; الشهيد محمد الزواري.. التونسي الذي ضربت طائراته «تل أبيب» | مجلة المجتمع

العنوان الشهيد محمد الزواري.. التونسي الذي ضربت طائراته «تل أبيب»

الكاتب عبدالله علوان

تاريخ النشر الأحد 01-يناير-2017

مشاهدات 717

نشر في العدد 2103

نشر في الصفحة 48

الأحد 01-يناير-2017

تتميز الأمة الإسلامية بأنها أمة الجسد الواحد الذي إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد، وتعاطف معه، وجاهد من أجل إزالة شكايته وعلاج ألمه.. من هذا المنطلق جاءت الرسالة القوية التي بعثها خبر استشهاد الطيار التونسي محمد الزواري الذي تعاطف وتفاعل مع مصاب إخوانه الفلسطينيين، الذين يقومون نيابة عن الأمة كلها الآن من أجل تحرير المسجد الأقصى الأسير.

فقد اختلفت عملية الاغتيال الصهيونية الأخيرة بحق الطيار التونسي محمد الزواري عن سابقاتها من العمليات التي استهدفت فلسطينيين خارج بلادهم؛ لأن المستهدف هذه المرة ليس فلسطينياً، وإنما مواطن تونسي، ما يشير إلى أنه لا اعتبار عند دولة الاحتلال لأي شخص يقدم خدمات للمقاومة الفلسطينية سواء كان فلسطينياً أم غير فلسطيني، وهو ما يؤكد عدم احترام الكيان الصهيوني لسيادة الدول على أراضيها في اختراق واضح للأعراف والقوانين الدولية.

واغتيل محمد الزواري يوم 15 ديسمبر 2016م بإطلاق شخصين مجهولين 20 رصاصة عليه وهو في سيارته أمام منزله بمنطقة العين في محافظة صفاقس بتونس.

 

قائد قسامي

وفي بيان رسمي، أكدت «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن الشهيد التونسي القسامي الطيار محمد الزواري هو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات «الأبابيل» القسامية، والتي كان لها دورها الذي شهدته الأمة وأشاد به الأحرار في حرب «العصف المأكول» عام 2014م.

وأوضحت الكتائب، في بيانها، أن القائد الطيار الزواري التحق بصفوف المقاومة الفلسطينية وانضم لـ»كتائب القسام» قبل 10 سنوات، وعمل في صفوفها أسوة بالكثيرين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية الذين كانت فلسطين والقدس والأقصى بوصلتهم، وأبلوا في ساحات المقاومة والفعل ضد العدو الصهيوني بلاء حسناً، وجاهدوا في صفوف «كتائب القسام» دفاعاً عن فلسطين ونيابة عن الأمة بأسرها.

وعن دلالات عملية الاغتيال الصهيوني بحق الطيار التونسي الزواري، يوضح الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني صالح النعامي؛ أن جريمة الاغتيال حملت دلالات عدة؛ من أهمها تصميم الكيان الصهيوني على تجفيف منابع المقاومة الفلسطينية، على اعتبار أن «تل أبيب» تزعم أن الزواري معروف بعلاقاته الوثيقة بحركة «حماس» و«كتائب القسام»، وتزعم أن الزواري هو المسؤول عن تمكين «كتائب عز الدين القسام» من استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة خلال حرب عام 2014م.

ويرى الكاتب السياسي حسام الدجني أن «الموساد» نجح في التصفية الجسدية، ولكنه فشل في تقييم حجم الإرادة التي يتمتع بها شعبنا الفلسطيني ومقاومته، فكان الأجدر أن يكتب جهاز «الموساد» للحكومة «الإسرائيلية» تقييم الموقف على النحو التالي: إن كل جرائم «الموساد» منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم لم ولن تفلح في ضرب الإرادة والتصميم لدى الفلسطينيين على نيل الحرية والتحرير، وهنا المدخل الحقيقي للمشكلة، مشيراً إلى أن قتل محمد الزواري سيفتح شهية عشرات العلماء إن لم يكن أكثر، وعشرات رجال الأعمال والأثرياء على تقديم كل ما لديهم للمقاومة الفلسطينية.

 

رسالة تبنّي «القسام»

ويتساءل الدجني: إن كان «الموساد» نجح من التخلص من جسد محمد الزواري، فهل يضمن أن عقل الزواري ليس بيد «كتائب القسام»، وأنها أصبحت تمتلك تكنولوجيا تصنيع الطائرات بدون طيار؟

التحول الآخر - وفق الدجني - يكمن في رسالة تبني «كتائب القسام» للشهيد الزواري، وهو ما يؤكد أن القضية الفلسطينية ومقدساتها ليست شأناً فلسطينياً فقط، وإنما تخص كل مسلم ومسيحي وحر في العالم؛ فتطوع العالم الزواري للعمل مع المقاومة الفلسطينية نقطة تحول ستساهم في تطوير أداء المقاومة وتوسيع رقعة نفوذها وتطورها، فلا يكفي أن تكون الشعوب حاضنة فقط رغم أهمية ذلك، بل عليها الانتقال إلى مرحلة الفعل والدعم والتأثير كل في مجاله وفي حدود قدراته، فالاحتلال تهديد للجميع، وإفشال مشروعه التوسعي مصلحة للدين والعقيدة وللأوطان جميعها، فـ«إسرائيل» التي تعبث في القرن الأفريقي هي تستهدف مصر والسودان، و«إسرائيل» التي تعبث في منطقة كردستان هي لضرب العراق وتركيا وإيران، ومن يعبث في الصحراء الكبرى يستهدف المغرب والجزائر وليبيا، والقائمة تطول.

 

النشطاء يتفاعلون

وفور انتشار نبأ استشهاد الطيار الزواري، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسماً بعنوان «طيار حماس»، لاقى انتشاراً واسعاً وتفاعلاً بين النشطاء الفلسطينيين والعرب؛ حيث عبّر المئات من رواد تلك المواقع عن اعتزازهم بالشهيد، مقدرين جهده وعلمه الذي بذله في خدمة دينه والقضية الفلسطينية.

وكتب عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق: «عندما تكون عقول وأدمغة علماء الأمة مع المقاومة الفلسطينية.. وعندما تمتزج دماؤهم الطاهرة بدمائنا.. يكون النصر على مرمى حجر».

وكتب محمد يحيى من غزة، على «تويتر»: «الشهيد المجاهد المهندس محمد الزواري أبى إلا أن يحفر اسمه بحروف من نور في سجل العز والفخار حينما سخر قدراته في سبيل تحرير فلسطين».

أما الأسير المحرر منصور ريان من غزة، فكتب: «ما أعظمك يا شهيد عندما تتجه لقبلة الجهاد، وتذكّر المسلمين أن القدس مازالت تنادي! ما أعظمك وأنت تصنع للأمة نموذجاً للثائر العابر الحدود!».>

 

محمد الزواري في سطور

- من مواليد عام 1966م.

- مخترع أول طائرة دون طيار في تونس.

- طيّار سابق في شركة الخطوط التونسية، وكان يعمل مهندساً بإحدى الدول العربية، ومديراً تجارياً بشركة خاصة.

- طالب دكتوراه بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس.

- مؤسس نادي الطيران الجامعي في المدرسة التونسية للمهندسين.>

الرابط المختصر :