مؤتمر «القرآن عطاء متجدد.. فأين حفَّاظنا؟» يناقش:

تجربة المؤسسات الكويتية في العناية بكتاب الله

خالد بورسلي

23 سبتمبر 2025

59

وزير الأوقاف: مسؤولية العناية بالقرآن الكريم تقع على عاتق المسلمين جميعًا

تحت شعار «القرآن الكريم عطاء متجدد.. فأين حفّاظنا؟»، أقام الصندوق الوقفي للقرآن التابع للأمانة العامة للأوقاف مؤتمرًا استمر 3 أيام (9 – 11/ 3/ 1997م)، وافتتحه وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية محمد ضيف الله شرار الذي أكد في كلمته أن مسؤولية العناية بالقرآن الكريم تقع على عاتق المسلمين جميعًا، مشيرًا إلى أن الاهتمام بهذا الدستور الرباني يجب أن يشتمل على كل علومه وثقافاته والتعبد به والعمل بأحكامه.

كما ألقى رئيس مجلس إدارة الصندوق الوقفي للقرآن السيد محمد المعوشرجي كلمة أكد فيها أن الصندوق وضعت له خطط عمل استراتيجية لتحديد رسالته وبهدف العناية بالقرآن الكريم وعلومه عن طريق وسائل متعددة منها هذا المؤتمر الذي دعي إليه عدد كبير من المهتمين بالقرآن من عدة دول عربية وخليجية، وأشار رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر د. بدر الرخيص إلى أن الهدف الرسمي من هذا المؤتمر هو إيجاد شريحة كبيرة من الأبناء يحفظون كتاب الله ويعرفون علومه.

هذا وقد بحثت حلقة النقاش الأولى تجربة المؤسسات الرسمية ودورها في تحفيظ القرآن الكريم داخل الكويت حيث ترأس الجلسة الشيخ د. جاسم مهلهل الياسين والذي أشار في كلمة ألقاها في بداية الحلقة إلى حرص المشروع الإسلامي منذ أول عهده على تأصيل العمل المؤسسي وابتكار هذه الصورة النادرة في علوم الإدارة، مضيفًا أن القرآن الكريم كان له أوفر الحظ والنصيب، حيث كانت دار الأرقم هي بداية أول مؤسسة في دولة الإسلام، وأكد أن القرآن من هو المنهج الذي يلتقي عليه المسلمون جميعًا مهما تعددت اتجاهاتهم وقال: وإن من توفيق الله عز وجل للعبد أن يوفقه ليكون خادمًا للقرآن.

خالد القطان: زيادة الخطة المقررة لمادة التربية الإسلامية

وتحدث خالد القطان موجه التربية الإسلامية عن تجربة وزارة التربية في الاهتمام بالقرآن فقال: إن تعليم القرآن الكريم في الكويت قد بدأ منذ أمد بعيد، إذ كانت البداية في المساجد على أيدي الأئمة وعلماء الدين، وعند تطور التعليم بالكويت، التحق التعليم الديني بالمدارس وأصبح له إدارة مستقلة تابعة للتعليم العام، وخلص السيد القطان من حديثه إلى طرح عدد من التوصيات منها:

  • أهمية استخدام الحاسب الآلي كتقنية متقدمة لخدمة كتاب الله تلاوة وتدريبًا على حُسن الأداء وتعريفًا بأحكام التجويد وكذلك الاستفادة منه في التفسير واستنباط الأحكام الشرعية، وكذلك زيادة الخطة المقررة لمادة التربية الإسلامية في جميع مراحل التعليم العام.
  • أن يكون القرآن الكريم مادة مستقلة في جميع مراحل التعليم العام.
  • إعداد تفسير مبسط للقرآن الكريم مرتبط بالأهداف التربوية يتفق وسِن النمو العقلي والنفسي والجسمي، لكل مرحلة تعليمية نقيًا من الإسرائيليات ومرتبط بلغة العصر ومخترعاته.
  • استخدام الإذاعة المرئية عن طريق البث الفضائي لخدمة كتاب الله تلاوة وتفسيرًا.
  • الاستفادة من الإنترنت لخدمة القرآن الكريم تلاوة وتفسيرًا ونشرًا للدعوة الإسلامية.

ومن جهتها أعدت اللجنة التربوية باللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية ورقة عمل ألقاها محمد القلاف عضو اللجنة أكد فيها اهتمام اللجنة بإدخال مادة القرآن الكريم في مدارسنا، كمادة مستقلة حتى تكون صِلة الأبناء قوية بكتاب الله تعالى، ليهتدوا بهديه، ويكتسبوا القدرة على حفظه وتلاوته، وبذلك ينشأ جيل متصل بدينه اتصالا وثيقًا من خلال معرفته بقرآنه حفظًا، وفهمًا، وعملًا به، فيكون امتدادا حقيقيًا للأجيال السابقة، فتستقيم ألسنتهم وتصح لغتهم وتتسع مداركهم، كما رأت اللجنة أهمية زيادة خطة التربية الإسلامية في بعض صفوف المرحلتين: المتوسطة والثانوية لأهميتها في تكوين الشخصية السوية للأبناء، فإن أولادنا أمانة في أعناقنا وخير ما نقدمه لهم كتاب الله جل شأنه، فثمرته باقية إن شاء الله تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وأشار القلاف إلى أن الهدف من المقرر الذي أعدته اللجنة هو العمل على تنشئة أبنائنا وبناتنا على أساس من الارتباط الوثيق بكتاب الله عز وجل، عملًا بما جاء في وصية النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» (أخرجه الترمذي (2909) واللفظ له، وأحمد (1317)) ووضع الأبناء على أول الطريق الميسِّر لحفظ وتجويد القرآن الكريم مما يشجعهم مستقبلًا على استكمال حفظه والعمل به.

جاسم المسباح: جمعية إحياء التراث طبعت ووزعت ما يزيد على 500 ألف نسخة من الأجزاء الثلاثة الأخيرة من القرآن

هذا، وقد اشتملت الجلسة الثانية من المؤتمر على تجربة المؤسسات الأهلية في تحفيظ القرآن الكريم حيث تحدث الشيخ جاسم المسباح عن تجربة جمعية إحياء التراث الإسلامي في هذا الجانب مشيرًا إلى أهداف اللجنة الرئيسية للمراكز الدائمة لتحفيظ القرآن الكريم، والتي كان منها تفعيل دور حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتنويع أنشطتها المتنوعة إلى جانب النشاط الرئيسي لها، وهو حفظ وتجويد ودراسة القرآن الكريم لتكون بذلك عامل جذب للشباب، وأشار المسباح إلى أن العمل بالحلقات تطور حتى وصل عددها إلى ثماني حلقات بمشاركة أكثر من 160 دارسًا بصفة مستمرة، وقد استخدمت عدة طرق حديثة للتحفيظ مع هؤلاء الأبناء عن طريق استخدام اللوحات الممغنطة وأجهزة الكاسيت وسماعات «الهدفون»، وغير ذلك من الوسائل الحديثة، وأضاف المسباح: لقد أسهمت الجمعية في خدمة القرآن الكريم عن طريق طباعة وتوزيع ما يزيد على 550 ألف نسخة من الأجزاء الثلاثة الأخيرة، وتوزيعها في القارة الإفريقية وشرق آسيا، وشبه القارة الهندية وطباعة 30 ألف نسخة من تفسير ابن كثير، و20 ألف نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإندونيسية وغير ذلك من الأمور التي تُظهر الاهتمام بكتاب الله عز وجل.

عبدالله العتيقي: جمعية الإصلاح نظمت 23 دورة تحفيظ للقرآن خلال 30 سنة شارك فيها 66 ألفًا و500 متسابق في 586 مركزًا

ومن جهته، أوضح الشيخ عبد الله العتيقي، الأمين العام لجمعية الإصلاح الاجتماعي والمدير العام، دور الجمعية في تحفيظ القرآن الكريم، والعمل على خدمته داخل الكويت وخارجها، وقال: لقد تم إنشاء مراكز متخصصة لتحفيظ القرآن الكريم شملت مراكز الشباب ولجنة النشء الإسلامي واللجنة النسائية فيما قامت في الخارج لجان الدعوة الإسلامية والعالم الإسلامي ولجنة المناصرة بالعمل على خدمة القرآن في خارج الكويت، وأوضح العتيقي أن جمعية الإصلاح أقامت منذ بداية عام 67 / 1968 وحتى العام الحالي أكثر من ثلاث وعشرين دورة لتحفيظ القرآن، شارك فيها ما يزيد على 66 ألف و 500 مشارك من البنين والبنات في ٥٨٦ مركزًا.

وأشار العتيقي إلى المسابقات التي تنظمها لجنة النشء كالمسابقة الذهبية الكبرى للقرآن الكريم التي تقام بصفة دورية في كل عام إضافة لتجربة اللجنة النسائية ومركز الشباب في هذا الجانب.

د. عجيل النشمي: القرآن هو البرهان القاطع على صحة النبوة

وفي اليوم الثالث والأخير للمؤتمر، تحدث الدكتور عجيل النشمي عميد كلية الشريعة السابق حول خصائص القرآن وواقع الأمة الحالي مشيرًا إلى أن لكتاب الله خصائص وأسرارًا ووجوه إعجاز كثيرة، ولذلك فقد كان محلًا لتدقيق المسلمين وغيرهم حتى حاز على حيز كبير في المكتبات، وأكد أن القرآن هو البرهان القاطع على صحة النبوة وليست صحة النبوة في البرهان على إعجازه، وأشار إلى وفاء كتاب الله بحاجات البشر في جميع الأمور السياسية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو التعبدية.

وطالب النائب جمعان العازمي العلماء ببذل المزيد من الجهد لتذكير الناس بعظمة القرآن وخصائصه وترغيبهم في الإقبال عليه والتعبد به.

وقال العازمي إن الله سبحانه وتعالى قد خص الأمة الإسلامية بآخر كتاب سماوي ولما تمسكت به كانت هي الرائدة والسائدة لحضارات الأرض، ولما تخلت عن تطبيقه تقهقرت إلى مؤخرة الأمم.

أحمد القطان: القرآن الكريم يقارع وحده اليهود

وركز الداعية الإسلامي أحمد القطان في كلمته على خاصية القرآن الكريم في مجاهدة المشركين، وأشار إلى بعض الآيات التي كشفت زيف ادعاءات أعداء الله من اليهود والنصارى، وقال إن القرآن الكريم يقارع وحده اليهود في ظل أجواء التطبيع والتركيع التي يعيشها المسلمون، لأنهم مهما قالوا فلن يستطيعوا أن يبدلوا القرآن أو يحرفوا آياته التي لعنتهم والتي تقول: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة: 120)(1).

للمزيد:

- الأسبوع الدراسي الأول.. والتحديات الجديدة

- رسالة وزير التربية إلى نظَّار المدارس في الكويت

- لقاءات «المجتمع» مع الأستاذ خالد المذكور المعيد بجامعة الكويت  

- وزارة التربية تعلن مسؤولياتها في مطلع هذا العام الجديد

- في مدرستنا طالب منحرف!

- التنشئة العلمية للطفل المسلم ضرورة عصرية

 




_____________________

(1) نُشر بالعدد (1242)، 9 ذي القعدة 1417هـ/ 18 مارس 1997م، ص12.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة