع بفساد الوقف، ويكذب المروي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وأنهم وقفوا.

ومنها: إبطال الحج.

ومنها: أنه ترك تمجيد السلطان في الخطابة، وقال: السلطان فاسق لا يجوز تمجيده، ومنها: أنه قال: الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة وليلتها هي بدعة وضلالة، تهوي بصاحبها إلى النار.

ومنها أنه يقول: الذي يأخذه القضاة قديما وحديثا - إذا قضوا بالحق بين الخصمين، ولم يكن بيت مال لهم، ولا نفقه - أن ذلك رشوة - هذا القول بخلاف النصوص عن جميع الأمة: أن الرشوة ما أخذ لإبطال حق، أو لإحقاق باطل، وأن للقاضي أن يقول للخصمين: لا أقضي بينكما إلا بجعل. ومنها: أنه يقطع بكفر الذي يذبح الذبيحة ويسمي عليها، ويجعلها لله تعالى، ويدخل مع ذلك الذبح لشر الجن، ويقول: ذلك كفر. واللحم حرام، فالذي نشره العلماء بذلك أنه منهي عنه فقط. وذكره في حاشية «المنتهى». «روضة الأفكار٢٩٥»

ولا شك أن هذه الرسالة إن دلت على شيء، فإنما تدل على عظم الهجمة التي واجهتها دعوة الشيخ- محمد بن عبد الوهاب-، ومقدار الذعر الذي أصاب أدعياء العلم، ودورهم الرخيص في تأليب العامة، والتدليس عليهم. وسوف نترك الشيخ -محمد بن عبد الوهاب- يرد على هذه الشبهات والتهم في الجملة، ونتولى بعد ذلك.

مناقشة بقية الشبهات. 

أما الشيخ -محمد بن عبد الوهاب- فقد رد على هذه الرسالة برسالة طويلة نختصرها حسب المقام، قال فيها بعد بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الوهاب إلى عبد الله بن سحيم ألفينا مكتوبك، وما ذكرت فيه من سرك، وما بلغك أي رسالة سليمان بن سحيم - ولا يخفاك أن المسائل التي ذكرت أنها بلغتكم جملتها أربع وعشرون مسألة بعضها حق، وبعضها بهتان كذب... فالمسائل التي شنع بها منها: ما هو من البهتان الظاهر وهي قوله: أني مبطل كتب المذاهب. وقوله: إني أقول إن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وقوله إني أدعي الاجتهاد، وقوله: إني خارج عن التقليد، وقوله إني أقول: إن اختلاف العلماء نقمة، وقوله إني أكفر من توسل بالصالحين، وقوله: إني أكفر البوصيري لقوله: يا أكرم الخلق. 

وقوله: إني أكفر من توسل بالصالحين، وقوله: إني أقول لو أقدر على هدم حجرة الرسول لهدمتها، ولو أقدر على الكعبة لأخذت ميزابها، وجعلت لها ميزابا من خشب. وقوله إني أنكر زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقوله إني أنكر زيارة قبر الوالدين، وغيرهم، وأني أكفر من يحلف بغير الله. فهذه اثنتا عشرة مسألة جوابي فيها أن أقول: «سبحانك هذا بهتان عظيم... »، ولكن قبله من بهت النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أنه يسب عيسى بن مريم ويسب الصالحين «تشابهت قلوبهم» وبهتوه بأنه يزعم أن الملائكة، وعيسى، وعزيرًا في النار، فأنزل الله في ذلك ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ (الأنبياء:101) «1». وأما المسائل الأخر وهي أني أقول: لا يتم إسلام الإنسان حتى يعرف معنى لا إله إلا الله، ومنها أني أعرف من يأتيني بمعناها، ومنها أني أقول الإله هو الذي فيه السر. ومنه تكفير الناذر إذا أراد به التقرب لغير الله، وأخذ النذر كذلك، ومنها أن الذبح للجن كفر، والذبيحة حرام ولو سمى الله عليها إذا ذبحها للجن، فهذه خمس مسائل كلها حق، وأنا قائلها، ثم يفصل القول في شرح معنى التوحيد، ويرد تفصيلا على بعض الشبهات «راجع الرسائل الشخصية لمحمد بن عبد الوهاب ٦٢ وما بعدها».

(1) الأنبياء آية ١٠١

 

 

الرابط المختصر :