كيف تسيطر الحركة اليهودية على الســياسة والتجـارة في الولايات المتحدة؟

منذ أن خططت الصهيونيَّة العالميَّة لنفسها أن تسيطر على مقاليد الأمور في العالم، وأن يكون «شعب الله المختار» كما يزعمون هو المتحكِّم في مقدرات الشعوب، وقد بدأت تبحث في أنحاء الأرض عن مناطق النفوذ التي تستطيع أن تنطلق من قاعدتها وبواسطتها لتحقيق مآربها وأطماعها، فكانت أمريكا.. أمريكا قاعدة النفوذ الصهيونيّ

1- الجالية اليهوديَّة في أمريكا هي قاعدة "إسرائيل" الأولى وقاعدة النفوذ الصهيونيّ في العالم، حيث يوجد الدعم العسكريّ والاقتصاديّ والسياسيّ، الذي مصدره ستة ملايين يهوديّ -حسب الإحصائيَّات الصهيونيَّة ملكوا ناصية الأمور في أمريكا، فأثروا تأثيرًا مباشرًا في اقتصادها وصناعاتها وبيوتاتها الماليَّة!

بل تجاوزوا ذلك إلى التشريع الأمريكيّ بحيث يخدم أغراضهم، حتى أصبح من الصعب جدًا أن تنحرف السياسة الأمريكيَّة عن خط السير المرسوم لها من قبل المنظمات الصهيونيَّة، يساعدها في ذلك قوة هائلة في التنظيم، وجبروت في الوسائل، وقيادة واعية تدبر الأمور، وجنود مطيعون لا يفشون سرًا ولا يناقشون أمرًا.

2- كان من نتيجة هذا التنظيم سَنّ قانون انتخاب رئيس الولايات المتحدة بطريقةٍ تكفل للسيطرة الصهيونيَّة تمكين قبضتها، وهذه الطريقة ليست وليدة الصدف، بل هو النظر البعيد في التخطيط الصهيونيّ.

إن جعل انتخاب الرئيس على مرحلتين ومن قِبَل 538 ناخبًا ثانويًّا والحَدّ الأدنى الذي يجب أن يناله المرشح للرئاسة هو 270 صوتًا من أصل 538، وبما أن عدد الناخبين للرئيس يوزع بنسبة سكان كل ولاية، كان من الضروريّ لكل مرشحٍ للرئاسة أن يهتم بالدرجة الأولى بالولايات الكبرى ونيويورك أهمها، إذ تُقدِّم للرئيس 45 صوتًا، أي سدس الأصوات اللازمة للمرشح، وهذا ما يفسر سبب تمركز اليهود في ولاية نيويورك.

اليهود يمثلون 77% من رجَال الصناعَة و69% من التجَّار

أضف إلى ذلك توزيع اليهود الجغرافيّ يعطيهم مراكز حساسة في الولايات المهمة الأخرى، مما يضطر المرشح للرئاسة أن يعتمد على نفوذهم وعلى أصواتهم البالغة الأهمية.

والدراسات التي أجريت في هذا الشأن تدل بوضوح بأن ولاية نيويورك وبالتالي اليهود كانت ضرورية في انتخاب كل رئيس أمريكي في هذا القرن، ما عدا اثنين فقط.

3- إن المرشح لا بد أن يتحقق فيه شرطان:

أ‌- المال اللازم للحملة الانتخابيَّة التي يخوضها.

ب- ألا يسيء إلى المصالح القومية في دائرته الانتخابيَّة.

وبناء على هذا تجري المساومات بشكل علني ومكشوف، ويلمس هذا كل من عايش فترة الحياة الأمريكيَّة، والرابح في كل هذا أسهم الصهيونيَّة المطروحة للبيع في مجلس الشيوخ والنواب.

4- القضايا التي تطرح في الانتخابات الأمريكيَّة لا تقوم على أساس طرح قضايا قوميَّة كبرى، بل على أساس مصالح وقضايا داخليَّة محليَّة، ولولا قضية فيتنام لكانت كل البيانات الانتخابيَّة تعنى بالشؤون المحليَّة، وهذا مما يساعد اليهود على تحقيق مصلحتهم بدولاراتهم.

5- ثنائية السُّلطة: إن الانفصال بين السُّلطة التشريعيَّة والتنفيذيَّة تعطي الجمعيات والفئات الضاغطة أحسن الوسائل لتحقيق أغراضها للتأثير في السلطتين واستعمال الواحدة ضد الأخرى وتهديد الأولى بالثانية، كما حدث ويحدث دائمًا في النزاعات بين الرئيس والكونغرس الأمريكيّ في قضايا المساعدات الخارجيَّة والميزانيَّة.. إلخ.

6- تكاليف الحملة الانتخابيَّة الباهظة: إن تكاليف الحملة الانتخابية تبلغ 20 - 25 ألف دولارٍ لمجلس النواب ومجلس الشيوخ، حسب دراسة الأستاذ «ميلز»، أما حملة «جون كنيدي» فقد كلفت 230 ألف دولار عدا المصاريف المستترة أو غير المكتوبة، هذه المصاريف تشد الشيخ والرئيس -إن لم يكن ثريًا جدًا- إلى مصادر ماليَّة ممدة، وإن كان ثريًا فسيكون محكوًما إلى المصادر المروِجة لبضاعته التي تعتبر ظاهرًا ملكه، وهي في الحقيقة في أيدي البنوك والبيوتات الماليَّة اليهودية أو بأيدي مؤسسات التسويق والدعاية، حتى أن بعض الباحثين الأمريكيين أمثال «بولوك» قال: إن تكاليف الحملة الانتخابيَّة الحقيقيَّة في الأماكن الكثيفة تبلغ 1.5 مليون دولار، وقد حذَّر من خطورة هذا الأمر الدكتور «كي»، إذ قال: «بما أن الحزبين يعتمدان ماليًا على عددٍ ضئيلٍ جدًا من مناصريهما، فإن الممولين ينالون بسبب ذلك نفوذًا لا يعادل عددهم، بل يتجاوزه بشكلٍ كبير جًدا، وقد ألمح «مونوبرك» السوسيولوجيّ المعروف حين جمع معلومات ودراسات عن 156 انتخابًا في شتى أنحاء الولايات المتحدة، فوجد عشرة انتخابات من أصل كل أربعة عشر انتخابًا تشكل مصاريف الحملة الانتخابيَّة دليلًا يمكن اعتماده بصحة مطلقة في الأنباء عن نتيجة الانتخاب، هذه الظاهرة لا تحتاج إلى تعليق حول الكيفيّة التي يتحكَّم بها اليهود في نتائج الانتخابات الأمريكيَّة، وبالتالي بالسياسة الخارجيَّة، ومن ثم بالسياسة العالميَة.

7- إن دور البوسس Bosses أو الزعماء المحليين وأكثرهم من اليهود لهو من أهم ظواهر التحكُّم الصهيونيّ، وسنقتصر على بعض فقرات مما كتبته أيدي أهم الدارسين الأمريكيين، أمثال: شاتشيندر، وجونس بل، وماكبن، وغيرهم.

لقد كشفت هذه الدراسات أن الـ Bosses هم أسياد الأحزاب الأمريكيَّة، وأنهم قاعدة السُّلطة الحزبيَّة، ومن ثم السياسيَّة. إنهم يفرضون الجزية على الدولة في جميع مستوياتها ويمارسون سلطة غير محدودةٍ وغير مسؤولةٍ، بآنٍ واحد وأغلبهم إن لم نقل كلهم لا يهتمون بالقضايا السياسيَة، بل مهمتهم تنحصر بالتنظيم الحزبيّ، ومن هنا نستشف التعاون الوثيق بين البوسس وبين الممولين اليهود.

8- اللون التجاري المادي الذي اتخذته الحياة الأمريكيَّة طابعًا مميزًا لها يتيح لليهود فرصًا أوسع وسهولة ومرونة في المناورات السياسيَّة.

9- إبعاد العناصر الشريفة عن الحكم والسياسة: إن السياسة الانتخابيَّة والبرلمانيَّة وأجهزة الحكم ورجالها يُبعَد عنها ذوو النزاهة والمبادئ المثاليَّة.

وكما يقول الباحثان الشهيران ماكدونا لد، وفيرجيني في كتابهما النظام السياسي الأمريكي: «إن الأمريكيين الفضلاء لا يدخلون السياسة، وإن دخلوها خرجوا منها سريعًا». وحسبنا كتاب «أمريكا دولة تحكمها العصابات».

ولقد أكدت سابقًا «بروتوكولات» صهيون على هذا، فأوصت برفع ذوي السوابق وفارغي الرؤوس ومحبي السُلطة ومرضى العظمة إلى دفات الحكم وكراسي الوزارات، وما حادثة إبعاد وزير الدفاع فورستال في عهد الرئيس ترومان ومن ثم قتله بإلقائه من نافذة بيته، إلا دليل أكيد على صحة ما ذهبنا إليه.

ولكي نتصوَّر مدى السيطرة اليهوديَّة على مقاليد الأمور في الغرب والشرق على السواء، لا بد من استعراض بعض الإحصائيات الرسمية التي وردت على لسان رسميين أو کتاب موثوق بصحة كتاباتهم.

لقد حفلت الحكومات الأمريكية على الدوام بالموظفين اليهود، إذ إن الرئيس روزفلت مثلًا كان مستشاره المالي هنري مورکانتو، ومستشاره السياسي صموئيل روزنمان، ومستشاره الاقتصادي برنارد باروخ، ومستشاره القانوني ليبمان، والمستشار الفضائي حستس لويس برانديس، وكبير المستشارين فيلكس فرانكفورتر، كل هؤلاء من اليهود.

حتى أن نجمة داود سليمان أصبحت شعارًا رسميًا لدوائر البريد، ولخوذ جنود الفرقة السادسة، وطُبِعَت على أختام البحريَّة الأمريكية والدولار الجديد، وعلى ميدالية رئيس الجمهورية وشارة الصدر التي يضعها العمدة في كثير من المناطق.

وعَدّ الكاتب أدموندس في كتابه I testfy حوالي 35 موظفًا من كبار موظفي الدولة هم من اليهود الصهاينة، واستمر هكذا في عهود الرؤساء الأمريكيين حتى يومنا هذا.

ومن الإحصاءات نقتطف منها ما يلي:

  • المحامون الأمريكيون: 70% يهود.
  • الأطباء الأمريكيون: 69% يهود.
  • التجار الأمريكيون: 77% يهود.
  • رجال الصناعة الأمريكيون: 43% يهود.
  • موظفو الدولة: 38% يهود.

أما العمال والعاطلون عن العمل والمزارعون فلا تكاد تجد بينهم يهوديًّا واحدًا، ونادرًا ما نجد أجيرًا يهودًيا يعمل في محلٍ ما، كما أني حصلت على بعض الإحصائيات البترولية التي تبتلع أرقامًا خيالية.

الإحصائية تقول:

م

اسم الشركة

نسبة اليهود بين المديرين

نسبة الأرباح العائدة لشخصيات يهودية

1

ستاندرد أويل نيوجرسي        

30%

55%

2

ستاندرد اويل كاليفورنيا         

37%

60%

3

 تكساس                         

40%

63%

4

سكوني موبيل أويل       

55%

70%


أما بالنسبة إلى وسائل الإعلام، فهناك 220 صحيفةً ومجلةً أسبوعية، أو يومية، أو شهرية، أو وكالة أنباء يهودية صرفة، حتى أن بعضًا منها يصدر باللغة العبرية، ناهيك عن الصحف التي تعمل لحساب اليهود وهي ليست باسمهم(1).

للمزيد:  

- الحركة الصهيونية.. عوامل النهوض والانهيار

- أيها المنهزمون.. اتركوا الساحة لأهل الجهاد في فلسطين!

- القدس ستبقى همنا الأكبر مهما كثرت المشكلات

- محاولة لفهم الجذور الثقافية للتأييد الأمريكي المطلق لـ«إسرائيل»

- خطأ مقولة: «نقبل بما يقبل به الفلسطينيون»!

- عرفات وفتح والتيار الإسلامي

- صوت الضمير في الغرب

 


     

________________

(1)نُشر بالعدد (16)، 26 ربيع الآخر 1413هـ/ 30 يونيو 1970م، ص26.   

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة