الجنوب والشمال يتعانقان في غزة

ريما محمد زنادة

29 يناير 2025

45

من الصعب القول بأنه كان يوماً عادياً، فهو يوم من أيام الله المباركة التي لم تشهده غزة فحسب؛ بل شهده العالم.

يوم مبارك تعانق به أهل غزة من جنوبها بنصر مبارك من الله تعالى، من الصعب وصف جمال المشهد وأهل غزة النازحين في جنوبها المبارك وهم يقطعون سيراً على الأقدام مسافات طويلة جداً للوصول إلى غزة المباركة.

أفواج تسير بمشاعر مختلطة حملت الفرح والتعب والنصر، كذلك فهم اليوم يسجدون حمداً لله عز وجل على أرض غزة حيث شمالها الصامد شمال العزة.

أطفال وكبار كانوا مرهقين، لكن الفرحة زيّنت قلوبهم، فهم اليوم سيلتقون بمن تبقى بعائلاتهم، وسيعودون إلى ما تبقى من جدران منازلهم أو حتى إلى الخيام.

هذه أيام مباركة شهدتها غزة العزة، وأفشلت بفضل من الله تعالى كافة المخططات الشيطانية التي كانت تهدف من التخلص من كل ما هو فلسطيني على أرض غزة.

السير على الطرقات كان يحتاج الحذر، فكان يفترض السير حفاة، فهي أرض مباركة مزجت بأرض الشهداء، فما زالت دماؤهم الزكية لم تجف بعد.

كذلك يتطلب الأمر عدم اعتلاء الركام فما زالت جثامين الشهداء موجودة تحتها.

والحديث لا بد أن يكون بوقار، فما زالت مقابر الشهداء في كل مكان بغزة، فكل شارع وحي فيه جثامينهم الطاهرة، فهذه البركة جعلت من أهل غزة في الجنوب يُقبلون على شمال غزة وهم يعانقون أهلها وصمودهم، يعانقون شجرها وأرضها وحجرها.

هذا الصمود الذي كان بفضل وقوة من الله تعالى منحها لأهل غزة رسالة للعالم أجمع، أن أهل غزة صامدون ثابتون، وكل محاولات التهجير مصيرها الفشل.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة