التنشئة العلمية للطفل المسلم ضرورة عصرية

التنشئة العلمية
للطفل المسلم من الضرورات الملحة لاستقبال القرن الحادي والعشرين، ومواجهة ما يعرف
بالأمية العلمية وذلك بالاعتماد على استثمار التطور التكنولوجي من خلال استخدام
الكمبيوتر والإنترنت وبث روح الخيال العلمي في عقليته.
وحول قضية
التنشئة العلمية للطفل المسلم يؤكد كاتب الأطفال محمود قاسم أن الاهتمام بالخيال
العلمي خصوصًا في أدب الأطفال يثري خيال الطفل ويساعد على إخصاب قدرته الذهنية
مشيرًا إلى أن فيلم «كونتكت» يحكي قصة طفلة صغيرة تحاول الاتصال بالعالم
واستكشافه، وقد كتب مادة الفيلم كارل سجال «أشهر باحث فضاء في القرن العشرين»، أي
أن الذي يكتب للأطفال في الخارج علماء، أما في عالمنا الإسلامي فكاتب الخيال
العلمي غير متخصص في الغالب.
ومن جهته، يقول د.
علي راشد، الأستاذ بكلية التربية بجامعة حلوان: إن التنشئة هي تربية الطفل بمفهوم
شامل، وتنمية لجميع جوانبه البدنية والعقلية والدينية، وتشمل تنمية التفكير العلمي
وكيفية حل الطفل لمشكلاته، تبعًا لمراحل عمره المختلفة، وأن يتعلم التفكير النقدي،
ويقول رأيه ويتعلم التفكير الابتكاري، فالطفل يبتكر بشكل رائع إذا أتيحت له الفرصة
بدون قيود، وأيضًا هو مبدع حتى سن المدرسة لأنه في المدرسة يتعرض لقيود المذاكرة
فيتوقف الابتكار.
إشباع الحاجات
ويطالب د. راشد
بغرس الاتجاه العلمي في الطفل منذ الصغر، ومساعدته على رفض الخرافة والتمتع
بالموضوعية والأمانة العلمية، وأن يكتسب التروي وعدم التسرع في إصدار الأحكام وهو
ما يكسبه مهارات في أدائه وتفكيره، فالتنشئة العلمية تساعد الطفل على أن يكون له
عقلية علمية صحيحة وهو ما نحتاجه في القرن المقبل «قرن المعلومات».
ويشدد على ضرورة
تعليم الطفل فنون التعامل مع البيئة، ومتغيراتها، وفهم الظواهر الطبيعية كالليل
والنهار والزلازل، مما يساعد على تشبع حاجاته الاجتماعية والعقلية، ومع ذلك إتاحة
الفرصة أمامه للعب، فاللعب ليس إضاعة للوقت، بل هو جزء من حياة الطفل ولا ينبغي
عقابه إذا أفسد شيئًا كان يتفحصه، وكذلك يجب الاهتمام بأسئلة الطفل وجعله يكتشف
الإجابات عنها بنفسه مع مساعدته فيها، والاهتمام بقصص الخيال العلمي، فالخيال منشط
طبيعي للإنسان، وهو استشراف للمستقبل، مع توثيق الصلة مع الأم والحرص على التشجيع
والمكافأة على إنجازاته، بدون توبيخ أو سخرية.
طفل المعلومات
أما د. ليلى كرم،
مديرة مركز دراسات الطفولة بجامعة عين شمس، فتؤكد أنه يجب أن نميز بين الطفل قبل
سبع سنوات والطفل بعد ذلك، ففي هذه السن يتمتع الطفل بعقلية طفولية ولا توجد لديه
مفاهيم علمية فتفكيره خرافي يرى الكائنات حية طالما هي مفيدة، وبعد سن السابعة
هناك مرحلة انتقالية يتواجد فيها التفكير الخرافي بجانب ما قبل المفاهيم العلمية
مثل: العدد والوزن والحجم، فإذا تم تنمية فهم الطفل لهذه المفاهيم، سيكتشف
المفاهيم العلمية، وإذا لم تتم هذه التنمية سيقف الطفل عند هذه المفاهيم.
د. صفاء الأعسر
الأستاذة بكلية البنات بجامعة عين شمس تقول: كان العصر الماضي عصر الصناعة وكان
النموذج الناجح له هو المصنع فكانت المدرسة مصنعًا صغيرًا يدخل فيه الطفل فيخرج
منتجًا صالحًا للعمل، أما القرن المقبل، فالمعلومة فيه هي التحدي الأكبر، فماذا
تفعل المدرسة لتشكيل طفل يتحمل مفاجآت الاتصال التي تحدث في كل لحظة؟
وتضيف: إن تعليم
الأطفال التفكير يستلزم أن يتواءم التعليم مع وظائف المخ، كما يجب إشاعة التفكير
المنتج في المجتمع ليرتفع مستواه.
وتقول: إن المخ
معد للانطلاق، ولكن تكميمه بالمعلومات يجعله يتعثر، والتفكير هو الذي يوجه الإنسان
للحياة الإيجابية وبالتالي يكون التعليم هو الذي يوجه الإنسان للحياة الإيجابية.
ويؤكد د. محمد
صابر سليم، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للتربية العلمية، أن دور المدرسة أصبح
أكثر تطورًا، إذ إنه لا بد من أن يتماشى مع الوسائل العلمية الحديثة مثل
«الكمبيوتر والإنترنت».
وحول المنهج
المدروس ودوره في العملية التعليمية يقول سليم إنه مهم، ولكنه قد يعطل حركة
التعليم ومن ثم يجب أن يتحدث الطفل في المدرسة مع المدرس أكثر خاصة لإيجاد «طفل
المعلومات والكمبيوتر»(1).
- الأسبوع الدراسي الأول.. والتحديات الجديدة
- رسالة وزير التربية إلى نظَّار المدارس في الكويت
-
لقاءات «المجتمع» مع الأستاذ خالد المذكور المعيد بجامعة الكويت
- وزارة التربية تعلن مسؤولياتها في مطلع هذا العام الجديد
________________
() نُشر بالعدد
(1383)، 27 رمضان 1420هـ/ 4 يناير 2000م، ص61.