العنوان المجتمع الثقافي - عدد 1490
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 23-فبراير-2002
مشاهدات 8
نشر في العدد 1490
نشر في الصفحة 52
السبت 23-فبراير-2002
قراءة في مجموعة فوزي صالح القصصية:
مزرعة الثعالب
بقلم: يحيى بشير حاج يحيى
مجموعة قصصية رمزية لها رصيد كبير في الواقع، لو أراد القارئ أن يسقطها على كثير من الأنظمة الشمولية ومتفرقعاتها لأمكنه ذلك.
وهي تذكر بمزرعة الحيوانات لجورج أوريل في توجهها السياسي الرمزي، ولكن الفرق بينهما أن أوريل يلجأ إلى "الأنسنة" في عرض شخصياته الحيوانية وصالح يلجأ إلى "حيونة"، شخصياته الإنسانية ولا يتجاوز في الرمز حدود "الثعلبة".
ففي القصة الأولى التي حملت عنوان المجموعة "مزرعة الثعالب"، يوقفنا صالح عند دولة المتناقضات والتجاوزات لا المؤسسات وتكافؤ الفرص، ودولة المصالح والمحاسيب لا المصالح والمواطنة!، حتى يصبح الحليم فيها حيران؟! هل ينقلب إلى ثعلب لكي يتمكن من العيش، أو يبقى في إنسانيته ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الإسراء: 70] في المزرعة ثلة من المغامرين يذلون البلاد والعباد بجهلهم وظلمهم، يفسحون المجال لكل من يبيعهم عقله، ويتنازل عن كرامته ليعيث في البلاد فساداً، أحد هؤلاء "ثعلب الأصلع"، كما في القصة: اشترى المدية ثم المسدس، وكثيراً ما كان يرفعه في أوجه المشاكسين من رواد المزرعة- رغم قوانين الطوارئ- جهراً" وهو يفعل ذلك لأنه وكما يقول: "اصطفاني الكبير رغم ضعفي، فوضعت تحت أرجله لحمي ودمي، مبدئي ومنتهاي"، "إن مت فادفنوني تحت أي ثرى نعل تطوه تعال سيدي"؟!!
في مزرعة الثعالب نرى "نظاماً شمولياً، أو عسكرة ديكتاتورية، أو حزباً منفرداً بالسلطة". يؤتى ببعض المثقفين لأنهم يجيدون اختراع الكلام وصنع الشعارات، لتزيين الدوائر بشهاداتهم وألقابهم فيشاركون في المهزلة، ويقرون الظلم ويفلسفون الفساد، يسيل لعابهم عندما يلوح لهم بالمناصب فيبررون التجاوزات، بل والرشاوى؟! أحدهم بمرتبة دكتور هاجمته الصحف، فلم يعدم من يدافع عنه من أصحاب الأقلام المؤجرة ويردد مقولاته وتبريراته، فمن أعماله التي نقم عليه الحاسدون بسببها: "موظف صغير أخذ عمولة تافهة من مريض مستعجل، نظير إدخاله قبل دوره! ماذا في ذلك.. "موظف مجتهد استطاع بمجهوده الشخصي شراء أدوات للمؤسسة بسعر منخفض! ألا يكافأ على اجتهاده؟ هل أخطأنا لأننا نعدل؟!".. "فوجئت بعد العودة من اليابان أنهم أرسلوا باسمي سيارة صغيرة "هوندا" كهدية، ماذا أفعل؟ هل أردها لهم؟".
وإذا تغيرت الظروف شكلاً لا مضموناً، وأريد التضحية بسعادة الدكتور "طاهر اليدين مصلح" المتهم باستغلال مركزه، والتلاعب بالأموال، معتمداً على صلاته الوطيدة بكبار رجال العهد، يقف المحامي شريف للدفاع عن موكله الذي لم يحضر بسبب احتجازه بإذن من النيابة في المستشفى لإصابته بأزمة قلبية حادة منعته من الحضور فتؤجل القضية للموسم القضائي القادم وتبسط الأشياء وتسيب الأمور ويعود "طاهر اليدين مصلح"، إلى الحياة العامة لينشر خبايا الذين شمتوا به ويصل به الاعتداء بشخصه إلى درجة أن يعد نفسه من الأولياء الصالحين، فيطل على الناس من خلال شاشة التلفاز بثلاثين حلقة داعياً إلى التقوى والصلاح ونبذ الظلم! وفي القصة الثانية حالات يقدم المؤلف تسع لوحات مغرقة في الرمز، ولكنها تشترك كلها في التعبير عن انقلاب الموازين في عصر تسحق فيه كرامة الإنسان، بل الإنسان نفسه. وهناك خيط دقيق يربط هذه "الحالات"
بالمجتمع الثعلبي في وجه من الوجوه.
وأما في "كرسي الوصيفة"، فإن العنوان لا يبعد في دلالاته، إذ يصبح للسوقة المتغلبين اتباع ومحاسيب، وتتداخل الأحداث. وعلى القارئ أن يمسك برأس الخيط ليصل من خلاله إلى البداية. والعقدة والنهاية!
عام على ملتقى الإخوان
في شهر فبراير من عام ٢٠٠١م بدأ البث الفعلي لملتقى الإخوان المسلمين على شبكة المعلومات العالمية "الإنترنت" ليعلن عن مواكبة الحركة الإسلامية للعصر، ويثبت تواجدها على الساحة العالمية.
فكما استطاعت الحركة أن تقدم الإسلام بأسلوب نال احترام الجماهير والنخب الثقافية والسياسية، فإن شباب الحركة من خلال هذا الموقع يسعون للمساهمة في ذلك، من خلال رؤية إسلامية توازن بين متطلبات الشرع ومقتضيات الواقع، وبعقول تتسم بالحكمة والاستنارة، في أسلوب فني شيق.
والإعلام المعاصر استطاع أن يترك تسلسله الرابع في سلسلة السلطات ليتقدم نحو المرتبة الأولى، ليسهم في تنصيب حكومات وإسقاط وزارات، ويصبح ضرورة من ضرورات الحياة لعموم الناس إن لم يكن هو الحياة بذاتها.
والإنترنت وسيلة من أبرز وسائل هذا الإعلام المعاصر الذي لا تحده حدود ولا تقف في وجهة سدود، لذا جاءت فكرة استغلاله لنشر الفكر المعتدل، وإثارة قضايا المسلمين في كافة أنحاء العالم، والرد على الشبهات التي تؤرق مجموعة من أبناء الحركة الغيورين على دينهم وفكرتهم، فكان الاتفاق على تأسيس هذا الملتقى ليجمع الإخوان المسلمين من كل العالم للحوار الجاد في سبيل النهوض بالفكر والوعي والأمة.
وفي أثناء تصفحك لهذا الملتقى تجد أركاناً عدة تؤكد شمولية الإسلام:
ركن الإمام الشهيد حسن البنا للحوار العام في مختلف القضايا والموضوعات.
ركن الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: لطلبة العلم والأسئلة والاستشارات الفقهية.
ركن الشهيد عبد القادر عودة: للحوار السياسي والفكري.
ركن الحاجة زينب الغزالي: خاص بالأخوات المسلمات
الركن التربوي للتطوير الثقافي والتربوي والروحي.
ركن الشيخ عز الدين القسام: لمناقشة كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأخر أخبار الانتفاضة.
وفي مقام سيدي نجيم، تصوير لأثر الاعتقاد الناجم عن إشاعات يتناقلها الناس دون تمحيص ولا عجب في ذلك فعندما تنقلب الموازين وتختل المعايير، ويصبح المعروف منكراً، والمنكر معروفاً يسير العقل في ركاب خدمة الإشاعة "الخرافة" ويبرهن على صحتها طالما أن وظيفته قد تعطلت.
وفي "الأزهار تموت مرتين" يصل التشابه أحياناً بين ما يخطه كاتب ما عن حالة قهر أو حزن وبين ما يقرؤه المتابع في الواقع إلى حد التطابق، بل ربما زاد عليه في الشدة والمعاناة!
وأخيراً في "حكاية الزعيم والديك والحصان" تبرز طريقة الإحالات إلى الماضي وربطه بلمحات من الحاضر في إشارة إلى بعض الوقائع المعاصرة، في أكثر من مكان فالسلطويون الجدد وحديثو النعمة يوظفون كل شيء لمصلحتهم، حتى أحداث التاريخ القريبة التي لا يؤمنون بها أصلاً طالما أنها تخدمهم وليس من بأس في ذلك في نظرهم - فهم يستطيعون أن يتلاعبوا إلى حد أنهم يجعلون الآخرين -في ظل القهر - ينسون أو يتناسون أن الدماء التي تنزف من جراحاتهم كان سببها تلك المدى التي يحملون!
ومجمل القول في هذه القصص أن أحداثها وشخوصها وإحالاتها تصب في غاية واحدة، وهي إبراز التناقضات والتشهير بها في مجتمعات أصبح شعار الكثيرين فيها - بسبب الممارسات السلطوية - إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب، وإن لم تصبح ثعلباً نهشتك الثعالب، وقد بلغ الرمز في أسلوبها وإحالاتها حداً يحتاج معه القارئ إلى إعادة القراءة، لأنه قد يكون هو ومن حوله، ممن تنهش لحومهم تلك الثعالب.
ركن الأستاذ مصطفى مشهور للحوار حول فقه الدعوة.
سرايا الإخوان ورشة عمل أعضاء الملتقى، ركن الشهيد سيد قطب للمساهمات الأدبية ركن أبو مازن الفني لمناقشة قضايا الفن الإسلامي.
ركن الشبهات والردود للحوار حول الشبهات المثارة حول الفرق والمعتقدات والجماعات.
ركن الحوارات للحوار مع قادة ورموز الحركة الإسلامية حول مختلف القضايا والموضوعات.
وقد سبق لهذا الركن أن استضاف الأستاذ مصطفى مشهور المرشد العام للإخوان المسلمين والدكتور منير الغضبان.
ويعلم القائمون على هذا الملتقى أن الإعلام هو التحدي الأكبر الذي يواجه العمل الإسلامي المعاصر لهذا الموقع، ولكنهم يأبون إلا الولوج فيه بعقلية منفتحة ومتوازنة وهم في حاجة إلى دعم معنوي وفني للوصول إلى مستوى أفضل وبما يضمن لهذا الموقع أن يكون تجربة رائدة للعمل الإسلامي المعاصر.
موقع الملتقى على شبكة الإنترنت هو
http://www.ikhwan.net/vb
واحة الشعر
أسرار الهبوط
شعر زكي بن صالح الحريول
تعاظم الخطب واشتدت رزاياه *** واظهر البغي ما أخفت نواياه
وبان للناس من يمضي على ثقة *** ومن تجوب دروب الريب رجلاه
تساقطت عن وجوه البغي أقنعة *** فليس للبغي وجه ما كشفناه
منذ الزمان الذي قلنا وما سمعت *** آذان قومي حقاً ما كتمناه
قلنا لأمتنا الثكلى ألا اتئدي *** لا يدفعُ الظلم وغد من رعاياه
لكنها يممت للغرب وجهتها *** وهل نصا الغرب أقواما وما تاهوا
بالله.. يا صفحة التاريخ واجمةً ***هل فيك سطر خفي ما قراناه
فسيرة الغرب أحداث تضج قذى *** فالغدر والظلم من أعتى سجاياه
لكننا اليوم لا نرضى له بدلاً *** هيهات أن يرخص المجنون ليلاه
وقادنا الذل أن نرضى بلا جدل *** أن يأمر العبد سيده وينهاه
ومسرح العز.. عاف العُرب ويحهم *** وابعد القوم حتى عن زواياه
مسكينة امتي.. كلّ يحيق بها *** وكل فرد بها ينعي ضحاياه
مسكينة امتي.. عاث العدو بها *** وحل في الدار وجه ما ألفناه
مسكينة امتي.. كالشمس حجتها ***وخانت العالم المأفون عيناه
مسكينة أمتي.. إن سعى شهم لنصرتها *** رمى به الناس وازدادت خطاياه
مسكينة أمتي.. بيعت كرامتها ***وعدها الكون من إحدى خزاياه
ماذا نقول ففي أكبادنا حرق *** لا يطفئ الشعر شيئاً من شظاياه
متى نعيش بلا هم نكابده *** حتام يعتصر المظلوم شكواه
ماذا نقول لأقصانا إذا سقطت *** صخوره السمر وانحلت زواياه
وعربد المجرمُ الجاني بساحته *** ودنس الهيكل المزعوم مأواه
نقول: إنا نسجنا ألف قافية ***وكل ما اجترم الباغي شجبناه
بالأمس. يا ويلنا. كنا نعاهد ***واليوم في زحمة الأحداث خناه
ماذا نقول لكشمير، الذي احترقت *** مروجه الخضر واستشرت بلاياه
ماذا نقول لشيشان، التي صنعت *** درباً إلى المجد لكن ما سلكناه
ماذا نقول إذا خرت عزائمها *** وأدرك الكفر منها ما تمناه
قل للحكيم الذي أسدى نصائحه *** وكذب القوم ما تروي وصاياه
أنت الصدوق فليس الأمر ظاهره *** وإنما الأمر ما تطوي خفاياه
ما كنت تجهل حين البغي صافحنا *** أن الخناجر مازالت بيسراه
حتى استدرنا ونال الطعن من دمنا *** وحاشا لله.. إنا ما طعناه
تفجرت كل الغام السلام فما *** أظن شارون إلا من بقاياه
فهل يعي العرب ما نادى الصدوق به *** أن العدو سيلقانا ونلقاه
يا أمة.. تلفظ الأيام جثتها *** شعب يُباد وشعب ضل مسعاه
ما بال قومك ما انتفضت شهامتهم *** ما بين سام ومفتون بدنياه
تبكي الحيارى على أعراضهن دماً *** ويصطلي الطفل رعباً ليس ينساه
ما عاد للقول وقع في مسامعنا *** فحرروا السيف، إن الغمد أضناه
فليس يحقن أنهار الدماء سوى *** أسد من الحق يرمي دونها الله
إن الكرامة لا تُؤتي بلا ثمن *** فابشروا ليس بدعاً ما خسرناه
ورتلوا... سورة الأنفال وارتقبواً *** ثاراً جموحاً بمهجتنا دفناه
ماضون ماضون.. إما أن نموت فدى ***أو يكتب الله شيئاً من عطايا
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل