لسان غزة الصمود.. وإن عدتم عدنا

في أواخر يناير الماضي، كتبت مقالاً بعنوان «مبروك فلسطين»، وختمته بحقيقة أن اليهود أهل الغدر والخيانة، وأكدت أن الكيان الصهيوني سيخرق الهدنة؛ وهذا ما حدث.
لا أعرف كيف
يفكر الصهاينة، فهم قوم طبع الله على قلوبهم وأعمى أبصارهم، ألم يروا من بعد
هجومهم الدنيء والوحشي على غزة العزة بعد «طوفان الأقصى»، في 7 أكتوبر 2023م، كيف أصبح
الشعب الغزاوي أكثر لحمة وأشد عزماً؟! ألم ير الساسة الصهاينة كيف أذلّهم
المقاومون الساجدون الراكون وجعلوهم يتوسلون للتفاوض، وكيف حال حكومة مجرم الحرب
الإرهابي نتنياهو، وكيف أن الشارع الصهيوني يغلي من الداخل؟!
عودة الحرب ليست
مفاجأة، وإنما استمرار الهدنة إلى هذا الوقت هي عين المفاجأة؛ فإن أهل غزة صامدون في
وجه هذا العدو المجرم، وهنا يشاء الله تعالى أن تكون عودة الحرب مع ذكرى غزوة «بدر»
الكبرى، في 17 رمضان؛ فنشاهد عدداً من الصهاينة ومَن حالفهم مباشرة من قوى الظلام،
وبصورة غير مباشرة من مخذّلين يصفون المجاهدين بأوصاف لا تليق بهم، في حين نرى ثلة
من المجاهدين يقولون للصهاينة: (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ
وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) (آل عمران: 12).
ما نشاهده على
الشاشات من عدد كبير من الشهداء لا يدل على انتصار الصهاينة، فنحن لنا عقيدة في
ذلك قول الخليفة المجاهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا سواء؛ قتلانا في الجنة،
وقتلاكم في النار».
إن عودة
الصهاينة للحرب لن تقف عند حدود غزة فقط، حيث لو سارت الأمور كما يريد الصهاينة
فلن يقف أمامهم شيء، وهذا لن يكون، بإذن الله تعالى، وبفضل أيادٍ متوضئة، وجباه
ساجدة، وأكف متضرعة.
وهكذا نرى أن
فشل مشروع ترمب بتهجير أهل غزة هو من عجَّل بنقض الميثاق.
والواجب علينا
في هذه الأوقات الدعاء للمجاهدين، والقنوت في صلاة الفجر، ونحن صائمون، فالدعاء
لأهل غزة عند الإفطار أظنه من الواجبات.
لا نريد عقد
مؤتمرات وشجب العدوان ومثل هذا الكلام، بل نريد أفعالاً تجعل الصهاينة يعيدون
حساباتهم مرة أخرى؛ (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (يوسف: 21).