الناطق باسم «حماس».. القانوع الذي حمل أمانة الكلمة حتى الشهادة

منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال استهداف قادة المقاومة الفلسطينيين في محاولة بائسة لقطع الطريق أمام نضال الشعب الفلسطيني المستمر في الدفاع عن أرضه ومقدساته، لكن على الرغم من هذه الجرائم المتواصلة، يثبت قادة المقاومة أن طريق الشهادة هو الطريق الذي اختاروه منذ البداية، طريق التحرير والكرامة.

وها هي «إسرائيل» تواصل اغتيال عدد من أبرز القادة السياسيين والعسكريين والإعلاميين، ظنًا منها أن هذه الجريمة ستؤثر على عزيمة المقاومة، ولكنها بالعكس، تزيدهم إصرارًا وتوحيدًا في سعيهم نحو الحرية.

الشهيد عبداللطيف القانوع، الناطق الرسمي باسم حركة «حماس»، هو أحد هؤلاء القادة الذين جادوا بأرواحهم في سبيل القضية الفلسطينية، ليكتب اسمه إلى جانب شهداء آخرين في سجل البطولة والفداء، ويظل الصوت الذي يصدح بالحق ويواجه العدوان بشجاعة وإصرار.

فجر اليوم الخميس 27 مارس 2025م، ارتقى القانوع شهيداً إثر استهداف صهيوني مباشر طال الخيمة التي كان يتواجد فيها في مدينة جباليا شمال قطاع غزة.

القانوع، الذي أمضى حياته في خدمة قضيته وشعبه، كان من أبرز وجوه حركة «حماس» الإعلامية وأحد المدافعين عن المقاومة الفلسطينية، وقد ظل ثابتًا في مكانه منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حتى سقط شهيدًا في هذه الليلة المباركة من شهر رمضان.

من جهتها، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بيانًا تؤكد فيه استشهاد الناطق باسم الحركة عبداللطيف القانوع إثر استهداف صهيوني مباشر طال الخيمة التي كان يتواجد فيها في مدينة جباليا شمال قطاع غزة فجر اليوم الخميس 27 مارس 2025م.

الحركة قالت: تحتسب حركة «حماس» عند الله تعالى الأخ المجاهد د. عبد اللطيف القانوع، الذي ارتقى شهيدًا في ظل العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، حيث ظل صامدًا في الخيمة التي كانت ملاذه منذ بداية العدوان حتى استشهاده.

وأوضحت الحركة أن الشهيد القانوع كان مثالاً في الثبات والتفاني في خدمة قضيته وشعبه، حيث حمل أمانة الكلمة والرسالة بعزيمة وشجاعة، ودافع عن قضايا شعبنا وعدالة مقاومتنا، ولم يتوانَ عن أداء دوره كمتحدث باسم الحركة، متحديًا الأخطار الجسيمة التي كان يواجهها يوميًا.

وأضاف البيان أن استشهاده جاء في هذه الليلة المباركة من شهر رمضان، ليخلد ذكره في قلب الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية.

وأكدت «حماس» أن استهداف الاحتلال لقادتها والمتحدثين باسمها لن يضعف إرادتها، بل سيزيدها إصرارًا على المضي قدمًا في طريق المقاومة والجهاد حتى تحرير الأرض والمقدسات، مشيرة إلى أن دماء الشهداء ستظل وقودًا وملهمًا للمقاومة حتى تحقق النصر.

تصدر خبر استشهاد القانوع منصات التواصل الاجتماعي، ونعاه نشطاء وصحفيون وسياسيون، مؤكدين دوره البارز في إيصال صوت المقاومة.

الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية كتب: الأديب القريب، والشاب الخلوق، د. عبد اللطيف القانوع (أبو عبيدة)، الناطق الرسمي باسم حركة «حماس»، استشهد مقبلاً غير مدبر، في خيمته التي رابط فيها في جباليا أقصى شمال قطاع غزة.

أما المقدسي أحمد رضوان فقال: الاحتلال يظن أن باغتيال القادة سيكسر إرادة المقاومة! ارتقى اليوم القائد عبد اللطيف القانوع، لكن كلماته ستبقى حية في الميدان، والمقاومة التي راهنتم على انتهائها ستلاحقكم حتى زوال كيانكم!

من جهته، كتب الكاتب الكويتي عبدالعزيز الفضلي: قيادات «حماس» تعيش بين الشعب، ويستشهد قادتها كما بقية سكان غزة، وليس كما يروج الكذابون وصهاينة العرب بأنهم يحمون أنفسهم ويتركون الشعب للقتل.


عبداللطيف القانوع: يجب إصلاح «منظمة التحرير» على قاعدة الشراكة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية |  مجلة المجتمع الكويتية
عبداللطيف القانوع: يجب إصلاح «منظمة التحرير» على قاعدة الشراكة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية | مجلة المجتمع الكويتية
  دعا المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (...
mugtama.com
×


من هو عبداللطيف القانوع؟

وُلد د. عبد اللطيف رجب القانوع، في 24 أبريل 1981م، في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، حيث نشأ وترعرع في بيئة المقاومة، متأثرًا بالأحداث المفصلية في القضية الفلسطينية.

حصل القانوع على الثانوية العامة عام 2002م، ثم واصل مسيرته الأكاديمية في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث نال درجة البكالوريوس في أصول الدين عام 2005م، ثم درجة الماجستير في تفسير علوم القرآن عام 2008م، لم يقتصر طموحه العلمي على الدراسات الشرعية، بل توسّع ليحصل على ماجستير في الإدارة والقيادة من جامعة الأقصى عام 2014م، قبل أن ينال الدكتوراة في الدعوة والإعلام من جامعة طرابلس في لبنان عام 2019م.

رحلته في صفوف «حماس» والعمل الإعلامي

مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000م، التحق القانوع بصفوف حركة «حماس»، وبرز دوره داخل الكتلة الإسلامية، حيث نشط في العمل الطلابي منذ دراسته الثانوية، ثم أصبح من قيادات الكتلة في الجامعة الإسلامية بغزة، وانتُخب عضوًا في مجلس طلبتها، ثم رئيسًا له عام 2006م.

بعد تخرجه، انضم إلى المكاتب الإعلامية لحركة «حماس» في شمال القطاع، حيث تولى منصب المدير الإعلامي عام 2007م، ثم أصبح ناطقًا إعلاميًا باسم الحركة في محافظة الشمال في العام نفسه، إلى أن تسلّم منصب الناطق الرسمي باسم الحركة عام 2016م، فكان أحد أبرز الوجوه الإعلامية التي عبّرت عن مواقف المقاومة، مدافعًا عن القضية الفلسطينية في وجه العدوان الصهيوني.

حضور وطني

شارك الشهيد القانوع في مختلف الفعاليات الوطنية التي نظّمتها فصائل المقاومة، مثل مسيرات العودة والتظاهرات الداعمة للضفة الغربية والقدس، كما كان حاضرًا في العديد من الندوات والمؤتمرات ذات الطابع السياسي والوطني، مؤديًا دورًا بارزًا في الدفاع عن الرواية الفلسطينية عبر وسائل الإعلام المختلفة، وفي عام 2021م، أصدر كتابه «الخطاب الإعلامي.. رؤية إسلامية معاصرة»، حيث قدّم فيه رؤية تحليلية لدور الإعلام في خدمة قضايا الأمة.

 

ظل القانوع على عهد المقاومة، ثابتًا على مواقفه، حاملًا الكلمة أمانة وسلاحًا، حتى ارتقى شهيدًا في قصف صهيوني غادر، ليخلد اسمه بين قادة المقاومة الذين جادوا بأرواحهم في سبيل فلسطين.


الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة