التصفية.. «کتاب» مثير لمؤلف يهودي يفضح:
مخطط شارون لتصفية الشعب الفلسطيني

التصفية..
«کتاب» مثير لمؤلف يهودي يفضح:
مخطط شارون لتصفية الشعب الفلسطيني [1]
- المؤلف: هدفي من نشر كتابي ليس
ضرب إسرائيل من يهودي كاره لذاته.. وإنما التنبيه للخطر الحقيقي المحدق بـ"إسرائيل".
- «التصفية».. تهدف إلى
تدمير الوجود السياسي والقومي لشعب بأكمله وحرمانه من تقرير مصيره.
- "إسرائيل" ليست
حقيقة راسخة في المنطقة.. لقد ولدت من «الخطيئة» ومن دمار حضارة أخرى.
- "إسرائيل" شجرة
شوك زرعها الغرب على أمل التخلص من تباكي اليهود وشكواهم على مدى قرون.
- يمكن للإنسان أن يفهم غضب
الشعب الفلسطيني بسبب ما لحق به من دمار وتشريد.. لكن ما تفعله "إسرائيل"
بهذا الشعب يصعب فهمه وتبريره.
- زئيف سترنهيل رجل شجاع
عندما يعلنها صريحة على المجتمع "الإسرائيلي" أن يخرج من عقليته الفاشية.
- شارون ذبح النساء
والأطفال وذو عقلية فاشية.. وحاشيته مؤلفة من أشخاص خطرين ويتجهون نحو كارثة جديدة.
بصفتي "إسرائيليًا" وطنيًا شديد الالتزام بمصير "إسرائيل"
بلدي الوحيد ووجودها، وبصفتي «سوسيولوجيًا» كرَّس معظم حياته المهنية لدراسة
المجتمعين "الإسرائيلي" والفلسطيني، أخط هذا الكتاب -بأسى وألم عميقين-
في ملجئي المؤقت في تورنتو بكندا، وهدفي الشخصي الوحيد من وراء نشر هذا الكتاب ليس
ضرب "إسرائيل" من يهودي كاره لذاته، كما سيحاول معظم خصومي السياسيين
والأيديولوجيين إثباته، وكما حاولوا مع معظم كتاباتي السابقة عندما لم يجدوا حججًا
أفضل، بل إن هدفي هو محاولة إضافية أدعو فيها الناس الطيبين الذين لم يتبينوا بعد
الخطر الحقيقي المحدق بـ"إسرائيل"، أن يفتحوا عيونهم جيدًا.
في الحقيقة إن المعركة من أجل روح
ومصير ووجود "إسرائيل" وكل مواطني اليهود والعرب معركة عالمية، مثل كل
القضايا المحلية في منطقتنا.
هكذا يعرف «باروخ» نفسه وهدفه
من الكتاب، فهل يشفع له ذلك أم سيقال له: «يا قومي لا تتكلموا إن الكلام محرم
!!»، باروخ معارض لسياسة "إسرائيل" عمومًا «وشارون» خصوصًا،
وهو يدرس ما قام ويقوم به هذا السفاح من تصفيات دموية في حياته كلها ابتداء من
أيام التلمذة حين سلحه أبوه بـ"عصاة غليظة" يؤدب بها زملاءه في المدرسة
إلى حين توليه الفرقة «۱۰۱»
الخاصة بالقتل والاغتيال إلى حربه التي شنها على لبنان
إلى قتله حتى الأسرى المصريين، وما يقوم به حاليًا من حرب إبادة وقتل وقد استجوب
يومًا بسبب دمويته وقتله النساء والأطفال من الشعب الفلسطيني فرد:
إن النساء الفلسطينيات
كلهن «مومسات» وهن يعاون الإرهابيين! وما فعله في «قانا» و«صبرا»
و«شاتيلا»، وما فعله بغزة يشهد على دموية الرجل، وباروخ يفضح كل ذلك في
«التصفية».
كما يفضح سياسة "إسرائيل"
وسكوت المجتمع "الإسرائيلي" واختفاء المعارضة وكل ذلك دفع باروخ ليرفع
صوته مطالبًا المجتمع "الإسرائيلي" أولًا، واليهودي ثانيًا، والعالمي
ثالثًا بالانتباه لخطورة سياسة القتل والتجويع والإهانة وهذا النموذج من النقد لم
يعد ممكنًا إلا إذا صدر من "إسرائيلي" يصعب وصفه باللاسامية.
فالعصا اليوم مرفوعة فوق الرؤوس
والويل لمن ينتقد السياسة "الإسرائيلية" لقد أوضح الأب بيير.. صديق د.
رجاء جارودي ما تمارسه "إسرائيل"، ومن خلفها من سياسة إرهاب وتخويف،
فقال: لو قلنا إن المغني "الإسرائيلي" فلان صوته غير عذب لقيل لنا هذه
لاسامية! وقد اضطر الأب إلى مغادرة فرنسا هربًا من الضغوط الممارسة ضده، لأنه قال
كلمة إنصاف في حق صديقه «جارودي».
" إسرائيل" والتدمير المبرمج: [2]شارون..
ملف الإرهاب والتدمير مسموح له محليًا وعالميًا أن يفعل ما يشاء دون خوف من حساب
أو عقاب وقد أجاد باروخ إذ يقول:
«أصبحت "إسرائيل" في زمن شارون وكيلًا
لدمار لا يقتصر على البيئة المحيطة بها فقط، بل تعداها ليصل إلى "إسرائيل"
نفسها أيضًا، لأن سياستها الداخلية والخارجية توجهت توجهًا واسعًا نحو هدف رئيس
واحد: تذويب الشعب الفلسطيني، وأعني بالتذويب تلك العملية التي يكون هدفها الأخير
إنهاء وجود هذا الشعب وكينونته الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والشرعية.
هذه العملية تتضمن تطهيرًا إثنيًا
كاملًا أو جزئيًا للمنطقة التي تسمى «أرض إسرائيل» وهي سياسة ستفسد
حتمًا النسيج الداخلي لشعب "إسرائيل"، وتقوض القاعدة الأخلاقية للدولة
اليهودية في الشرق الأوسط، فمن هذا المنظور ستكون النتيجة تصفية مزدوجة للكينونة
الفلسطينية، ثم الكينونة اليهودية على المدى البعيد، وبذلك تكون الحكومة "الإسرائيلية"
الحالية، خطرًا أكيدًا على بقاء شعوب المنطقة كافة وعلى استقرارها.
إن «التصفية» عملية
تغطي مساحة واسعة من الفعاليات الاجتماعية والسياسية والعسكرية وتهدف إلى
تدمير الوجود السياسي والقومي لشعب بأكمله، وحرمانه من تقرير مصيره وعمليات القتل
العمد والمذابح المركزة، وتصفية القيادات والنخب وتدمير المؤسسات العامة والبنى
التحتية وإنشاء المستعمرات والتجويع والعزل السياسي والاجتماعي، وإعادة النظر في
المناهج التعليمية والتطهير الإثني كل تلك الأعمال ما هي إلا وسائل للوصول إلى هذا
الهدف.
حرب إبادة وسياسة تدمير شاملة والكل
صامت، وهذا ما يشجع شارون ومن حوله ليفعلوا المزيد، فقد قيل: من أمن العقاب أساء
الأدب، وفي العالم من لا يحاسب ولا يعاقب فلماذا لا يفعل ما يريد؟؟
هناك دول في العالم تشن ضدها وعليها
حروب لأنها متهمة، ولم تثبت التهم ودول تهدد بالحرب لأنها «تنوي» إنتاج أسلحة
نووية أو كيمياوية، و"إسرائيل" تنتج كل ذلك وتخزنه، ولا أحد يجرؤ على أن
يقول لها كلمة هذه «العدالة» العظيمة !!
ومع ذلك يتعجب الناس هنا وهناك من
انتشار القتل والدمار أليس فقدان العدالة هو السبب؟؟
ديمقراطية الأسياد والعبيد
سمعت رجلًا فلسطينيًا يتحدث عن
اعتقاله إداريًا، دون إسناد تهمة ولا تحقيق وبحسب قانون قديم سنه المنتدب
البريطاني قبل الحرب العالمية الثانية وبعد مضي أكثر من أربعة أشهر استدعي الرجل
ووقف أمام ضابط "إسرائيلي" ابتدأه بتهديده بكسر عظامه وإجباره على شرب
بوله وإسماعه الكثير من الشتائم له ولشعبه وللعرب وقال الرجل أهذه هي
الديمقراطية؟؟ فرد الضابط: الديمقراطية للشعب اليهودي وليس للمخلوقات الشيطانية!
قـــال الفلسطيني: يبدو أن هناك ديمقراطيـة للأسياد وأخرى للعبيد رد الضابط جيد
لقد بدأت تفهم ...
مردوخ،
وقبله .د. إسرائيل شاحاك، ومن بعده أفرام بورغ، وعشرات مثلهم يقولون: "إسرائيل"
إما أن تكون ديمقراطية أو يهودية ولا يمكن الجمع بين الاثنين.
يقول مردوخ: [3]
«لم تكن "إسرائيل" مثالًا
للديمقراطية الليبرالية فظروف نشأتها وجذورها لم تسمح لها أبدًا بذلك، وعلى الرغم
من ذلك، فقد اعتبرت - في إطار بعض المعايير البربرية لسكانها اليهود والعرب -
الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، يمكن اعتبارها ديمقراطية مقارنة مع
باقي الأنظمة في المنطقة... ثمة حرية متاحة لليهود أكثر منها للعرب.... وهذه
الميزات الإيجابية في وقت تتحول فيه "إسرائيل" إلى نظام شبه فاشي إن
مجموعة العناصر التي تميز النزعات «الفاشية» لإسرائيل هي:
1- وجود تناقض عنيف في معايير حرية
التعبير، ونزوع متزايد إلى وصم المعارضة للسياسة الحالية بـ الخيانة العظمى.
2- ازدياد تورط الجيش في
الشؤون السياسية، وفي وسائل الإعلام، مما يجعل المجتمع "الإسرائيلي"
مصطبغًا بالصبغة العسكرية المحضة.
3- شخصية شارون الفاشية
المليئة بالشك وفساد المجتمع "الإسرائيلي"، وضعف المؤسسات السياسية
الأخرى فيه، أدت إلى نتائج غير مرغوبة، لقد تم إحداث النظام غير الرسمي الذي يسمح
باتخاذ القرارات المهمة من شخص واحد هو شارون.
لقد كان لكثير من رؤساء الوزراء
السابقين تلك النزعة الفاشية في اتخاذ القرارات غير أن شارون نجح في تحويل نزعته
الشخصية إلى نظام مؤسساتي في الحكم، ونجح في تحييد أي معارضة يهودية وتهميشها.
التصفية
والطرد، يكرر مردوخ أن سياسة إسرائيل اليوم تقوم على تصفية الشعب الفلسطيني
وطرده من أرضه بالقدر الذي يسمح به العالم.
يقول مردوخ: [4]
«ستوجد حلًا واحدًا وإلى الأبد،
للتناقضات المتجذرة في الأيديولوجيات المتشددة اليمينية والدينية، وذلك بتحقيق
حلمهم في التخلص من العرب في أرض "إسرائيل".. مع ذلك فقد شكلت "إسرائيل"
خلال تاريخها القصير سابقة في التطهير الإثني».
ويعود
مرة ثانية لتأكيد أن "إسرائيل" تعمل حاليًا على تصفية تدريجية ومتزايدة
للشعب الفلسطيني في عملية بعيدة المدى[5]
ويعتبر مردوخ أن المناخ في أمريكا
والقوى السياسية المتزايدة للصهيونية المسيحية تهيئ مناخًا سياسيًا يمكن "إسرائيل"
من فعل ما تريده بالشعب الفلسطيني، وتعد "إسرائيل" بالحماية الدولية [6]
خطة التصفية
يتحدث مردوخ عن خطة ذات مستويات
متعددة لتصفية الشعب الفلسطيني وإسدال الستار على قضيته، وهي تقوم على قرارات تتخذ
في الميدان، بحيث تتصاعد نتائجها بالتتابع، وإن كانت لا تعتمد بالضرورة على مبدأ
الترابط المنطقي الاجتماعي والسياسي، تكون نتيجته: [7]
1-
تدمير النفوذ الشعبي الفلسطيني، قيادته والبنية
التحتية معًا.
2- جعل أيام الفلسطينيين لا
تطاق بتدمير المجال الشخصي، وإعدام وجوده.
3- توسيع المجاعة، فقد دمرت القوات "الإسرائيلية"
في أواسط نوفمبر من عام 2002م مخزنًا من ثلاثة طوابق في بيت لاهيا في شمال غزة،
فيه من الطحين والزيت والرز ما يكفي لإطعام 23 ألف شخص لمدة شهر، وهذه المؤن تعود
إلى برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
يضاف لما تقدم منع العمال
الفلسطينيين من العمل في "إسرائيل" لكسب قوتهم.
لقد وضع شارون هذه السياسة لسحق
مقاومة الشعب الفلسطيني وكسر إرادته وعزله عن محيطه كي يرضى بما تقدمه "إسرائيل"
من حلول وأخيرًا الحملة على الهجرة الجماعية، الطوعية.. ذلك أن شارون يعرف جيدًا
أن العالم لن يقبل بالتصفيات القومية الإثنية ولا بتحويل الأردن إلى وطن
للفلسطينيين، لكنه يراقب المشهد العالمي عساه ينشغل يومًا عما يريد فعله من تطهير
واسع للشعب الفلسطيني.
4-
كما يسعى بجد ونشاط لإضعاف المعارضة "الإسرائيلية"
لسياسته.
الحقائق تتقرر على الأرض يرى
باروخ أن مصير "إسرائيل" والشعب الفلسطيني يقرر على أرض فلسطين، وليس في
أوروبا ولا أمريكا فيقول: [8]
«إن مصير الدولة "الإسرائيلية"
والشعب الفلسطيني بغض النظر عن المواقف الأمريكية والأوروبية سيتقرر على الأرض في
الشرق الأوسط، أما الحقائق الثابتة فهي أن الشعب الفلسطيني موجود، ولا يهم منذ متى
وأن إمكانية تصفيته أو تطهيره الإثني من البلاد دون نتائج خطيرة على "إسرائيل"،
معدومة، إن الشعب الفلسطيني مثل كثير من الشعوب الأخرى من الدول المستقلة نتاج
نظام استعماري عالمي بالأساس.
وقد تعرقل تطوره الاجتماعي والسياسي
بسبب الإمبراطورية الاستعمارية البريطانية، وبسبب الاستعمار اليهودي لفلسطين والذي
ابتدأ تحت مظلة الاستعمار البريطاني.... وقبل بداية الاستعمار اليهودي المعاصر كان
البلد مأهولًا بغالبية 600 ألف عربي و20 ألف يهودي.
من جانب آخر ليست "إسرائيل"
حقيقة راسخة في المنطقة، ولكنها قوة عسكرية واقتصادية وتكنولوجية عظمى لقد ولدت
مثل كثير من المجتمعات المؤلفة من مستوطنين مهاجرين ولدت من الخطيئة، ومن دمار
حضارة أخرى حضارة عانت من التصفية والتطهير الإثني الجزئي، ومع ذلك لم تنجح هذه
الدولة الجديدة في إبادة الحضارة القبلية الأصلية، مثلما نجح كثير من المجتمعات
المهاجرة الأخرى» اهـ..
"إسرائيل" شجرة
شوك زرعها الغرب على أمل التخلص من اليهود من نقهم، وتباكيهم وشكواهم المتصلة على
مدى القرون لكنها كما يرى الكثير من أمثال د نعوم تشومكي ومردوخ وأمثالهم، فقد
تحولت "إسرائيل" إلى قلعة عسكرية أمريكية متقدمة مهمتها الأولى ضرب كل
مشاغب يريد الهروب من بيت الطاعة الأمريكي.
ومن حق كل مهتم بسلام المنطقة أن
يتساءل مع أفرام بورغ ألهذا ناضل اليهود قرونًا كي تقوم دولة مستوطنات وآلة حرب؟؟
وشهد شاهد
يمكن للإنسان أن يفهم الغضب
الفلسطيني بسبب ما لحق هذا الشعب من دمار وتشريد دون جرم ارتكبه، ولكن ما
تفعله "إسرائيل" بهذا الشعب أمر يصعب فهمه وتبريره يقول باروخ: [9]
«إن اقتحام الجنود لحرمة البيوت،
وغالبًا في الليل، أصبح حادثة شائعة، وتنفذ هذه الغارات بحجة التفتيش عن
الإرهابيين أو الأسلحة، وتكون مترافقة أحيانًا مع النهب والقتل العشوائي، وقد تم
تسجيل هذه التعسفات بتقارير يكتبها العشرات من شهود العيان جمعتها بتساليم وغيرها
من منظمات حقوق الإنسان وحتى لو لم تعط الأوامر من الجهات العليا في مثل هذه
الحوادث، فإن السلطات العسكرية لا تحقق ولا تقاضي ولا تتابع هذه التصرفات المنحرفة
والإجرامية، وهذا مؤشر كاف للجنود بأن أملاك السكان الفلسطينيين وخصوصيتهم وحياتهم
لا أهمية لها...»اهـ.
شاهد آخر
أفرام بورغ ترأس الكنيست ما بين 1999م. 2000م، كما ترأس
الوكالة اليهودية وهو عضو في حزب العمل يتحدث عن "إسرائيل" وما تفعله في
مجتمعها وفي المجتمع الفلسطيني فيقول: [10]
1- إن اليهود لم يصمدوا (2000) عام كي
ينتجوا أسلحة فتاكة أو صواريخ، بل كان الأمل أن تصبح منارة للعالم، وقد أخفقنا في
ذلك.
2- بعد
كفاح عشرين قرنًا انتهى كفاحنا بتشكيل دولة مستوطنات، تدار من زمرة لا أخلاقية،
وهم فاسدون ينتهكون القانون ويصمون آذانهم.
3-
إن دولتنا تفتقد إلى العدالة ولا تبقى دولة بدون عدالة
وقد بدأ العد التنازلي لنهاية المجتمع "الإسرائيلي".
4-
المجتمع في المستوطنات عامر بالتوراة ومريح، وفي المقابل
فإن على الفلسطيني أن يزحف ويستذل عند كل حاجز "إسرائيلي".
5-
العربي مجبر ومضطر أن يطأطئ رأسه ويبتلع شعوره بالحقد
والغضب، لكنه يغلي.
6- إن كل بناء يشاد على
القسوة والظلم سينهار حتمًا، وكل ما بنته الصهيونية من بناء فوقي ينهار الآن
بالفعل..
7-
لقد تجاهلنا معاناة الشعب الفلسطيني، خصوصًا النساء عند
الحواجز، ولا نسمع صرخات الفلسطينيات في بيوتهن كما لا تحركنا آلام المرأة التي
تعيش وحيدة، وتكافح لإعالة أولادها بكرامة.
8-
لذا لا غرابة أن يفجر الفلسطينيون أنفسهم في مطاعمنا أو
ملاعبنا.
9-
فهذا هو الممكن إنهم يهبون أرواحهم إلى الله لأننا جعلنا
حياتهم عذابًا دائمًا.
10-
بإمكاننا أن نقتل ألف قيادي فلسطيني كل يوم، لكن هذا لا
يحل الإشكال فالقادة يأتون من أسفل من ينابيع الكره والحقد من الظلم والاضطهاد..
11- نحن نحب أرض الأجداد
كلها، ونود أن نعيش وحدنا، ولن يحدث ذلك فللعرب أحلامهم وحاجاتهم وهيهات أن
يتركوها.
12-
لا يمكن أن تبقى وتعيش أغلبية فلسطينية تحت «جزمة
إسرائيلية»، ثم نصف أنفسنا بأننا الديمقراطية الوحيدة في المنطقة.
13- هل تريدون "إسرائيل"
الكبرى؟! إذن تخلو عن الديمقراطية، شرعوا نظامًا للفصل العنصري، ومعسكرات اعتقال
وعندها سينتهي الأمر.
14- هل تريدون غالبية يهودية؟؟ ضعوا العرب في عربات واطردوهم بالجملة، أو
اعزلوا أنفسكم عنهم كليًا، لكن بدون دجل وأكاذيب.
15-
بصراحة علينا إزالة كل المستوطنات ورسم الحدود، والاعتراف
بها دوليًا منا ومنهم.
16-
يجب أن يكون حق العودة محفوظًا للفلسطينيين كما هو لليهود.
17- على رئيس الوزراء أن يعلن بصراحة إما عنصرية يهودية، أو ديمقراطية هذه،
أو هذه مستوطنات أو أمل لكلا الشعبين.
18-
لا يمكن أن تقوم دولة على أسلاك شائكة وحواجز طرق، كما لا
تقوم دولة على تفجيرات انتحارية أو حدود دولية غير واضحة.
19-
إن المرض ينخر اليوم في جسد الصهيونية، وقد أصاب الرأس فعلًا.
20-
إن معظم "الإسرائيليين" لا يثقون بنزاهة شارون،
أو يثقون بسياسته، إنه يجسد كلا وجهي اللعنة وسلوك أخلاقي مشكوك فيه واستهتار
بالقانون مقترنًا بوحشية الاحتلال وسحق أية فرصة للسلام.
21-
هذه دولتنا، وهؤلاء هم قادتنا والاستنتاج الذي لا مفر منه
أن الثورة الصهيونية قد ماتت.
وبعد.. فهذه صراحة رجل شجاع ومن داخل
البيت "الإسرائيلي"، يسمي الأشياء بأسمائها: نريد دولة يهودية عنصرية أو
ديمقراطية، نريد "إسرائيل" الكبرى أو دولة تعترف بدولة فلسطين، ذات
الحدود الواضحة تريد دولة فيها عدالة وليس فيها حواجز وأسلاك شائكة وإلا...
فالأزمة كبيرة وحلها ليس في لندن أو في واشنطن، بل على أرض فلسطين كما يقرر ذلك
مردوخ.
لا يمكن منح حق العودة لكل يهودي
وتحريمه على الفلسطيني.
إن السياسة "الإسرائيلية"
العنصرية تصنع كل يوم ثائرًا فلسطينيًا لا تخيفه السجون "الإسرائيلية"،
ولا قصف الطائرات، لقد جعلت "إسرائيل" حياته جحيمًا، فراح يبحث عن الجنة
في الآخرة.
الويل كل الويل لمن يقف في طريق ثائر
ليس عنده من حطام الدنيا ما يخاف عليه.
إن مصانع الكره والذل "الإسرائيلية"
صارت مصانع للأبطال، فهل هناك من يفهم؟؟
شاهد ثالث من أهلها
د. زئيف سترنهيل. رئيس قسم العلوم
السياسية بالجامعة العبرية - رجل شجاع يدق ناقوس الخطر، ويسمي الأشياء بأسمائها
فيقول: [11]
«.... على المجتمع "الإسرائيلي" أن يخرج من عقيلته الفاشية، ومن
هذيان التمسك بقيم تخطاها الزمن».
على الدولة العبرية أن تخرج من
تخبطها بين ديمقراطية مزعومة وبين سلطة دينية، أن تحسم أمرها، وذلك بفصل الدين عن
الدولة، ولنقل: إن رابين وبيريز لم يكونا صانعي سلام وأن شارون هو «ميلوفتش» آخر.
إن حاشية (شارون) مؤلفة من أشخاص
خطرين شارون هو من ذبح النساء والأطفال في ولبنان، وهم يتجهون نحو كارثة جديدة..
إن شارون يعتقد أن من الممكن فرض الواقع بالقوة وهذا يدل على عقلية فاشية وهو لا
يزال يؤمن بإمكانية تدمير حركة وطنية وسحق إرادة شعب يؤمن بالاستقلال، إنه
بالتأكيد يسير على خطى ميلوفتش الجزار اليوغسلافي الهارب المعروف.
هذه شهادة رجل شجاع غير مطعون فيه
فماذا تقول "إسرائيل"، وماذا يقول تجار التطبيع؟؟
هل سيوصف د زئيف بأنه إرهابي وعدو
للسامية؟؟
خطة السيطرة والطرد
منذ قامت "إسرائيل" وفي
حسابها ووفق مخططاتها أن تطرد الشعب الفلسطيني ثم تستولي على أرضه وتصادر أملاكه
هذا ليس ادعاء أدعيه، بل هو ما يثبته الرجل اليهودي الشجاع «باروخ، إذ يقول: [12]....
«وجاءت القصة الكاملة لعملية التطهير
الإثني في المجلد الثامن من كتاب (تاريخ الهاجانا) المؤسسة الإرهابية
المعروفة وهو إصدار رسمي عن دار النشر العسكرية "الإسرائيلية"، ولم
تترجم هذه السلسلة العبرية إلى أي لغة أجنبية، ووفقًا لهذه النشرة، كان المبدأ
العسكري الأول، الذي يمكن اعتباره ميدًا عسكريًا إسرائيليًا ما يسمى بالخطة(د)،
الخطة دلتا، والتي طورها الجنرال بيكيل ياعدين رئيس فرع العمليات في القوات
المسلحة الإسرائيلية الذي تأسس رسميًا في 31/ 5/ 1948م قبل الصدام العسكري المتوقع
بين المجتمع اليهودي منشئ الدولة والمجتمع العربي والتدخل المفترض من القوات
العسكرية للدول العربية.
وقد أعلن (يا عدين) في مقدمة الخطة
أن الغاية منها هي السيطرة على منطقة الدولة اليهودية والدفاع عن حدودها، وفق
قرارات الأمم المتحدة في خطة التقسيم، وعن مجموعة المستوطنات اليهودية خارج الحدود،
حدود هيئة الأمم، هذه القوات العدوة النظامية وغير النظامية التي تعمل من
قواعد خارج وداخل الدولة اليهودية.
ومن أجل
الوصول إلى هذه الأهداف هناك عمليات ضد مستوطنات (العدو) الموجودة داخل أو
قرب أنظمتنا الدفاعية بهدف منع استخدامها قواعد لنشاط القوات المعادية، وأن تنجز
على الشكل التالي:
تدمير القرى بالحرق والتفجير وزرع
الألغام.. تطويق القرى وتفتيشها في حال حدوث مقاومة، تُدمر القرى، ويطرد السكان
خارج الدولة.
لم تكن الخطة.. كغيرها من الخطط
العسكرية الكثيرة التي تعد من الجنرالات ثم تترك على الرف، لقد كانت خطة منجزة
بالفعل حيث أعلنت حالة الطوارئ في 14/ 5/ 1948م ومن الدرجة..... وتلقت كافة
الوحدات المقاتلة الأوامر بتنفيذ هذه الخطة.
وهكذا غزت القوات "الإسرائيلية"
حوالي 20 ألف كلم بينما أعطتها الأمم المتحدة 14 ألف كم وأخلت العرب من هذه
الأراضي إخلاء تامًا.
فأصبح (750) ألفا من العرب لاجئين،
بينما بقي (100) ألف عربي تحت السيطرة "الإسرائيلية"..
... وهكذا
توافق المبدأ الذي تأسس وفق الخطة... مع كل متطلبات الحرب الشعبية وحرب الدول في
المرحلة اللاحقة، بعد تصفية العدو الشعبي الداخلي... اهـ.
ويحسن هنا ذكر الشروط التي اعتمدتها
هيئة الأمم المتحدة لقبول "إسرائيل" في عضويتها.
شروط
قبول إسرائيل في هيئة الأمم
بعد قيام "إسرائيل" بقرار
من هيئة الأمم لا مثيل له في العالم لا قديمًا ولا حديثًا، تقدمت "إسرائيل"
بطلب للانتساب إلى الأمم المتحدة وكما هو معلوم قدمت أمريكا رشوات ومارست ضغوطًا،
فوضعت هيئة الأمم عدة شروط منها:[13]
1-
قبول الحدود التي رسمتها الهيئة عام 1948م بحسب قرار التقسيم.
2-
عدم تغيير وضع القدس.
3- السماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم
وأراضيهم.
وبعد تظاهر "إسرائيل" بقبول
هذه الشروط كلها تم قبولها كدولة محبة للسلام!!
والسؤال المهم هنا: ماذا نفذت "إسرائيل"
من هذه الشروط؟؟
والسؤال الثاني: لماذا نطالب بتنفيذ
جميع القرارات الأممية، وتعفى "إسرائيل" وحدها من التنفيذ؟؟
والسؤال الثالث: ما مبررات غزو
أفغانستان والعراق والغزو المرتقب لكل الدول المارقة وأولها سورية؟؟
والسؤال الأخير أهذه هي العدالة
الدولية؟؟
وأخيرًا: ما معنى محبة "إسرائيل"
للسلام وكيف؟!
الاستيطان
يقول تعالى في كتابه المجيد: (لَا
يُقَٰتِلُونَكُم جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرى مُّحَصَّنَةٍ أَو مِن وَرَاءِ جُدُرِ
بَأسُهُم بَينَهُم شَدِيد تَحسَبُهُم جَمِيعا وَقُلُوبُهُم شَتَّىٰ ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُم قَوم لَّا يَعقِلُونَ) (الحشر: 14).
قديمًا
أقام اليهود الحصون يفزعون إليها في الحرب، وبعدها جاء دور المستعمرات والجدران
الكهربائية والأسلاك الشائكة، لكن هدف المستعمرات البعيد هو تقسيم الأراضي
الفلسطينية وتقطيعها والحيلولة دون اتصال بعضها ببعض، هذا مع سرقة الأرض من أهلها
والاحتيال بكل الوسائل غير الشرعية لنهب الأرض والمياه، وجعل حياة الفلسطينيين
جحيمًا لا يطاق.
وقد أولى الكتاب باروخ قضية
المستعمرات والمستوطنات الكثير من العناية التي يشكر عليها.
المستوطنة الأولى
سجل باروخ [14]
أن أول مستعمرة أقيمت في محطة ساباستيا، قرب مدينة الخليل
وسكنتها جماعة موشي لفينكر.
وفي هذه المستوطنة أمام الضابط آنذاك
"أرئيل شارون" قاعدة للتدريب تابعة للجيش "الإسرائيلي"، بصفته
آمر لمدرسة التدريب، وظل يرى المستوطنات حين تولى الوزارة، ورئاستها بحلول عام 1977م
وبعد إعادة منطقة سيناء إلى مصر بحسب اتفاق كامب ديفيد نشطت جماعة غوش أمونيم،
الأصولية في تبني الاستيطان في كل أراضي غزة والضفة الغربية وساعد على ذلك كافة
الأحزاب، ربما باستثناء اليسار "الإسرائيلي"، حتى إذا حل عام (2002م)
انتشر أكثر من 300 ألف يهودي في 160 مستوطنة تنتشر في غزة والضفة الغربية والخطة
أن ترتبط بطرق لتعزل الأراضي والمدن الفلسطينية، بحيث تجعلها أشبه بالجزر المنفصلة
عن بعضها لذا تقترح "إسرائيل" لهذه المدن إقامة الجسور والكباري
التي توصل بينها.
وهذا مما يمكن "إسرائيل" من
التحكم بالحركة ومراقبة الطرق والجسور، وقطعها عند الحاجة أو منع استعمالها.
يعيش في المستوطنات حوالي 15% من
سكان المنطقة يصفهم مردوخ، بأن معظمهم موظفون داخل الخط الأخضر لوقف إطلاق النار
لعام 1949م، ويؤكد أن حملة الاستيطان لم تحقق غايتها الأساسية وهي منع الانسحاب من
الأراضي الفلسطينية مستقبلًا، فهذه المستوطنات لم تحظ بالإجماع.
أنواع المستوطنين
يرى باروخ أنه يوجـد نوعان من
المستوطنين: [15]
1- نصفهم يلتزمون
أيديولوجيًا ودينيًا بهدف الاستقرار على أرض إسرائيل لتحقيق واقع سياسي وإقليمي.
2- النصف الآخر يهود يبحثون
عن سكن أرخص وخدمات أفضل حيث تدعم الحكومة المستوطنات ماديًا... وتعدها بالجيش
والشرطة والسلاح لحمايتها من الفلسطينيين.
فإذا
أصبحت عبئا، كما هو الحال في غزة، تركتها وعوضت ساكنيها تعويضًا سخيًا، وسمحت
لسكانها بالانتقال إلى مستوطنات أخرى، ومع كل ذلك فقد رفض المستوطنون، وأباح بعض
الحاخامات دم شارون بسبب أمره بهدم بعض المستوطنات وسمع العالم حاخامات يقولون: إن
الرب قد سلط الأعاصير على أمريكا انتقامًا منها لتأييدها لشارون في هدم بعض
المستوطنات، ولو قلنا مثل هذا الكلام لاتهمنا خدم أمريكا بالعنصرية والجحود والتعصب،
ولكن كما قيل كل ما يفعل المحبوب محبوب!! [16]
[1] - المؤلف: باروخ كمر لنك، يهودي إسرائيلي
عرض: أ.د. نعمان السامرائي
[2] - التصفية ص 17
[3] - التصفية ص 12
[4] - التصفية ص
13
[5] - التصفية
ص241
[6] - التصفية ص244
[7] - التصفية
ص245
[8] - التصفية ص250
[9] - التصفية ص254
[10] - التصفية ص256
[11] - مطابخ الكره
والعنصرية د. نعمان السامرائي ص129، الطبعة الأولى
[12] - المرجع
السابق ص 106
[13] - التصفية ص 33
[14] - مطابخ الكره
والعنصرية ص75
[15] - التصفية ص53