; المجتمع التربوي (1270) | مجلة المجتمع

العنوان المجتمع التربوي (1270)

الكاتب د.عبدالحميد البلالي

تاريخ النشر الثلاثاء 07-أكتوبر-1997

مشاهدات 733

نشر في العدد 1270

نشر في الصفحة 56

الثلاثاء 07-أكتوبر-1997

وصفة تربوية:

الإيجابيون:

فئة من البشر موجودة في كل زمان ومكان، يرفضون أن يعيشوا على هامش الحياة، أو يعيشوا كما تعيش السائمة، إنهم يحولون الخسارة إلى ربح، والحزن إلى فرح، والمحنة إلى منحة، إنهم صناع الحياة، والسبب الرئيسي في مسيرتها ونموها وازدهارها، إنهم يعملون لحاضرهم ولمستقبلهم، ولما بعد مغادرتهم لهذا الكوكب، إن أجسادهم تغادرنا، ولكن أعمالهم تبقى شامخة تذكرنا بعطائهم، إنهم يستوعبون قول الحق تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (يس: 12).

فيحرصون على ترك آثار طيبة تبقيهم أحياء حتى بعد موتهم، ودائمًا يتركون لمسات في الحياة تزيدها بهجة وجمالًا، على شكل أعمال خير، ومخترعات، ومقترحات، وعلم، أو أبناء صالحين يواصلون مسيرة آبائهم الخيرة، ويواصلون بناء ما بدأ به آباؤهم.

إنني أقف حزينًا أمام أخبار بعض الناس الذين يكبلون أنفسهم، وينعزلون عن الحياة عندما يصابون بالبلاء، والبلاء محتوم على كل بني آدم.

فهذا ينعزل لأنه أصيب بالعمى، وآخر انزوى في بيته، وأصبح أسيرًا لفراشه لأنه أصيب بالشلل النصفي، وآخر أصيب بالإحباط، وهاجر إلى بلد آخر، لمجرد أنه لم يُعطَ الفرصة للإنجاز والإبداع.

لو سار الناس جميعًا على هذا المنوال لتوقفت الحياة.. أيها المصاب لا تكن سببًا في شلل الحياة، وارض بما قدّر الله عليك، وتسامَ على المصيبة واصنع منها إنجازًا، وحول الحزن إلى فرح، فما زال في الحياة متسع لكل هذا، وكن من الذين يبقون بعد مماتهم بمساهمتك في البناء وتحطيم اليأس.

أبو خلاد

الأميَّة.. اليوم:

لشد ما أثار إشفاقي رجل يبدو من سمته أنه عربي مسلم، بل وداعية من الدعاة كان واقفًا أمامي في طابور للمسافرين في أحد المطارات الدولية، وقد أعوزه الكلام إلى الموظف المختص بشأن تذكرة السفر لديه، فسمعته والموظف يسأله بالإنجليزية: «دو يو سبيك إنجليش؟» فيجيب بارتباك: «يس، انظر هذه تكيت.. مدة خلاص أور نو...» فلم يفهم الرجل طبعًا، فأطرق صاحبنا لحظة ثم تنهد طويلًا وكرر كلماته المتقطعة و«الإنكلوعربية» في محاولة يائسة أخيرة لإفهام الرجل فلم يفهم، ولم أحتمل الموقف، ودفعني فضولي إلى التدخل، فسألت الرجل عن طلبه بالعربية، ثم نقلت ما يريد إلى الموظف الذي أفهمني بأن التذكرة ما زالت صالحة، فنقلت هذا للرجل وشرحت له الأمر فلم يتمالك نفسه من الفرح وشكرني كثيرًا، وفي نظري أنني لا أستحق كل هذا الشكر لكوني لم أفعل شيئًا.

وفي الواقع لقد انصرف الرجل وحُلّ الإشكال وانتهى الموقف، ولكن لم ينته من مخيلتي، فقد أثار فيَّ كوامن دفينة، وحرك في داخلي أشجانًا كثيرة، وتساءلت: نحن أمة الدعوة، ونحن أمة الوسط، ونحن شهداء الله في أرضه على عباده، ونحن... ونحن... ومع ذلك فإن صفوتنا و«نخبتنا»- إن صح التعبير- بعضها أو جلها لا يملك لغة مشتركة للتخاطب بها مع أمم الأرض، وبعضها الآخر- كما أعلم- يأنف من تعلم لغة الكفار.. أو الاستفادة من علومهم، والبعض يعيب حتى الحوار وإياهم.. فأين أمانة الدعوة؟ وأين أمانة التبليغ؟ وأين أمانة التحصين؟ ونحن لا نفهم لغة الآخرين، ولا نحسن مخاطبتهم في عصر جعلت فيه الاتصالات والمواصلات كرتنا الأرضية أشبه ما تكون بالبيت الصغير ذي الغرف المتقابلة والنوافذ المفتوحة ليلًا ونهارًا.

ولقد لمع في ذهني وقتها ما لا أستطيع التصريح به، ولا أدري إن كنت مصيبًا فيه أم مخطئًا، وهو أن «الأمية» في نظر المتفحص اليوم ينبغي أن يعاد تعريفها وصياغة أشكالها من جديد، فهي لا تنحصر في أمية العرف- وبعبارة أخرى عدم معرفة القراءة والكتابة- كما هو عرف العامة والمجتمع، أو حتى أمية العلم بالكتاب، كما نستقيها من قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (البقرة: 78)، وإن كانتا على درجة فائقة من الأهمية، وإنما ينبغي أن يضاف إليهما وجه ثالث مهم في عصرنا الحاضر هو العلم بثقافة العصر، والاستفادة الواعية من وسائله وأدواته التي لا تتعارض مع روح الشريعة وقوامها، وأبرز هذه الأدوات والوسائل- في نظري- ثلاث هي:

تحدث اللغة الإنجليزية، واستخدام وسائل الاتصالات المختلفة، والتمرس في استخدام برامج ونظم الكمبيوتر.

بل لا أكون مبالغًا إذا قلت إن اجتهادًا جديدًا ينبغي أن يكون محل دراسة جادة من علمائنا اليوم، ومفاده: أن التمكن من استخدام هذه الوسائل الثلاث المذكورة- على قدر الاستطاعة- ألا يعدُّ واجبًا عينيًا في حق كل صاحب مسؤولية دعوية بخاصة اليوم؟ وهل يعتبر آثمًا من أهمل نفسه في الأخذ بها أم لا؟

هذا سؤال جدير في نظري بالبحث والإجابة، فمما لا شك فيه لدى الجميع أنه بدون هذه الوسائل الحيوية المعاصرة لن يبلغ صوتنا أبعد من آذاننا، ولن تعدو أفكارنا نوافذ محيطنا وبيئتنا، وكما قيل «من لم يكن لديه مقومات عصره، كان لديه كل أسباب شقائه».

ولا أدري ما الذي منع صاحبنا الداعية المسافر من تخصيص بعض الوقت والمال- وكثير من أوقاتنا وأموالنا مهدور- لتعلم وإتقان لغة الخطاب العالمية اليوم؟ وخصوصًا أنه من الدعاة وأهل الطروحات والرؤى المتميزة- كما يعتقد أغلبنا اليوم- إضافة إلى أنه من أصحاب الحل والترحال كما يبدو.

إن العالم اليوم في حاجة ماسة للدعاة وأهل الفكر النير المنفتح على مشاكله وهمومه العالمية، والأمة اليوم بحاجة ماسة إلى أن يسمع صوتها الجميع، وبكل وضوح، فهي همسة إلى الدعاة:

انطلاقًا إلى العالمية، واستباقًا مع الزمن، وأداء للأمانة على أكمل وجه: خذوا بوسائل العصر، وحذار من القوقعة، فالأجيال المسلمة القادمة تتطلع إلى العالمية، فكونوا قادة ومرشدين لها إليها، وسدوا الفرصة على المتربصين والدخلاء وأهل الغواية.. ورحم الله امرءًا استمع القول فاتبع أحسنه.

عبد المعطي طليمات

مؤامرة اليهود للقضاء على النبي صلى الله عليه وسلم:

على تني العجمي

كانت غزوة بني النضير بعد غزوة أحد، وكان سببها أن عمرو بن أمية الضمري لما أعتقه عامر بن الطفيل عن رقبة زعموا أنها كانت على أمه خرج عمرو إلى المدينة فوجد في الطريق رجلين من بني عامر معهما عقد وعهد من النبي صلى الله عليه وسلم فتركهما حتى ناما فانتهز عمرو الفرصة فقتلهما ظنًا منه أنه قد ظفر بثأر أصحابه وعندما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بذلك فقال له: «لقد قتلت قتيلين لآدنّيهما» وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من بني النضير أن يساعدوه بدية القتيلين حسب ميثاق الموادعة الذي وقعه معهم النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصل المدينة.

واستقبل اليهود النبي صلى الله عليه وسلم بالترحاب وأظهروا له المودة، ولما خلا بعضهم لبعض قالوا: «إنكم لن تجدوه على مثل هذا الحال»، وكان عليه الصلاة والسلام إلى جنب جدار من بيوتهم فانتدبوا أشقاهم وهو عمرو بن جحاش بن كعب لإلقاء صخرة عليه وهو جالس ينتظرهم، فقال لهم سلام بن مشكم: لا تفعلوا والله ليخبرنَّ بما هممتم وإنه لنقض للعهد الذي بيننا وبينه، وبينما هم كذلك إذ أتى الخبر من السماء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بما هموا به من الغدر، فقام من فوره عليه الصلاة والسلام مظهرًا أنه يقضي حاجته ويرجع مخافة أن يبطشوا بأصحابه الذين كانوا برفقته، وعندما استبطأه أصحابه قاموا يطلبونه، فقال لهم حيي بن أخطب: لقد عجل أبو القاسم، كنا نريد أن نقضي حاجته ونقريه.

ومن عجيب ما يذكر أنهم في أثناء غدرهم إذ قال لهم أحدهم وهو كنانة بن صويراء: هل تدرون لمَ قام محمد؟ قالوا: والله ما ندري، وما تدري أنت؟ فقال: والله أُخْبِرَ بما هممتم به من الغدر، فلا تخدعوا أنفسكم والله إنه لرسول الله «وهذا يؤكد ما سبق أن ذكرناه من إقرارهم بنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم رغم إنكارهم في الظاهر».

وحين انتهى الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم بما هم به اليهود من الغدر، وأن الله أطلعه على ذلك وأمرهم بالتهيؤ لبني النضير فسار إليهم المسلمون لمحاصرتهم في عقر دارهم، وقد كتب المنافقون إلى إخوانهم اليهود يحثونهم على الصمود والتصدي، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (الحشر: 11، 12) وبذلك يشير القرآن إلى قاسم مشترك بين اليهود والمنافقين ومن هم على شاكلتهم من المتربصين بالدين حتى وإن حملوا أسماء المسلمين، وهو الكره والبغض لهذا الدين لأنه يصادم مصالحهم الشخصية وشهواتهم النفسية، فالإسلام يحرم الربا، واليهود يعشقونه ويجعلونه مدار معاملاتهم، والإسلام يحرم الغدر وهو طبيعة لا يمكن لليهودي الفكاك عنها، وهذا صورة نفسية موحدة لليهود عبر التاريخ كما أسلفنا وليست مواقف مؤقتة تنتهي بانتهاء ظروفها، وملابساتها.

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحرق نخيل هؤلاء فشق ذلك عليهم فقالوا: يا محمد ألست تزعم أنك نبي تريد الإصلاح؟ أفمن الإصلاح قطع النخل وحرق الشجر؟ وهل وجدت فيما أنزل الله عليك إباحة الفساد في الأرض؟ فشق ذلك على المسلمين فقالوا: يا رسول الله علينا إثم فيما قطعنا أو علينا وزر فيما تركنا فأنزل الله قوله وتعالى: ﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ (الحشر: 5) «التآمر اليهودي على حياة النبي صلى الله عليه وسلم للدكتور المرصفي ص 22 بتصرف».

شبهة وجوابها:

وقد يتبادر إلى ضعيفي الإيمان شبهة في قضية حرق النخيل ولا نجد لهؤلاء ردًا يشفي صدورهم ويزيل شبهتهم أفضل مما رواه مسلم عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرًا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا ثم قال: «اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر الله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال «أو خلال»، فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فسلهم الجزية، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، فإن هم أبوا فاستعد بهم وقاتلهم، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا».

هذا هو المنهج الكامل الشامل الذي يسلكه الإسلام حين يدعو مخالفيه، فالحرب لم تكن غاية أبدًا بل وسيلة وهي آخر علاج للمعرضين عن طريق الله، المعترضين على سير الدعوة.

درس جديد ليهود المدينة:

ما إن انتصر المسلمون على قريش في غزوة بدر حتى بدأ اليهود- رغم ادعائهم الموادعة في الظاهر- في تأليب كفار قريش، فهذا كعب بن الأشرف اليهودي يحث الخطى لكفار قريش داعيًا إياهم إلى النهوض والأخذ بالثأر من المسلمين مستغلًا شعره في التشبب بنساء المسلمين العفيفات الطاهرات، وهنا تنتفض الغيرة في نفس النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لأصحابه:

«من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله» فينتدب لذلك ثلة من الصحابة على رأسهم محمد بن مسلمة فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول شيئًا- أي يخدع به كعبًا ليقتله- فأذن له، فأتاه محمد بن مسلمة وتظاهر له بعداوة النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يسلفه وسقًا أو وسقين فطلب منهم أن يرهنوه نساءهم قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ قال: فارهنوني أبناءكم قالوا: كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدكم فيقال: رهن بوسق أو وسقين؟ هذا عار علينا ولكنا نرهنك اللأمة- أي السلاح- فواعده أن يأتيه فجاءه ليلًا ومعه أبو نائلة- وهو أخو كعب من الرضاعة- فدعاهم إلى الحصن فمشيًا معه ساعة ثم تظاهر بأنه يريد شم رأسه الملطخ بالطيب، فلما أدنى رأسه إليهم ليشموه واستمكنوا منه ضربوه بالسيوف وسرعان ما تبددت ردود فعل اليهود إزاء مقتل شاعرهم وطاغوتهم خوفًا وفرقًا فليس في المدينة يهودي إلا وهو يخاف على نفسه «الطبيعة اليهودية د. سعد المرصفي ص 114 وما بعدها بتصرف».

لقد كان أولى باليهود أن يتعظوا من الأحداث فهم قد رأوا بأعينهم مصير يهود بني قينقاع ثم من بعدهم بني النضير غير أن ذلك لم يجد شيئًا معهم رغم أنهم كانوا هم البادئين بالعدوان.

الصبر في الأذى وعذاب الله للمؤذين (2 من 2):

حرب الكلمة وسوط اللسان:

بقلم: حجازي إبراهيم([1])

* ليكن المسلم على يقين من أنه بالصبر والتقوى لن يلحقه من كيد الأعداء شيء وأن الافتراءات لن توقف زحف الحق.

إن حرب الكلمة، وسوط اللسان، ووقع الاتهام بالزور والبهتان، أشد على الإنسان من قذائف الدبابات، وغارات الطائرات، بل ومن سائر الأسلحة والمعدات، ولا سيما في عصرنا هذا الذي أصبحت فيه الكرة الأرضية كقرية صغيرة تدور فيها الكلمة كلمح البصر.

وهذا ما حدا بكثير من الدول في عصرنا أن توجه أسلحة الكلمة إلى صدور أعدائها قبل أن تغزوها بالآلة العسكرية.

ولقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة بني يديه يمشي وهو يقول:

خلوا بني الكفار عن سبيله *** اليوم نضربكم على تنزيله

ضربًا يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله

فقال له عمر: يا بن رواحة بني يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حرم الله تقول الشعر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خلِّ عنه يا عمر، فلهي أسرع فيهم من نضح النبل»([2]).

وعن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اهجوا بالشعر، إن المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده كأنما ينضحونهم بالنبل»([3]) .

يقول الإمام النووي: «في ذلك جواز هجو الكفار، ما لم يكن أمان، وأنه لا غيبة فيه، وأما أمره صلى الله عليه وسلم بهجائهم وطلبه ذلك من أصحابه واحدًا بعد واحد، ولم يرضَ قول الأول والثاني، حتى أمر حسانًا، فالمقصود منه النكاية في الكفار، وقد أمر الله تعالى بالجهاد في الكفار والإغلاظ عليهم، وكان هذ الهجو أشد من رشق النبل، فكان مندوبًا لذلك، مع ما فيه كف أذاهم، وبيان نقصهم والانتصار بهجائهم المسلمين.

قال العلماء: ينبغي ألّا يُبْدَأ المشركون بالسب والهجاء مخافة من سبهم الإسلام وأهله، قال الله تعلى: ﴿وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ (الأنعام: 108).

ولتنزيه ألسنة المسلمين عن الفحش، إلا أن تدعو إلى ذلك ضرورة لابتدائهم به، فكيف أذاهم ونحوه، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم([4])، وذلك هو الدرس السابع من الدروس المستفادة.

8- تكميم الأفواه ومصادرة الكلمة:

ولقد أدرك الأعداء أثر كلمة الحق على الناس، ومن ثم كانوا يحرصون على الحيلولة بين الناس والقرآن، فكانوا يقولون: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (فصلت: 26).

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس- رضى الله عنهما- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة إذا قرأ القرآن يرفع صوته، فكان المشركون يطردون الناس عنه، ويقولون: ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (فصلت: 26) ([5]).

وقال أبو العالية وابن عباس أيضًا: قعوا فيه وعيبوه «لعلكم تغلبون» محمدًا على قراءته فلا يظهر ولا يستميل القلوب([6])، هذا من جانب، ومن جانب آخر عمدوا إلى إلصاق التهم بالنبي صلى الله عليه وسلم كقولهم: كذاب، ساحر، كاهن، شاعر...

ومن أجل ذلك نجد الحث المتكرر في القرآن الكريم بالصبر على أذى القول: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (المزمل: 10)، ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (الحجر: 97 – 99).

وفي ظل المدنية الحديثة نرى أيضًا حرب الحق تأخذ مسارين رئيسين:

الأول: تسخير كل أجهزة الإعلام لتوجيه سهامها للحق، بتشويه معالمه، وتغيير ملامحه بحيث يبدو كريه المنظر فينفر منه الناس، كما أنها تعمد إلى تسليط الأضواء على ما يصدر من بعض حملة الحق من أخطاء يرفضها الإسلام لتبغض الحق، وإن كان الجانب الأعظم من هذه الافتراءات محض هراء لا وجود لها، اللهم إلا في عقول هؤلاء الشانئين.

الثاني: تكميم أفواه أصحاب الحق ودعاته، ومصادرة كلماتهم المقروءة والمسموعة والمرئية، فلا مكان لهم في إذاعة، ولا تلفاز، ولا صحيفة، ولا مجلة، ولا حق لهم في حزب، ولا مكان لهم في أرض الله يلتقون فيه وهم آمنون حتى ولو كان لصلاة العيد، وحتى المساجد بيوت الله في أرضه يحرمون عليهم أن يلتقوا فيها أو يتكلموا مع أحد حتى ولو كانوا يحفظونهم كتاب الله أو يرشدونهم إلى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم بل حتى سنة الاعتكاف في صمت لا يقدرون على إحيائها في أمن وحرية.

9- الأقوال لا توقف زحف الحق:

إن أهل الحق قد يغضبهم ما يقال فيهم مما ليس فيهم، ومع ذلك فواجبهم تلقي ذلك بالصبر والحلم اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم اقتداء بموسى عليه السلام.

وتأمل معي هذه الآية التي توطن نفوس المؤمنين، وتهيئ أفئدتهم لتلقي سموم الكلمات بصدر رحب، وحلم واسع، وصبر وتقوى، حيث يقول رب العالمين: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (آل عمران: 186).

وليكن المسلم على يقين من أنه بالصبر والتقوى لن يلحقه من كيد الأعداء شيء: ﴿وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ (آل عمران: 120)، ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (آل عمران: 174).

وإذا لحقهم من الأذى شيء فهو أذى بالتنكير، للتحقير والتقليل، كما جاء في القرآن الكريم بأبلغ عبارة فقال تعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾  (آل عمران: 111)، ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ (آل عمران: 140).

كما أن أقوال الأعداء المفتراة وكلمات الأفواه، لم ولن توقف زحف وانتشار نور الإيمان: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (الصف: 8).

10- فليحذر المؤذون للمسلمين من عذاب الله:

حيثما يممت وجهك في أرض الله، وجدت مسلمًا ينزل به الأذى، وفي أي أرض نزلت تسمع عن مسلم يلاحقه صنوف من العذاب، وتتبدل عليه أنواع الابتلاءات، فمن سياط تمزق الجلد إلى صعق بالكهرباء، أو كي بالنار، أو تهديد للأعراض وهتك لها، إلى إزهاق للأرواح.

ومع دعوتنا للمسلم للصبر والتأسي برسل الله في العفو والصفح، ولكننا نحذر قومنا، والذين يعلم الله أننا لا نريد لهم إلا الخير والإصلاح في الدنيا والآخرة، وهذا ما يجعلنا نتحمل كل ما يصيبنا من أذى وعنت ممن نحبهم، ونأبى أن نبادلهم العنت والمشقة، ويعلم الله أن ذلك لا يعجز أي شخص حتى ولو كانوا أطفالًا، فإنهم ينتقمون ممن يؤذيهم ولو كانوا رجالًا كبارًا بالأسلوب والوسيلة التي يقدرون عليها.

مع ذلك فإننا نحذر قومنا وننصحهم بأن التمادي في الغواية، والاستمرار في الضلالة بالنيل من أولياء الله وأصفيائه، يعرضهم لمقت الله وغضبه، وينزل لهم عذاب الله من حيث لا يحتسبون: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (النور: 63).

وقد توعد الله الذي يؤذون أولياءه باللعنة في الدنيا والآخرة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (الأحزاب: 57 – 58).

وعن عبد الله بن مغفل المزني- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله أوشك أن يأخذه»([7])، وعن عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أي الربا أربى عند الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أربى الربا عن الله استحلال عرض امرئ مسلم، ثم قرأ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (الأحزاب: 58) ([8]).

وإذا كان ذلك توعدًا للذين يستحلون أعراض المؤمنين بالغيبة، فكيف بمن يستحلون أعراض المسلمين بهتكها، ويستحلون أجسامهم بالسياط والتعذيب، وأرواحهم بالإزهاق؟

كلمة إلى الدعاة:

أهمية فقه الأولويات:

ما زالت- وستبقى إن شاء الله تعالى- الحركة الإسلامية في اتساع مستمر في شتى المجالات التربوية والثقافية والعلمية والسياسية وغيرها، ويتطلب هذا الاتساع والانفتاح من الدعاة إلى الله عز وجل أن يعرفوا معطيات هذه الفترة والمرحلة لكي يحسنوا التعامل معها وفق ما يحبه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأهم ما يجدر الإشارة والتنبيه إلى معرفته هو فقه الأولويات في حياة الدعاة.

تعريف فقه الأولويات: يقول د. يوسف القرضاوي في كتابه «أولويات الحركة الإسلامية المعاصرة» إن فقه الأولويات هو «وضع كل شيء في مرتبته فلا يؤخر ما حقه التقديم ولا يقدم ما حقه التأخير ولا يصغر الأمر الكبير ولا يكبر الأمر الصغير».

تدرج الأحكام يعلمنا ذلك: تقول عائشة- رضي الله عنها- «إن أول ما نزل منه- أي القرآن- سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدًا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنى أبدًا» رواه البخاري، فلا شك في هذا الترتيب والتدرج حكمة إلهية عظيمة تبين أهمية التعامل مع النفوس بفقه للأولويات فبعد أن تاقت النفوس للجنة وخافت عذاب النار نزل الحلال والحرام فكانت الاستجابة التامة لله عز وجل.

فقه الأولويات عند النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في تبليغ الدين: تأمل جيدًا أيها الداعية ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في تبليغ الدعوة والرسالة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال يا محمد: «أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك، قال: صدق، قال فمن خلق السماء؟ قال الله، قال فمن خلق الأرض؟ قال الله، قال فمن نصب الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال الله، قال فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال آلله أرسلك؟ قال نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا، قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، وقال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا قال: صدق، قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلًا، قال: صدق، قال: ثم ولّى، قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن صدق ليدخلن الجنة» رواه مسلم.

فما أحوجنا يا دعاة الإسلام إلى التأني في نقل معالم هذا الدين العظيم بفقه رصين وإلمام بسيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم إلى الناس أجمعين؟

الإمام الغزالي رحمة الله يحذر الدعاة: يقول- رحمه الله- «وفرقة أخرى حرصت على النوافل ولم تعظم اعتدادها بالفرائض نرى أحدهم يفرح بصلاة الضحى وبصلاة الليل وأمثال هذه النوافل ولا يجد للفريضة لذة ولا يشتد حرصه على المبادرة بها في أول الوقت وينسى قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: «وما تقرب إليَّ المتقربون بمثل أداء ما افترضت عليهم» رواه البخاري، وترك الترتيب بين الخيرات من جملة الشرور، بل قد يتعين في الإنسان فرضان أحدهما يفوت والآخر لا يفوت أو فضلان أحدهما يضيق وقته والآخر يتسع وقته، فإن لم يحفظ الترتيب فيه كان مغرورًا، ومثال ذلك «من لا يفي ماله بنفقة الوالدين والحج فربما يحج وهو مغرور بل ينبغي أن يقدم حقهما على الحج، فهذا من تقديم فرض أهم على فرض دونه، وكذلك قد يصيب ثوبه النجاسة فيغلظ القول على أبويه وأهله بسبب ذلك، فالنجاسة محذورة وإيذاؤهما محذور والحذر من الإيذاء أهم من الحذر من النجاسة، وأمثلة تقابل المحذورات والطاعات لا تحصر، ومن ترك الترتيب في جميع ذلك فهو مغرور».

«إحياء علوم الدين ج 3 ص 40 نقلًا عن أولويات الحركة الإسلامية المعاصرة د. يوسف القرضاوي».

لذلك علينا جميعًا معشر الدعاة إلى الله أن نحسن التعامل مع هذه الظواهر التي قد يتعرض لها الأخ المسلم باستمرار لأن جهلها قد يضيع الكثير من الحسنات التي بين أيدينا.

اقتحم أنت لها: بعد أن يستوعب الأخ الداعية مثل هذه المعاني ويوليها الاهتمام الكامل حتى لا تضيع لحظة من لحظات حياته بغير طاعة وقربة لله عز وجل: «لأن الداعية روح مفعمة بالحق والنشاط والأمل واليقظة مهمته العظمى أن يرمق الحياة بعين ناقدة وبصر حديد حتى إذا رأى فتورًا نفخ فيه روحه لتقوى إذا رأي انحرافًا صاح به ليستقيم، إنه في المجتمع ناقوس الخطر يدق من تلقاء نفسه كلما عرض لتعاليم الإسلام ما يعكر صفوها ويعوق انطلاقها» «مع الله ص 181».

خالد يوسف الشطي

الهوامش:

([1])من علماء الأزهر .

([2]) تحفة الأحوذي 8/ 138/ 3005.

([3]) مسند الإمام أحمد 3/ 460.

([4]) مسلم بشرح النووي 16/ 48 - 49.

([5]) الدر المنثور 5/ 180.

([6]) تفسير القرطبي 15/ 333.

([7]) مسند الإمام أحمد 4/ 87.

([8]) الدر المنثور 5/ 414.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

ندوة الأسرة الأسبوعية - العدد 11

نشر في العدد 11

14

الثلاثاء 26-مايو-1970

أفعى خيبر (قصة تاريخية قصيرة)

نشر في العدد 19

15

الثلاثاء 21-يوليو-1970

رسائل الإخاء: التحالف

نشر في العدد 838

14

الثلاثاء 13-أكتوبر-1987