; الرجعية والتقدمية بين الإسلام وخصومه | مجلة المجتمع

العنوان الرجعية والتقدمية بين الإسلام وخصومه

الكاتب الأستاذ يوسف العظم

تاريخ النشر الثلاثاء 30-يونيو-1970

مشاهدات 699

نشر في العدد 16

نشر في الصفحة 8

الثلاثاء 30-يونيو-1970

·       الرجعـيَّة إنسَانيًّا: تلك التي تمتهن كرامَة الإنسَان.

·       الرجعــيَّة اقتصَاديًّا: تلك التي تستغل جهد الإنسَان.

·       الرجعــيَّة اجتماعيًّا: تلك التي تدفع بالإنسَان إلى حياة الغاب من جَديد.

·       الرجعــيَّة علميًّا: تلك التي تحَارب العلم وتدعو إلى الجهالة.

·       يتمثَّل ذلك كله في التَمييز العنصريّ البغيض وإبَادة الشعوب وَممَارسَة الجنس عَلى قارعَة الطَريق.

·       الإسلام رافع رايَة التقدُّم، وَخصومه أقزام، في كهوف الرجعيَّة متخلفون.

 

 

 

الرجعيَّة الاجتماعيَّة:

من العار أن يُتهم «دعاة الإسلام» بالتخلف الاجتماعيّ والدعوة إلى حياة الغاب من جديد، أنصار التعري والميني جوب وإسدال الشعور على الوجه والرأس والجسد دون قيدٍ ولا ضابط.

إن عصر الخنافس والمخدرات والإباحيَّة التي تفتك في المجتمع الغربيّ وتنخر في جسد أوروبا وأمريكا، لا يمكن أن يصم بالرجعيَّة من يدعو الناس إلى التطهر والنظافة وحسن المظهر، ويحثهم على الاغتسال والوضوء؛ لتطهير معظم أعضاء الجسد خمس عشرة مرةً في اليوم.

إن دعوة الإسلام التي يحملها «دُعاة الإسلام»، ويجاهدون في سبيل تطبيقها، لَتقوم على أسسٍ قويمة من نظم الأسرة والمجتمع، وإقامة العلاقات الكريمة وتوثيقها بين الوالدين والأبناء، والزوج والزوجة، والأقرباء، وذوي الأرحام، بل بين الجار والجار، والإنســان والإنسان، في صورة بلغت حَدّ الكمال الأخلاقيّ والجمال النفسيّ الرائع، ومع ذلك تبلغ السخرية حدًّا لا تُطَاق معه أن ينبري دُعاة المجون والفحش والعهر والرقيق الأبيض في صور مسابقات الجمال للنهود، والقدود، والأفخاذ، فيتهمون بالرجعيَّة والتخلُّف المسلمين، الذين يحفظون فروجهم، ويغضّون أبصارهم، وينظرون للمرأة نظرة ملؤها التكريم والتقدير، وقد وضع الله تحت أقدامها الجنة وجعل طاعتها من طاعة الله.

الأمر واضح الدلالة بين التخطيطين، توجَّه التهمة فتصيب جميعها أو بعضها من «الإسلاميين» جانبًا، وتنطلي الفِريَّة على السذَّج والبلهاء من الهتَّافين والمصفقين بلا وعيٍ ولا حساب، ليحققوا تخطيط مجلس التشويش في الاتحاد السوفيتيّ ولجان الشائعات في الأحزاب الشيوعيَّة، حيث تُصنَع التهم وتُعَدّ الشائعات وتُطلَق الشعارات في كل منتدى وركن من أركان المجتمع الإنسانيّ في أرجاء المعمورة.

الرجعيَّة ثقافيًّا:

كيف يمكن لأمةٍ أوَّل كلمة في كتابها المُنزَّل كلمة تدعو إلى المعرفة وفَكّ طلاسم الحياة، أن تُتهَم بالرجعيَّة، ليس هذا رد تهمة، ولكنه إلقاء أضواء على خضراء الدمن في الفكر المستورد والثقافة الدخيلة لدى «المنهزمين»، تلك التي يظنها المخدوعون المضلَّلُون حدائق نضرة ومروجًا ذات رياحين، كيف يمكن لأمةٍ تدعو إلى العلم وتحثّ عليه وتعتبر الملائكة في خدمة طالب العلم الذي ينشده من مظانه أن تُسمَّى أمة متخلفة ثقافيًّا رجعيَّة فكريًّا؟

إن إلمامةً بسيطة بما قدَّمه الرازي وابن سينا في الطب والصيدلة، وأبو بكر الخوارزمي في الرياضيات، وجابر بن حيان في الكيمياء، والحسن بن الهيثم في الفيزياء، وابن خلدون في علم الاجتماع، وغير أولئك من عشرات العلماء، الذين وضعوا بذرة العلوم الحديثة نقلًا أو تهذيبًا أو إبداعًا، يوم كان الناس في جهالة ووحشيَّة في أصقاع الجليد في روسيا أو ظلمات الغاب في أوروبا وأمريكا، إنها لدلالة موضوعيَّة هادئة على أن الدعوة إلى الجمع بين المختبر والمحراب أمر طبیعي فطري سوي في دعوة الإسلام، لا يفرق بينهما عداوة مصطنعة ولا خصومة مفروضة تأتي من خارج إطار التفكير الإسلاميّ الرفيع.

إن بلاءنا من الذين يستوردون الفكر والثقافة والرأي والعقيدة، كما يستورد الطعام وتستورد الثياب، وهو داء يفتك بالنفس المؤمنة والأمة المسلمة، كما يفتك الداء العضال بالجسد ويبدد منه كل مظاهر الصحة والعافية.

إن ديننا يحثّ على العلم ويدعو إلى الحكمة، ويأمر أتباعه بفقه الحياة وتعلُّم كل ما من شأنه أن يرفع من مستوى الأمة في عيشها وعلاقاتها بالناس فرديًّا، وأسريًّا، واجتماعيًّا ودوليًّا، لا يمكن أن يوصم برجعيَّة الفكر وتخلُّف الثقافة إلا إذا كان البحث يدور والاتهام ينطلق من مجموعة من الببغاوات التي تردد ما ينادي به السادة المدبرون للمكيدة، المتآمرون على تراث الإسلام من أساطين الماديَّة والإلحاد، والصليبيَّة، واليهوديَّة العالميَّة.

ونظرة أخرى حديثة لا تتغلغل في أعماق التاريخ أو أصول الدعوة، لنرى قيمة العلم وتقدير العلماء في الإسلام، بل هي نظرة قريب مداها في صفحات التاريخ المعاصر تؤكد لنا إقبال «دعاة الإسلام» على الجامعات وطلب العلم في شتى مجالاته، حتى بلغت نسبة «الإسلاميين» في معظم اتحادات طلبة الجامعات المصرية ٩٠% في غالب الأحيان.

 

أین الرجعيَّة إذن أيها المغالطون؟

وهل من مظاهر التخلُّف العلميّ لدى فئة مؤمنة أن يؤدّي اعتقال بعض أبنائها يومًا إلى إغلاق المجلس القوميّ للبحوث العلميَّة في القاهرة، حيث كانوا يشكِّلون أغلبية من المفرغين في أبحاث الذرة ويحلّ محلهم غرباء عن الديار يعيدون الحيويَّة والنشاط في المجلس، بعد أن كان معظم من فيه من ذوي القلوب الطاهرة والأيدي المتوضئة؟

لقد وقع بصري يومًا، في صحيفةٍ موالية للحكم العربيّ المتحرِّر، على صورةٍ لشاب اتُهِمَ بالرجعيَّة والتآمر، وكان الشاب من المهتمين بأبحاث الذرة وعضوًا في المجلس القومي للبحوث العلميَّة، فماذا رأيت؟

شاب يدعو إلى الله على بصيرةٍ، ويعتبر الولاء لأحد المعسكرين المتطاحنين رِدَّة جديدة، لأن الولاء في عقيدته لغير الله لا يجوز، ولمحت في بريق عينيه تطلعًا إلى مستقبلٍ مشرق لإسلامٍ صحيح لا تشوبه شائبة، فهو يدعو إلى العلم والمعرفة والخير والمحبة، وهو من المؤمنين الذين يقيمون الصلاة في أفياء المختبر أو يجرون العمليات العلميَّة في ظلال المحراب.

وكانت ملامح من تقدميَّة المجتمع الظالم والحاكم المستبد تلوح على وجه الشاب، متمثِّلة في آثار التعذيب بالنار تكويه وبقع من الدم تلطخ جبهته، وعروق عنقه ومحاجر عينيه تنطلق بأقسى معاني الإرهاب وأبشع صور التخلُّف والرجعيَّة تنصب في حقد من أكف أدعياء التحرُّر والتقدميَّة.

إن خلاصة القول مما ذهبنا إليه أن «المنهزمين» هم أساطين الرجعيَّة المظلمة ودعاتها الأوفياء وإعلامها المبرزين في العالم العربيّ والمجتمع العالميّ، سواء أكانت الرجعيَّة استمتاعًا بالمرأة في سوق العري والنخاسة الحديثة على الشواطئ وفي حفلات مسابقات الجمال، أم الدعوة الصريحة الوقحة إلى ممارسة الجنس في الحدائق العامة في ضوء القمر أو تحت أشعة الشمس، أم كانت دعوة إلى التمييز العنصريّ البغيض الذي يُقسِّم الناس إلى سادة بيض وعبيد سود البشرة، بل إن للرجعيَّة صورًا رهيبة أخرى، تتمثَّل في تصفية الخصوم في الظلام أو سحلهم لو كانوا من أبناء الوطن الواحد وجرهم خلف سيارات الرفاق في شوارع بعض عواصم الوطن العربيّ المتحرِّر، لمجرد خلافٍ في الرأي ومعارضة للمبادئ «اليساريَّة» التقدميَّة.

أيَّة صورة من صور الرجعيَّة أبشع من إبادة الملايين من المؤمنين، أو المخالفين في الرأي في صحاري سيبريا باسم حماية الثَّورة التي يُفتَرض أن تكون منبثقة من صميم الشعب وأن يكون إيمان الشعب بها، أو حماتها والدعاة لها؟

وأيَّة صورة من صور الرجعيَّة أتعس مما نراه من معاملة يستوي فيها السود والكلاب في «أمريكا» بلد الديمقراطيَّة والتقدميَّة المزعومة، بل إن للكلاب حظًا أوفر ونصيبًا أكرم من المعاملة والرفق والإشفاق؟

والشعب الذي يُبَاد بكامله- شعب الهنود الحمر أصحاب البلاد الأصليَّة في أمريكا الحضارة والتقدميَّة- إنه يذوب داخل مخيَّمات ومناطق محجور عليه فيما هو أشبه بمعسـكرات الاعتقال؟

والقنبلة الذريَّة المدمرة التي أُلقيت على «هيروشيما»، لتحيل حياة الإنسان المتفتح بالمنى والآمال كتلًا من اللحم وأنهارًا من الدم وأكوامًا من الرماد، أهذه هي التقدميَّة؟

والغاز القاتل الذي يتسلل الى أجواء الإنسان الأمن؛ ليترنح وينهار ويودع الحياة خنقًا في غير إشفاقٍ ولا رحمة، أهذه هي التقدميَّة الأصيلة يا أدعياء التقدميَّة؟

والأسلحة الميكروبيَّة التي يعدها الإنسان متربصًا بأخيه الإنسان، أهناك أبشع من هذه الرجعيَّة؟ رجعيَّة الإرهاب الفكريّ والجريمة العلميَّة والعقول التي ما زالت على درب الضلال لا تعرف غير الدم يروي الأحقاد ويشفي الصدور؟

لقد عرف «العالم الغربيّ» المكارثيَّة في أبشع صور الإرهاب والمطاردة، وعرف «العالم الشرقيّ» الستالينيَّة صورة أخرى من صور الكبت والتشريد السياسيّ المرعب، وانتقل الإرهاب التقدميّ ووسائل التعذيب التحرريَّة إلى العالم العربيّ، ليكون «دعاة الإسلام» ضحية تحالف الشرق والغرب ضد الإسلام، ويصبح أبناء الوطن الأوفياء من ذوي الفكر الأصيل الذين يرفضون الفكر الدخيل حقولًا تُجرَى فيهـا التجارب على أحدث مستوى إرهابيّ مما ينتجه العقل المستبد الحاقد على كل قيم التقى والرحمة وخير الإنسان.

و«دعاة الإسلام» اليوم، لم يتسلَّموا نفوذًا ولم يبلغوا مقاعد المسؤولية والحكم حتى يُحكَم على تصرفاتهم في مختلف الجوانب، وكل الذي يقع لو قُدِّر للإسلام أن يحكم من جديد وهو قدر حتمي لازم يهيئ الله له ويعمل المؤمنون أن ينفذوا رأي الإسلام الخالص وأن يطبقوا أحكامه، وهي واضحة لا غموض فيها ولا تعمية.

لقد وقف «بلال الحبشي» يومًا موقفًا عنيفًا يخالف فيه رأيًا لأمير المؤمنين عمر، حول مصير أرض سواد العراق المفتوحة، بلال يرى أن تُقسَّم الأرض على الجيش الفاتح صاحب الحق في اقتسام الغنائم، وعمر لا يرى ذلك خشية انصراف المجاهدين إلى زراعة الأرض والتمتُّع بخيراتها والتخلي عن حمل الدعوة إلى الناس، ثم يتوارثها الأبناء بعد الآباء فلا يبقى للجيش ولا للخزينة مورد من مال، ولم يوقع عمر الأذى ببلال، وعمر معه القوة والنفوذ والسلطان، ولكنه ظل يقول في أعقاب كل صلاة: «اللهم اكفني بلالًا»، إلى أن لقى آية في الكتاب: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ﴾ (الحشر: آية 7).

فدعَّم بها رأيه وقوَّی بها حُجَّته، وانتصر عمر على بلال بالآية لا بالنفوذ، وقدرت له الغلبة بحكم الشرع لا بحَدّ السيف وكثرة الجند وبطش القوة، وحكم الشرع مثلما هو لعمر هو لبلال، ومثلما هو للخليفة هو للرعية كذلك، وبديهيّ أن نسمع في حياتنا ونقرأ بين الحين والآخر سطورًا مشرقة من حياة عمر يقولها لبدويٍ يخالفه في رأي ويعارضه في حكم، وتنتهي المناقشة الحادة بعبارةٍ هادئة وحوارٍ شامخ يدمغ خصوم الإسلام المنهزمين بأبشع صور التخلُّف وأسوأ معاني الرجعيَّة.

-        والله لو رأينا فيك اعوجاجًا لقومناك بحد سيوفنا.

-        الحمد لله الذي أوجد في أمة محمد من يقوِّم اعوجاج عمر.

إن الخوف الموهوم والإشفاق المزعوم من العودة إلى عصر الجَمَل والخيمة وقربة الماء، تفكير هابط مرفوض من «المنهزمين» الذين يخلطون جهالة أو عمالة بين مفاهيم «العلم» و«المدنية» و«الحضارة»، ذلك أن الإسلام يطالب أتباعه بالتعلُّم ما بقيت الحياة تنبض في عروقهم، ويحثهم على الاستزادة من المعرفة ما طلعت عليهم شمس كل نهار.

فمن ذا الذي يقول برفض العلم ومنجزاته والمدنيَّة ومعطياتها في أفياء المصانع والمختبرات؟ والإنسان- أي إنسان- لا يرفض أن يستبدل بالجَمَل سيارة، وبالسيارة طائرة، وبالطائرة صاروخًا، وأن يحل البرَّاد محل القربة، والمصعد مكان السُّلم الخشبيّ المتآكل، ولكن هذا القبول بما ينتج المصنع، وهذا الرضاء بما تقدم المدنية شيء، وقبول «التلاشي» في أفياء فكرٍ منحرف والذوبان في بوتقة عقائد مستوردة حاقدة شيء آخر.

إن الحضارة لا تعنى بمظاهر التقدُّم العمرانيّ وتطوُّر وسائل الحياة وآلات المعيشة، ولكنها تعنى بتصوُّر الإنسان لِمَا حوله وتفكيره فيما يدور، وما ينبثق عن هذا التصوُّر وذاك التفكير من أساليب العَيْش ومعالم الحياة ومظاهر السلوك.

ولذا فإننا نعد الرجل الأمريكيّ مثلًا متمدنًا، لأنه يركب الطائرة ويستعمل المصعد ويشاهد برامج التلفزيون ويسـتخدم الهاتف ويحيا في بيتٍ تشيع في جنباته كل مظاهر الحياة المترفة، ومع ذلك فإننا لا نعده متحضرًا لأنه ما زال يعامل الملونين معاملة يرفضها الإسلام لكل ذي روح، فما بالك بالإنسان الذي كرَّمه الله على الخلق أجمعين.

﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾  (الإسراء: آية 70)

إن العقليَّة التي ما زالت تكتب على أبواب مطاعمها وجامعاتها «ليست للكلاب والسود»، وتسهم في إبادة الهنود الحمر في معسكراتٍ خاصة تعزلهم عن العالم، وتشرد الملايين الأبرياء من بلادهم فلسطين بغير حق، وتحيل ملايين الأنفس والأجساد رمادًا في هيروشيما، ومثلها تلك التي أبادت ملايين المؤمنين في صحاري سيبريا، وقطفت ثمار النصر في الحرب العالميَّة الثانية بسلاح الموت الرهيب القنبلة الهيدروجينيَّة، جنبًا إلى جنب مع الإمبرياليَّة الأمريكيَّة، مثل هذه العقليَّة لا يمكن أن نسميها عقليَّة متحضرة، ومثل هذا الفكر لا يمكن أن يُعرَف بالفكر التقدميّ، لأنه فكرٌ لا يؤمن بغير الإبادة والسحق والسحل في أجواءٍ حاقدة مظلمة، لا يغيِّر من ذلك أناقة الملبس أو رشاقة الخطوة أو لباقة الحديث.

ومع ذلك فلا يغرب عن بال الغرباء عن ذاتهم، المنسلخين من تاريخهم، المتنكرين لتراث أمتهم، الذين يعيرون دعاة الإسلام بعصر الجَمَل وعهود الخيمة، إنه كان لنا في عصر الجَمَل كرامة، وكان لنا في أفياء الخيمة وجودٌ، وكان لنا مع قربة الماء عزة لا يجد مثلها اليوم الذين استبدلوا بالجَمَل «الكاديلاك»، وبالخيمة «القصور»، وبالقربة «زجاجات الخمر» من كل لونٍ وطعمٍ، مما يعجز القلم عن حصره أو بلوغ مداه.

أرأيتم كيف يتعاون «اليمين» الأسود و«اليسار» الحاقد على رفع راية الرجعيَّة والتخلُّف والهبوط في دنيا القيم وعالم الأخلاق وميدان الروح، ولو بلغوا القمر وأنفقوا على غزو المريخ كل أموال الأرض وكل ثروات الوجود.

إن الإنسان السوي والبشريَّة المعذَّبة تطالب غُزَاة القمر والمريخ أن يغزوا أعماق أنفسهم، ليطردوا منها كل معاني العدوان ومظاهر الحقد وبذور الرجعيَّة، ليكونوا جديرين بكل ما تحمله من معنى كلمة «إنسان».

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مع القراء - العدد 11

نشر في العدد 11

30

الثلاثاء 26-مايو-1970

حوار مفتوح.. أزمة المثقفين

نشر في العدد 55

19

الثلاثاء 13-أبريل-1971