رئيس مجلس إدارة مسجد تايبيه الكبير في تايوان الشيخ ياسر تشنغ لـ«المجتمع»:

فرص عظيمة لنمو الإسلام في المجتمع التايواني رغم التحديات

تعد تايوان من البلاد المتقدمة علمياً وتكنولوجياً، وتحظى بشهرة واسعة بين دول العالم، وهي أيضاً واجهة سياحية مميزة لمحبي السياحة والسفر، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف حال الإسلام في تايوان؟ وكم عدد المسلمين هناك؟ هل لهم مساجد أو مؤسسات إسلامية؟ وغيرها من الأسئلة التي تشغل بال كل مسلم.

في هذا الحوار مع الشيخ ياسر تشنغ، رئيس مجلس إدارة مسجد تايبيه الكبير في تايوان، سنقترب أكثر لنلقي نظرة على أحوال الإسلام والمسلمين في هذه البلاد.

هل يمكن أن تعرف نفسك للقراء؟

- اسمي ياسر تشنغ، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مسجد تايبيه الكبير، وهذا المنصب تطوعي، فأنا في الأصل دبلوماسي محترف، وأسلمتُ في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية عندما كنت في الخامسة والعشرين من عمري، وقد مضى على إسلامي 37 عاماً حتى اليوم.

ما العلاقة بين كونك دبلوماسياً وتوليك مسؤولية مسجد تايبيه الكبير؟

- نعم، هذا أمر متعارف عليه في تايوان، فكل شخصية إسلامية لها سابق علاقات رسمية مع الدول العربية والإسلامية يمكنها تولي مناصب دينية داخل مجتمع المسلمين في تايوان، وذلك للاستفادة من خبراته في التعاون مع الدول العربية فيما يعود بالنفع على المسلمين في تايوان، وقد سبق وأن تولى الشيخ والدبلوماسي الشهير أيوب دينغ تشونغ مينغ (1913 - 2005م) رئاسة مجلس إدارة هذا المسجد، ورئيس بعثة الحج لمسلمي تايوان لسنوات عديدة، رغم كونه دبلوماسياً قد قضى سنوات طويلة سفيراً في عدد من الدول العربية.

هل يمكنك أن تقدم لنا لمحة عامة عن الإسلام في تايوان؟

- تكون المجتمع الإسلامي المحلي في تايوان خلال فترات تاريخية متعددة، شهدت هجرات من المسلمين الصينيين ومسلمي جنوب شرق آسيا، لكن أكبر هذه الهجرات كان عقب تولي الحزب الشيوعي مقاليد الحكم في الصين، حيث انتقل أكثر من 20 ألف مسلم من الصين إلى تايوان مع حكومة جمهورية الصين في عام 1949م، ووفقاً للبيانات الواردة من «الجمعية الإسلامية الصينية»، يُقال: إن عدد المسلمين في تايوان يبلغ 300 ألف مسلم، لكن الحقيقة أن هذا الرقم مبالغ فيه، فحسب تقديري الشخصي، فإن الرقم الحقيقي أقل من هذا بكثير، كما أن 99% من المسلمين هنا من الأجانب، ومعظمهم من إندونيسيا.

 

الكوريون يُقبلون على الإسلام إذا وجدوا الدعاة |  Mugtama
الكوريون يُقبلون على الإسلام إذا وجدوا الدعاة | Mugtama
يزيد عدد المساجد في كوريا على 150 مسجداً ومصلى، وتنتشر في كثير من المدن الكورية، لكن معظمها يتركز في العاصمة سيئول
mugtama.com
×


ما أهم المؤسسات الإسلامية في تايوان؟

- في الحقيقة، لا توجد مؤسسات إسلامية قوية حقاً في تايوان، فمثلاً تعتبر الجمعية الإسلامية في تايوان الجهة الدينية الرسمية، لكنها في السنوات الأخيرة فقدت الكثير من مميزاتها خاصة بعد طغيان السياسة على معظم واجباتها، وهناك إصرار وسط مجتمع المسلمين في الصين على ضرورة الإصلاح، وقد بات قريباً، كذلك يعتبر مسجد تايبيه الكبير المؤسسة الأكثر جدية في مجال الدعوة والتعليم، في هذا المسجد، يُسلم بمعدل شخص أو شخصين أسبوعياً.

إلى جانب ذلك، هناك مؤسسة أخرى هي «جمعية تنمية سلامة الحلال في تايوان»، التي افتُتحت في مايو 2011م في تايبيه، وحصلت على العضوية في برنامج شهادات الأغذية الحلال عبر الحدود الذي تُشرف عليه كل من إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وماليزيا، ويقع مقر الجمعية في مسجد تايبيه الثقافي.

مسجد تايبيه الكبير، هل له وظائف أخرى غير الصلاة والعبادة؟

- نعم، مسجد تايبيه الكبير، الذي بُني في ستينيات القرن الماضي، هو أكبر مسجد في العاصمة وأكبر مساجد البلاد، وهو يقارب في حجمه مسجد طوكيو الكبير في اليابان، بالإضافة إلى كونه مكاناً رئيساً للعبادة للمسلمين في تايبيه، فإنه يؤدي أيضاً دوراً دبلوماسياً مهماً؛ فالمسؤولون والزوار من الدول الإسلامية يأتون إليه، كما يتحمل المسجد مسؤوليات في مجالات الدعوة والتعليم والسياحة.

كم عدد المساجد في تايوان؟

- في تايوان حالياً 16 مسجداً، وأكثر من 100 مصلى صغير، كما أن العديد من الجامعات والمواقع السياحية ومحطات القطارات السريعة تحتوي على غرف صلاة للمسلمين، ويعد مسجد تايبيه الأقدم والأشهر، إلى جانب عدد من المساجد الشهيرة الأخرى مثل مسجد قاوشيونغ في حي لينغيا، ومسجد تايبيه الثقافي في منطقة تسونغرينغ، ومسجد تايتسونغ في نانتونغ.. إلخ.

ما أهم الأنشطة الدينية للمسلمين في تايوان؟

- يحتفل المسلمون في تايوان عادة بكل المناسبات الدينية، لكن أهم الأنشطة لديهم تكون في العيدين؛ الفطر والأضحى.

من هم أبرز الشخصيات الإسلامية في تايوان؟

- شهد مجتمع المسلمين في تايوان شخصيات مسلمة شهيرة، كان أبرزها الجنرال عمر باي تشونغ شي، القائد العام لقوات الكومينتاج، الذي انتقل مع قواته إلى تايوان عقب تولي الحزب الشيوعي عام 1949م، وكان رجلاً طيباً محبوباً من عامة المسلمين، وكذلك الشيخ أيوب دينغ تشونغ مينغ، الإمام والأكاديمي الكبير، صاحب المؤلفات والترجمات في مجال الدراسات الإسلامية، ورئيس لجنة الحج في تايوان لسنوات، وكذلك الدبلوماسي المسلم الشهير بدر الدين خي يوليانع.

هل لدى المسلمين في تايوان أنشطة علمية وأكاديمية خاصة بهم؟

- حتى الآن، لم يطور المسلمون في تايوان أنشطة علمية أو أكاديمية مستقلة تخصهم، ولا يزال هناك مجال واسع لنمو وتطور المسلمين هناك.

هل هناك تعليم إسلامي في تايوان؟ وهل لتدريس اللغة العربية علاقة بالتعليم الإسلامي؟

- حتى اليوم لا يوجد تعليم إسلامي رسمي في تايوان، لكنْ ثمة دروس وندوات أسبوعية تعقد في المساجد، لتدريس القرآن الكريم والحديث والفقه، وشرح العبادات، كما تقام دورات لشرح مبادئ الإسلام للمسلمين الجدد بين الحين والآخر.

كانت لتايوان في الماضي صلات مع الصين، هل لا تزال هناك علاقات رسمية أو شعبية بين المسلمين في البلدين؟

- في الماضي، كانت هناك بعض التفاعلات بين «الجمعية الإسلامية في تايوان» و«الجمعية الإسلامية الصينية» في الصين، لكن اليوم الصلات شبه منقطة، خاصة أن الجمعية الإسلامية الصينية مؤسسة رسمية تعبر عن وجهة نظر الحكومة الصينية، التي تختلف بشكل تام مع توجه الحكومة الرسمي في تايوان، لكن ما زالت هناك صلات على المستوى الشعبي بين العائلات المسلمة في تايوان وعائلاتهم الأصلية في الصين، وتحدث بينهم زيارات بين الحين والآخر.


السنغال من بوابة للمستعمر بغرب أفريقيا إلى نموذج ديمقراطي يتصدره الإسلام |  Mugtama
السنغال من بوابة للمستعمر بغرب أفريقيا إلى نموذج ديمقراطي يتصدره الإسلام | Mugtama
تُعد جمهورية السنغال، إحدى دول غرب القارة الإفريق...
mugtama.com
×


ما التحدي الأكبر الذي يواجه الإسلام في تايوان؟

- الإسلام في تايوان يواجه تحديات وفرصاً، التحدي هو قلة عدد المسلمين، وضعف نشاطات الدعوة والتعليم، أما الفرص فهي وجود مجال كبير لنمو الإسلام وتطوره في المجتمع التايواني.

كيف ترى مستقبل الإسلام في تايوان؟

- أنا شخصياً متفائل جداً بمستقبل الإسلام في تايوان، أعتقد أن عدد المسلمين الجدد سيواصل الازدياد، ومع ذلك، فإن الأداء السيئ لـ«الجمعية الإسلامية الصينية» يشكل أكبر عقبة أمام تطور الإسلام، يجب على المجتمع الإسلامي الدولي أن يكون واعياً بهذه الحقيقة.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة