العنوان المطوع في حديثه مع جريدة «الشرق» القطرية
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 13-يوليو-1999
مشاهدات 5
نشر في العدد 1358
نشر في الصفحة 14

الثلاثاء 13-يوليو-1999
أعارض الزج بالمرأة في الانتخابات استنادًا إلى فتاوى جماعية قوية
الشيخ القرضاوي له اجتهاده الفردي الذي يحتاج إلى إعلان ضوابط عند قوله بالجواز
جهات دولية كثيرة تضغط لخروج المرأة ومشاركتها السياسية ومن بينها البنك الدولي
لماذا نزج بالمرأة في مكان يسد فيه الرجال؟ وعلى حساب دورها الأسري؟
قناة الجزيرة ناجحة لكن هناك بعض المآخذ.. وعليها أن تعتذر
نشرت جريدة «الشرق» القطرية حوارًا أجرته مع السيد عبد الله العلي المطوع رئيس مجلسي إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي، ومجلة المجتمع في الأسبوع الماضي.
والمجتمع تعيد نشر هذا الحوار نظرًا لما جاء فيه من موضوعات مهمة مثارة على الساحة السياسية، مثل موضوع منح المرأة حقي التصويت والترشيح، وأراء الفقهاء القدماء والمعاصرين في هذا الموضوع، وكذلك العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران وأيضًا الرأي في قناة الجزيرة، وما صدر من تجاوزات في بعض برامجها.
والآن إلى الحوار:
أصبحت قضية المرأة وإثارة مواضيعها سواء كانت انتخابًا أم ترشيحًا بدول مجلس التعاون قوية، خصوصًا عندكم في الكويت وحسبما سمعنا أنكم عارضتم ترشيح المرأة أو حتى تصويتها فهل استندتم إلى رأي شرعي في الموضوع؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وسار على نهجه إلى يوم الدين.. حقيقة الأمر أن معارضتي الشخصية للزج بالمرأة في الانتخابات والترشيح في مجلس الأمة تستند إلى فتوى من الأزهر الشريف وفتوى من وزارة الأوقاف بالكويت، ولا ترى هذه الفتاوى إعطاء المرأة حق الترشيح أو الانتخاب، وذُكرت بحيثيات مطولة لو قرأها الجميع لاقتنعوا بوجهة النظر تلك، وبالحيثيات، ولا شك في أن هناك بعض الآراء التي لا ترى إعطاء المرأة حق التصويت والترشيح باعتبار الترشيح نوعًا من الولاية، وحديث المصطفى ﷺ واضح للجميع: «ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، وهذا أمر واضح وأمر عمل به من صدر التاريخ الإسلامي إلى يومنا هذا ولم نر في صدر التاريخ الإسلامي في البلاد العربية والإسلامية أن وليت المرأة تولية عامة، وذلك استنادًا إلى حديث رسول الله ﷺ، إنما في الآونة الأخيرة ظلت تفرض على مجتمعاتنا أشياء وأشياء ومنها هذا الأمر، وسوف يتبع هذا الأمر أمور كثيرة، فأنا أبديت الرأي الشرعي في موضوع كهذا، وعلى المسلم ألا يجامل في الأمور الشرعية مادام عنده قناعة بذلك.
القرضاوي أخ كريم
أنتم تنتمون إلى المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها الشيخ القرضاوي وهو يرى غير ذلك ويرى أن المرأة لها حق التصويت وحق الترشيح وهذه أيضاً من أدبيات الحركة الإسلامية فما قولكم في ذلك؟
الشيخ القرضاوي أخ كريم وعالم له رأيه الشخصي واجتهاداته، وليس بالضرورة أن نتفق معه فيما يراه. الشيخ القرضاوي يبني فتاوى على آراء قد لا نلتقي معه فيها، وهذه الآراء تعارض أيضًا فتاوى الأوقاف والأزهر التي قلتها، فكم وددت والشيخ القرضاوي يُفتي بهذه الفتوى أن يقول بالضوابط التي يجب أن تلتزم بها المرأة في تلك المجالس التي يرى فيها رأيًا مخالفًا لفتوى الأزهر والأوقاف، حبذا لو كان الشيخ القرضاوي ذكر بعض الضوابط من اللباس الشرعي والحشمة في اللباس، فكم كنت اتمنى أن أسمع ذلك بإصرار بضرورة وضع ضوابط، وبالرغم من هذا وذاك، فالشيخ القرضاوي له اجتهاده الخاص وله أن يقول ما يعتقده صوابًا، إذا كان ذلك يبنى على أسس شرعية له، وإدارات الفتوى تجمع أكثر من شخص، وكلهم علماء وثقاة، وعلى ذلك ففتوى الأزهر ليست فتوى فردية، وفتوى وزارة الأوقاف في الكويت ليست فتوى فردية، بل جماعية تداولوا فيها الرأي ووصلوا النتيجة كالتي أعلن عنها.
لا أغير رأيي
يعني إذا لبست المرأة اللباس الشرعي هل تغير رأيك بعد ذلك؟
أنا لا اغير رأيي بعدم إعطائها حق الانتخاب والترشيح لأنني كما أسلفت مستند إلى فتوى قوية جدًا ولكن كنت أقول للشيخ القرضاوي ومن عنده فتاوى مماثلة، حبذا أن يذكروا الضوابط الشرعية التي يجب أن تكون، فتأتي الفتوى مخففة بعض الشيء ولكن أنا لا أقر ما وصل إليه الشيخ القرضاوي، واستند في ذلك إلى ما حدث في مؤتمر المرأة في بكين ومؤتمر السكان بمصر ومطالبة الغرب بإعطاء المرأة مثل هذه الأمور ويوضع نقاط لمحاربة الإسلام على سبيل المثال البنك الدولي كما أخبرني أحد النواب بأحد المجالس النيابية بالبلاد العربية أنه في حالة طلب الاقتراض من البنك الدولي، فالشروط المعلنة - هذه غير الشروط الخفية للبنك الدولي - هي:
أولًا: رفع الدعم عن المواد الاستهلاكية ومن ثم رفع الأسعار.
ثانيًا: خروج المرأة ومشاركتها في العمل السياسي والاقتصادي.
ثالثًا: إبدال مسابقات حفظ القرآن الكريم بمسابقات شعرية واعتماد حوافز مالية كبيرة لها.
رابعًا: تدريب مدرسين وإداريين علمانيين، والتركيز على الأرياف، واعتماد حوافز مادية كبيرة.
خامسًا: الارتباط بالنظام السوري والمصري والتونسي ثقافيًا وإعلاميًا وتعليميًا وسياسيًا.
سادسًا: إبعاد المساجد عن السياسة.
سابعًا: محاربة الإرهاب، ويعنون بذلك محاربة الإسلام.
هذه الشروط عندما يقرأها الإنسان يجد أن ما يطرح الآن يتفق مع خط البنك الدولي، ومع مؤتمر المرأة في بكين، وهو خروج المرأة المسلمة بلباس غير محتشم وعدم التقيد باللباس الإسلامي وإخراج المرأة من بيتها كمربية وكام لأجيال مسلمة نقود المسيرة الإصلاحية فتتحول إلى امرأة تدخل المجتمعات بالعادات الغربية التي لا تناسب للمسلمين أبدًا. هذه صورة من الصور.. والصور والشواهد كثيرة. المرأة يجب أن نعني بتعليمها وبثقافتها وبرفع مستواها لتكون أمًا ومحضنًا لتربية أجيال نريد بها الخير لمجتمعاتنا وأوطاننا، لا أن تكون امرأة هامشية تتقيد بالنظم وبالعادات الغربية، ومع الأسف فقد فشا مثل ذلك في مجتمعاتنا، لذلك على المصلحين وعلى الرجال المسؤولين أن يضعوا الضوابط وأن يهتموا بالمرأة اهتماماً كبيراً وفق منظور الشريعة الإسلامية والتربية الإسلامية الحقة.
الرجال أقوى
لكن وصول امرأة مثل مروة قاوقجي إلى البرلمان في تركيا أليس مفيدًا من حيث وضع التشريعات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي قد التزمت بالحجاب؟
وصول المرأة للبرلمان لتعمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا أمر ليس مقصورًا على وجود المرأة، بل الرجال يجب أن يقوموا بهذا. والرجل أقوى من المرأة في الطرح وأقوى منها في الجدال، ما هو حكم المرأة في البرلمان وهي في الشهر السابع من الحمل أو التاسع وحين تتعرض للمخاض والولادة والنفاس والحيض، طبيعة المرأة وتكوينها يختلفان عن تكوين الرجال، فلماذا نزج بالمرأة في مكان يسد فيه الرجال؟ هل عندنا نقص في الرجال لكي نقول نكمله من المرأة؟
لكن هناك تشريعات خاصة بالمرأة، أليس من المفروض أن تضعها امرأة في البرلمان؟ مثلًا هناك تشريعات كثيرة بالنسبة للولادة، إجازة الحمل، هل الرجال يضعون هذه التشريعات مثلًا؟
أخي ليس بالضرورة أن تناقشها المرأة، فالفقه الإسلامي والتشريع الإسلامي مليء بهذه الأمور والحلول، فليس من الضرورة أن تناقشها المرأة، فالرجال يبحثون في الأمور الشرعية للمرأة، وهذا موجود ولا داعي للمرأة- وأنا أسألك.. المرأة ذات الأطفال الأربعة أو الخمسة وترشح وتنتخب في البرلمان لمن تترك أولادها الصغار؟ لبوذيات أو هندوكيات أو غيرهن أن يربين أولادها؟ أيهما أفضل للمرأة أن تكون عضوة في البرلمان أو امرأة ذات توجه إسلامي صحيح تربي أبناءها على العقيدة وتدفعهم بعد ذلك لأن يحلوا في المجالس البرلمانية؟ أليس أفضل من وجودها هي بالبرلمان، أخي لو نظرنا نظرة إسلامية للأمر وقسنا بالمجتمعات الشرقية والغربية ترى أن المكان المناسب للمرأة هو بيتها لتربية أولادها وتعليمهم، لا أقول تعيش في البيت بل تتعلم ولو اضطرت للعمل أن تعمل في مواطن المرأة وهي كثيرة، وإذا ما اضطرت للعمل، فهي محضن صالح لتربية أبنائنا، الآن نرى أبناء المسلمين يتأثرون بتقليد الخادمات الصليبيات في عاداتهن وتقاليدهن، لذلك يجب أن تكون نظرتنا بعيدة وتقييمية للأمر ففي مستقبل البلاد العربية يجب ألا نحصر مشكلاتنا فقط في المرأة هناك مشكلات كبيرة أمامنا مثل منهجية التربية والتعليم التي حاول وزراء معارف متعاقبون بتوجيه خاص مفروض إبعاد أجيالنا عن التعليم الإسلامي الصحيح. نحن الآن بحاجة إلى إصلاح قوانيننا لتكون وفق الشريعة الإسلامية هناك أولويات ويجب ألا نحصر أولوياتنا في معركة جانبية وأمور جانبية، هناك أمور يجب أن ننظر لها نحن الرجال الدول الغربية زرعت في مجتمعاتنا من قبل الحرب العالمية الأولى أفكارًا غريبة مثل «البعثية» «اليسارية»... «الشيوعية»، وغيرها من التسميات وزرعت مراكز الماسونية والليونز والروتاري وكلها حرب ضد التوجه الإسلامي.
قضية سياسية
هناك من يقول إن موقفكم من قضية المرأة يستند إلى خلفية سياسية وليست خلفية دينية واقصد أنتم الحركة الدستورية في الكويت؟
أخي أنا أتكلم عن موقفي الشخصي، والحركة الدستورية ستعلن عن موقفها إن شاء الله، وقناعاتي الشخصية استند فيها إلى رأي شرعي، والحركة الدستورية فيما اعتقده لا تخرج عن أمور الشرع في أي أمر من الأمور، فتبحث الأمر وتقلب وجهات النظر ثم تتخذ قرارًا وفق شريعة الإسلام.
الآن نترك قضية المرأة إلى قضية السلام.. إسرائيل الآن تريد أن يكون لها وجود في منطقة الخليج خصوصًا عندنا في قطر لديها مكتب تجاري، هل تعتقدون أن إسرائيل سيكون لها مكتب تجاري في الكويت؟
هذا استبعده لأن أي أمر كهذا سيعرض على مجلس الأمة، وأعتقد أن مجلس الأمة لا يمكن أن يقبله أو يقره.
فيما لو مرر مثل صفقة السلاح؟
لا، الأمر يختلف اختلافًا كبيرًا، ولا أعتقد أن يمر أمر كهذا دون بحث كبير مهما كانت الظروف، ولا يمكن أن يقبل البرلمان الكويتي أمرًا كهذا.
الآن بالنسبة للعلاقة بين إيران ودول مجلس التعاون هل أنتم مع تقوية العلاقة مع إيران أم التقارب الحذر؟
أنا لست ضد أي تقارب مع أي دولة أخرى مادام الاحترام المتبادل والتعامل الواضح والنوايا الصادقة من الجميع، فالتعاون أفضل من التنافر إذا صحت النوايا والعزائم والأهداف، ففي أي مجال سواء مع إيران أو مع غير إيران التعاون خير من التنافر.
فيما لو كنتم مسؤولين بمجلس التعاون ماذا سيكون تصوركم لحل هذه المشكلة؟
السؤال افتراضي ومن الصعب الجواب عن الأسئلة الافتراضية، ولكن المسلم في أي موقع يكون عليه الالتزام بما يفرضه المولى جل شأنه.
قناة الجزيرة هل تتابعونها وما رأيكم فيها؟
أتابع القناة في بعض مواضيعها ولست متابعًا لكل شيء وهي وسيلة إعلامية ناجحة وتؤدي دورًا كبيرًا وجذبت المشاهدين في أقطار العالم بأسره بما تطرحه من موضوعات وهناك مأخذ على الجزيرة في المساس ببعض الشخصيات، كما جاء مؤخرًا السماح للمتحدثين بالنيل من شخصيات لها وزنها ولها اعتبارها، حبذا لو أن الذي يمسك بإدارة العمل في الجزيرة يقطع استرسال الأشخاص المتطاولين على بعض الرموز الذين يجب ألا يتطاول عليهم أحد، لكان أفضل لأداء الجزيرة، وإن كانت حجة الجزيرة أنها لا تعلم ماذا سيقول السائل ولكن لو أنهم في البداية أسكتوا السائل أو قام المذيع بإعطاء رأي يخالف رأيه، لكان ذلك أفضل لست ضد النقد الهادف البناء ولكني ضد الألفاظ غير اللائقة.
وما رأيكم في قرار وزير الإعلام الكويتي تجاه الجزيرة؟
قرار وزير الإعلام من باب الاحتجاج على المس بأمير البلاد من قبل المتحدث الذي تناول شخصية أمير البلاد بأشياء لا تليق، فلابد أن يحتج وزير الإعلام على ذلك، وهو موقف أعلن عنه الوزير في الصحافة وكذلك أعلن الأسباب والمسببات له فيا حبذا لو أن «الجزيرة» اعتذرت في هذا الموضوع، وتلافت ذلك مستقبلًا، ولو تحقق ذلك لكان بالإمكان أن تبقى مكاتبها مفتوحة، ولكن نأمل أن يأتي اعتذار من «الجزيرة» مع عدم المساس في المستقبل بالشخصيات الطيبة.
أما المساس بالشخصيات غير الطيبة فليكن أيضًا مساسًا موضوعيًا تُحدد فيه الألفاظ.. والانتقاد بشكل موضوعي لا تهجمي.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالمرأة.. بين الاستغلال والاحترام في مجلس الأمة تحديد موقف هؤلاء من الإسلام.. يسبق قضية المرأة
نشر في العدد 178
11
الثلاثاء 04-ديسمبر-1973


