العنوان الفقه والمجتمع (1058)
الكاتب أ.د. عجيل جاسم النشمي
تاريخ النشر الثلاثاء 20-يوليو-1993
مشاهدات 726
نشر في العدد 1058
نشر في الصفحة 58

الثلاثاء 20-يوليو-1993
الحجاب فريضة شرعية:
سؤال: فتاة تسأل وتقول: إن زوجها يمنعها من الحجاب، فهل يجوز لها أن تخالفه؟
وسيدة أخرى تقول: إن زوجها إنسان عادي يصلي ويصوم، ومعتدل في كل شيء، ولكنه يرفض فكرة الحجاب تمامًا، وفي رأيه أن التي تلبس الحجاب معقدة وتقول: إن عندها من هذا الزوج ثلاثة أولاد، ويهددني بالطلاق إذا لبست الحجاب، ولا فائدة من اقتناعه؛ لأنه يرى أن لبس الحجاب يحرجه، وقد بذلت السيدة في سبيل إقناعه جهدًا طويلًا. وتقول: إنها تخشى على نفسها من عقاب الله، فهل يحق لها أن تطلب الطلاق؟
الجواب:
نقول للفتاة والسيدة ولكل امرأة تريد أن تتحجب وزوجها أو أهلها يمنعونها: إن الحجاب بالنسبة للمرأة واجب شرعي إذا أرادت الخروج من بيتها، وخروجها دون حجاب معصية لله تبارك وتعالى، فهي تخالف نص كتاب الله ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ (النُّورِ: ٣١). ويخالفن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أسماء، إذا بلغت المرأة المحيض لم يحل أن يبدو منها غير هذا، وهذا، وأشار إلى وجهه وكفيه، وهذا من المجمع عليه بين علماء الأمة.. ولا يجوز أن تطيع المرأة الزوج في ذلك؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ومع هذا ينبغي مجادلة الزوج في هذا الموضوع ونقاشه وتكليم من يكلمه من أصدقائه وأقاربه؛ لعله يرجع عن هذا الموضوع الخطير.. وهو آثم على موقفه هذا، ويسأل عنه أمام الله تبارك وتعالى، نسأل الله لنا وله العافية.. وكذلك الأهل يأثمون إذا منعوا بناتهم إذا بلغن من ارتداء الحجاب.
مصارف الزكاة كثيرة:
سؤال: هل يجوز دفع الزكاة إلى طلبة العلم، كما هو في مشروع طالب العلم في بيت الزكاة الكويتي؟
الجواب: نعم يجوز إعطاء طلبة العلم من الزكاة؛ بناءً على دخلهم في مصرف في سبيل الله، وذلك إذا كان هذا الطالب يعد ليكون مسلمًا قويًا متسلحًا بالعلم والإيمان؛ لينافح ويدافع عن الإسلام ويدعو إليه، ولا شك أن الاهتمام بالجوانب الثقافية والعلمية والتربوية في عصرنا الحاضر أصبحت من أهم ميادين الجهاد والدعوة، فإعداد طلبة العلم عامة والعلم الشرعي خاصة من أهم ما ينبغي الاهتمام به لنشر الدعوة الإسلامية، فإذا كان هؤلاء الطلبة يعدون لذلك وفق المنهج الإسلامي السليم؛ فإنهم يستحقون الزكاة، ولقد قال الإمام النووي: ولقد قدر على كسب يليق بحاله، إلا أنه مشتغل بتحصيل بعض العلوم الشرعية؛ بحيث لو أقبل على الكسب لانقطع عن التحصيل؛ حلت له الزكاة؛ لأن تحصيل العلم فرض كفاية.
ويبين الإمام النووي سبب ذلك بأن مصلحة المشتغل بالعلم مصلحة عامة للمسلمين، بخلاف من يقبل على نوافل العبادات؛ فإن مصلحته خاصة لنفسه، فيعطي الأول ولا يعطى الثاني، فيقول: وأما من أقبل على نوافل العبادات والكسب يمنعه منها، أو من استغراق الوقت بها؛ فلا تحل له الزكاة بالاتفاق؛ لأن مصلحة عبادته قاصرة عليه، بخلاف المشتغل بالعلم.
من حقوق الزوجة على زوجها:
سؤال: سيدة تقول: إنها كانت تعمل في بيت زوجها بدون خادمة رغم أنها لما كانت في بيت أبيها كانت عندها خادمة. وتقول: إن زوجها يرفض إحضار خادمة، فهل لها حق في المطالبة بإحضار خادمة؟
الجواب: نعم من حقها طلب خادمة، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يجب على الزوج أن يحضر خادمة لزوجته إذا كانت هذه الزوجة ممن لا يليق بها خدمة نفسها. وهذا يقدر بحسب البيئة الاجتماعية والعرف.
وقد اعتبر الفقهاء هذا الإخدام من قبيل المعاشرة بالمعروف الوارد في قوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النساء: ١٩). ولكن يراعى في حال إلزام الزوج إحضار خادم أن يكون موسرًا قادرًا على ذلك. ويجب الإخدام على الزوج من باب أولى إذا كانت الزوجة مريضة لا تستطيع أن تخدم نفسها.
صوت المرأة ليس بعورة:
سؤال: هل صحيح أن صوت المرأة عورة ولا يجوز الاستماع إليه؟
الجواب: صوت المرأة ليس عورة في حد ذاته ولا نعرف أحدًا قال بهذا، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إلى النساء ومن يحادثنه أو يسألنه في أمور دينهن ودنياهن، وكذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يحادثون النساء؛ بل كانوا يأخذون العلم والحديث عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؛ وخاصة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، لكن المحذور الذي لا ينبغي أن تتصنعه المرأة، ولا يجوز لمن يؤثر فيه صوتها إذا كان منعمًا أو لينًا أو مكسرًا، فعدم جوازه لا لذاته؛ بل لاتخاذه سبيلًا إلى الفتنة، وكم من هذا القبيل أو وقع رجالًا في حبائل النساء. والله المستعان.
التنابز بالألقاب:
سؤال: حدث خلاف بين اثنين فقال أحدهما للآخر: يا حمار، فما هو حكم الإسلام في هذا اللفظ؟ وهل يمكن أن يعاقب قائل هذا اللفظة؟
الجواب: ذكر هذا اللفظ وأمثاله يدخل في التنابز بالألقاب الذي نهى القرآن الكريم عنه في قوله تبارك وتعالى: ﴿وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ ٱلۡفُسُوقُ بَعۡدَ ٱلۡإِيمَٰنِ﴾ (الحجرات: 11)0 وهذا مرجعه إلى اجتهاد القاضي في نوع التعزير أو مقداره ومدته.. أما إذا تعدى هذا اللفظ بأن دخل في دائرة القذف في العرض، فهذا يعتبر حينئذ من القذف الذي شرع له الحد، وهو جلد ثمانين جلدةً إذا ثبت.
الفرق بين التقية والنفاق:
سؤال: هل هناك فرق بين التقية والنفاق، لأن البعض يقول: إن التقية
لا تختلف عن النفاق؟
الجواب: التقية كما عرفها السرخسي هي أن يقي الإنسان نفسه بما يظهره، وإن كان يضمر خلافه والتقية مشروعة عند الضرورة عند خوف القتل أو الإيذاء العظيم. ومستندها قوله تعالى: ﴿ لَّا يَتَّخِذِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَلَيۡسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيۡءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُواْ مِنۡهُمۡ تُقَىٰةٗۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ (آل عمران: ۲۸) قال ابن عباس رضی الله عنه في تفسيرها : نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار، أن يتخذونهم وليجة من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين، فيظهرون لهم اللطف ويخالفوهم في الدين، ودليل مشروعيتها أيضًا قوله تعالى : ﴿مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ (النحل: ١٠٦)، وإذا تعينت التقية لإنقاذ النفس أو الضرر والإيذاء الكبير؛ فتصبح واجبة لقوله تعالى : ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ﴾ (النساء: ٢٩).
أما النفاق فإنه يختلف عن التقية؛ لأنه إظهار الإيمان وكتمان الكفر، فيقول الإنسان بلسانه ما ليس في قلبه، فالفارق بينهما كبير.
المرأة المسلمة وآداب الإسلام:
سؤال: فتاة تقول: إنها محجبة وترى بعض المحجبات في الأسواق يضحكن بصوت عال، وأحيانًا يتشاجرون مع البائع ويتبسطن بالكلام مع البائعين، فما حكم هذا التصرف؟
الجواب: ينبغي أن تكون المرأة المسلمة وخاصة المحجبة ملتزمة بآداب الحجاب وما يتطلبه ديننا الحنيف، فهي حينما تخرج من بيتها إلى الأسواق إنما تخرج لحاجة تقضيها، فلا تضيع وقتها في كثرة الذهاب والتنقل من سوق لآخر، وتنجز حاجتها في أسرع وقت يمكنها، ولا يجوز لها أن تتبسط مع البائع فهو رجل أجنبي عنها، ولها أن تساومه بهدر، ويخفض صوت ولا حاجة في هذه الأماكن إلى الضحك والمزاح، فإنه يسقط وقار وهيبة المرأة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

