خلص تقرير أمريكي إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا يعتبر شريكا لأمريكا ضد تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”القاعدة”، وأن روسيا وإيران اخترقتا سلطات القيادة والتحكم في الجيش السوري على كل المستويات، مضيفا أن التحالف الموالي للأسد لا يستطيع تأمين كل سورية.
وأوضح التقرير الذي أعده معهد دراسات الحرب الأمريكي بالتعاون مع معهد “إنتربرايز” الأمريكي لأبحاث السياسات العامة أن الجيش السوري لم يعد قائما كقوة مقاتلة موحدة ومتماسكة لتأمين البلاد.
وأشار إلى أن الانشقاقات في الأعوام الأخيرة والاستنزاف في القتال أديا إلى خفض في قوته القتالية يصل إلى النصف، وأن القوة بلغت نحو مئة ألف جندي عام 2014، وأن عددا قليلا (ما بين ثلاثين وأربعين ألف جندي) يمكن الاستعانة بهم في العمليات القتالية.
كما يؤكد التقرير أن الفشل مصير أي إستراتيجية أمريكية تعتمد على القوات الموالية للنظام في القضاء على الجهاديين والسلفيين في سورية.
دور إيران
وعن الدور الإيراني في سورية، ذكر التقرير أن طهران تقوم بإدارة تحالف يضم حوالي ثلاثين ألف مقاتل، بينهم مقاتلون من الحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” اللبناني، ومليشيات عراقية ومقاتلون أفغان.
وأشار التقرير إلى أن إيران كان لها دور مهم في إعداد الجماعات شبه العسكرية الموالية للنظام، وتحت قيادة النظام من الناحية الظاهرية فقط، ويتمثل هدفها من وراء ذلك في تأسيس بنية أساسية طويلة الأجل لكي يكون هناك “حزب الله سوري”.
أما بالنسبة لدور روسيا، فيشير التقرير إلى أن موسكو تقدم بصورة مباشرة مساعدات عسكرية تشمل بعض الأسلحة المتقدمة، موضحا أن روسيا أضعفت سيادة النظام السوري من خلال سيطرتها على العمليات الكبيرة في شمال البلاد أواخر 2015.
ويؤكد التقرير أن أي سياسة ترفع من شأن روسيا والأسد -في مواجهة ما وصفها بالجماعات السلفية والجهادية- سوف تؤدي إلى تمكين إيران في سورية، وفي الوقت نفسه ستفشل أي محاولة لدق إسفين بين موسكو وطهران نظرا لدور الأخيرة المهم في سورية.
ويتابع أن روسيا وإيران غير معنيتين بانتهاء الحرب في سورية أو هزيمة تنظيمي “الدولة” أو “القاعدة”، لأن مشاركتهما تأتي فقط لقمع خصوم النظام وتدعيم قدرة كل منهما على العمل بحرية في المنطقة وطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط.
ويختم التقرير بتوصية للولايات المتحدة من أجل العمل على استعادة نفوذها وانتزاع تنازلات مهمة من التحالف الموالي للنظام، وعدم الاستسلام للأعداء الإستراتيجيين من أجل مكاسب غير دائمة في مواجهة تنظيم “الدولة” أو “القاعدة”.