العنوان إهدار العقائد والقيم في سبيل الربح المادي
الكاتب فيصل التمار
تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1977
مشاهدات 16
نشر في العدد 357
نشر في الصفحة 30
الثلاثاء 05-يوليو-1977
نشرت جريدة الأنباء في عددها ٥١٦ الصادر بتاريخ ١٠- ٦- ٧٧م على الصفحة العاشرة مقالًا بعنوان «حواء والصيف» بقلم غسان نافع والمقال على ما حمل من تفاهة لا يستحق الالتفاتة إليه لولا أنه تعرض لنبي من أنبياء الله «سليمان عليه السلام».
ننقل أولًا الفقرة بنصها ثم نبين أباطيل وافتراءات هذا الكاتب ثم ندمغ أباطيله بالحق الذي أقره الله في كتابه:
﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ (سورة الأنبياء: 18)
يزعم الكاتب تحت عنوان:« بلقيس» تستخدم العطر للإغواء ولكن الملكة بلقيس خطرت لها فكرة جهنمية لإغواء سليمان فقررت أن تهديه بخورًا ضمن الهدايا التي كانت تبعث بها إليه وبذلك تشبه حبيبها بالإله... فكانت أول امرأة في التاريخ تستخدم العطر لإغواء حبيبها بحيث إنه- أي الملك سليمان- لم يستطع المقاومة واستخدم «المارد الخفي» لنقلها مع عرشها إليه». هكذا وبكل وقاحة يلفق هذا الكاتب الأباطيل على نبي الله سليمان وعلى المرأة التي آمنت «بلقيس» فلنبدأ في تفنيد أباطيله بعون الله تعالى يقول: «ولكن الملكة بلقيس خطرت لها فكرة جهنمية لإغواء سليمان».
إن هذه الكلمات تحمل في طياتها اتهامًا لهذه المرأة التي هداها الله فأسلمت على يد سليمان- عليه السلام- في عرضها فكلمة الإغواء معناها الانحلال وعندما يستخدم العطر للإغواء فإنما هو استخدام محرم شرعًا فكيف إذا ينسب هذا لامرأة مؤمنة وكيف ينسب هذا الإغواء لنبي من أنبياء الله المعصومين والذين عرفهم علماء الإسلام «بأنهم طائفة ممتازة من البشر يختارهم الله تعالى بنفسه ويصنعهم لرسالته ويربيهم بحكمته ويعصمهم من الزلل والإثم والفواحش حتى يصلحوا للقيادة بعد نزول الرسالة عليهم»
قال تعالي:
﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (آل عمران: 33-34)
ثم يتبجح هذا الكاتب أكثر فيقول: «فكانت أول امرأة في التاريخ تستخدم العطر لإغواء حبيبها بحيث إنه- الملك سليمان- لم يستطع المقاومة واستخدم المارد الخفي لنقلها مع عرشها إليه» هكذا يتطاول هذا الكاتب على نبي الله سليمان ويجعله إنسانًا عاديًا بل إنسانًا ضعيفًا لا يستطيع أن يقاوم هوى امرأة ويسعى في طلبها وكأن الله تعالى لم يحك لنا في كتابه العزيز قصة نبيه سلیمان عليه السلام مع بلقيس ملكة سبأ فلو تصفحنا كتاب ربنا الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لوجدناه يحكي لنا في سورة النمل هذه الأحداث ويبين لنا أن الذي دفع سلیمان عليه السلام للاهتمام بأمر بلقيس هو أنه وجدها وقومها على الكفر والضلال وأنهم عبدوا الشمس من دون الله قال تعالى على لسان الهدهد﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ، إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ، وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ﴾ (النمل: 22-24)، ثم وجد نبي الله سليمان- عليه السلام- أن من الواجب عليه دعوة هذه المرأة الضالة وقومها لأنه رسولٌ مكلفٌ من الله بالدعوة إلى دينه فكتب إليها بكتاب يبين فيه غايته من دعوتها ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ (النمل: 29-31)
بهذه الكلمات الطيبة كانت دعوة سليمان لبلقيس فأين جانب الهوى منها ثم كيف أغوته بهديتها وقد كان رد نبي الله سليمان عليه السلام على رسلها عند إحضار الهدية ﴿فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ، ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ (النمل: 36-37)، ثم أمر نبي الله سليمان عليه السلام بإحضار عرشها لا وقوعًا في أسر حبها كما يزعم هذا الكاتب ولكنه أراد أن يريها قدرة الله وعظمته ببیان نعمته عليه عندما ترى عرشها قد أحضر وقد تركته في بلادها بما فيه من حرس، أحضر قبلها وهو العرش العظيم الذي يعجز عن حمله العتاة من الرجال فتخر ساجدة ذليلة متواضعة لله تعالى ثم تعلن إسلامها ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (النمل: 44)، بهذه الكلمات العفيفة أسلمت هذه المرأة الطاهرة بدون إغواء وبدون نوايا سيئة كالتي تعود عليها هذا الكاتب وإن كان لنا عتاب فليس على هذا الكاتب؛ فهو نكرة مع المال حيث كان، ولكن عتابنا على أصحاب جريدة الأنباء، ماذا تملك الكويت وأهلها أعز من دينها وإسلامها وكلنا أمل بإزالة هذا اللبس وليعلم المسلمون بأن التطاول على أنبياء الله عليهم السلام بالطعن والسب يخرج من الملة «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون» .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
التحقيق الإجرامي عند العرب والمسلمين.. الإمام علي يحكم في قضية معقدة
نشر في العدد 45
12
الثلاثاء 26-يناير-1971
قراءة في كتاب "مقدمة ابن خلدون" (11) "الإسرائيليات" أساس التحريف والكذب والغرائب
نشر في العدد 2175
11
الأحد 01-يناير-2023