11 فبراير 2025

|

جميلة الشنطي.. «أم المقاومة» التي اغتالها الاحتلال

ريما محمد زنادة

11 فبراير 2025

2112

رغم أنني كنت في مرحلة مبكرة من تخرجي من قسم الصحافة والإعلام وفي طريق السنوات الأولى من ميدان العمل الإعلامي إلا أنني بمجرد الاتصال على النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتورة جميلة الشنطي، لترتيب لقاء صحفي معها كانت مرحبة جدا في استقبالي.

الاتصال كان مباشرة معها بدون أي واسطة تحول بيني وبينها، فلم تعتذر لحداثة سني بالإعلام في ذلك الوقت، ولا حتى تأجيل الموعد رغم انشغالاتها في المجلس التشريعي، وتواجدها الميداني بين أهل غزة العزة.

قريبة من غزة

تعاملها اللطيف والابتسامة التلقائية التي ترتسم على ملامحها تجعلها قريبة من القلب لأهل غزة.

فحينما جاء موعد اللقاء الصحفي المتفق بيننا في المجلس التشريعي وجدتها في استقبالي بعيدا عن البروتوكولات الرسمية، حتى إن اللقاء اتسم بأريحية كبيرة، الأمر الذي جعلني أتشجع في طرح الأسئلة حول كل ما أريد.

اللقاء لم يكن في مكتبها، أي أنها لم تجلس على كرسي النائبة، بل كان في غرفة بها كرسي لجلوسي بمسافة قريبة جدا من الكرسي الذي كانت تجلس عليه.

متواضعة جدا

رغم مكانتها الكبيرة في المجلس التشريعي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فإنها متواضعة جدا تتعامل برفق وهدوء وعطف وكثير من الحب.

لسانها طيب الكلمات، حرصت في مظهرها أن تكون نموذجا طيبا للمرأة المسلمة الفلسطينية.

ورغم اعتلائها لمنصب وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية فإن الأمر لم يغير من تواضعها.

كانت معلمة لأجيال متعددة لسنوات عديدة، علمتهم حب الله، عز وجل، وطاعته، وحب الرسول، صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بسنته، وحب فلسطين.

أم المقاومة

كانت تتسم بالشجاعة والحنكة السياسية، فكانت على قدر من الوعي بقضيتها الفلسطينية، ولقد كانت كأنها أم للمقاومة حتى وإن كلفها ذلك روحها.

فقد شهد على ذلك مسجد في بيت حانون شمال قطاع غزة، كان يتواجد فيه رجال المقاومة، وكان الاحتلال لهم بالمرصاد، فكان من الصعب نجاتهم إلا أن الله، تعالى، سخر "أم عبدالله" بأن تشكل من نفسها ومن نساء الشمال مسيرة نسائية تقف في وجه الاحتلال، تحمي بها ظهر المقاومة.

الأمر الذي أدى لنجاة المقاومة واختراق حصار الاحتلال لهم.

هذا المشهد مهما مرت عليه السنوات فلا يمكن أن يغيب عن ذاكرة التاريخ الفلسطينية، فقد كانت أم عبدالله هي الأم التي أرادت أن تضحي بنفسها لأجل مقاومة تقف سدا منيعا أمام الاحتلال، لحماية العقيدة والأرض والوطن.

ليس مجرد رقم

لم تكن مجرد رقم في حركة حماس، بل كانت عنصرا نشطا من الصعب تجاوزه وقد تم انتخابها، لتكون أول امرأة في المكتب السياسي للحركة.

وذلك لأنها كانت ذات خبرة ومؤهلات علمية تؤهلها لذلك.. فهي تحمل درجة الدكتوراه في الإدارة التربوية، وخبرة سياسية جعلتها أكثر قدرة على فهم قضيتها والدفاع عنها.

اغتيال وشهادة

حاول العدو الصهيوني اغتيالها في مرات سابقة والتي من بينها قصف المنزل الذي تسكن فيه، إلا أنها نجت منها، لكن مواصلة الاحتلال حقده الأسود في استهدافها وتعمد اغتيالها أدى إلى قصف منزلها بصواريخ حاقدة، الأمر الذي أدى إلى ارتقائها في "طوفان الأقصى".

حقيقة ارتقاء أمثال الدكتورة جميلة الشنطي "أم المقاومة" لا يعدو أن يكون ارتقاء جسد، أما وجودها الحق فمازال حاضرا يلهم كل من عرفها وعرف قضيتها المقدسة التي لا تموت بموت الشهداء.. فمسيرتها الطيبة على مدار سنوات عديدة شاهدة على إنجازاتها العديدة التي جعلت منها بصمة مميزة في العطاء والعمل في خدمة دينها وقضيتها العادلة ووطنها.

 

 

 

 

 

 

 


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة