العنوان دور اليهود والماسونية في الانقلاب على السلطان عبدالحميد..
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 23-يناير-1979
مشاهدات 36
نشر في العدد 429
نشر في الصفحة 37
الثلاثاء 23-يناير-1979
إن سياسة الاتحاديين، لحد الآن، قد أبعدت تمامًا تقريبًا، العثمانيين، وخاصة السوريين والعرب الذين فقدوا، كما فقد اليونانيون والبلغار، كل أمل في تأسيس نظام دستوري حقيقي في تركيا، وأصبحوا يخشون بطش الأتراك الشديد، وأخذوا يفتشون عن مركز تجمع للدفاع عن المصالح العربية، وهم يكرهون الأتراك ويحتقرونهم، ويعتبرون أنفسهم أرفع منهم ثقافة، وأعلى حضارة، ويقاومون كل حركة لتتريكهم، وهم كذلك يخشون الغزو الصهيوني واليهودي لبلاد الشام والعراق.
على أن العرب تفصل بينهم بواد وصحارَى، واختلاف في اللهجات المحكية، وعدم قابلية على الالتحام والتماسك متأصل في عنصرهم. وكثيرون منهم، من النواب وغيرهم، يوجهون أنظارهم سرًّا إلى الدولة الخديوية في مصر لأنها «الدولة العربية» الوحيدة التي يأملون أن تلم في يوم من الأيام، تحت رعاية الإنكليز، شمل جميع العرب الخاضعين للدولة العثمانية، وقد اتخذت هذه الفكرة عند الكثيرين منهم شكلًا محددًا، ولكنها ما زالت عند الآخرين غامضة أو شبه غامضة.
ولكن هؤلاء العرب جميعًا لا يحملون أي عطف على الوطنيين المصريين المتطرفين، ولا يوافقون على أساليبهم في العمل السياسي. ويقترح بعضهم أن يحاول المحفل الأعظم في مصر، الذي تعترف به الماسونية البريطانية، أن يجمع تحت جناحه المحافل المصرية غير الشرعية للماسونيين السياسيين. وهذا الرأي بطبيعة الحال، سخيف. وهو يدل بوضوح على خطأ تصورهم للمبادئ الحقيقية للماسونية البريطانية، التي هي بطبيعة الحال غير سياسية، والمفروض أنه يتوجب على الماسونيين المصريين الذين تعترف بهم بريطانيا أن يتقيدوا بتعليمات المحافل العظمى في بريطانيا وأسكتلندا والتي تقضي بقطع كل علاقة مع «الإخوة غير الشرعيين»، الذين يستخدمون الماسونية مجرد غطاء لخططهم ومؤامراتهم السياسية.
إن جميع الحقائق والتصورات المذكورة أعلاه المتعلقة بالماسونية المحلية قد حصلنا عليها من ماسونيين محليين بصورة سرية تامة. ولكن هذه الماسونية المحلية، شأن كل منظمة سياسية سرية من هذا النوع، مراوغة، وتلجأ إلى المزيد من التخفي والسرية والكتمان عندما تشعر بأن أسرارها أصبحت معرضة للافتضاح والانكشاف. ولهذا أرجو أن تحافظ على سرية هذه الرسالة كل المحافظة.
وبما أن معظم ما ورد فيها يتعلق بمصر خاصة فأفترض بأنك سترسل نسخة منها، بصورة سرية، إلى غورست. ولعله من المفيد أيضًا أن تبعث بنسخة منها إلى إيران، بل وإلى حكومة الهند أيضًا؛ لأنه عندما يفهم وجهاء المسلمين في الهند بأن حركة تركيا الفتاة متأثرة تأثرًا عظيمًا بالماسونية السياسية اليهودية الاتحادية فسيكون هذا ردًا على ما يحتمل أن يقوم به الاتحاديون الشوفينيون من دعاية للجامعة الإسلامية موجهة ضد بريطانيا.
ولدي من الأدلة ما يحملني على الاعتقاد بأن زميلي السفير الألماني يدرك مدى توجيه الماسونية اليهودية، واللاتينية (أي الإيطالية والفرنسية) لجمعية الاتحاد والترقي، وأنه قد أطلع حكومته بصورة سرية على هذه الناحية من سياسة الاتحاديين.
صديقك المخلص
جيرارد لاوثر
ملاحظة: ورد أعلاه أن المحفل الأسكتلندي الأعظم رفض الاعتراف بـ«محفل الشرق العثماني الأعظم» وأعلن أن ماسونيته غير شرعية، ولكنني علمت بأن الجهود تبذل للتغلب على هذه الصعوبة بطريقة غير مباشرة، وذلك بإقناع المحفل البريطاني الأعظم بالاعتراف بالمحفل العثماني المشكل حديثًا. وبالنظر للتطورات الغربية في الماسونية المصرية فسيكون من المرغوب فيه أن يسير المحفل البريطاني الأعظم على نهج أخيه المحفل الأسكتلندي الأعظم فيرفض الاعتراف بمؤسسة مصطبغة جدًّا بالصبغة السياسية.