"اجعل رمضانك لغزة".. شعار ليس ككل عام!


كاتب المدونة: د. عصام يوسف (*)

 

"اجعل رمضانك لغزة".. شعار دوماً رددناه في كل شهر رمضان منذ بدأ الاحتلال "الإسرائيلي" حصاره ضد قطاع غزة عام 2007م، ومنذ ذلك الحين شدد وخفف الحصار مرات ومرات، ودوماً كانت غزة بحاجة لجهد المؤسسات الخيرية وأهل الخير والداعمين والمتبرعين، ولم يكن في يوم من الأيام هذا الشعار من فراغ أو كان أكبر من الكارثة التي حلت بأهل غزة.

لكن هذا العام، الوضع يختلف كثيراً، فرمضان كل واحد فينا يجب أن تكون غزة حاضرة فيه، أن يكون لأجل غزة قولاً وفعلاً.. موقفاً ودعاء في صلاة.. مساعدة وتبرعاً وعمل خير.. كل ذلك يجب أن يحمل عنوان واحد وهو غزة، لكن لماذا؟

غزة اليوم تعيش أصعب مرحلة تمر عليها منذ بداية الاحتلال، فما تعيشه تلك المدينة المنكوبة المحاصرة، لا ولم تعيشه أي دولة أو عاصمة في العالم، ولا يمكن للعقل البشري تخيل ما تعيشه تلك البقعة الصغيرة.

أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون – إن جاز التعبير أن نطلق عليهم مصطلح الحياة- فهم أقرب للأموات في سجن غزة.

هناك حيث لا بيت إلا دُمر بفعل الحرب كلياً أو جزئياً، ولا شارع ولا حارة ولا منطقة سكنية إلا وطالها القصف والتدمير والتخريب، فمن المستحيل أن تدخل متر واحدة دون أن ترى آثار التدمير والتخريب فيه، وكأن جيش الاحتلال يقول لك أنه مر بجبروته وعدوانه وتدميره وتخريبه وظلمه هنا.

في كل بيت وعلى كل مائدة إفطار، تجد دموع الفقد على الطاولة، فقد شهيد أو أكثر، فقد تجد ناج واحد بعدما قتلت كل عائلته يصوم ويفطر وحده، أو مائدة فارغة بعدما مسحت تلك العائلة من السجل المدني، أو مائدة إفطار بلا أم تعدها، الكثير الكثير من القصص التي تخلع القلوب.

لكن ما هي مكونات تلك المائدة؟!

هل تعلم أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وانتهاء الحرب هو فعلياً مصطلح إعلامي فقط، وأن الحرب ما تزال في غزة، فالقتل والقصف بشكل يومي رغم الاتفاق وإن لم يكن بوتيرته السابقة، وما يزال الاحتلال من أول أيام شهر الخير يغلق المعابر ويمنع دخول أي من المستلزمات لغزة..

فلا طعام ولا شراب ولا لحوم ولا حاجيات ولا وقود ولا مياه.. وغزة تقترب فعلياً خلال أيام من مجاعة حقيقية، فالناس هنا يصومون ولا يفطرون، فلا يجدون ما يفطرونه، فالاحتلال يمنع عنهم كل شيء ولو صح له منع الهواء لمنعه!!

حتى المساعدات الإغاثية التي كانت تصل للسكان بشكل دوري، توقفت هي الأخرى فالمنع طالها.

ورغم كل ذلك، إلا أن غزة وأهلها ما زالوا ينتظرون أهل الخير والمؤسسات الخيرية والإغاثية والإنسانية ألا ينسوهم ويقفوا جوارهم ويساعدوهم، لا تتركوا من طلبوا مساعدتكم، واجعلوا رمضانكم لغزة..

مطلوب حصة أكبر من الصدقات والزكاة للأسر الفقيرة في غزة بالنظر لحاجة القطاع، حيث ارتفعت نسبة الفقر في غزة لتتجاوز الـ90%

 غزة تحتاج عملاً خيرياً غير منقطع يوازي الحالة المأساوية الصعبة التي طالت غزة لسنوات طويلة.

لكن ما هي الحاجات العاجلة لغزة، لعل أبرزها وأهمها التركيز على تقديم المساعدات الإغاثية والطرود الغذائية للسكان في ظل المجاعة وعدم قدرة السكان على الشراء في حال فتحت المعابر بسبب الحالة الاقتصادية والمعيشية الصعبة وارتفاع نسبة الفقر بما يتجاوز الـ90%.

ثم الانتقال للإغاثة العاجلة والطارئة بما يشمل دعم خدمات المياه والطاقة والصرف الصحي والإيواء والخدمات الإغاثية والصحية.

إضافة لذلك مطلوب تفعيل مشاريع التشغيل للفئات المهمشة من عمال وخريجين، وتقدم المساعدات الطارئة للأسر الفقيرة والمهمشة.

غزة بحاجة لدعم المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية بسيارات إسعاف وشحنات أدوية ومستلزمات طبية.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) منسق عام قافلة أميال من الابتسامات.

 


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة