مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين لـ«المجتمع»:
الكويت تقود معركة الدفاع عن القدس بالمحافل الدولية وتمثل عمقاً للشعب الفلسطيني

أشاد مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بالدور العظيم الذي تقوده دولة الكويت في
الدفاع عن القدس ومقدساتها والقضية الفلسطينية في كل المحافل العربية والإسلامية
والدولية، وإبراز اسم فلسطين وقضيتها العادلة في كل مكان بالعالم، وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وقيادة لواء الدفاع عن المسجد الأقصى
المبارك في كل مكان، مؤكداً أن الكويت لها مكانة كبيرة في قلوب الشعب الفلسطيني،
لافتاً إلى أن القدس ستبقى محافظة على صبغتها العربية والإسلامية على الرغم من
ضخامة المخططات التهويدية والاستيطانية، التي تهدف لتغيير وجهها الحضاري الإسلامي،
داعياً كل الأحرار للتدخل العاجل لإنقاذ القدس من براثن التهويد التي وصلت لمراحل
خطيرة، وسيفشلها الشعب الفلسطيني بصموده ومقاومته.
مخططات الاحتلال لن تقف أمام حضارتنا التي
تنطق بعروبة وإسلامية القدس
في هذا الحوار
مع «المجتمع»، يتحدث مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين عما وصلت له
مخططات التهويد في القدس و«الأقصى»، وعن مقاومة الشعب الفلسطيني لها، ودور الكويت
الريادي في رفع لواء الدفاع عن «الأقصى» في كل المحافل الدولية.
- من
الواضح أن هناك تسارعاً في وتيرة عمليات التهويد بالقدس ومحيط «الأقصى»، حدثنا
عنها.
- ما يجري في
المسجد الأقصى المبارك والقدس من عمليات تهويد واستيطان صهيونية، الهدف منه بسط
مزيد من السيطرة، وتغيير الوجه العربي الإسلامي في القدس؛ وذلك لإيجاد صورة أخرى
لها في أذهان العالم، من خلال ما تقوم به قوات الاحتلال الصهيوني من منشآت تهويدية
واستيطانية والغريبة تماماً عن الوجه المعروف بإسلامية القدس، ويحاول الصهاينة منذ
عام 1967م العمل لتغيير الديمغرافيا والجغرافيا والتاريخ والحضارة لمدينة القدس.
- كيف
ترى واقع القدس التي لها رمزية عند كل العرب والمسلمين والعالم أجمع في ظل ما يجري
فيها؟
- كل الإجراءات
الصهيونية والمصادقة على إقامة أكثر من 20 ألف وحدة استيطانية وإقامة منشآت
تهويدية ضخمة؛ تهدف لتغيير مساحة وجغرافية القدس، وكل هذه المخططات مصيرها الفشل،
ولن تقف أمام هذه الحضارة التي تنطق بعروبة وإسلامية القدس بكل مظاهرها، ومعالمها
ومبانيها الظاهرة للعيان، التي تمثلها هذه المدينة الكنعانية ثم الإسلامية، والقدس
مقدسة عند كل مسلم وعربي، وكل هذا العمق الديني والحضاري لا يمكن تغييره أو
محاولات طمسه.
الاحتلال أحاط البلدة القديمة بعشرات
البؤر الاستيطانية لتغيير الصبغة الحضارية
- هناك
أحزمة استيطانية باتت تحيط بـ«الأقصى» بالتزامن مع الحفريات الضخمة، حدثنا عنها.
- تطويق
«الأقصى» بالأحزمة الاستيطانية سياسة الاحتلال الصهيوني، وذلك لحجبه ومحاصرته، ولا
شك أن الاحتلال قام بإحاطة البلدة القديمة و«الأقصى» بعشرات البؤر الاستيطانية،
وكذلك بما يسمى بـ«الحدائق التوراتية»، وما يطلق عليه «مدينة داود»، كل هذا يهدف
لتغيير الصبغة الحضارية لـ«الأقصى»، والعمل على التهجير والتطهير العرقي في أحياء
الشيخ جراح ووادي الجوز ورأس العامود والعيسوية وسلوان، وإحاطة المنطقة
بالمستوطنات، وإنشاء مستوطنات في جنوب القدس بمنطقة جبل المكبر وبيت صفافا،
والمنطقة العازلة بين بيت ساحور والقدس، وإنشاء مستوطنة فيها «جبل أبو غنيم»،
وإقامة حزام استيطاني شرق القدس وصولاً للبحر الميت.
الحفريات التي تجاوزت 78 نفقاً بمحيط
«الأقصى» وتحته تؤثر على أساساته
كل هذا الهدف
منه إغراق القدس بالمستوطنات، وهي ستبقى غريبة عن تاريخ وحضارة مدينة القدس وأهلها
الذين يحافظون على قدسيتها وعروبتها، ورغم كل المضايقات فالقدس وأهلها يسطرون
ملحمة صمود أسطورية، وما زالت القدس عامرة بوجودها العربي والإسلامي وكل مقدساتها،
ولذا يجب على العالم إنصاف الحق الفلسطيني الراسخ في التاريخ والحضارة.
- لوحظ
تصاعد في وتيرة استهداف سدنة «الأقصى» ودائرة الأوقاف الإسلامية من اعتقالات
وإبعاد، ما سبب ذلك؟
- هناك تعمد
للاعتداء على سدنة «الأقصى» والعاملين فيه، وهو أمر مستهدف حيث يحاول الصهاينة أن
يرسخوا ما يسمى مصطلح «جبل الهيكل» المزعوم، وهو بالمناسبة مكان «الأقصى»، في
محاولة فاشلة لمسح اسم «الأقصى» من ذاكرة العالم والاستيلاء عليه لإقامة هذا
الهيكل المزعوم، وهناك استهداف كذلك لـ«الأقصى» بمعالمه وحراسه، والدائرة القائمة
عليه، وهي دائرة الأوقاف الإسلامية، من خلال مضايقة العاملين فيها واعتقالهم وحتى
إبعادهم عن القدس، ولجان الإعمار في المسجد واعتقال الكثير منهم وإبعادهم وتعطيل
أعمالهم لفرض حقائق جديدة، وتغيير وظيفة «الأقصى» الذي يفديه الجميع بأرواحهم
وقلوبهم، و«الأقصى» رمز عقائدي ديني تاريخي حضاري، وسيكون أبناء فلسطين في الطليعة
لحمايته بكل ما أوتوا من قوة.
- هناك
تعطيل لعمليات الترميم في «الأقصى»، لو حدثتنا عنها.
- الاستهداف
الصهيوني المباشر يعطل التطوير والترميم في «الأقصى»، ومحاولة التدخل في عمل دائرة
الأوقاف الإسلامية لفرض وقائع جديدة، وكذلك الاستمرار في مسلسل الحفريات التي
تجاوزت 78 نفقاً في محيط المسجد وتحته تؤثر على أساسات وأسواره والأبنية التاريخية
والحضارية في البلدة القديمة بالقدس، التي تحمل ذاكرة الحضارة العربية والإسلامية،
وكذلك تغيير الأسماء العربية والإسلامية إلى اللغة العبرية، وهدم المباني والمنشآت
التاريخية، وكل ذلك لن يغير من إسلامية وعروبة القدس.
الشعب الفلسطيني يقدر الكويت ويُكن
احتراماً لقيادتها وشعبها
- للكويت
دور بارز في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عنها، ما الرسالة التي تود إرسالها؛
أميراً وحكومة وشعباً، من باحات الأقصى؟
- ننظر للكويت
بتقدير واعتزاز، ولكل مواقفها الرسمية والشعبية مع القضية الفلسطينية، ونشكرها
أميراً وحكومة وشعباً، ونشكر كذلك مجلس الأمة الكويتي الذي كرَّس الكثير من وقته
للدفاع عن فلسطين ومقدساتها في كل المحافل البرلمانية العربية والدولية، فالكويت
ينظر لها الشعب الفلسطيني بكل مكوناته بكل حب وتقدير لقيادتها لواء الدفاع عن
القدس وفلسطين في كل المحافل الدولية، وتقديم الدعم اللامحدود للشعب الفلسطيني
لتعزيز صموده، وهي عمق حقيقي للقدس ومقدساتها، فلها من القدس وأهلها وفلسطين كل
الشكر والتقدير(1).
للمزيد:
- أيها
المنهزمون.. اتركوا الساحة لأهل الجهاد في فلسطين!
- القدس
ستبقى همنا الأكبر مهما كثرت المشكلات
- محاولة
لفهم الجذور الثقافية للتأييد الأمريكي المطلق لـ«إسرائيل»
- خطأ
مقولة: «نقبل بما يقبل به الفلسطينيون»!
_______________
(1) نُشر بالعدد
(2164)، جمادى الآخرة 1443هـ/ فبراير 2022م، ص12.