العنوان (من شذرات القلم )
الكاتب عبد العزيز الحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 25-أبريل-1978
مشاهدات 10
نشر في العدد 396
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 25-أبريل-1978
محطة استراحة
في رحاب آية.
قال تعالى- ﴿فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ، ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ﴾ (الأعراف: 16-17) قول عدو الله، ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم يتناول الدنيا والآخرة وقوله وعن أيمانهم وعن شمائلهم فإن ملك الحسنات عن اليمين يستحث صاحبه على فعل الخير، فيأتيه الشيطان من هذه الجهة يثبط، عنه وأن ملك السيئات من الشمال ينهاه عنها فيأتيه الشيطان من تلك الجهة يحرضه عليها..
وقال قتادة: أتاك الشيطان يا ابن آدم من كل وجه غير أنه لم يأتك من فوقك، لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله.
رجل عاين الآخرة
كان الحسن إذا خرج إلى الناس كأنه رجل عاين الآخرة ثم جاء يخبر عنها، وإذا خرجوا خرجوا وهم لا يعدون الدنيا شيئًا.
قال رجل لابن عباس أريد أن أمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، فقال له ابن عباس إن لم تخش أن تفضحك هذه الآيات الثلاث فافعل وإلا فأبدأ بنفسك، ثم تلا: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ﴾ وقوله تعالى: ﴿لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ (سورة الصف: 2) وقوله حكاية عن شعيب عليه السلام- وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه.
من أين نبدأ؟
أن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادئ، تحتاج من الأمة التي تحاول هذا أو من الفئة التي تدعو إليه على الأقل إلى قوة نفسية عظيمة تتمثل في عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر. وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والأنحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره.
حسن البنا- إلى أي شيء ندعو الناس
الموعظة
- قال بعضهم لا تنفع الموعظة إلا إذا خرجت من القلب فإنها تصل إلى القلب، فأما إذا خرجت من اللسان فإنها تدخل من الأذن ثم تخرج من الأخرى.
- قال بعض السلف إن العالم إذا لم يرد بموعظته وجه الله زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا.
- كان يحيى بن معاذ ينشد:
مواعظ الواعظ لن تقبلا***حتى يعيها قلبه أولًا
یا قوم من أظلم من واعظ ***خالف ما قد قاله في الملا
أظهر بين الناس إحسانه***وبارز الرحمن لما خلا
- العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل المصباح يضيء للناس ويحرق نفسه.
تزيين المنكر
ومنه ورث أتباعه تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تحب النفوس مسمياتها، فسموا الخمر: أم الأفراح وسموها بلقيمة الراحة، وسموا الربا بالمعاملة وسمو المكوس بالحقوق السلطانية، وسموا أقبح الظلم وأفحشه شرع الديوان وسموا أبلغ الكفر وهو جحد صفات الرب تنزيها.
ابن القيم -إغاثة اللهفان
بلاغة في الشكوى.
غصب أحد الولاة ضيعة الرجل فشكا أمره إلى الخليفة وقال له: أصلحك الله يا أمير المؤمنين أأذكر حاجتي أم اضرب لك قبلها مثلًا؟
قال: أضرب لي قبلها مثلًا. قال: إن الطفل إذا أصابه ما يكره يشكو إلى أمه، ظنًا منه أنه لا ناصر له غيرها فإذا ترعرع شكا إلى أبيه لاعتقاده أن أباه أقوى من أمه على نصرته فإذا صار رجلًا ووقع به أمر شكا إلى الوالي لعلمه أنه أقوى من أبيه فإن ازداد عقله شكا إلى السلطان لعلمه أنه أقوى من جميع الناس. فإن لم ينصفه السلطان شكا إلى الله تعالى.
وقد نزلت بي نازلة، وليس فوقك أحد من الخلق أقوى منك فإن أنصفتني فيها وإلا رفعت أمري إلى الله، قال: بل ننصفك وكتب إلى واليه بأن يرد إليه ضيعته.
الانفصام من روابط القوميات
إن المسلم الذي يريد البقاء مسلمًا عليه أن يؤمن ببطلان كل القوميات الأخرى، ولا يقيم لكافة صلات الأرض والدم وزنًا. أما من يريد الاهتمام بهذه الروابط والصلات فعلينا أن نعرف أن الإسلام لم يخالط قلبه وروحه، وأن الجاهلية قد تمكنت من قلبه وعقله واستولت عليهما، وأنه سينفصل عن الإسلام وينفصل الإسلام عنه إن آجلًا أو عاجلًا.
أبو الأعلى المودودي- الحكومة الإسلامية
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل