العنوان من شعراء الدعوة الإسلامية.. الشاعر شريف قاسم
الكاتب المحرر الثقافي
تاريخ النشر الثلاثاء 27-أكتوبر-1992
مشاهدات 12
نشر في العدد 1022
نشر في الصفحة 55
الثلاثاء 27-أكتوبر-1992
بقلم عبد الله
الأنصاري - المدينة المنورة
شاعرنا اليوم شريف عبدالقادر الحاج قاسم أحد شعراء الدعوة الإسلامية المعاصرين حمل الشعر لا لغرض إلا
ليكافح به عن دينه ويبلغه للناس. ولد شريف قاسم في دير الزور الواقعة على نهر
الفرات في الشمال الشرقي من سوريا عام ١٩٤١ ميلادية، وفي مدينته نشأ وترعرع وتعلم
ثم أتم دراسته في حلب الشهباء ليعود مدرسًا في مدينته وليعود مرة أخرى إلى حلب
للخدمة الإلزامية بكلية ضباط الاحتياط وتخرج منها كذلك ليقف على ثغور فلسطين عام
١٩٦٥ ميلادية ينتظر ساعة التحرير وقد استوى عوده وأنهى خدمته الإلزامية ليعود
ويمارس في مسقط رأسه حياته الأدبية والإسلامية وليكون مع مقدمة الشباب المؤمن الذي
ظل يهز القلوب بقصائده ويحرك المشاعر بخطبه فقد كان خطيبًا في الجامع العمري
الكبير بدير الزور وتنقل إلى مساجد أخرى ثم استقر به المقام في جامع الغزالي
بالمنطقة الصناعية بالمدينة، فعاش قريبًا من الناس في دروسه بالمساجد وفي
الاحتفالات الحاشدة وكتب في صحف حلب ومنها جرائد الوطن والميزان ومجلة السنابل وفي
جريدة الفداء الحموية والخمائل الحمصية وفي جرائد المنار واللواء والأيام الدمشقية
وغيرها وكانت مساهمته بالخطابة في المساجد من أجل إحياء مدارس من فنون الخطابة المؤثرة
وفي سبيل إقناع الناس بأن حياتهم في اتباع الإسلام ونجاتهم في التمسك به والهلاك
والخسران في هجر كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم.
وعلى مدى سنوات ما كَلّ
ساعده ولا أوهت الأحداث عزيمته، بل جد مع إخوانه غير عابئين بالظلم ولا خائفين من
الطغيان والتف من حولهم الشباب الطاهر، وعندما أدرك أعداء النور ما لأمثال هؤلاء
المخلصين من شباب الإسلام ودعاته من خطر على ما بيتوا لهذه الأمة من كيد شنوا
عليهم الغارة، وضيقوا عليهم السبل فألجأوهم إلى الهجرة بعد معاناة.
ولم يثن شاعرنا بطشهم عن
متابعة طريق الجهاد وتابع كفاحه في سبيل الله عن طريق القافية الصادقة والكلمة
الحرة الجريئة المخلصة ومما وصلنا من مؤلفاته:
1- أغاريد شعرية، ديوان شعر يضم بين دفتيه ما
يقرب من أربعة آلاف بيت من الشعر الحماسي.
2- قدوم الربيع ، ديوان شعر إسلامي دعوي.
3-
من جانب الطور، ديوان شعر في الوصف والتأمل.
4-
صدى الجزيرة ديوان شعر في جزأين.
5- بلال - كذب المنجمون - مصرع طاغية -
مسرحيات شعرية.
6- دراسات عن الشاعرين
المعاصرين محمد مثلا غزيل وأبي القاسم الشابي.
7- صدى وذكرى، ديوان شعر منوه عنه في أسفل
قصيدة منشورة للشاعر في مجلة اقرأ - العدد ٤٤٩ وتاريخ٤ /٣/١٤٠٤هـ.
هذا ولا نستطيع في هذه
العجالة دراسة لشعره ومن أحب المزيد من ذلك فليطالع كتاب (شعراء الدعوة الإسلامية
في العصر الحديث - الجزء التاسع) وبعدما نشر لشاعرنا في مجلة الحضارة الدمشقية
وسواها في سوريا تابع نشر شعره الآن في مجلات المجتمع، والبلاغ، والإصلاح،
والإرشاد.
وفي صحف المملكة كمجلة
اقرأ والدعوة والقافلة وغيرها ولعلنا نرى قريبًا هذه المخطوطات وقد ضمت إلى مجموعة
المكتبة الإسلامية الزاخرة لتكون رافدًا على طريق الصبح القريب إن شاء الله.
نموذج من شعر شريف قاسم
طريق
الله ممشانا
لأخرانا
ودنيانا
وفيه
فلاح أمتنا
إذا
جدت لعليانا
فلا
بدروب من ضلوا
أكف
الفوز تلقانا
ولا
بوهاد من كفروا
نرى
للحق معوانا
ولا
في الشرق أو في الغرب
عزتنا
ومحيانا
مذاهبهم
وكم هدت
لهم
في العيش أركانا
فهم
يحيونها محنًا
وأهوالا
وأضغانًا
وشرعتنا
حملناها
ونور
الشرع أحيانا
ودين
الله يدركنا
کغیث
هلّ تحنانا
فلن
نرضی به بدلًا
ولم
تنكث سرایانا
شريعتنا
لها جند
رأوا
في الدين فرقانًا
به
الرحمن ينصرنا
ويغفر
من خطايانا
ويكلؤنا
برحمته
مدى
الأيام غفرانًا
لنا
في العيش دستور
يزيد
القلب إيمانًا
وخير
العيش ما يرضى
به
الديان مولانا
لذلك
لم نكن نحيا
لغير
الله أزمانا
ولم
نرفع بأربعنا
سوى
القرآن سلطانًا
نقاتل
من يحاربه
ورام
حماه عدوانا
فقد
عدنا لملحمة
يراها
البغي بركانا
لتشرق
بالمنى وترى
مآتي
الخير دنيانا
فقد
كانت شريعتنا
لكل
الناس بستانا
ورد أيضا في صفحة
«ثقافة وفنون» من هذا العدد:
الغريق
قصة قصيرة
بقلم: د. حمدي
حسن- جدة
كان جلده شنزا كالمبرد
ملينًا بالجراشف كجلد تمساح، لقد تحول جلده بفعل المرض إلى لوحة بشرية رسمت عليها
خارطة جغرافية ولعل هذا كان السبب في تسمية مرضه بالصدف الجغرافي، لقد كان فعلًا
لطخًا جغرافيته حمراء متنقلة تثير مشاعر الشفقة والرثاء، كان كلما استيقظ من نومه
وجد فراشه مليئًا بالقشور وكأنه ثعبان انسلخ لتوه من ثوبه وكانت تتساقط عنه القشور
كما تتساقط نشارة الخشب في منجرة وتكمل الأثافي حين تتنابه الحكة فإذا به يتآكل
ويتهارش وكأنه يخوض معركة جلدية ضد الجرب وتساقط ضحايا المعركة قطعًا جلدية شمعية
وتنزف الدماء من تحت أظافره الثائرة وقد حفرت جلده الأخاديد.. كان المرض يؤرق نومه
ويقظته كان يتمنى لو تنشق الأرض وتبلعه حين يقابل الناس مرقعًا مرقطًا كالثعبان
ترى من أين تنبع هذه القشور ومن أين يأتي هذا الجلد ليتني كنت مصابًا بأي مرض
داخلي آخر ليته السرطان.
إن من رحمة الله الكبرى
اختفاء الأمراض عن أنظار المرضى حتى يموتوا في اطمئنان وهدوء هكذا كان يتمتم
وأظافره تحفر جلده كالسياط والدم يتتبع مواضع الأظافر حذو الحافر بالحافر ويبدو
بعد هجمة الحك البربرية وكأنه خرج لتوه من فرع مخابرات لئيم.
ولم يترك أحمد علاجًا
إلا وعاقره حتى الخرافات كان كالغريق الذي يبحث عن قشة وكالمسهوف الذي يبحث حتى عن
سراب، وكنت واحدًا من الأطباء الذين عانوا من علاجه كما عانى من مرضه وشتان بين
المعاناتين، كان كلما عاد من دورة علاجية أجده أسوأ منه قبل العلاج، وكلما أنقله
إلى علاج جديد يحزن على العلاج السابق لكن القاسم المشترك بين جميع الزيارات
العيادية كان قناع النكد والكآبة والتفكير الذي يرزح تحته.. كنت أشعر أنه أسير همٍّ
لا يفارقه ومشكلة لا يكاد يجد لها حلًا.. كل قسيمة في وجهه كانت تشارك في مصيبته
السوداء لقد رصد ملامحه كلها لها فلا يكاد يعطي وجهه رخصة في ابتسامة مجاملة
عابرة.
إن الشدات والنوازل
النفسية أشواك حادة تفجر بالونات الأمل كلما لاحت في الأفق وأبرقت بالشفاء إنها
طبقة قاسية كتيمة تمنع أشعة الأمل من النفاذ المواطن الداء، بل إن هذه الشدات هي
الداء ويجب توجيه العلاج لها قبل الداء.
إيه يا أحمد.. قل لي ما
بك؟ أريد أن أرى بسمتك ولو مرة.. أريدك أن تستجمع كل قواك وتحاول أن تصنع بسمة..
ماذا عن حياتك الخاصة؟ وما القول النفسي الرهيب الذي وقعت في براثنه فافترس ومزق
السعادة في قلبك؟ حدثني لعلي أستطيع مساعدتك أكثر. قال: وماذا تفيد البسمة الصفراء
على الوجه المريض يا طبيب.. إنها بسمة مريضة مهتزة لا تستقر.. إنه الهم يا دكتور،
لقد ركبني الدين منذ سنين، وأذل الدين أعناق الرجال، فلا أعرف منه فكاكًا.. إنه ذل
بالنهار وهمّ بالليل.. هذا هو مرضي وهذا هو الجرثوم الذي يفترس جلدي والمحل
التجاري الذي أديره لا يكاد يفي بمصروف أسرتي الكبير فضلًا عن وفاء الدين.. أريد
منك علاجًا للحكة فقط، أعرف أن مرضي ليس له شفاء.
حاولت أن أشد على عضده..
أن أجعله يتماسك دون جدوى وكم يخذل الطب الطبيب وقت الملمات!
وانقطع أحمد عن العيادة
ولم أعد أسمع له ذكرًا.
***
كنت أمشي مع أسرتي في
السوق مرة وإذا بصوت صديق قديم أعرفه يهتف بي من خلف: من؟ أحمد! كانت تلك المرة
الأولى التي أراه بها مبتسمًا، كان وجهه يتلألأ بالفرح كالطفل يزدرد قطعة حلوى حتى
العظام التي كانت ناتئة في وجهه قد كساها اللحم فغاصت واستعاد جلده رونقه وبهاءه
من جديد.. حدثني عنك وعن الصدف الجغرافي يا أحمد! أبشرك، الصدف الجغرافي قد أصبح
صدفًا تاريخيًا.. انظر.. وكشف ساعده لأرى أن جلده قد تحسن بشكل مثير.. كيف؟ وأي
طبيب استشاري عالجك؟ ونسيت أهلي في الشارع بينما كنت أصيغ إليه السمع ساعة وأتابع
معه رحلة الشفاء المثيرة من مرض أحمق يضرب بلا نظام ولا قانون.. كانت تلك ليلة
روحانية أمضيتها في حرم الله في آخر رمضان أدعو الله فيها أن يفرج كربي.. لقد كنت
مهددًا بالسجن والشيكات التي حررتها بخمسة وثلاثين ألف ريال مازالت بلا رصيد منذ
سنتين وصاحب الدين يريد ماله، وقد أيقن أنني لن أستطيع سداده.. وجرجرت قدمي بخفي
حنين ويممت صوب التاجر الدائن، وأنا أعرف أني سأبيت ليلتي في السجن لا محالة..
أخذت طفلة لي معي كرهينة علها تشفع لي لدى التاجر من السجن، فتأخذه بي رحمة فيؤجل
سجني ريثما أجد لأسرتي مأمنًا.. ودخلت محييًا وأجاب تحيتي بصوت لا أكاد أسمعه،
وكأني كنت أرى تحت ثوبه الأبيض الأنيق سجانًا محترفًا أو ذئبًا مفترسًا.
اجلس.. ثم نادى بابنتي
الصغيرة وابتدرها بمداعبة رقيقة.. قلت في قلبي: أعرفها هي مداعبة التجار
الدبلوماسية التي تشبه الهدوء قبل العاصفة.
أمسك بالهاتف.. قلت:
سيفعلها.. سيستدعي الشرطي الآن لاقتيادي إلى المصير المحتوم وجالت بخاطري الأسرة
التي خلفتها ورائي والمآل الأسود الذي ستصير إليه.. ثم صرخت: سيدي إن ورائي أسرة
تركتها في الحرم بلا معيل، لم يأبه كثيرًا لكلامي واسترسل في مكالمته بصوت خفيض لا
أسمعه ثم رمى بالسماعة على الهاتف.. أنفاسي كانت تتصاعد كالأمواج وتتلاحق كالأشباح..
قلت يا سيدي: أنا على استعداد أن أعمل أجيرًا في محلك عبدًا مطيعًا حتى تستوفي حقك
وتزيد.. لم يرد علي وتابع مداعبة ابنتي الصغيرة بين يديه والتي ارتسمت على عينيها
علامات الخوف والقلق حين سمعت صوتي المهيض.. فتح الخزنة وأخرج الشيكات المكشوفة
ووضعها في يد ابنتي.. أعرفها هي ذات الشيكات التي حررتها بخطى.. آهٍ لو تمزقها
ابنتي إربًا أو تضعها في فمها وتبتلعها وتبتلع معها همومي وأحزاني.. ويقطع التاجر
أحلام يقظتي مخاطبًا بنتي أعطيها لأبيك! ومضت برهة صمت ثقيلة عليّ كالجبال وغسلني
عرق بارد بعد رعدة حارة، ووقفت حائرًا والشيكات بيدي فلا أستطيع حراكًا.. غدًا
العيد يا بنتي ألا تريدين عيدية.
وأخرج ألف ريال من
الخزنة ووضعها في يدها.. لم أتمالك نفسي.. كنت في ذهول كامل سقطت على أقرب كرسي
مني وعيناي بحرا دموع حجبت عني الرؤية.. إذن الدعوات المبتلة الحارة المضطرة في
الحرم لم تذهب سدى.. صرخات أطفالي البريئة من خلفي:: آمين آمين، قد فتحت لها
السماء كما فتح لها قلب التاجر الكبير.. استجمعت قواي وقمت للرجل أقبل ما أطول من
جسمه شاكرًا ممتنًا فكفني وكفكف دمعي، وقال: هون عليك يا أحمد لا تفسد علي عبادتي..
هذا حقك أؤديه إليك، قد قسمه الله لك حين قال: (وفي أموالهم حق معلوم) فلقد ساقك
الله، والله لو تأخرت للغد لاستقبلتك في السجن.. أما الآن فأنت في ضيافة الزكاة..
هذه حصتك من مائدة الغارمين في زكاة أموالنا فاقبلها لا منًّا عليك ولا أذى.. قم
الآن بسرعة وائت بأهلك.. وحياكم الله.. قم قبل أن يضرب مدفع العيد.
إصدارات
دراسات في
الإدارة الإسلامية
تحت هذا العنوان صدرت
سلسلة من الكتب التي تتحدث عن الإدارة الإسلامية بمختلف أنواعها وتشكيلاتها. من
تأليف الدكتور عبدالرحمن الضحيان، وكان موضوع الكتاب الأول: الإدارة والحكم في
الإسلام الفكر والتطبيق، أما الكتاب الثاني فتناول المنظمات الدولية الإسلامية
والتنظيم الدولي دراسة مقارنة، وعنى الكتاب الثالث بتسجيل وثائق المنظمات الدولية
والإسلامية والعربية، وفي كتابه
لجهاد الأفغان أغنى
ديوان شعري جديد للشاعر
الدكتور جابر قميحة هو نتاج معايشة حقيقية لجهاد الشعب الأفغاني المسلم ولعله أول
ديوان في العربية تصور جميع قصائده بطولات الجهاد الأفغاني التي كانت من العوامل
المهمة لانهيار الإتحاد السوفيتي بعد أن أتت بنيانه من الأساس وبذلك تعد قصائده
إضافة حية صادقة للأدب الإسلامي.
أخبار الأمم المبادة في القرآن
عن دار مكة للنشر
والتوزيع صدر كتاب أخبار الأمم المبادة لمؤلفه عاتق بن غيث البلادي، استعرض فيه
أخبار الأولين وما جلبوا على أنفسهم من سخط الله وغضبه لقاء حدودهم عن الحق
وإسرافهم على أنفسهم وتكذيب الرسل. حيث جاء على ذكر قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط
وقوم شعيب وقارون وأصحاب القرية، وأصحاب الفيل وغيرهم من المستهزئين والمستكبرين
والجاحدين.
قصص وأحداث متناثرة في
كتب التفسير والتاريخ والسير جمعها المؤلف الفاضل في الرابع تحدث عن الإصلاح
الإداري، المنظور الإسلامي والمعاصر، وناقش في الكتاب الخامس قضية الإبداع الإداري
المنظور الإسلامي والمعاصر، وشرح في الكتاب السادس والأخير مفهوم الدبلوماسية في الإسلام:
الفكر والتطبيق.
تمت طباعة الكتب الأربعة
الأولى في دار العلم ص.ب: ٤٧٩٧ جدة ٢١٤١٢ ولا يزال الكتابان الأخيران تحت الطبع.
يطلب الديوان من مكتبة
وهبة ١٤ شارع الجمهورية - عابدين - القاهرة ت: ر ٣٩١٧٤٧٠.
كتابه لتكون عبرة لمعتبر
أن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.. صدر الكتاب عن دار مكة -
مكة المكرمة هاتف: ٥٤٤٧٤٩٤ ص ب: ٢٩٩٢
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل