; المملكة العربية السعودية والعمل الخيري.. مسؤولية إسلامية وإنسانية | مجلة المجتمع

العنوان المملكة العربية السعودية والعمل الخيري.. مسؤولية إسلامية وإنسانية

الكاتب حاتم إبراهيم سلامة

تاريخ النشر الأحد 01-يناير-2017

مشاهدات 1886

نشر في العدد 2103

نشر في الصفحة 14

الأحد 01-يناير-2017

على مدار عمرها الطويل، كانت المملكة العربية السعودية سباقة في ميدان العمل الخيري؛ حيث تأتي في صدارة الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية على مستوى قارات العالم ودوله المتنوعة، حيث دأبت على تقديم الخير ومد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، تنطق بهذه الصدارة الإنسانية وهذا الحضور الخيري الملموس تقارير المنظمات العالمية المهتمة بهذا الشأن.

 

على المستوى الإسلامي وبحكم مكانتها في العالم الإسلامي، قدمت المملكة العربية السعودية المساعدات الكثيرة للدول الفقيرة والمحتاجة، وتلك التي أصابتها الأزمات والكوارث والنكبات والحروب، فبذلت بسخاء ودعمت بلا حدود؛ فأنشأت المساجد والجامعات ودور العلم، ونشرت المصاحف بملايين النسخ، ووزعت الكتب والمراجع العلمية والدينية التي تبصر المسلم بدينه ودنياه.

كان لهذه المسؤولية الإنسانية التي حملتها المملكة العربية السعودية على عاتقها أكبر الدوافع التي انطلقت من خلالها لإنشاء «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» في العاصمة الرياض، الذي كان تأسيسه قفزة هائلة في ميدان العمل الخيري والإنساني، الذي يعمل وفق أسلوب تنظيمي في دقة متناهية، تضمن وصول المساعدات لمستحقيها وبصورة عاجلة؛ وهو ما تجلى في المساعدات العاجلة باليمن الشقيق، حيث أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – عند افتتاحه للمركز، أنه سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تعاني من الكوارث؛ بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة، حيث خصص له مبلغ مليار ريال لتكون البداية لعمله الإغاثي والإنساني.

ففي 24 رجب 1437هـ أكمل المركز عامه الأول الذي امتلأ بإنجازات هائلة وأعمال إنسانية ضخمة قدمها لعدد من الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها اليمن الذي قدم له مساعدات تقدر بمليار و600 مليون ريال للتخفيف من معاناة مواطنيه النازحين والمشردين من أعمال الحرب والتخريب التي يقوم بها الحوثيون، كما قام المركز على صعيد المساعدات الصحية بعلاج 4100 مصاب بمستشفيات المملكة، والأردن، والسودان، وتحمل كافة مصاريف النقل والمرافقة إلى انتهاء شفائهم وعودتهم لبلادهم.

 

المرتبة السادسة

ومع هذه العناية بالعمل الإنساني، جاءت المملكة العربية السعودية لتحتل المرتبة السادسة ضمن أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم، كما صرحت بذلك إحصاءات الأمم المتحدة، وتجاوز حجم ما أنفقته على نشاطها الإنساني وبرامجها الإغاثية في العقود الأربعة السالفة والتي استفاد منها أكثر من 90 دولة في مناطق متنوعة من العالم ما يقدر بـ115 مليار دولار، ومن ثم كان ارتقاء المملكة بهذا الدور العالمي الفاعل لتنضم بصفة مشارك إلى أكبر تجمع للدول المانحة عالمياً في لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (باريس – OECD).

لقد نظم المركز العديد من البرامج والمبادرات والأنشطة الإغاثية الإنسانية والصحية لمساعدة ونجدة العديد من المتضررين في أحاء العالم، ففي عام 2015م وفي حوادث الفيضانات والزلازل التي ضربت طاجيكستان، أغاث المركز 22500 متضرر، ووزع 60055 سلة غذائية في كارثة الجفاف في موريتانيا، كما أبرم عدداً من الاتفاقيات وعقود الشراكة لتنفيذ برامج متنوعة تخدم العمل الخيري والإنساني.

 

الأمن الغذائي

استطاع مركز الملك سلمان رغم قصر عمره أن يقدم إنجازات كبيرة يشهد لها القاصي والداني في ساحة العمل الخيري، توزعت على ثلاثة ميادين؛ هي: مشاريع الأمن الغذائي والإيوائي، ومشاريع المساعدات الإنسانية، ومشاريع المساعدات الطبية والبيئية.

ففي مشاريع الأمن الغذائي والإيوائي قدم المركز 28 برنامجاً لـ17.967.997 مستفيداً بمشاركة 28 جهة داخل المملكة وخارجها، حيث ساهم في إغاثة المتضررين من فيضانات طاجيكستان وأزمة الجفاف في موريتانيا والنازحين في محافظتي الأنبار وبغداد، ومساعدة المتضررين من زلزال قرغيزيا في محافظة أوش، كما قدم مساعدات غذائية إلى جمهورية ألبانيا، وعمل على تحسين فرص نقل آمنة للاجئين اليمنيين الفارين من هول المعارك والقصف، كما أعد سفينة «درب الخير» المحملة بالسلال الغذائية والمتجهة إلى محافظة عدن، وقام بدعم الأمن الغذائي لعدة محافظات يمنية، ونفذ مشروع إغاثة جزيرة سقطرى اليمنية، وساهم في إزالة آثار إعصار «تشابالا»، وأعد جسراً جوياً من 15 طائرة إغاثية إلى محافظة عدن، ونظم مشروع توزيع 218.250 أضحية وتقديم مواد غذائية وطبية في عدد من المحافظات اليمنية، وقام المركز بتشييد وحدات سكنية ومدرسة للاجئين في جيبوتي.

 

المساعدات الإنسانية

أما في ميدان مشاريع المساعدات الإنسانية، فقدم المركز أكثر من 21 برنامجاً لـ27 مليون مستفيد، كان أبرزها مشروع تعزيز الخدمات المنقذة للحياة والمتعددة للقطاعات المقدمة للفئات الأكثر عرضة، من خلال خدمات الصحة الإنجابية والوقاية من الاستجابة للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي في اليمن، والمساهمة في مشروع نداء الأمم المتحدة العاجل لليمن من أبريل 2015م، وتوفير سبل العيش إلى النازحين والمجتمعات المضيفة للمتأثرين من الصراعات في محافظات اليمن، كما ساهم في صندوق العيش والمعيشة الذي ينفذه البنك الإسلامي للتنمية في الدول الأقل نمواً؛ وهي: أفغانستان، بنجلاديش، بنين، بوركينافاسو، الكاميرون، تشاد، جزر القمر، كوت ديفوار، جيبوتي، غامبيا، غينيا، غينيا بيساو، جمهورية قرقيزيا، مالديف، مالي، موريتانيا، موزمبيق، النيجر، فلسطين، السنغال، سيراليون، الصومال، السودان، طاجيكستان، توجو، أوغندا، اليمن، والدول المنخفضة والمتوسطة الدخل؛ وهي: مصر، إندونيسيا، المغرب، نيجيريا، باكستان، أوزبكستان.

 

المساعدات الطبية

أما مشاريع المساعدات الطبية والبيئية، فكانت للمركز جهوده الفريدة التي تجسدت في 33 برنامجاً لـ16 مليون مستفيد، وتمثلت في: الإغاثة العامة والطبية والإنسانية للعالقين واللاجئين اليمنيين في جيبوتي على مرحلتين «جيبوتي1»، و«جيبوتي2»، وأقام مشروعي رعاية الأطفال والأمهات اللاجئين اليمنيين والدعم الطبي لاستقبال اللاجئين في جمهورية جيبوتي، وأنشأ المركز عيادات طبية، وحفر بئرين مع محطة تحلية مياه في محافظة أبخ بجيبوتي.

كما أقام المركز برنامج الجرحى اليمنيين ومرافقيهم في المملكة الأردنية، وبرنامجاً تنفيذياً طبياً لعلاج الجرحى اليمنيين في مستشفى الهلال الأحمر الأردني، وبرنامجاً تنفيذياً في إدارة التأمينات الصحية وتنظيم المصاريف الطبية والاستشفائية ومراجعة المطالبات الناتجة من تقديم الرعاية الصحية والخدمات العلاجية من الناحية المالية والطبية والتعاقدية.

وكذلك أقام برنامج الجرحى اليمنيين ومرافقيهم في جمهورية السودان (رقم 1)، وبرنامجاً تنفيذياً لتوفير الكوادر الطبية السودانية داخل المملكة العربية السعودية، وبرنامجاً تنفيذياً مشتركاً لتوفير الكوادر الطبية السودانية داخل اليمن، وبرنامج الجرحى اليمنيين ومرافقيهم داخل المملكة، وتأمين جهاز «A.B.G» للمستشفى العسكري في صنعاء، وتهيئة وتشغيل مستشفى مأرب العام، والمستشفى الجمهوري في عدن، وبرنامج علاج الجرحى والمصابين في مستشفيات القطاع الخاص داخل اليمن (1)، ومشروع تقديم الخدمات الطارئة المنقذة للحياة إلى أشد الفئات ضعفاً في اليمن، ودعم مستشفى الثورة في تعز بمادة الأكسجين الطبي، وإعداد برنامج تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية والمحاليل الوريدية ومحاليل غسيل الكلى، وتهيئة وتشغيل المستشفى السعودي في حجة، وإقامة برنامج دعم خدمات المياه والتعقيم والصرف الصحي المنقذة للحياة للضعفاء من النازحين داخلياً وللمرافق الصحية، وبرنامج الأطراف الصناعية في مستشفى هيئة مأرب العام.. وغيرها من البرامج المهمة والحيوية التي تضع المملكة في مصاف الدول التي تولي العمل الإنسانية عناية فائقة، ولقد كان هذا العرض المقدم للاهتمام الحكومي الذي يمثله مركز الملك سمان الإغاثي.

أما إذا نظرنا للمؤسسات الخيرية الأهلية وما تقدمه من إنجازات في العمل الخيري والإنساني، فإنها حاضرة وبقوة، تثبت وجودها في مساعدة المحتاجين والفقراء التي تمد لهم يد العون والمساعدة، وتخفف عنهم ما حل بهم من بلاءات وأزمات.

 

الندوة العالمية

تأتي الندوة العالمية للشباب الإسلامي واحدة من كبرى المؤسسات الإسلامية الخيرية الشبابية التي تنطلق من أرض الحرمين، ولها بصماتها العالمية في العمل الخيري والإنساني، ففي تقريرها السنوي الأخير عن إنجازاتها الخيرية على مستوى العالم لعام 1436هـ، نظمت الندوة العالمية 58 برنامجاً في دول العالم المختلفة؛ ما بين برامج شبابية ونسائية وإنسانية، ونورد في هذا التقرير أبرز هذه البرامج وعدد المستفيدين منها:

- المنح الدراسية (كفالات طلاب العلم النابغين): 4270 منحة.

- المساعدات الطلابية التي قدمتها للطلاب في شتى البقاع وفي مختلف المراحل والتخصصات 621 مساعدة.

- الحقيبة التعليمية والمدرسية التي استفاد منها 44204 طلاب.

- الملتقيات الطلابية والمخيمات الشبابية: نفذت الندوة 317 برنامجاً استفاد منها 47550 مستفيداً.

- الدورات الشرعية والعلمية: نفذت 62 دورة لـ16913 مستفيداً.

- القوافل التوعوية التي نفذت الندوة منها 36 قافلة وأفاد 30421 مستفيداً.

- حلقات تحفيظ القرآن الكريم: 1209 حلقات، وعدد المستفيدين 22702.

- دعم الجامعات والمؤسسات التعليمية: 157 جهة، وعدد المستفيدين 133091.

- تأهيل المسلمين الجدد: نفذ 89 نشاطاً استفاد منه 20474.

- دعوة غير المسلمين والتعريف بدين الإسلام: أقيم فيه 300 نشاط، واستفاد منه 61437 مستفيداً.

- المحاضرات والدروس وعددها 815 برنامجاً، والمستفيدون 30440.

- طباعة المصحف الشريف وترجمة معاني القرآن الكريم في كثير من البلدان: 872766 نسخة.

- إصدار وتوزيع الكتب والمطبوعات: 102192 نسخة، وعدد المستفيدين 336810.

- برامج الحج والعمرة: 10 برامج، وعدد المستفيدين 793.

 - كفالة الدعاة والأئمة والمعلمين: 823، وعدد المستفيدين 411500 مستفيد.

- أنشطة دعوية وثقافية وتربوية متنوعة: 131 نشاطاً، وعدد المستفيدين 25719.

- توزيع الحقائب الدعوية: 3511 حقيبة، وعدد المستفيدين 6475 مستفيداً.

- البرامج الدعوية في الإصلاحيات والسجون: 18 برنامجاً، وعدد المستفيدين 8410 مستفيدين.

- كفالة الأيتام ورعايتهم: 70653 يتيماً.

- كفالة الأسر المحتاجة: 2451 أسرة، وعدد المستفيدين 12705 مستفيدين.

- مساعدات فردية: عدد المستفيدين 1600.

- حفر الآبار: 1255 بئراً، وعدد المستفيدين 284110 مستفيدين.

- بناء المدارس: 18 مشروعاً، وعدد المستفيدين 2400 مستفيد.

- بناء المساجد ومرافقها: 451 مسجداً، وعدد المستفيدين 90200 مستفيد.

- وجبات إفطار الصائمين في الحرمين: 235850 وجبة.

- وجبات إفطار الصائمين حول العالم: 977754 وجبة.

- مشروع الأضاحي والذبائح الأخرى: 56014 ذبيحة، وعدد المستفيدين 643303 مستفيدين.

- خدمة الحجيج (وجبة الحاج، سقيا الحاج، هدية الحاج): 1191542 وجبة وهدية وسقيا.

- إنشاء ودعم المراكز الإسلامية: 53 مركزاً، وعدد المستفيدين 71 ألف مستفيد.

- توزيع السلات الغذائية وإطعام المساكين: 35455 سلة، وعدد المستفيدين 177275 مستفيداً.

- كسوة العيد: 11765 كسوة.

- توزيع زكاة الفطر: 267021 زكاة، وعدد المستفيدين 353912 مستفيداً.

- المخيمات الجراحية والمساعدات الطبية: 22 برنامجاً، وعدد المستفيدين 13249 مستفيداً.

- برامج الإغاثة الموسمية: 56 برنامجاً، وعدد المستفيدين 1011761 مستفيداً.

وغير ذلك من جملة البرامج الإنسانية التي قدمتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي في العديد من دول العالم التي تضاف لرصيد المملكة العربية السعودية.>

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الطائف بين الأمس واليوم

نشر في العدد 46

92

الثلاثاء 02-فبراير-1971

أكثر من موضوع (176)

نشر في العدد 176

86

الثلاثاء 20-نوفمبر-1973