خليجنا واحد.. صرخة تضامن تتحدى العدو الصهيوني

منى حامد

14 سبتمبر 2025

211

تحولت البلطجة العسكرية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني إقليمياً، من حدث سياسي إلى محطة فارقة اجتماعياً بين شعوب منطقة الخليج، التي أطلقت حملة تضامن واسعة مع قطر، في وجه الاعتداء الصهيوني على الدوحة.

برز ترند «#خليجنا_واحد» خلال الأيام الماضية كأيقونة تعبر عن وعي خليجي عميق بأهمية التضامن الشعبي المتجاوز لأي خلافات سياسية سابقة في مواجهة التهديد الصهيوني الخارجي المحدق.

ولم يكن «الترند» الجديد قبيل ساعات من انعقاد القمة العربية الإسلامية بالدوحة، مجرد تظاهرة رقمية عابرة، بل تحول إلى حركة مشاركة جماهيرية واسعة النطاق، تعكس رفضاً جماعياً للتدخلات الأجنبية وانتهاكات السيادة، وتؤكد أن أمن الخليج العربي واحد لا يتجزأ.

وأوردت المشاركات موجة استنكار واسعة، خاصة في المملكة العربية السعودية، حيث صعد «الترند» لقائمة الموضوعات الأكثر تفاعلاً، وانتشر بسرعة ليحتل المراتب العليا في قائمة «الترندات»، مدعوماً ببيانات رسمية من قادة الخليج تؤكد الوقوف صفاً واحداً مع قطر.

تميز «#خليجنا_واحد» بطبيعة اجتماعية عاطفية سرعان ما تحولت إلى دعوة للعمل الموحد، وسط انتشار لرسائل تضامنية قوية مثل: «حنا سوى لو تنفطر كبد الحسود» و«الخليج خط أحمر»، مرفقة بصور أعلام دول الخليج مجتمعة، وفيديوهات تاريخية تذكر بمواقف التآزر السابقة، أبرزها قمة العلا عام 2021م.

هذه اللحظة التاريخية، التي شهدت مصالحة خليجية، أصبحت رمزاً للوحدة، واستخدمت مراراً في التغريدات كدليل على أن الخلافات الداخلية يمكن تجاوزها حين يتعرض الوطن لأخطار خارجية.

ومع تصاعد تداعيات القصف «الإسرائيلي» بالدوحة، عاد «الترند» بقوة تجاوزت 10 آلاف تغريدة، بدعم من مؤثرين، تبنوا رسالة التضامن مع قطر، ودعا بعضهم للسفر إلى الدوحة كشكل من أشكال الدعم المعنوي والاقتصادي، في خطوة تحول التضامن الرقمي إلى فعل ميداني.

وفي سياق زمني أوسع، يأتي هذا «الترند» بعد أشهر من التوترات في المنطقة، بما في ذلك العدوان «الإسرائيلي» على غزة ولبنان وسورية واليمن وإيران، ما جعل «#خليجنا_واحد» تعبيراً عن تأكيد مفاده أن أمن الخليج واحد لا يتجزأ.


انفجارات الدوحة تكشف خدعة الوساطة الأمريكية.. هل كان مقترح ترمب فخًا لاغتيال قادة المقاومة؟ | مجلة المجتمع
انفجارات الدوحة تكشف خدعة الوساطة الأمريكية.. هل كان مقترح ترمب فخًا لاغتيال قادة المقاومة؟ | مجلة المجتمع
انفجارات الدوحة تكشف خدعة الوساطة الأمريكية.. هل كان مقترح ترمب فخًا لاغتيال قادة المقاومة؟
www.mugtama.com
×


كلنا قطر

تداول المشاركون في «الترند» عبارات مثل «نقف صفاً واحداً» و«كلنا قطر»، مصحوبة بصور لأعلام دول الخليج مجتمعة، وفيديوهات تاريخية تذكر بمواقف سابقة مثل موقف الملك فهد بن عبدالعزيز أثناء غزو الكويت.

كما انتشرت وسوم بارزة أخرى مثل «#بردا_وسلاما_ياقطر»، و«#كلنا_قطر»، التي ربطت «الترند» بحملة تضامن أخرى مع قطر، وتربطها بشعار «الترند» إلى أنشودة «خليجنا واحد»، التي أطلقت بعد المصالحة الخليجية عام 2021م، وتحول عنوانها إلى أيقونة بكلمات بسيطة نجحت في ترسيخ فكرة الوحدة في الوعي الشعبي.

وعلى منصات مثل «تيك توك»، أشار حساب @alfaisal9689 إلى أن «الترند» يعكس شعبا خليجياً واحداً، يتجاوز الحدود الإدارية إلى هوية مشتركة تقوم على الدين واللغة والعادات.

https://x.com/Naif00000000009/status/1965501682332344715/photo/1

وأظهر محتوى المشاركات أيضاً هيمنة واضحة للاتجاه المؤيد للتضامن، حيث عبر غالبية المشاركين عن دعمهم المطلق لقطر، معتبرين أي اعتداء عليها اعتداء على الأمن القومي الخليجي ككل.

وفي السياق ذاته، أدرجت حسابات أخرى «هاشتاغ» «#خليجنا_واحد» للتعبير عن الحب والتضامن بين الدول، مثل الترحيب بزيارات رسمية تضامنية، كزيارة ولي عهد الكويت الشيخ صباح الخالد، التضامنية مع قطر.

ومع تزايد التهديدات الصهيونية، أبرزت حملة «الترند» دعماً غير مشروط لقطر، مع عبارات مثل «موتوا بغيظكم» موجهة للحاقدين من أعداء الأمة، مؤكدة أن الخليج موحد ضد أي محاولات للانقسام.

وتبنى الاتجاه ذاته دعوات إلى الدول التي اتخذت منحى تطبيع العلاقات مع دولة الإرهاب والاحتلال إلى مراجعة مواقفها السابقة، واستخدم ناشطون «الهاشتاغ» للدعوة إلى مواقف موحدة، مثل طرد سفراء الكيان الصهيوني وسفراء الدول الداعمة له.

كما برز اتجاه غاضب يدعو إلى رد عسكري موحد، يستحضر تاريخ التحالفات الخليجية، أما الاتجاه المعارض، فقد كان نادراً جداً، ويتركز في تحذيرات من «التصعيد غير المحسوب»، دون إنكار لضرورة التضامن.

واستندت الدعوة لحملة التضامن إلى تقدير لمحللين، بينهم إبراهيم جلال، مفاده أن قدرة الردع الخليجية تواجه تحدياً جوهرياً، إذ باتت «إسرائيل» تنظر إليها كساحات مواجهة مفتوحة لا كمساحات حياد ووساطة.

خط أحمر

يأتي ذلك فيما اكتسب تضامن «#خليجنا_واحد» بعداً دينياً أيضاً في مشاركات الداعين للوحدة، التي وصفوها بأنها فريضة شرعية نابعة من أمر الله تعالى بالإيمان والتآلف، ونهيه عن الفرقة والاختلاف، كما ورد في قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) (آل عمران: 103)، ومن توجيه النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث الشريف: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (متفق عليه).

فما يحدث في الدوحة، أو أي عاصمة خليجية، هو شأن جميع المسلمين، بحسب قطاع من مشاركات «الترند»، لأنه انتهاك لحرمة أرض مسلمة، وهجوم على جسد واحد، والهوية الإسلامية المشتركة هي أقوى روابط التضامن، وهي التي تجعل من الخليج خطاً أحمر، ليس فقط كمجال جغرافي، ولكن كجزء من العالم الإسلامي الذي يجب الدفاع عنه.

والتحرك الشعبي الجماهيري تعبير حي عن وعي ديني نابض، يرفض الذل والاستضعاف، ويتخذ من التآلف درعاً واقياً من مخططات التقسيم والهيمنة.

وبذلك لم يقدم «ترند» «#خليجنا_واحد» مجرد صرخة تضامن، وإنما برهان على هوية أمة واحدة ترفض إذلال الاستعمار وتنادي بوحدة الصف بمواجهته في عصر يسعى فيه الأعداء إلى بث الفرقة، وتأجيج صراعاتها عبر نبش خلافات الماضي.


اقرأ أيضاً:

كلنا قطر

هل كان اتفاق ترمب فخاً لـ«حماس» في الدوحة؟!‏

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة