«ماذا دهاك؟!».. قصيدة للشهيد عبدالعزيز الرنتيسي

ماذا دهاك يطيب عيشك في الحزن
تشري النعيم وتمتطي صهو الصعاب؟
ماذا عليك إذا غدوت بلا وطن
ونعمت رغد العيش في ظل الشباب؟
*************
يا هذه يهديك ربك فارجعي
القدس تصرخ تستغيثك فاسمعي
والجنب مني بات يجفو مضجعي
فالموت خير من حياة الخنع
ولذا فشدي همتي وتشجعي
*************
ها أنت ترسف في القيود بلا ثمن
وغدا تموت وتنتهي تحت التراب
وبنيك واعجبى ستتركهم لمن
والزوج تسلمها فتنهشها الذئاب
*************
القيد يظهر دعوتي يوماً
وإذا قتلت ففي إلهي مصرعي
والزوج والأبناء مذ كانوا معي
في حفظ ربي لا تثيري مدمعي
وعلى البلاء تصبري لا تجزعي
*************
إني أخاف عليك أن تنفى غداً
ويصير بيتك خاوياً يشكو الخراب
وتهيم بحثاً عن خليل مؤتمن
يبكي لحالك أو يشاطرك العذاب
*************
إن تصبري يا نفس حقاً ترفعي
في جنة الرحمن خير المرتع
إن الحياة وإن تطل يأت النعي
فإلى الزوال مآلها لا تطمعي
إلا بنيل شهادة فتشفعي
*************
إني أراك نذرت نفس للمحن
وزهدت في دنيا الثعالب والكلاب
وعشقت رمساً يحتويك بلا كفن
فرجوت ربي أن تكون على صواب
*************
أنا لن أبيت منكساً للألمع
وعلى الزناد يظل دوماً أصبعي
ولئن كرهت البذل نفسي تصفعي
من كل خوار ومحتال دعي
وإذا بذلت الغال مجداً تصنعي
*************
إني أعيذك أن تذل إلى وثن
أو أن يعود السيف في غمد الجراب
فاقض الحياة كما تحب فلا ولن
أرضى حياة لا تظللها الحراب