ألعاب إلكترونية للفتيان.. من وحي معركة «طوفان الأقصى» (1)
كاتب المدونة: رمزي غالب كريم (*)
تعتبر الألعاب الإلكترونية جزءًا من الثقافة الحديثة للفتيان، وخاصة العنيفة منها؛ إذ إنّها تزيد الميل إلى العنف والعدوانية لديهم، مع العلم أنهم يستمتعون كثيرًا بممارسة الألعاب الحربية، إذ تجذب انتباههم وتستحوذ على تفكيرهم.
ويُعّد ذلك من الآثار السلبية التي تحتاج إلى متابعة ومراقبة من قبل الآباء والأمهات، لكن السؤال المطروح: هل يمكننا أن نُوظف شغف الفتيان واستمتاعهم بممارسة الألعاب على تنوعها (الإلكترونية والتطبيقية والتعليمية..) إلى بناء في الشخصيّة، وترسيخ لقيم هادفة، وتعزيز لسلوك إيجابي؟
ولا شكّ أن الألعاب الإلكترونية لها من الإيجابيات الكثيرة، وهذا ما أشارت إليه المختصة في علاج الصحة النفسية والسلوكية للأطفال والمراهقين جوانا عبود لـ«الجزيرة نت»، بقولها: الألعاب العنيفة قد تعزّز ثقة الطفل بنفسه، وتنمّي القيم لديه إذا أحسن الأهل التوجيه.
ومن نماذج الألعاب الهادفة، لعبة «فرسان الأقصى» التي تحاكي عملية «طوفان الأقصى»، وتتضمن مشاهد للحرب، وشخصيات ترتدي شارات خضر وتقتحم قواعد عسكرية «إسرائيلية» باستخدام مظلات.
وكتب مطوّر اللعبة نضال نجم، وهو برازيلي من أصل فلسطيني، أنّ اللعبة لا تُشجّع على الإرهاب أو معاداة السامية أو خطاب الكراهية ضد اليهود أو أي جماعة أخرى، إنما هي رسالة احتجاج ضد الجيش «الإسرائيلي» الذي يحتل الأراضي الفلسطينية.
من هنا، تكمن الفرص في توظيف معركة «طوفان الأقصى» وإنتاج ألعاب تعليميّة وتطبيقيّة وأخرى إلكترونية تُرسخ قيماً ومفاهيم قرآنيّة في صراعنا مع اليهود لدى الأجيال، وتُعزز روح وثقافة المقاومة لديهم، وتربطهم بسير ونماذج من الشهداء القادة، أمثال: يحيى السنوار، وإسماعيل هنية.. وغيرهما.
فمن خلال هذه الألعاب نستطيع توعية الفتيان خصوصاً والأجيال عموماً، بالقضايا العربية والإسلامية، وتدريبهم على الإقدام والشجاعة، فالفتى الفلسطيني الذي كان يقف أمام الدبابة «الإسرائيلية» منذ سنوات ويرميها بحجر، هو اليوم مقاتلًا يدمر تلك الدبابة بقذيفة محلية الصنع.
___________________
(*) دكتوراة في التربية.