الشيخ عبد العزيز بن باز

لا تجوز مناصرة الظالمين ولو كانوا مسلمين، فكيف بطاغوت العراق؟

«لا تجوز مناصرة الظالمين ولو كانوا مسلمين، فكيف بطاغوت العراق؟»
«حاكم العراق جمع بين الظلم وفساد العقيدة»

يسعد "المجتمع" بعد الغيبة الإجبارية التي فرضها علينا الاحتلال البعثي الكافر، وفي أول إصدار لها بعد تحرير الكويت أن تلتقي بفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز، وفضيلته عَلَم من أعلام الأمة المعاصرين الذين لا يحتاجون تقديمًا للقارئ، فإسهاماته في الدعوة والفتوى والبحوث جعلته من أبرز المتصدرين لصناعة المواقف في الدعوة الإسلامية.

ولقد كان فضيلته على رأس المتصدين لحملة التضليل التي قادها نظام الكفر بالعراق؛ لإضفاء التبريرات الإسلامية على جرائمه وانتهاكاته وطغيانه في العدوان على الكويت وشعبها. فقد استطاع الكفر البعثي العراقي أن يخترق صفوف الإسلاميين ويجند في صفوفه حشودًا منهم تهتف لجرائمه المنكرة بغوغائية عارمة خلقت صعوبة جمة في التصدي لهذه الحملة.

ولقد واجه علماء الخليج والجزيرة ودعاتها بكل شجاعة وقوة زيف الدعاية البعثية، وكان يقف معهم علماء ودعاة من كل بقاع الدنيا وفي مقدمتهم علماء الأزهر الشريف.

لقد كان فضيلة الشيخ مُدركًا لأبعاد مؤامرة الكفر البعثية في المنطقة، ومشفقًا على أبناء الدعوة الإسلامية من مكر آلة التضليل الصدامية. لقد كان حاسمًا في موقفه، لم يتوان ولم يتردد، فقد كان لفتواه دور حساس في الإذن بجعل أرض المملكة العربية السعودية ميدانًا شاملًا لتحرير الكويت، ولكلماته أثر فاعل في رفع المعنويات القتالية لدى الجندي المسلم الذي ساهم في تحرير الكويت. 


حقائق من تحت ركام الكارثة | مجلة المجتمع
حقائق من تحت ركام الكارثة | مجلة المجتمع
في الثاني من أغسطس 1990م وقعت كارثة الغزو العراقي للكويت
mugtama.com
×


في هذا اللقاء تطرح "المجتمع" بعض الأسئلة السياسية التي تحتاج إلى رأي شرعي على فضيلة الشيخ، والتي تفضل مشكورًا بالإجابة عليها:

المجتمع: لقد بغى النظام البعثي الكافر في العراق على الكويت وروّع أهلها واغتصب أرضها وضمها إلى حكمه، ولقد أجاز البعض هذا الفعل بدعوى أنه تمهيد للوحدة بين المسلمين، فهل تجيز الشريعة الإسلامية هذا المسلك الذي سلكه النظام العراقي لتحقيق الوحدة الإسلامية؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:

فلا ريب أن ما عمله حاكم العراق منكر عظيم وعدوان شنيع لا تجيزه الشريعة الإسلامية بل تنكره وتحذر منه؛ لما اشتمل عليه من الظلم والعدوان وسفك الدماء ونهب الأموال بغير حق، هذا لو كان مسلمًا، فكيف وهو كافر بعثي ملحد وإن ادعى الإسلام في بعض الأحيان أو مدح بعض شعائر الإسلام في بعض الأوقات، فالكافر عند الحاجة ينافق ثم يعود إلى أصله ومعدنه كما قال الله سبحانه وتعالى في أمثاله: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا) (النساء:142-143).

ومن زعم أن هذا التصرف الذي فعله حاكم العراق تجيزه الشريعة الإسلامية تمهيدًا لوحدة المسلمين فهو غالط غلطًا كبيرًا، وليس ذلك مما تجيزه الشريعة، وليس ذلك أيضًا مما يعتبر تمهيدًا لوحدة المسلمين، فإن الوحدة إنما يسعى لها ويقوم بالدعوة إليها أهلها المستقيمون عليها، المحافظون على حدودها، الداعون إليها قولًا وعملًا وعقيدة، لا من حاربها بقوله وعمله وعقيدته.

المجتمع: لقد وقف البعض ضد قوات التحالف التي حررت الكويت بدعوى أنها تضم غير المسلمين، وصفوا مع النظام الكافر في العراق بدعوى أنه نظام يسوس المسلمين، فهل تجيز الشريعة الإسلامية الوقوف مع النظام الكافر الذي يسوس المسلمين، حتى لو كان ظالمًا لمجرد تعاطف الغربيين من النصارى مع المظلومين من المسلمين؟

لا تجوز مناصرة الظالمين ولو كانوا مسلمين، فكيف بغير المسلمين؟!

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، قالوا: "يا رسول الله نصرته مظلومًا فكيف أنصره ظالمًا؟"، قال: "تحجزه عن الظلم".

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنصر المظلوم ولو كان المظلوم كافرًا، فكيف إذا كان المظلوم مسلمًا، فإن الأمر يكون أشد إثمًا وأعظم جريمة في حق الظالم. والله يقول سبحانه في كتابه العظيم: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ) (المائدة:2). وليس من البر ولا من التقوى نصر الظالم وإعانته على ظلمه. 


الكويت صف واحد أمام الأزمات | مجلة المجتمع
الكويت صف واحد أمام الأزمات | مجلة المجتمع
وصفت جميع أطراف الأزمة بين الكويت والعراق بأنها سحابة صيف
mugtama.com
×


أما الاستعانة ببعض الدول الكافرة لنصر المظلومين من المسلمين ضد الظالم، والوقوف في صفهم ضده، فهذا شيء لا حرج فيه. وقد استعان النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أريقط الديلي وهو وثني في الدلالة على طريق المدينة حين هاجر إليها عليه الصلاة والسلام، واستعان بدروع من صفوان بن أمية في حرب هوازن وهو كافر، واستعان باليهود في تعمير مزارع خيبر بالنصف من ثمارها لما كان المسلمون مشغولين عنها بالجهاد. والأدلة في ذلك كثيرة، وهي دالة على جواز الاستعانة بمن يراه ولي الأمر من أهل الشرك على أهل الشرك وعلى ردع الظالم من المسلمين والانتقام منه ودفع ظلمه عند الحاجة إلى ذلك، وعند غلبة الظن في أن المستعان به ينفع المظلومين وينصرهم ولا يضرهم، لما ذكرنا من الأدلة ولغيرها من الأدلة التي ذكرها أهل العلم في هذه المسألة.

المجتمع: تراكض البعض في مبايعة طاغية العراق لمجرد أنه رفع بعض الشعارات الإسلامية، بالرغم من ماضيه القبيح في حربه للإسلام وفتكه بالمسلمين، وبالرغم من استمرار حاضره على منواله المعروف، فهل تقبل الشريعة الإسلامية مبايعة طاغية سفاح يعلن الكفر منهجًا له لمجرد مدحه لبعض شعارات الإسلام؟ وما رأي الشريعة فيمن بايع أو أيَّد أو ناصر هذا الطاغوت؟

لا ريب أن مبايعة مثل هذا الطاغوت ومناصرته من أعظم الجرائم ومن أعظم الجناية على المسلمين وإدخال الضرر عليهم، لأن من شرط البيعة أن يكون المبايع مسلمًا ينفع المسلمين ولا يضرهم.

أما حاكم العراق فهو بعثي ملحد قد أضر المسلمين بأنواع من الضرر في بلاده ثم اعتدى على جيرانه فجمع بين أنواع الظلم علاوة على ما هو عليه من العقيدة الباطلة البعثية، ولو أظهر بعض الشعارات الإسلامية. والمنافقون يصلون مع الناس ويتظاهرون بالإسلام، وذلك لا ينفعهم لفساد عقيدتهم، وقد أخبر الله عنهم سبحانه في كتابه العظيم بصفاتهم الذميمة وأخلاقهم المنكرة.

وأخيرًا إن مصيرهم هو الدرك الأسفل من النار يوم القيامة كما قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ) (النساء:142-143) الآية.

وقال عز وجل: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا) (النساء:145-146) الآية.

نسأل الله لحاكم العراق ونصيره من الظالمين أن يردهم الله إلى الهداية، وأن ينقذهم مما هم فيه من الكفر والضلال، وأن يكفي المسلمين شرهم وشر أمثالهم، إنه خير مسؤول.

المجتمع: يميل البعض إلى تفسير الكارثة التي حلت بالكويت على أنها عقاب من الله تعالى للكويتيين للفساد الذي انتشر في بلادهم، ويرى بعض آخر أن الكويت كانت من البلدان التي تحارب الفساد وتنشط في الدعوة للخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي أقل فسادًا من كثير من البلاد الإسلامية، وأن شعبها من أنشط الشعوب الإسلامية في الأعمال الخيرية والدعوة للإسلام، وأن ما حل بهم بلاء من الله لإيمانهم، فكيف يرى فضيلتكم تفسير هذه الكارثة من منظور إسلامي؟

لا ريب أن للمعاصي آثارًا سيئة على المجتمع الذي تظهر فيه ولا تنكر، لقوله سبحانه وتعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) (الشورى:30)، ولقوله عز وجل: (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ) (النساء:79).

ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه"، فالمعاصي شرها عظيم وعواقبها وخيمة، وكل ما أصاب المسلمين من العقوبات والنقمات وتسليط الأعداء كله بأسباب الذنوب والمعاصي. كما قال الله جل وعلا فيما أصاب الناس يوم أُحد وفيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو أفضل الخلق، وفيهم الصحابة وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء، قال فيهم جل وعلا: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ) (آل عمران:152)، والجواب محذوف تقديره سلط عليكم العدو، ثم قال بعدها: (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (آل عمران:152) وقال في الآية الأخرى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ) (آل عمران: 165) يعني يوم أُحد، (قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا) يعني يوم بدر، (قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا) قال الله سبحانه: (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)، بيَّن سبحانه أن ما أصابهم بأسباب ما حصل من الرماة الذين أخلُّوا بالموقف وعصوا الرسول عليه الصلاة والسلام فسُلط عليهم العدو حتى قتلوا من قتلوا وجرحوا من جرحوا وحصلت الهزيمة حتى النبي صلى الله عليه وسلم أُصيب وجُرح وكُسرت البيضة على رأسه وكُسرت رباعيته عليه الصلاة والسلام.

فالمعاصي شرها كبير وعواقبها سيئة، والواجب على جميع المسلمين الحذر منها والبدار بالتوبة إلى الله منها. 


دروس من الأزمة مع البداية الجديدة | مجلة المجتمع
دروس من الأزمة مع البداية الجديدة | مجلة المجتمع
دروس من أزمة احتلال العراق لدولة الكويت
mugtama.com
×


المجتمع: ما هي الكلمة التي توجهونها لحكام الكويت وشعبها بعد أن من الله تعالى بالنصر على عدوهم وتحرير بلدهم؟

جواب السؤال الأول:

على أهل الكويت وغيرهم البدار بالتوبة والإصلاح والحرص على إقامة شريعة الله في أرضهم وبلادهم، وعلى إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلادهم، هذا هو الواجب عليهم سواء أصابتهم عقوبة أم لم تصبهم عقوبة.

ولا شك أن هذه المصيبة التي أصابتهم بسبب حاكم العراق لا شك أنها موعظة وذكرى، ونسأل الله أن يجعلها كفارة للذنوب وحطًا من خطايا المسلمين في الكويت وغيرها، ولكن يجب على أهل الكويت حكومة وشعبًا أن يتقوا الله وأن يصلحوا ذات بينهم وأن يبادروا بالتوبة النصوح من جميع الذنوب، وأن يحاسبوا أنفسهم ويجاهدوها لله حتى لا تصيبهم مصائب أخرى وحتى يسلموا من عقاب الله في الدنيا والآخرة.

وهذا هو واجب المسلمين جميعًا، عليهم أن يتقوا الله أينما كانوا وأن يحاسبوا أنفسهم وأن يتوبوا إلى الله من سالف ذنوبهم، وأن يستقيموا على الحق حتى يلقوا ربهم سبحانه وتعالى. هذا هو طريق النجاة وهذا هو طريق السلامة، كما قال الله عز وجل في كتابه العظيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18). وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران:102).

وقال عز وجل: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) (الطلاق:4). وقال سبحانه: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الأنفال:25). فالواجب على أهل الإسلام أينما كانوا أن يتقوا الله وأن يحاسبوا أنفسهم أبدًا، وأن يحذروا المعاصي وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منها، وأن يستقيموا على طاعة الله ورسوله حتى يلقوا ربهم، وأن يتواصوا بذلك وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر كما قال الله عز وجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة:71).

هذا وعده سبحانه لمن استقام على دينه أنه يرحمه في الدنيا بالتوفيق والنصر، وفي الآخرة بدخول الجنة والنجاة من النار، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.

وقد يمهل الله سبحانه بعض الكفرة والعصاة ولا يعاجلهم بالعقوبة لحكمة بالغة وأسرار عظيمة، ومنها أن ذلك يكون أشد لعقوبتهم في الآخرة كما قال الله سبحانه: (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) (إبراهيم:42)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد به الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة".

نسأل الله لنا ولجميع المسلمين العافية من غضبه وأسباب عقابه والتوفيق لحسن العاقبة، إنه جواد كريم (1).

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) - منشور في العدد: 977 بتاريخ: 18 جمادى الأولى 1412هـ / 24 سبتمبر 1991م – ص 23.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة