مغامرات «عمر وجدو» الرمضانية 9

عمو عامل النظافة الجميل

الجميع يعمل بنشاط مثل خلية النحل، وكل واحد من أفراد العائلة له دور مهم في نجاح العمل.

فاطمة اهتمت بإعداد الدجاج بالخضار، أما جدو فهو ماهر في عمل الشوربة والسلطة اللذيذة، بينما أسامة كان له مهمة سكب الطعام في علب جميلة، بينما عمر وريتال لهما مهمة وضع العصير وقطع الحلوى.

تم وضع الطعام في علب جميلة وتجهيزها، وبعد ذلك تم وضعها في صناديق كبيرة.

اتجه جدو وأسامة ورافقهما عمر وريتال إلى السيارة، حاملين الكثير مما جهزوه من وجبات الطعام، لتوزيعها على عمال النظافة الذين يجعلون البلاد أكثر جمالا.

غالبا يكونون من بلاد مختلفة في غربة بعيدين عن الأهل والوطن، الأمر الذي يجعلهم يشتهون طعام البيت اللذيذ.

هذه العلب لم تكن مجرد علب طعام فحسب؛ بل كانت ذات معان كبيرة، حث عليها الإسلام العظيم، منها: إفطار الصائم، وإدخال السعادة في قلوب الآخرين، وعبادة جبر الخواطر، وهي من العبادات العظيمة.

وأكثر شيء تعلمه عمر من رحلة الخير الجميلة أن كل إنسان له دور مهم في بناء الوطن والحفاظ عليه، الأمر الذي جعل عمر يفكر ويسأل نفسه كيف كان سيكون حال بلدنا إن لم يوجد عمو عامل النظافة الجميل؟!

الحمد لله لدينا عمو الجميل الذي يجعل الشوارع والأحياء نظيفة جميلة، الأمر الذي جعل عمر يبتسم وهو يقدم وجبة الطعام إلى عمو عامل النظافة الجميل ويقول له: جزاك الله خيرا يا عمو، أنت جميل وتجعل الوطن أجمل ..شكرا لك يا عمو.. تفضل هذه الوجبة الساخنة وصياما مقبولا بإذن الله، تعالى.

ما جعل عامل النظافة يشعر بكثير من الفرح والإعجاب بهذا الطفل، وبأخلاقه الجميلة.

كان جدو وأسامة يتابعان فعل عمر وكلامه الجميل بكثير من الفخر.

في هذه اللحظة أخذ أسامة يد والده وقبلها بكثير من الحب وهو يسأل الله، تعالى، أن يحفظه: حبيبي يا أبي، بارك الله فيك بكل خير تعلمه عمر منك، فعمر يكبر عقله عن سنه فكل يوم أرى به خيرا يزيدني من الحمد لله على هذه النعمة.

بعد توزيع وجبات الطعام عادوا إلى المنزل وكان أذان المغرب في بدايته، حيث كانت فاطمة بانتظارهم وهي تحمل طبق التمر في استقبالهم.

ركضت ريتال إلى حضن ماما، وهي في غاية السعادة، وتخبرها بأن عمو عامل النظافة الجميل كان سعيدا جدا.

بعد تناول التمرات اصطف الجميع لصلاة المغرب جماعة، فكان جدو الإمام صاحب الصوت الندي وهو يتلو قوله تعالى: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) (البقرة: 272).

الجميل أن عمر أخبر أصدقاءه بهذا العمل الجميل حتى يحثهم على فعل الخير، الأمر الذي جعل الكثير من أصدقائه وعائلاتهم يفعلون مثله.

هل فكرت أن تفعل مثل عمر وعائلته؟
 إن لم تفعل ذلك من قبل فاقترح هذه الفكرة الجميلة على عائلتك.
وكل عام وأنتم بخير.

 

 


كلمات دلاليه

تابعنا

أحدث المقالات

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة