العنوان المجتمع المحلي- العدد (494)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 26-أغسطس-1980
مشاهدات 16
نشر في العدد 494
نشر في الصفحة 6
الثلاثاء 26-أغسطس-1980
البنك الدولي... واختبار الإرادة:
-تشترك الكويت مع الدول الأعضاء في البنك الدولي في محاصرة جهود صهيونية ترمي إلى السيطرة على سياسة البنك وذلك بمنع دخول الفلسطينيين بصفة عضو مراقب.
وقد كان قرار الكويت الانسحاب من تمويل قرض بالمارك الألماني وقدره ۲۰۰ مليون مارك ذ أثر مباشر لوضع تلك الجهود العربية موضع التنفيذ، ونحن مع رفضنا من حيث المبدأ لقضية الاستثمار بأسلوب الفائدة الربوية الممحوقة والتي حرمتها الشريعة، إلا أننا أيضًا نرى أن جهود محاربة اللوبي اليهودي المتغلغل في المؤسسات المالية العالمية هي جهود ضرورية للخروج من دائرة التهديد النظري الذي سلب من الحكومات العربية ثقة شعوبها عند كل مناسبة.
وقد بات من الضروري أن تخطط مسارات أموالنا في الخارج والتي يمكن استخدامها بالصورة المثلي لا فقط استثماريًا ولكن أيضًا لتحرير إرادة هذه الأمة وإشعار هذا الجيل المنكود بأن لنا قرارًا سياسيًا واحدًا نستطيع أن نتخذه محليًا دون استئذان جهات أخرى خربة كمجلس الأمن، لقد بلغت استثمارات الكويت وحدها «وفي بريطانيا فقط» ما يوازي ۳۰۰-۷۰۰ مليون دولار... فهل يجوز ونحن نحوز هذه القوة الرهيبة أن نقف على أبواب مجلس الأمن نستجدي أصوات بريطانيا وغيرها من الدول التي ينتعش اقتصادها بأموالنا... نستجديهم قرار شجب وإدانة؟! بينما تمارس سائر الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة حق الربط بين استثماراتها ومواقف الدول الأخرى إزاء قضاياها، فما بالنا تضيع القدس ونعجز «بعد عجزنا عن استعمال القوة العسكرية» عن استخدام القوة الاقتصادية؟ تحية لوقفة الذين وقفوا أمام البنك الدولي ولتكن بقية مواقفنا مخططة لإنجاز ما عجز عنه العسكر.
المقاهي... الملاهي
انتشرت في البلاد ظاهرة المقاهي الشعبية التي كان هدف إنشائها هو توفير أماكن «تجمع» عائلي على شواطئ الكويت.
وباستقراء بسيط لما انتهت إليه هذه المقاهي يخلص المرء إلى أنها ابتعدت عما أنشأت لأجله «إذا كان كما ذكرنا!» حيث غدت هذه المقاهي ممرًا لإدخال عادات سيئة كثيرة مثل: نشر تدخين «القدوة النارجيلة» بين الشباب والأحداث، وصار القائمون على هذه المقاهي يتباهون بهذا الانتشار في تدخين آفة قضى عليها الزمان وأحيتها المقاهي...
إلى من يهمه الأمر
بعد أن أنجزت إحدى المؤسسات مشروعها الإنشائي الضخم... وسلمته... تبين للجهات الفنية عدم صلاحيته رغم مطابقته للمواصفات... النية تتجه نحو هدم تلك الإنشاءات رغم تكاليف إنجازها الطائلة.
شخصية هامة تركت بلادها لخلاف نشأ في مطلع هذا العام وأقامت في أحد فنادق الكويت البحرية، عملية الانتقال تمت بطريقة عائلية منع للفضائح.
انتهى خلاف إداري بين وزير ووكيله إنهاء الخلاف تطلب جلسة مصارحة ثنائية بين الطرفين... ثم عادت المياه إلى مجاريها.
أطفال بغير ملاعق ذهب
تنشط منظمة رعاية الطفولة العالمية التابعة للأمم المتحدة «يونيسيف» في تكريس رعاية الطفولة والاهتمام بها في مراحلها المختلفة، السكرتير العام لهذه المنظمة الأمير طلال بن عبد العزيز يقوم بجولة في المنطقة لهذا الغرض ولتعزيز الدعم الذي تتلقاه المنظمة.
كل ما نتمناه من هذه المنظمة أن تلتصق بشكل أوثق بالطفل المسلم والعربي، وألا تكون أنشطتها في وادٍ، وواقع الطفل في هذا الجزء من العالم في واد آخر.
بعبارة أوضح لا يكفي إقامة أسبوع طفل مليء بالشكليات العاجية الطابع كالذي حدث في العام الماضي ولم يحقق في خلاصته سوى مزيد من البعد عن مشاكل الطفل الخليجي الذي يفتقر إلى التصاق بالبيت والأسرة بينما الأدوات الحديثة تفرق بينه وبين والده وإخوته.. وأمه.
ومن أطفال اليمن من يعاني من مشاكل أخرى -ليست وردية اللون- مشاكل تعليم وتغذية... وهو غائب عن أنشطة هذه المنظمة، التي انحصرت أنشطتها في قاعات عرض لوحات أطفال العالم!! وتركت طفل تعزو أبناء الجنوب اللبناني دونما مشاركة حقيقية لمعاناتهم.
ومن جهة أخرى تكرس المقاهي روح السلبية المفرطة لدى الشباب حيث يتسكع بعض الشباب فيها ويردد عبارة مملة فيقول «أوقات الفراغ كثيرة.. والملل ثقيل فأين نذهب؟؟»، وهذا ينبئ عن فشل استثمار طاقات الشباب كقوة منتجة فقد صات هموم المسؤولين تنحصر في فتح أماكن تسكع لهم يدخنون فيها «القدو/ النارجيلة» إلى ساعات الصباح الأولى ويقضون بقية اليوم في النوم، بدلًا من أن تبرمج لهم ميادين إنتاج فعلية تستخرج ملكات الإبداع والعطاء لديهم.
المرأة هي الضحية
زوجة في السادسة عشرة من عمرها لم ترزق بولد ثم علمت هي وزوجها من الطبيب بأن سبب عدم الحمل هو الزوج شبه العقيم فتملك الحزن الزوج وانقطع عن الطعام وسادت الكآبة بيتهما،
ومضت الأيام فتعرفت الزوجة على إحدى «الحثالات» الذي حاز «ثقة!!» الزوجة ولما سألها عن حياتها الزوجية ذكرت له قصة العقم فبدأ هذا الرجل في إقناع الزوجة بإمكانية حل هذه المشكلة بأن تحمل هي منة دون أن يعلم أحدًا... وصدقته... وواقعها في بيته مرة.
ثم اتصل بها مؤكدًا أن المواقعة يجب أن تستمر حتى يتأكد الحمل، فاستسلمت له لمدة شهر حتى علمت بالحمل ففرحت وانقطعت عن التردد عليه.
ورزقت بمولود فرح به زوجها فرحًا عظيمًا ظنًا منه بأنه ابنه...
ومرت الأيام فاتصل الرجل بها طالبًا إياها لبيته فلما رفضت أكد لها بأنه سيفضح أمرها... أو تدفع له ٥٠٠ دينار.
دفعت الزوجة الضحية نصف المبلغ وأرسلت إلى صحيفة يومية تسأل عن حل... لأنها تفكر بالانتحار.
فمن المسؤول عن هذه الجريمة؟
أهي الزوجة بجهلها المتدني واختلاطها برجل أجنبي عنها؟! أم المجرم الأثيم؟!
أم المجتمع الذي منع أنوار الفطنة عن تلك الزوجة، وسمح لوسائل الغواية والإثارة بتحويل ذاك الرجل إلى حيوان يقتات على لحوم البشر... من المسؤول؟!
صيد الأسبوع
اقتصاد الكويت في مفترق طرق
جاء في تقرير البنك المركزي الاقتصادي الذي صدر في ٢٠ يوليو أن الناتج المحلي الإجمالي الكويت بلغت قيمته ٦٤٣,٥ مليون دينار عام ۱۹۷۹ منها ٣ ,٤٦٥ مليون من قطاعات النفط الذي ارتفعت مساهمته من ٦,٧ بالمئة في العام قبل الماضي إلى٣ ,۳۷۲ بالمئة عام ۱۹۷۹. وهذا يشير إلى انخفاض دور المصادر الأخرى «غير النفط» في دعم الناتج القومي الاقتصادي.
وتأتي هذه النتائج والأرقام لتكشف عن فشل الدعوة المتكررة التي أطلقها الباحثون وكثير من المسؤولين في الدولة حول ضرورة توفير قنوات جديدة لتثمير مداخيل النفط قبل نضوبه بل ولحماية هذه الدخول من عوامل التعرية الاقتصادية التي أتت على شريحة كبيرة من أرصدة النفط المكدسة في صورة نقد لدى المصارف الغربية.
ليس أمامنا في الكويت خيار إزاء ذلك فنحن إما أن نحمي هذه المداخيل -المؤقتة- وإلا فإن التضخم وانخفاض العملة وضياع الفرصة البديلة، كل ذلك سينال من عوائد النفط وتغدو هذه الثروة أرقامًا لا تمثل ثروة حقيقية. وقد بات من الضروري توسيع الجهود «المبذولة» لتنويع مناطق وأشكال الاستثمار في العالمين العربي والإسلامي، ولا يجدينا الجمود أمام حجة التقلبات السياسية في هذه المنطقة من العالم فقد ثبت أن الزلازل الاقتصادية قد «سرقت» من أموال النفط أكثر من القلاقل السياسية التي يدبرها أعداء هذه الأمة.
لقد جاء في دراسة للصندوق الدولي للتنمية الزراعية الذي أنشئ في عام ۱۹۷۷ ما يؤكد أهمية الاستثمار في التنمية الريفية حيث باتت المحصولات الزراعية واحدة من أهم الصناعات الاستراتيجية مع تزايد أزمة الغذاء في العالم وقد اقترب اليوم الذي ستفقد فيه أرصدة النفط بريقها أمام شحنات الغذاء الذي سيمثل ثروة استراتيجية ذات أهمية تجارية وسياسية وقد نحارب نحن في هذه المنطقة من العالم بها السلاح!
لتتجه أموالنا نحو غرس القوة في أراضينا في حقل التصنيع والزراعة عبر المشاريع الكثيرة التي أثبتت دراسات صندوق النقد الدولي جدواها في السودان على سبيل المثال الذي يتمتع بمساحات زراعية خيالية تتجاوز ٨٠ مليون فدان صالحة لزراعة المحاصيل و۱۲۰ مليون فدان للمراعي.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل