التطوع في الكويت.. مدرسة للمواطنة وبناء الإنسان

حين نتحدث عن التطوع في الكويت، فإننا لا نصف نشاطًا عابرًا، وإنما تاريخ ممتد من الفزعة والتكافل والتعاون، فمنذ بدايات المجتمع الكويتي في الفريج، كان الناس يتسابقون لخدمة بعضهم، يرممون بيوتًا، ويقفون مع الضعفاء، ويجمعون الجهود في المناسبات والأزمات.

تلك الروح انتقلت إلى مؤسسات حديثة، ولكن جوهرها لم يتغير؛ خدمة الإنسان من أجل الإنسان.

اليوم أصبح التطوع في الكويت مدرسة تربوية متكاملة، تعلم الشباب معنى العطاء، والانتماء، والعمل الجماعي.

ومن خلال المبادرات المنظمة، مثل مركز نماء للعمل التطوعي، اكتسب التطوع بُعدًا مؤسسيًا حديثًا، يقوم على التدريب، والانضباط، والوعي بالقضايا الإنسانية والاجتماعية.

فالمتطوع الكويتي لا يُعدّ مجرد مُساعد ميداني، وإنما سفير للقيم، ورسول للرحمة، وواجهة مشرّفة لبلده.

ولذلك، فإن برامج نماء الخيرية وغيرها من المؤسسات لم تكتفِ بإرسال المساعدات، وإنما حرصت على أن يشارك فيها الشباب بأنفسهم، في رحلات تطوعية تجمع بين العمل والإحساس، بين الميدان والإيمان.

لقد أثبتت التجربة أن التطوع ليس فقط خدمة للآخرين، وإنما هو بناء للذات.

الشباب الذي يشارك في حملات الإغاثة أو دعم المحتاجين يعود أكثر وعيًا، وأكثر التزامًا، وأكثر حبًا لوطنه.

ومن هنا أصبح التطوع في الكويت مدرسة للمواطنة الصالحة، تصنع الإنسان المسؤول، وتزرع فيه قيم الانتماء والمبادرة.

ولعل من أجمل ما يميز التجربة التطوعية في الكويت التكامل بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني، فوزارة الشؤون ووزارة الخارجية ومؤسسات الدولة المختلفة تفتح الأبواب وتسهّل الإجراءات، لتبقى روح التطوع الكويتية متجددة في كل جيل.

وهكذا، يبقى التطوع عندنا ليس مجرد نشاط إنساني، وإنما أسلوب حياة، ووسيلة لبناء الإنسان الكويتي الحر، القادر على أن يعطي بيد، ويخطط بالعقل، ويشعر بقلبه، ليظل هذا الوطن منارة للخير في محيطه العربي والإسلامي.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة