الكويت تعزز ريادتها في العمل الخيري المؤسسي بإطلاق مبادرة «ملتزمون»

في إطار الجهود الحثيثة لترسيخ مبادئ الامتثال والشفافية في العمل الخيري، شهدت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لقاءً مفتوحًا، بالشراكة الإستراتيجية بين اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، وإدارة الجمعيات والمبرات الخيرية في الوزارة، بحضور عبدالعزيز العجمي، مدير إدارة الجمعيات والمبرات الخيرية، وسعد مرزوق العتيبي، رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية.

وخلال اللقاء، أكد عبدالعزيز العجمي أهمية هذه الشراكة التي تجسد التزام الدولة بتطوير العمل الخيري، مشيدًا بدور اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية في إطلاق مبادرة «ملتزمون»، التي تهدف إلى ضمان امتثال الجمعيات والمبرات الخيرية للضوابط التنظيمية خلال شهر رمضان المبارك، والتصدي لأي مخالفات قد تنشأ، عبر تقديم الدعم والتدريب اللازمين لضمان الالتزام التام بلوائح وزارة الشؤون.

وأوضح العجمي أن مبادرة «ملتزمون» ليست مجرد إجراء تنظيمي، بل تأكيد على الواجب الشرعي والأخلاقي الذي يحمله العمل الخيري، حيث يمثل شهر رمضان المبارك موسمًا للتكافل الاجتماعي؛ ما يجعل الالتزام بالضوابط ضرورة لضمان وصول التبرعات إلى مستحقيها بعدالة وشفافية، فالثقة التي يضعها المتبرعون في المؤسسات الخيرية تتطلب أقصى درجات الدقة والنزاهة لضمان تحقيق الأثر الإيجابي المرجو.

وبيَّن العجمي أن المبادرة تأتي تماشيًا مع رؤية الدولة في التحول الرقمي، وأعلنت وزارة الشؤون عن أتمتة إدارة الجمعيات والمبرات الخيرية، لتسهيل الإجراءات، وضمان تنظيم توزيع وجبات إفطار الصائم بطريقة تمنع التكدس، وتحقق أقصى استفادة ممكنة.

العجمي: المبادرة تأكيد على الواجب الشرعي والأخلاقي الذي يحمله العمل الخيري

واختتم العجمي قائلاً: مع انطلاق «ملتزمون»، تثبت الكويت مرة أخرى أنها ليست فقط واحةً للعطاء، بل أيضًا نموذجًا يحتذى في العمل الخيري المنظم والمستدام، حيث تتكامل الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني لضمان تنفيذ مشاريع رمضان الخيرية بكل مصداقية، وشفافية، وفاعلية، لينعم المستفيدون بمساعدات تصلهم في وقتها، وبطريقة تحقق المقاصد الشرعية للعمل الخيري.

وأكد سعد العتيبي، رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية، أن «ملتزمون» تأتي كاستجابةٍ حتمية لمتطلبات المرحلة الراهنة، التي تستلزم التوفيق بين قيم العطاء والالتزام بالأنظمة، مشيرًا إلى أن الامتثال للضوابط ليس تقييدًا، بل صمام أمان لاستدامة العمل الخيري وتعزيز مصداقيته.

وأوضح العتيبي أن الركائز الأساسية للمبادرة تنطلق من 4 محاور أساسية لضمان موسم رمضاني خالٍ من المخالفات، وهي: التقيد بالقوانين واللوائح الناظمة للعمل الخيري، لضمان احترام المنظومة القانونية وتعزيز ثقة المجتمع في الجمعيات والمبرات وتعزيز الشفافية في جمع التبرعات وصرفها، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وفق معايير العدالة والمصداقية، وتحليل المخالفات السابقة ومعالجتها، لتلافي الأخطاء التي حدثت في المواسم الماضية، والارتقاء بأداء الجمعيات وتبادل الخبرات بين الجمعيات والمبرات الخيرية، للارتقاء بجودة المشاريع وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والاستدامة.

كما أوضح العتيبي أن اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية سيقوم بدور حلقة الوصل بين الجمعيات ووزارة الشؤون، من خلال توفير الدعم الفني والاستشاري لضمان امتثال الجمعيات والمبرات الخيرية للضوابط، بما يضمن تنفيذ المشاريع وفق أفضل المعايير.

ودعا العتيبي الجميع إلى التبرع فقط عبر القنوات الرسمية المعتمدة، لضمان وصول التبرعات إلى مستحقيها عبر الآليات المنظمة، مؤكدًا أن الجمعيات والمبرات الخيرية في الكويت ملتزمة تمامًا بالأنظمة واللوائح، وتعمل على تنفيذ المشاريع الرمضانية بأعلى درجات الاحترافية، بما يعزز مكانة الكويت كمركز عالمي للعمل الإنساني.