01 فبراير 2025

|

7 من قادة «القسام».. سطروا بدمائهم معركة «طوفان الأقصى»

أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في 30 يناير 2025، عن استشهاد كوكبة من قادة الكتائب خلال معركة "طوفان الأقصى"، بعد أن سطّروا بدمائهم صفحات مشرقة في سجل المقاومة الفلسطينية.

في هذا التقرير، نستعرض سيرة هؤلاء القادة، الذين شكّلوا ببطولاتهم وتحركاتهم فارقًا في مسار المواجهة مع الاحتلال.

محمد الضيف (أبو خالد):

القائد العام لكتائب القسام، محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بـ"محمد الضيف"، هو أبرز المطلوبين للاحتلال منذ عقود، ورمز المقاومة الذي قاد تحولًا نوعيًا في العمل العسكري الفلسطيني.

بعد دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة، انضم الضيف إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية، ثم التحق بحركة حماس وعُدّ من أبرز رجالها الميدانيين.

تعرض للاعتقال من قبل الاحتلال في عام 1989، حيث قضى 16 شهرًا في سجون الاحتلال قبل أن يخرج ويواصل عمله في بناء "كتائب القسام".

بعد استشهاد القائد عماد عقل عام 1993، أصبح الضيف أحد أبرز القادة العسكريين في حماس، وشارك في تنفيذ العديد من العمليات النوعية، مثل عملية أسر الجندي نخشون فاكسمان، ثم قاد عمليات فدائية ثأراً لاغتيال يحيى عياش في 1996، أسفرت عن مقتل أكثر من 50 صهيونياً.

عمل الضيف على تطوير القدرات العسكرية لـ"القسام"، ما جعله هدفًا دائمًا للاحتلال، الذي وصفه بـ"رأس الأفعى". تعرض لمحاولات اغتيال متكررة، لكنه أفلت منها رغم إصاباته العديدة. وفي 7 أكتوبر 2023، أعلن انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، ما دفع “إسرائيل” إلى تصعيد محاولات تصفيته، كان أعنفها في 13 يوليو 2024، عندما قصفت خان يونس بثماني قنابل ضخمة، ما أسفر عن استشهاد 92 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 300 آخرين.

مروان عيسى (أبو البراء)

نائب القائد العام لـ"كتائب القسام" واليد اليمنى لمحمد الضيف، يُعد من أبرز العقول العسكرية التي أرّقت الاحتلال “الإسرائيلي” على مر السنوات. وُلد في عام 1965 في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وفي قلبه حلم العودة إلى قريته بيت طيما التي هُجّر منها أهلها عام 1948. انتمى منذ سن مبكرة إلى جماعة الإخوان المسلمين، حيث برز في الأنشطة التنظيمية والرياضية، مما أكسبه لقب "كوماندوز فلسطين"، تميز بقدرته على التنظيم العسكري والإشراف على العمليات القتالية.

خلال الانتفاضة الأولى، تم اعتقاله من قبل الاحتلال، ثم تعرض للاعتقال مجددًا في سجون السلطة الفلسطينية. ورغم هذه التحديات، التحق بـ"كتائب القسام" من خلال الشهيد إبراهيم المقادمة، حيث ساهم في تحويل الكتائب من خلايا شبه عسكرية إلى جيش منظم يتسم بالاحترافية والانضباط. وبفضل دور مروان عيسى القيادي، أصبح من أكثر الشخصيات المستهدفة من قبل الاحتلال، الذي صنفه كأحد أخطر المطلوبين.

في مسيرته العسكرية، ساهم عيسى في العديد من العمليات البارزة. كان له دور محوري في التخطيط لصفقة "وفاء الأحرار"، وأظهر بصمته الاستراتيجية في معارك 2012 و2014 و2021. في أكتوبر 2023، مع بداية عملية "طوفان الأقصى"، عاد عيسى ليؤكد قدرته على التأثير الاستراتيجي العميق في معركة المقاومة الفلسطينية.

وخاض عيسى تجربته السياسية عندما انتخب عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عام 2017م، وأعيد انتخابه عام 2021م، ويُعد حلقة الوصل بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية.

وفي نوفمبر الماضي، خرج يورام كوهين، رئيس «الشاباك» السابق، مطالبًا بقتل قادة حركة «حماس» قائلًا: «من الضروري تصفية هؤلاء المسؤولين الثلاثة الكبار على الأقل: مروان عيسى، محمد الضيف، يحيى السنوار»، وفقًا لموقع «القناة الإخبارية السابعة العبرية».

رافع سلامة (أبو محمد)

عضو المجلس العسكري العام لكتائب القسام وقائد لواء خان يونس في قطاع غزة، كان أحد المقربين من محمد الضيف، يعتبر من العقول العسكرية التي وضعت بصمتها في معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت في 7 أكتوبر 2023.

على مدى أكثر من عقدين، شارك سلامة في التخطيط لعمليات عسكرية نوعية ضد الاحتلال، أبرزها عملية أسر الجندي جلعاد شاليط شرقي رفح عام 2006، وتأمين احتجازه حتى صفقة التبادل في 2011.

ينتمي سلامة إلى عائلة قدّمت العديد من الشهداء، وفي مقدمتهم والدته، التي قضت في قصف صهيوني استهدف منزل العائلة. تعرّض لمحاولات اغتيال عدة، أبرزها خلال العدوان على غزة عام 2021، حيث استهدف الاحتلال منزله.

اتهمه الاحتلال بالوقوف وراء عمليات أوقعت العشرات بين قتيل وجريح، من بينها عملية "عمر طبش" عام 2005، التي استهدفت غرفة ضباط جهاز الأمن الداخلي الصهيوني (الشاباك) في موقع أروحان العسكري وسط غزة، وعملية "صيد الأفاعي 3" عام 2007، التي استهدفت قوة صهيونية خاصة شرقي رفح.

وضع الاحتلال مكافأة قدرها 200 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عنه. وفي 13 يوليو 2024، أعلن جيش الاحتلال اغتياله في غارة استهدفت مخيم المواصي جنوبي قطاع غزة، إلى جانب محمد الضيف.

رائد ثابت (أبو محمد)

أحد أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام، حيث وصفه المتحدث باسم الكتائب بـ "قائد ركن القوى البشرية"، في إشارة إلى دوره المحوري في بناء وتعزيز قدرة المقاومة الفلسطينية.

على الرغم من قلة المعلومات المتوفرة حوله، شغل القائد ثابت منصب رئيس قسم الإمدادات والقوى العاملة لدى الجناح العسكري لحماس، وكان مسؤولًا عن إدارة أنظمة البحث والتطوير وتعظيم القوة العسكرية، وفقًا لما ذكره الاحتلال، الذي وصفه بأنه "مركز معرفي في مجال التزود بالتسليح والتكنولوجيا العسكرية".

ووفق المعلومات المتداولة عن الشهيد، قاد ثابت وحدات الضفادع البشرية والقوات البحرية في كتائب القسام.

أيمن نوفل (أبو أحمد)

قائد لواء محافظة الوسطى في كتائب القسام، وُلد في 1965 في مخيم البريج، وكان له دور محوري في قيادة العمليات العسكرية الكبرى في الانتفاضتين الأولى والثانية، فضلاً عن دوره في عملية أسر الجندي جلعاد شاليط في 2006.

شغل نوفل عدة مناصب عسكرية هامة في كتائب القسام، حيث تولى قيادة جهاز الاستخبارات لعدة سنوات، قبل أن يصبح قائدًا للعمليات العسكرية في لواء محافظة الوسطى. كما عمل منسقًا لعمليات الكتائب ضمن غرفة العمليات المشتركة للأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في غزة. اعتُقل ثلاث مرات من قبل الاحتلال في عام 1991، كما اعتقلته السلطة الفلسطينية في 1997.

تصدر اسمه قائمة المطلوبين من قبل الاحتلال، الذي صنفه ضمن أخطر القادة العسكريين. واستشهد في 17 أكتوبر 2023 خلال معركة "طوفان الأقصى".

أحمد الغندور (أبو أنس)

الرجل الثالث في كتائب القسام. بدأ مشواره الجهادي عام 1984، شارك في قيادة العديد من العمليات ضد الاحتلال خلال الانتفاضتين الفلسطينية الأولى (1987) والثانية (2000).

تعرض لعدة محاولات اغتيال بارزة، أبرزها في عامي 2002 و2012، كما اعتقل لمدة ست سنوات لدى الاحتلال وخمس سنوات لدى السلطة الفلسطينية.

قاد لواء الشمال في كتائب القسام وشارك في معارك هامة مثل "معركة الفرقان"، حيث ترك بصمات قوية في ساحة المعركة ضد الاحتلال، يتهمه الاحتلال بالتخطيط والمشاركة في عملية "الوهم المتبدد" التي أسر فيها الجندي الصهيوني جلعاد شاليط.

كان له دور محوري في تنظيم مئات العمليات الاستشهادية خلال انتفاضة الأقصى، منها عملية ريم الرياشي وعملية اقتحام ميناء أسدود، فضلاً عن العديد من العمليات التي أثارت رعب الاحتلال.

تولى قيادة منطقة شمال غزة في كتائب القسام عام 2000، وكان مسؤولًا عن العديد من العمليات التي استهدفت المواقع العسكرية والمستوطنات.

وفي 26 نوفمبر 2023، أعلنت كتائب القسام عن استشهاد أحمد الغندور في المعارك التي خاضها ضد الجيش الصهيوني في شمال غزة خلال معركة "طوفان الأقصى".

غازي أبو طماعة (أبو موسى)

قائد بارز في كتائب القسام، وصفه المتحدث باسم الكتائب أبو عبيدة بـ"قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية" في بيان إعلان استشهاده. عُرف بدوره المحوري في العمليات اللوجستية والإشراف على كافة جوانب الدعم العسكري داخل الكتائب، وضعه الاحتلال على رأس قائمة المطلوبين للاغتيال.

تعرض لعدة محاولات اغتيال، حيث قصف الاحتلال منزله عدة مرات. وفي 26 مارس 2024، أعلن الاحتلال عن اغتياله. وفي 30 يناير 2025، أعلنت كتائب القسام عن استشهاده خلال معركة "طوفان الأقصى"


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة