وصايا البدايات

مع إشراقة هذا
العام الدراسي الجديد، نبارك لكل بيت عامر بالأبناء، ولكل قلبٍ معلّق بطلب العلم،
سائلين الله أن يجعله عاماً للخير والبركة والنجاح، وإنها لبداية تستحق أن تُضاء
بالوصايا العشر، وصايا تنسجها الحكمة وتصبغها التجربة، حتى يكون طريق أبنائنا
عامراً باليقين، وممهّداً بالخير، ومكللاً بالعزيمة.
اغرسوا في
قلوبهم أن العلم عبادة، وأن الصلاة زاد، وأن الدعاء جناحٌ يحلّق بهم نحو التوفيق،
فـ«من يتوكّل على الله فهو حسبه»، وذكّروهم أن الجسد أمانة، لا يزهر عقلٌ في بدنٍ
منهك، فليكن نومهم مبكراً وغذاؤهم طيباً وحركتهم رياضة، فالعقل السليم في الجسم
السليم.
أعينوهم على
الجد والاجتهاد، فإن «من جدّ وجد»، ونظّموا أوقاتهم حتى يتعلّموا أن للوقت قيمة لا
تضاهى، وحين يدخلون المدرسة فذكّروهم أن حسن الخلق تاج، وأن المعاملة الطيبة مع
الأصحاب والمعلمين جواز مرور إلى القلوب.
لا تجعلوا للفشل
سلطاناً على نفوسهم، بل علموهم أن الكبوة دربٌ للوقوف، وأن الخطأ مدرسة للتعلّم،
وأن الثقة بالنفس قنديلٌ ينير الطريق، وحبّبوا إليهم المهارات، فكل فنّ جديد يفتح
لهم أفقاً، وكل مهارة تضاف إلى رصيدهم هي لبنة في بناء مستقبلهم.
كونوا لهم نبراس
انضباط، علموهم أن «الوقت كالسيف؛ إن لم تقطعه قطعك»، وأن الالتزام نظامٌ يقود إلى
النجاح، وأفيضوا عليهم من حواركم ودفء تواصلكم، فإن الكلمة الطيبة بلسَم،
والاحتواء سياج، والبيت حين يحتضن أبناءه يحميهم من غربة الزمان.
كونوا قدوة قبل
أن تكونوا أوصياء، فإنهم إن رأوكم محبين للعلم، منضبطين في حياتكم، متفائلين في
سلوككم، صاروا على نهجكم بلا عناء ولا أمر، وأشعروهم أن لهم رسالة في هذه الحياة،
وأنهم لبنات في جدار أمة عظيمة، فالعلم حين يتصل بالغاية السامية يثمر، وحين يقترن
بالرسالة يعمُر.
وفي الختام، إن
التزامنا بهذه الوصايا العشر سيجعل من كل بيتٍ مدرسة، ومن كل مدرسةٍ منارة، ومن كل
عامٍ دراسي لبنة تضاف إلى لبنات بناء أمتنا العظيم، حتى نكون كما قال الأول:
إذا غامرتَ في
شرفٍ مرومِ فلا
تقنعْ بمـا دون النجومِ