«يديعوت أحرونوت»: المستوطنون يضغطون لتطبيق السيادة على الضفة الغربية

قالت صحيفة «يديعوت
أحرونوت»، في تقرير نشرته بتوقيع مراسلها لشؤون الاستيطان أليشع بن كيمون: إن
المستوطنين «الإسرائيليين» يكثفون جهودهم لتطبيق السيادة «الإسرائيلية» على الضفة
الغربية، مستغلين المناخ السياسي في الولايات المتحدة والتحولات داخل الحكومة «الإسرائيلية».
وأشارت الصحيفة
إلى أن هذه التحركات تجري على عدة جبهات، تشمل الضغط السياسي في واشنطن، والتنسيق
مع الحكومة «الإسرائيلية»، إلى جانب تعزيز النشاط العسكري في الضفة، بما يتماشى مع
رؤية المستوطنين لتوسيع نفوذهم.
وفي وقت سابق من
الشهر الجاري، رد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على سؤال صحفي حول هذه القضية
قائلاً: نحن نناقش الأمر مع العديد من الجهات، وهناك قبول واسع للفكرة، لكننا لم
نتخذ موقفاً نهائياً بعد، وسنعلن قرارنا خلال الأسابيع المقبلة.
ووفق الصحيفة،
يعمل قادة مجلس «يشع» والمستوطنون على تنظيم عملية تطبيق السيادة منذ فترة طويلة،
عبر تغييرات ميدانية وتواصل مكثف مع أطراف أمريكية و«إسرائيلية» لدفع مشروع الضم
في المستقبل القريب، بالتوازي مع العمل الحكومي والدبلوماسي.
الجبهة
السياسية.. دعم في واشنطن
وأشارت الصحيفة
إلى أن قيادات المستوطنين كانت خلال الأسابيع الماضية في واشنطن، حيث التقوا
مسؤولين أمريكيين لتشكيل قاعدة دعم حول ترمب لدفع مشروع السيادة، وانتهى مؤتمر
العمل السياسي المحافظ مؤخراً بتبني قرار دعم الضم «الإسرائيلي» للضفة، في خطوة
تعزز موقف ترمب وتمنحه دعماً سياسياً من قاعدته.
وكانت هذه المرة
الأولى التي يُسمح فيها لممثل عن المستوطنين بإلقاء كلمة في المؤتمر، حيث شدد رئيس
مجلس «يشع» يسرائيل غانتس على أهمية هذه الخطوة، فيما يواصل المستوطنون التنسيق مع
شخصيات بارزة في فريق ترمب لضمان موقف أمريكي واضح بهذا الشأن.
وأوضحت الصحيفة
أن وزير المالية «الإسرائيلي» بتسلئيل سموتريتش أجرى تعديلات على الإدارة المدنية
لتعزيز السيطرة «الإسرائيلية»، عبر توسيع البناء الاستيطاني وتسريع المصادقات
الحكومية، إلى جانب تعزيز عمليات هدم المباني الفلسطينية.
الجبهة
الداخلية.. ضغوط على الحكومة
بالتزامن مع
التحركات السياسية، أوضحت الصحيفة أن المستوطنين كثفوا جهودهم داخل «إسرائيل»، حيث
صاغ مجلس «يشع» رسالة دعم لتطبيق السيادة، ووقع عليها غالبية وزراء الليكود،
وأرسلت إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي هذا السياق،
نقلت الصحيفة عن رئيس الكنيست أمير أوحانا، خلال جولة في مستوطنات الضفة، قوله: نسمع
من البيت الأبيض أفكاراً جديدة، والرئيس ترمب هو أفضل صديق لـ«إسرائيل»، نحن نترقب
زيارته بفارغ الصبر، ونأمل أن يحمل أخباراً عظيمة.
أما رئيس مجلس «يشع»
يوسي دغان، فقال: الوجود اليهودي في يهودا والسامرة وبنيامين وغوش عتصيون ليس مجرد
مسألة عدالة تاريخية، بل يشكل درعاً أمنياً لـ«إسرائيل».
النشاط
العسكري.. تعزيز الوجود في الضفة
وأشارت الصحيفة
إلى أن الجيش «الإسرائيلي» صعّد نشاطه في الضفة الغربية، خاصة شمالها، حيث وسّع
نقاط التفتيش العسكرية وأقام مواقع ونقاطاً استيطانية داخل المدن الفلسطينية، وأكد
وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن الجيش يستعد لإقامة طويلة الأمد في المخيمات
الفلسطينية.
وتحدث التقرير
عن عملية «الجدار الحديدي» التي ينفذها الجيش الصهيوني في الضفة الغربية، وأسفرت
عن نزوح آلاف الفلسطينيين من مخيماتهم، فيما دخلت الدبابات أجزاء من جنين لأول مرة
منذ أكثر من 20 عاماً، ورغم أن هذه القوات محدودة العدد وتركز على المهام
الدفاعية، فإن الخطوة تُعد سابقة في إدارة الاحتلال للضفة الغربية.