جمال غزة بصمودها أمام قُبح التهجير

لم تعد الملامح ذاتها، اختفت الشوارع والأحياء في غزة الحبيبة، انتشرت الخيام في كافة أرجائها بين شوارعها وأذقتها وفوق ركامها، حياة لا تشبه أدنى تفاصيل غزة، فلم تعد زهرة الياسمين يفوح عطرها، ولا شجر الزيتون يعصر زيتها، ولا شجر البرتقال والليمون يتفتح زهر ثمرها.
حكاية الخيام
حينما تتجول في
شوارع غزة لن تجد ذلك الجمال الذي اعتاد ناظراك عليه، ونظافة شوارعها، وابتسامة
أهلها، أصبحت الخيام في كل مكان متلاصقة بعضها بجوار بعض، تحت حرارة الصيف
المرتفعة والعطش الذي لم يرو بالماء بعد.
ملامح الخيام
متهالكة تعبت أوتادها وتمزقت أقمشتها، فقد عاشت حكايات الشهادة والبتر والجوع والعطش
والبرد والحر والقصف، حكايات متوالية من الصعب نسيانها.
وكانت ملامح
ساكنيها أصعب، فهي تحمل الحكايات وترويها منذ بداية العدوان ومعاناة النزوح والجوع
والقصف والدمار.
هم لم يعتادوا
مساكن الخيام التي أنهكت أجسادهم، فهم أصحاب عز وأهل خير وكرامة، فقدوا بيوتهم كما
فقدوا أبناءهم بصواريخ حرقت الأخضر واليابس، فقد أخذت المعاناة من ملامحهم الكثير،
فأصبحت كلمة متعبة قليلة بحقهم.
الأمر كان متعمداً من قبل صواريخ الاحتلال باستهداف البيوت والمباني والمؤسسات والمستشفيات، وكل ما يرتبط بمناحي الحياة حتى تصبح غزة غير صالحة الحياة.
خطة التهجير
كلما انسحب جيش
الاحتلال من منطقة عاد إليها مكرراً تدميرها، ويسعى بها فساداً، فكل بيت ليس من
الحجارة فحسب؛ بل يقابله سنوات عمر طويلة مجهدة بالتعب قتلت صاحبها بكل صاروخ
دمرها.
هذا العدوان الغاشم على غزة دمر ملامح غزة الجميلة من أجل فرض خطته التي لم تعد تخفى على أحد؛ ألا وهي خطة تهجير أهل غزة، فهذا الدمار وصعوبة العيش في الخيام ما هو إلا نوع من أنواع الضغط القاسية.
الفشل حتماً
ورغم ذلك الدمار
وسلب ملامح غزة الجميلة، فإنه حقيقة عجز أن يسلب جمال تكتيكات مقاومتها الصامدة
الصابرة في مواجهة مخططات الاحتلال المعلنة أو التي تحاك خلف الكواليس المظلمة.
صمود المقاومة
وأهل غزة العزة قلب الطاولة تكراراً لإفشال قباحة تلك المخططات الشيطانية في
محاولات التهجير.