19 فبراير 2025

|

9 خطوات لدعم إعادة إعمار غزة

يشعر المسلم بمسؤولية كبيرة تجاه الشعب الفلسطيني الذي تعرض لحرب إبادة في قطاع غزة على مدار أكثر من 15 شهراً، فقد خلالها أكثر من 150 ألف شهيد وجريح ومفقود، وتدمير شبه كامل للمدارس والمستشفيات والأبراج السكنية والمرافق والبنى التحتية.

قد يقول البعض: إن جهود إعادة الإعمار شأن رسمي وحكومي لا يقوى عليه الأفراد، وبالتالي التنصل من أي مسؤولية تجاه أهل غزة، بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وحاجة القطاع لإعمار يتطلب سنوات، ومبالغ مليارية ضخمة.

لكن المسلم الحق يجب أن يهب لإغاثة إخوانه في مواجهة الاحتلال الصهيوني، عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» (رواه مسلم).

يكفي فقط أن تعرف نحو 100 ألف طن من المتفجرات تم إلقاؤها على القطاع؛ ما تسبب في تدمير قرابة 90% من بنيته التحتية، وتضرر 440 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، وخروج 34 مستشفى من الخدمة، وتدمير 500 مدرسة وجامعة، ونحو 1000 مسجد، إضافة إلى دمار واسع طال شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والطرق، وفق بيانات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

إزاء ذلك، تتنوع السبل المتاحة أمام الفرد للدعم والمساعدة بشكل فردي أو ضمن مجموعات صغيرة؛ لنصرة القضية الفلسطينية، والمشاركة في جهود إعادة الإعمار ولو بالشيء اليسير.

أولاً: يمكن من خلال التعاون مع منظمات الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية، التبرع ولو بمبلغ شهري لدعم قوافل المساعدات والإغاثة التي تتحرك صوب القطاع من مختلف العواصم العربية والإسلامية، على أن يتم المداومة على ذلك طول فترة إعادة الإعمار.

ثانياً: تشمل سبل الدعم والإغاثة، كفالة أسرة فلسطينية يقيم أفرادها كلاجئين في بلدك، أو في دولة ما، والتكفل باحتياجاتها ونفقاتها، أو توفير المأوى لها، ومنح عائلة الأسرة فرصة عمل كريم للوفاء بالتزامات بيته وأولاده، عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ نَفَّس عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبةً منْ كُرب الدُّنْيا نفَّس اللَّه عنْه كُرْبةً منْ كُرَب يومِ الْقِيامَةِ، ومَنْ يسَّرَ عَلَى مُعْسرٍ يسَّرَ اللَّه عليْهِ في الدُّنْيَا والآخِرةِ، ومَنْ سَتَر مُسْلِمًا سَترهُ اللَّه فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، واللَّه فِي عَوْنِ العبْدِ مَا كانَ العبْدُ في عَوْن أَخيهِ» (رواه مسلم).

ثالثاً: التكفل بنفقات علاج أحد المصابين من جرحى غزة، وتوفير الدواء له، وزيارته في المستشفيات التي تقدم خدمات العلاج لهم في مصر والأردن ودول الخليج وتركيا وغيرها، وتقديم الدعم اللازم له، حتى يتماثل للشفاء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة».

رابعاً: مع قرب رمضان المبارك، تقوم جمعيات خيرية ومنظمات إغاثية بتوفير وجبات إفطار وسحور للصائمين في القطاع، وهو جهد بسيط ومتاح أمام الكثير؛ لنيل الثواب والأجر من الله، يقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء» (رواه التِّرمِذِيُّ).

خامساً: إرسال الكتب والوسائل التعليمية والأدوات المدرسية لتلاميذ وأطفال غزة، لتعويض ما فاتهم من التعليم، جراء تدمير الكثير من المدارس والجامعات بفعل القصف الصهيوني الغاشم، وتوفير خدمات التعليم «عن بُعد»، والدورات التدريبية مجاناً.

سادساً: تقديم الخبرات الفنية اللازمة في مجال البناء وإعادة الإعمار، خاصة من قبل المهندسين والفنيين، حيث يتطلب القطاع حلولاً إبداعية للاستفادة من الركام والأنقاض، الذي يقدر بنحو 51 مليون طن، وإعادة التدوير بشكل مثالي، وطرح أفكار جديدة في مجال التخطيط العمراني وإعادة بناء المدن، وكيفية خلق ممرات وملاجئ آمنة من القصف، والحد من استخدام المواد القابلة للاشتعال سريعاً، وغيرها من تقنيات البناء الحديث والآمن.

سابعاً: من جهود دعم إعادة الإعمار، توثيق ما حدث من مجازر وإبادة، وتقييم الأضرار الناجمة عن الحرب، وتقديم البيانات عن الاحتياجات الأولية، وحث المجتمع المدني، والمنظمات الدولية على رفع الحصار عن القطاع بشكل دائم، وفتح معبر رفح البري باستمرار، وإتاحة المعدات الثقيلة لرفع الركام، والبدء في حركة البناء والتشييد، وإعادة الحياة إلى القطاع.

ثامناً: دعم الصحة النفسية لأهل غزة، وتقديم الاستشارات النفسية لهم لتفادي آثار وصدمات ما بعد الحروب، من خلال العيادات الإلكترونية، والاستشارات عن بُعد، وطرح المبادرات التي تعيد تأهيل سكان القطاع على كافة المستويات، وتمكين سكان غزة من الحصول على الدعم الفني في جميع المجالات، من خلال التنسيق مع المنظمات الإنسانية والإغاثية وهيئات المجتمع المدني.

تاسعاً: العمل على إقامة دعاوى قضائية أمام مختلف المحاكم الأوروبية والدولية لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب ضد الفلسطينيين، وملاحقة قادة جيش الاحتلال، وجنوده الذين قاتلوا في غزة، وتعقبهم في جميع دول العالم قضائياً، بالتنسيق مع مكاتب المحاماة المعروفة في هذا الشأن، والمنظمات الحقوقية العاملة في هذا الحقل، حتى لا ينسى العالم جرائم الكيان الصهيوني بحق إخواننا في فلسطين، وحتى لا تكرر المأساة ثانياً.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة