الأسبوع الدراسي الأول.. والتحديات الجديدة

تيسير الزايد

17 سبتمبر 2025

210

هناك نوعان من الناس قد تكون قابلتهم في حياتك النوع الأول: إنسان يعيش بلا هدف معين يخطط له أو يسعى لتحقيقه فهو يستيقظ صباحاً ليذهب إلى المدرسة أو العمل لأن الكل يفعل ذلك، ثم يعود ليقضي باقي يومه بشكل روتيني وإنسان آخر الدقيقة تعني له الكثير، فهو يخطط لساعات دراسته، يضع أمامه هدفاً دراسياً معينا يريد الحصول عليه، ووظيفة محددة يحب أن يبدع فيها، وأنت من اللحظة الأولى يمكنك أن تفرق بين الشخصين، فالأول نصيبه من النجاح قليل، وتشعر بالملل لو جلست معه لأكثر من عشر دقائق، والآخر يبحث عن النجاح حتى في فشله، وجلوسك معه يمدك بالطاقة والأمل ويشعرك بالبهجة والفرق بين الشخصين بسيط، فالأول لم يدربه أحد على وضع الأهداف ومحاولة تحقيقها، والآخر وجد حوله من علمه معنى الهدف وطريقة السعي لتحقيقه.

أنت كوالد تحب أن يكون صغارك من النوع الثاني الذي يكبر وهو يضع أمام عينيه أهدافا سواء صغيرة أو كبيرة ويسعى لتحقيقها، وهذا لن يكون وليد الصدفة بل لابد وأن تبذل بعض الوقت والجهد لتحقق هذا، ويمكن أن تبدأ في هذا مع بداية العام الدراسي؛ حيث تدرب أبناءك على التطلع للأفضل ورسم أهداف معينة كل حسب عمره ومقدرته، ولكن قبل هذا عليك أن تعرف أن الأهداف كثيراً ما تصيغها الحياة من حولها، وهي عبارة عن أشياء نحب أن نحققها في يوم ما، وعلينا أن نتدرج في حجمها حتى لا نضع للصغار أهدافا كبيرة يفشلون في تحقيقها؛ فتكون النتيجة عكسية، وإليك بعض النقاط التي يمكن أن تساعدك على هذا:

1- استعمل كلمة «هدف» كثيراً في حياتك الأسرية، كأن تقول: هدفنا الآن أن ننتهي من ارتداء ملابسنا حتى نذهب في نزهة بعد 30 دقيقة، أو أن تقول: هدفنا الآن هو الانتهاء من المذاكرة لأن هناك من سيزورنا وبهذه الطريقة أنت تدرج معنى الهدف في حياة صغارك وتربيهم على تقسيم المهام اليومية إلى أهداف صغيرة يمكن تحقيقها.

2- اسألهم دائماً: ماذا تحبون أن تفعلوا اليوم؟ أو ما خطتك اليوم؟ فهذا من شأنه أن يعلمهم أن رغباتهم ما هي إلا أهداف توضع ومن ثم يتم تحقيقها.

3- عرّفهم الفرق بين الأمنية والهدف فمثلاً كلنا يريد أن يعيش آباؤنا حولنا مدى العمر، وهذا شيء لا يمكن تحقيقه وهذا ما يسمى أمنية، ولكن الهدف هو شيء منطقي يمكن تحقيقه حتى وإن تطلب بعض الجهد والوقت.

اجعل أعمال ابنك المدرسية أهدافًا له كأن تقول له: مشروعك في مادة العلوم هو هدفك لهذا الأسبوع وقسمه إلى أهداف أصغر

4- عندما يكبر الصغير حول أغلب أعماله وخاصة المدرسية إلى أهداف، كان تقول له: مشروعك في مادة العلوم هو هدفك لهذا الأسبوع وقسمه إلى أهداف أصغر مثل: جمع المعلومات في البداية، ومن ثم تصنيف المعلومات وكتابتها، ثم إنجاز هدف لصق الصور المناسبة إلى أن تصلا في النهاية إلى الهدف الكبير وهو مشروع مادة العلوم، أو يمكن هنا أن تشارك صغيرك في البداية من أجل تعليمه، ومن ثم يتحول دورك إلى دور إشرافي.

5- تحدث معه دائماً عن رغباته وما يحب أن يكون عليه في المستقبل، فأنت بهذا تعلمه الفرق بين الأهداف قصيرة المدى والأهداف طويلة المدى.

6- دعه يحدثك عن بعض القدوات في حياته، وحاول أن تعرف سبب اختياره لتلك القدوات، وقدم الدعم النفسي للجيد منها.

7- لا تهزأ بأحلامه أو تحاول أن تغيرها بشكل مفاجئ فالصغار أحلامهم متغيرة بشكل كبير، المهم أنها تكون في حدود المشروع والمسموح.

8- اقرأ له القصص التي تبث في نفسه الأمل نحو مستقبل أفضل، وأيضا القصص التي تتحدث عن النتيجة المشرفة للعمل الجاد.

9- امتدح النجاح بشكل عادل، أي لا تبالغ في المديح كما لا تبالغ في النقد والذم.

البحث عن المعلومة 

لم يعد الكتاب المدرسي المصدر الأساسي لشكل التعليم الذي نريده لأبنائنا، هؤلاء الصغار الذين عليهم أن يواجهوا سيلا من المعلومات المتطورة، ويتعاملوا مع التكنولوجيا الحديثة المتغيرة بشكل سريع من حولهم، ومن هنا أصبح تدريب الأبناء على البحث عن المعلومة وفهمها أمراً ضرورياً، بل أصبح من متطلبات الحياة اليومية التي كثرت فيها علامات الاستفهام من حول الصغار، ولن تستطيع بمفردك أن تجيب على كل أسئلتهم، ولهذا كان عليك تعليمهم الطريقة الآمنة للبحث عن المعلومة وهذا عن طريق:

1- علمهم أن هناك مصادر للمعلومة يمكن أن يلجؤوا إليها، وهذا عن طريق رؤيتهم لك وأنت تبحث عن إجابات لبعض أسئلتهم كأن تفتح معهم بعض كتب القواميس الخاصة بالصغار، ولله الحمد فقد امتلأت المكتبات بهذا النوع من الكتب المصورة الخاصة بالصغار، أو أن تبحث معهم عبر شبكة الإنترنت عن أسئلتهم مهما تنوعت وتريهم الصورة مع الشرح لتثبت المعلومة.

2- لا تقتل فضول الصغار بتجاهل أسئلتهم، بل شاركهم متعة البحث عن إجابات لأسئلتهم المختلفة.

3- لكل سؤال هناك كلمة هي محور البحث، وهذا سيتعلمه الصغار مع الوقت كأن يبدؤوا بالتعبير عن سؤالهم بكلمة، ومن ثم البحث عن تلك الكلمة في القاموس وتعليم طريقة البحث في القاموس كثيرا ما تدرس في المدرسة، ويمكن التأكيد على تعلم الكيفية في المنزل.

4- المكتبات العامة مكان مهم يمكن أن تزوره مع أبنائك، وخاصة إذا كانت بالمستوى الجيد ومرتبة بشكل يحبب الصغار فيها.

5- عندما يكبر الصغار وتبدأ المواد الدراسية تتطلب بعض البحوث، يصبح من المهم التعرف على الوسائل المختلفة للبحث عن المعلومة، كمكتبة المدرسة والكتب في المكتبة العامة، والبحث عبر الإنترنت وعند الحصول على المعلومة يمكن وضعها في ملف والاحتفاظ بها في مكتبة المنزل بعد الاستفادة منها، ويمكن وضع فهرس بالمعلومات المتوافرة ويمكن أن تطلب من الصغار عرض ما وجدوه لباقي أفراد الأسرة(1).




__________________

(1) نُشر بالعدد (1871)، 14 شوال 1430هـ/ 3 أكتوبر 2009م، ص54.


تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة