; إلى كل الأحبة... مع التحية | مجلة المجتمع

العنوان إلى كل الأحبة... مع التحية

الكاتب أحمد بوزبر

تاريخ النشر الثلاثاء 27-سبتمبر-1983

مشاهدات 19

نشر في العدد 638

نشر في الصفحة 37

الثلاثاء 27-سبتمبر-1983

والمنتمون أيضًا... كثيرون

وكما أن أولئك اللامنتمين الذين تطرقنا لهم في عدد سابق أصناف وألوان....

فالمنتمون أيضًا لهم في انتمائهم هذا ضروب وأشكال فمنهم.. من هم خارج إطار الحركة يعملون.. ويجدون.

ومنهم... من هم خارج إطار الحركة الإسلامية ... لكنهم أيضًا منتمون.. بولائهم.. وحبهم.. وربما بعطائهم وبذلهم...

فإلى هؤلاء... وهؤلاء.. نوجه اليوم في هذا المقال.. أنظار كل القراء ليتعرفوا معنا على أنواع من هؤلاء المنتمين جديدة...

  • النوع الأول: المؤسسون:

وهم من قام العمل على أكتافهم، فكانوا أول من حفر لنا بئر الدعوة آخذين بالسبق والفضل حتى شربنا وشربوا من هذه البئر ماء قراحًا صافيًا، لسنين خلت... ولا نزال.....

فلما أن طال بهؤلاء الزمن.... وشاخ منهم العمر.. وابيضت اللحى.. وأحدودب الظهر.. وكثرت المشاغل .. وزاد الحمل... إذا بنا نرى منهم زيادة النفرة.. وعلوًا في الهمة... وخفة في الحركة والتجوال.. حتى خجلت منهم فورة شباب اليوم كثيرًا.

هؤلاء تحيتي لهم .. فيما قدموه كبيرة.. وعوني لهم فيما سيقدمونه أكبر.. لكن عونًا لهؤلاء من غيرهم مطلوب، ودمجًا لهؤلاء مع نفر من أبنائهم... قد بات اليوم أمر مرغوب... لتمتزج الطاقات.. وتتبلور الخبرات.. ولتقف حكمة الشيخ وفورة الشباب .. جنبًا إلى جنب.. تكفل لنا من العطاء المزيد... بذلك الدم المتجدد من تلامذة اليوم الأفاضل و الممزوج بالخبرة الطويلة.. والحنكة السياسية.. وبعد النظر من أساتذة الأمس المؤسسون...

  • النوع الثاني: المؤيدون:

وهم من أيدوا الفكرة.. لكن معلوماتهم حولها قليلة.. أو فهموا الغاية لكنهم رغبوا في تأجيل الالتزام.. والانحراط في الصف .. أما انتظارًا للوقت المناسب.. أو لارتباطات لديهم سابقة... قد لا يستطيعون منها فكاكًا.. أو أن لدى بعضهم تخوف ما... مشوب بالحذر من معنى كلمة الانتماء بشتى صورها...

ولكن هؤلاء جميعًا.. قاسمهم المشترك حب الدعوة متمثلًا في حب أصحابها.. فهم يربطون علاقتهم بل أيها الداعية يحبونك ويطيعونك... ويسمعون لك.. وقد تجد عند أحدهم استعدادًا كبيرًا لأن يضحي من أجلك بالكثير من وقته... أو يعطيك الكثير من جهده بل قد يبدي استعداده يومًا ما.. للتنازل عن كل علاقة سابقة.. أو رباط قديم.. أو تخوف موهوم.. في سبيل أن يعتنق فكرتك.. ويلتزمها.. شرط أن يتم هذا دون قيد أو شرط أو التزام رسمي بينكما...

هؤلاء.. تحيتي لهم... ذات بعدين:

  1. البعد الأول:

إن في تأييدهم هذا للدعوة.. حتى وهم خارج أسوارها انتماء لها وأي انتماء.. فالانتماء في تصوري.. ليس اسمًا يحمل.. أو نيشانًا يعلق.. بقدر ما هو عطاء.. وولاء... وبذل ودعم ومشاركة وأمثال هؤلاء.. قد شاركونا... ويشاركونا في صور شتى.. ابتداء بالصوت الانتخابي.. وانتهاء ببذل المال.. والتبرع به بسخاء... ولهم علينا حق الشكر والدعاء بالمثوبة والجزاء.

  1. أما البعد الثاني:

فهو بعد لا بد من إضافته للبعد الأول وتأكيده.. بل وأراني أضعه في منزلة غاية في الأهمية.. تعلو على أهمية البعد الأول.. إن لم تكن تضاهيها. ألا وهو ذلك البعد الرسمي اللازم والضروري لتحويل انتماء هؤلاء المؤيدين المتعاطفين إلى جهد مبذول يصب في البوتقة الجماعية...

عزيزي القارئ..

هذان صنفان.. أكتفي بهما في هذا العرض.. لعلي بهذا أكون قد رسمت صورة جديدة لمعنى الانتماء المطلوب اليوم والذي تحتاجه جميع طاقات الأمة الإسلامية، لتضيف بهذا الفهم الجديد للانتماء موارد جديدة للدعوة تجعلنا نباهي أهل الكفر ونفخر بينهم بطاقاتنا العديدة التي تعلمنا كيف نستثمرها حتى من خارج الأسوار.

الرابط المختصر :