انتصار المقاومة في «غزة» لا شك أنه تاريخي، خصوصاً أنه من فصيل مقاوم ضد الكيان الصهوني الغاصب، والذي يمتلك مئات الرؤوس النووية والطائرات والاسلحة الفتاكة والمتطورة، وخاض الحروب العربية دون أن تنتصر عليه دولة عربية واحدة، بل المقاومة أجبرتهم على الجلوس
انتصار المقاومة في «غزة» لا شك أنه تاريخي، خصوصاً أنه من فصيل مقاوم ضد الكيان الصهوني الغاصب، والذي يمتلك مئات الرؤوس النووية والطائرات والاسلحة الفتاكة والمتطورة، وخاض الحروب العربية دون أن تنتصر عليه دولة عربية واحدة، بل المقاومة أجبرتهم على الجلوس على طاولة المفاوضات والاتفاق على معظم بنود المقاومة.
وملخص الحرب على «غزة» هو أنه لما تم إسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسي في مصر وجدت إسرائيل الفرصة السانحة للقضاء على المقاومة، فتم توزيع الأدوار للقضاء على حماس، ولكن الشيء الذي لم يكن يتوقعه الصهاينة هو هذا الاستعداد الكبير من قبل المقاومة التي أمطرت الصهاينة بصواريخ أخلت المستوطنات، وأوقفت حركة الطائرات وشلت الحياة تماما، حتى أن الدبابات لم تستطع التقدم إلى متر واحد داخل غزة، وأبهرت العالم بعمليات بطولية خلف خطوط الصهاينة ودخول الأنفاق في المعادلة غير مجرياتها.
والخسائر التي حدثت للصهاينة لم تحدث في تاريخهم على الإطلاق، فأكثر من 5 ملايين إسرائيلي عاشوا في الملاجئ لأيام عديدة، حتى سلاح المقاومة لم يستطع الصهاينة انتزاعه رغم توسلهم في ذلك، وقد فشلوا كذلك سياسيا وأمنيا وعسكريا… ومن أقنع الصهاينة بالدخول في الحرب في الحقيقة ورطهم وقضى على المستقبل السياسي لقادة الحكومة الصهيونية وجرعهم الخسارة بمرارة، جعلت حتى الصحف العبرية تصف ما حصل بالزلزال وهو كذلك.
وفي هذه الحرب برز دور حزب «الليكود العربي» على حقيقته بصورة مكشوفة بعد أن رمــــى كـــــل قفـــــازاته المــــخمــــلية الـــــتي كان يلبسها في السابق، فكانت مهمته في هذه الحرب هي التضليل الإعلامي، والمكر والخداع بهدف تغيير وتأليب الرأي العام علي المقاومة وطمس القضية، وراح أعضاء هذا الحزب يمارسون الكذب بكل صوره، يريدون من وراء ذلك أن تعيش الشعوب العربية في ذل، وهم بارزون في القنوات والصحف العربية والشرق أوسطية، بل لجأوا إلى النكاية والتحريض بصورة فجة ممجوجة.
كما أن كراهية بعض وسائل الإعلام لجماعة «الإخوان المسلمين» جعلتها تقف بجانب الصهاينة المحتلين بكل صلف، وصورت كل صواريخ حماس كأنها مفرقعات وصواريخ عبثية يجب أن تتوقف، ولم يكفوا عن استهزائهم في مقالاتهم وتغريداتهم، وعندما فشلوا في زج اسم «حماس» مع إيران وصفوهم بالإرهابيين، وبات موقفهم معاديا للمقاومة بكل شراسة، وبدأوا يروجون أن إسرائيل تمثل الدولة المدنية العصرية، حتى بدا حديث رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن حلف إقليمي جديد بين اسرائيل ودولة عربية يمثل الواقع العربي مع الأسف.
وهنا يجب أن نشير إلى موقف الكويت في دعم القضية الفلسطينية والتي مازالت تدعمها، فالدولة الوحيدة التي استقبلت خالد مشعل هي الكويت، وهذه ليست غريبة على الكويت في دعم القضايا العربية والإسلامية سواء في غزة أو سورية أو كل مكان في العالم.
الآن وبعد أن انتهت الحرب وبدأت مرحلة الإعمار فستجد العرب و «حزب الليكود العربي» وهم يشمتون حتى أثناء الإعمار، وهنا علينا ألا نلتفت لهم، فهم في موقف لا يحسدون عليه، والتحدي الآن هو ترميم كل البيوت التي تم هدمها، ومواساة من فقدوا أطفالهم وهذا يبين نذالة الكيان الصهيوني الذي قتل الأطفال بعد فشله في الوصول إلى المقاومين، ومرحلة البناء من جديد.