شكراً الكويت.. وصلت هديتكم إلى غزة

حقيقة، يربطني شعور جميل في دولة الكويت الشقيقة خاصة أنها بالنسبة لي بلدة المولد ومنشأ السنوات الطفولة الأولى وكذلك السنوات الأولى من المراحل الدراسية الابتدائية.
رغم مرور سنوات طويلة على مغادرتها، فإنني ما زلت أحتفظ بالكثير من ذكريات الطفولة الجميلة، وأي معاملة رسمية لا بد من كتابة مكان الميلاد «الكويت».
هذا الحنين نشط ذاكرة القلب حينما وصلتني هدية عبارة عن مساعدات غذائية داخل كارتونة حملت علم الكويت بجوار العلم الفلسطيني، وكتب عليها «الكويت بجانبكم».
الهدية وصلت
حقيقة استوقفت فترة من الزمن وأنا أتأمل هذه الكلمات الطيبة «الكويت بجانبكم»، نعم نحن بحاجة لإخوتنا المسلمين والعرب للوقوف معنا، ورغم ما يمر به قطاع غزة من حرب طاحنة، فإن ذلك لا يمنع أن أرسل لأهلنا في الكويت وأقول لهم: «شكراً لكم.. وصلت هديتكم».
الكارتونة كانت تحتوي على مواد غذائية أساسية؛ الطحين، والأرز، والسكر، وزيت القلي، وغيرها من الأشياء المهمة التي كانت أسعارها مرتفعة جداً خاصة مع شح وجودها وارتفاع ثمنها؛ الأمر الذي جعل الحاجة ملحة لها.
ما زلت أذكر تلك الفرحة التي رأيتها على ملامح بعض النسوة حينما كن يعلمن بوجود أصناف لم يعتادوا على الحصول عليها من قبل، منها عجوة التمر.
يرى البعض أن هذا شيء لا يستحق تلك الفرحة، لكن أقول: يستحق حينما تعيش أكثر من عام وشهرين وأنت في حرب تشتهي تتناول حلو المذاق!
التكافل والصمود
هي ليست مجرد هدية تحتوي على مواد غذائية فحسب؛ بل تحمل الكثير من المعاني التي يحتاجها أهل غزة؛ لتعزيز صمودهم، خاصة أن هذه الحرب لم تكن واحدة، بل كانت حروباً؛ الأمر الذي يستدعي التكافل والترابط، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى».
حرص الاحتلال من خلال هذه الحرب على تحقيق حرب المجاعة التي ما زالت ملامحها واضحة على قطاع غزة، فالمساعدات التي تصل إلى غزة قليلة جداً مقارنة بالحاجة الماسة، فالاحتلال يتعمد منعها؛ لتجويع من تبقى على قيد الحياة في هذه الحرب.
هذا الأمر يجعل من كل مساعدة تصل إلى غزة يكون لها أثر في تعزيز معاني التكافل والصمود، فلا يستصغر إنسان عملاً صالحاً، فالحاجة في غزة ملحة جداً.
خاصة أن هذه الحرب جاءت بعد أكثر من 17 عاماً من الحصار، الأمر الذي جعل أبناء غزة ليس عند خط الفقر؛ بل تحت مستويات الخطوط والأرقام السالبة للفقر!
شكراً الكويت
أردت أن أقدِّم الشكر لكل من ساهم ولو بالقليل من أهلنا في الكويت بهذه الهدية، بأن هديتكم وصلت إلى أهل غزة في وقت عجز الكثير عن تقديم ولو الشيء اليسير.
على كل مسلم أن يتذكر أن قضية فلسطين هي من أشرف وأعظم القضايا، فهي ليست مجرد أرض وطين؛ بل عقيدة ودين، ولينظر كل إنسان أين يقف منها!